بسام درويش / Jun 29, 2002

تحت عنوان، "أين عقول هؤلاء النساء.. فستان ليلة واحدة ب ( 6000 ) ريال" كتب علي بن سليمان الدبيخي في جريدة الجزيرة السعودية 28 يونيو 2002 المقالة التالية: 

"الموضة وما أدراك ما الموضة، في الآونة الأخيرة ظهر بين النساء مصطلح دخيل علينا أو بالأصح مصطلح مجنون لا يليق بالمرأة المسلمة وهو «لكل مناسبة ثوب» والسبب أن النساء قد شاهدن هذا الثوب عليها فترميه وتقوم بإعداد ثوب جديد رغم تكاليفه - الباهظة والتي تزيد على «6000» ريال وهنا نقف مع الأخت المسلمة عدة وقفات نحو هذا الموضوع الذي أصبح يشكل ظاهرة تثقل كاهل الأسرة وتقلق المجتمع.
أيتها الأخت يا من تملكين العقل الكبير والفكر المستنير أما آن لك أن تقفي مع نفسك حول موضوع الموضة وقفة محاسبة ومصارحة. ونحن هنا سوف نطرق باب الموضة بهدوء وعقلانية تذكيراً لا تعليماً، لأننا على ثقة تامة بأنك تحملين هذا الهم وتبحثين عن حل يقي الأسرة والمجتمع أحد أمراض العصر والتي أفرزتها المدنية الحديثة ووقع فيها من وقع دون النظر في عواقبها الدينية والدنيوية والاجتماعية. أيتها الأخت لا يخفى عليك حال أخوان لك كثيرين يعيشون في شظف من العيش يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وقد يكون هؤلاء من لا يفصلك عنهم سوى جدار منزلك وهناك آخرون تعرض أمامك صور مآسيهم ليلاً ونهاراً تكالبت عليهم الخطوب من كل حدب وصوب، حتى ان الواحد منهم لا يجد ما يستر عورته وما يسد جوعه ولا البيت الذي يؤويه ويقيه برد الشتاء وحرارة الصيف. أليس هؤلاء أحق بدفع هذا المبلغ من فستان يرمى بعد لبسه بساعة أو ساعتين؟ إنك أخيّة مسؤولة عن هذا الإسراف في موقف يشيب من هوله الوليد وتضع كل ذات حمل حملها. كانت نساء السلف الصالح وإلى عهد قريب ولهن نماذج اليوم تخيط الواحدة منهن الثوب الواحد وتلبسه خمس سنوات إلى عشر سنوات وتعد ذلك مفخرة لها بطول عمر ثوبها. أخيّة هلا سألت نفسك هذا السؤال: لماذا لا أكرر لبس ثوبي مرة ومرتين وعشراً وعشرين مرة؟
الإجابة على هذا السؤال لا يملكها سواك أيتها الأخت المباركة والتجربة خير برهان، كرري لبس ثوبك في أكثر من مناسبة ستجدين صعوبة وقلقا في المرة الأولى والثانية بعدها سوف يبارك لك الجميع وستجدين عبارات الثناء والدعوات الصادقة. ولا تلتفتي لقول فلانة وفلانة ولتحرصي على رضا الله أولاً وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم. حيث قال لا تنظر إلى الهالك كيف هلك ولكن أنظر إلى الناجي كيف نجا. فلتعلمي أخيّة ان من حالها لكل مناسبة فستان سوف تندم في الدنيا والآخرة، في الدنيا لخسارتها وفي الآخرة لإسرافها. أيتها الأخت جمال المظهر والهندام أمر مطلوب للمرأة والرجل ولكن في حدود المباح والمعقول والمتعارف عليه.وما أجمل أن تكوني أيتها الأخت قدوة في فعل الخير وعمل الخير ولتعلم الأخوات الكريمات أن النفس تطمئن في
البساطة وتكتئب في الأشياء المبالغ فيها وهذا حاصل ويحصل لكل امرأة بعد كل مناسبة، والتجربة خير برهان.
وختاماً نبارك لكل أخت اتخذت قراراً بمقاطعة الموضة والثبات حتى الممات على عدد بسيط من الثياب.
ودعوة نوجهها للآباء بأن يكونوا على قدر ما أنيط بهم من مسؤوليات تجاه محارمهم ببيان ما يسعدهن ويحفظهن وعدم التفريط أو الإفراط في هذا الجانب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

************ 

عقل المرأة يصبح كبيراً وفكرُها يصبح مستنيراً، فقط حين يخدم القولُ بذلك مصلحةَ الرجل المسلم!

المرأة بنصف عقل.. حصتها من الإرث نصف ما يحق للرجل.. شهادتها في نظر القانون الإسلامي تعادل نصف شهادة الرجل.. ولكن لا بأس بأن يضحك هذا الرجل عليها، ويقول لها، بأنّ عقلها كبير وفكرها مستنير، طالما كان في قوله تشجيعاً لها على الاقتصاد لتوفّر عليه ما يمكن له هو، أن يبذّره على ضرّةٍ لها، أو على امرأةٍ أخرى "يستمتع" بها حلالاً زلالاً، أو حتى على الخمور أو القمار.

أيُّ طبقة من النساء السعوديات هنّ اللواتي بإمكانهنّ تبذير ستة آلاف من الريالات على فستان واحد؟.. لا شكّ بأنهنّ زوجاتٌ أو بناتٌ لسعوديين أثرياء توفّر ثرواتهم لهنّ تلك القدرة على التبذير!..

لا بأس بهؤلاء الرجال الأثرياء أن يبذّروا أموالهم، على سباق الجمال، وعلى المشروبات الكحولية المهرّبة، وعلى مومسات بيروت ودمشق والقاهرة ولندن وباريس.. لا بأس بهؤلاء الرجال كاملي العقول أن يبذّروا أموالهم على موائد القمار في مونتي كارلو ولندن وباريس ولاس فيغاس وغيرها.. لا بأس بهم  أن يرموا بسيارة المرسيدس موديل 2002  ليستبدلوها في منتصف العام نفسه بأخرى موديل 2003 . أما أن تتمتع نسوتهنّ السجينات داخل بيوتهنّ بما يرضي أنوثتهنّ، فآنذاك لا بأس في أن يُقال لهنّ بأنّ لهنّ عقولاً كبيرة وأفكاراً مستنيرة يجب أن تذكّرهنّ بأن ما يفعلنه هو حرام يوجب عذاب الآخرة. لا بل، يجب أن يوبّخن على ما يفعلن لأنهنّ، حسب قول الكاتب، يصبحن "ظاهرة تثقل كاهل الأسرة وتقلق المجتمع" ولأنّ ما يفعلن هو أمر رهيب جداً إلى حدّ، "يشيب من هوله الوليد وتضع كل ذات حمل حملها"!..

********** 

المملكة العربية السعودية تُعتبر من بين أغنى دول العالم. وبالنظر لعدد سكانها الذي لا يتجاوز العشرين مليون نسمة، فإن دخلها من بيع البترول يكفي لأن يجعلها بلداً يخلو من أي جائع أو محتاج، حتى ولو كان هؤلاء من المستخدمين المستَعبَدين الأجانب. ولكن، يبدو واضحاً أن الأسرة الحاكمة لا تنظر إلى هذا الدخل على أنه دخل وطني، إنما على أنه دخل خاص بها، تتكرم على البلاد وعلى الشعب منه بما تشاء، وتضع في حساباتها المصرفية منه ما تشاء.

يكشف الكاتب عن غير قصد، من خلال تعرضه لقضية تافهة من قضايا المجتمع، قضيةً أكثر أهمية، وهي قضية معاناة شرائح من المجتمع "السعودي" من الفقر المدقع الذي يتمثل بالجوع والعري والتشرّد.

لقد شـغل الكاتب نفسه بانتقاد بعض النساء لتبذيرهن بضعة آلاف من الريالات على شراء الفساتين، وكان الأجدر به أن ينتقد الأسرة الحاكمة على ثرائها الفاحش وعلى تبذيرها الذي يبعث على التقيّؤ. هذا الكاتب لا شكّ يعرف بأن جوع وعري وتشرّد الناس الذين يتحدّث عنهم، يمكن أن يتبدّل إلى غذاء ولباس ومنزلٍ حين تُقطع أيدي اللصوص الذين ينهبون أموالهم.

كان الأجدر بالكاتب أن يتحدّث مثلاً عن المراحيض الذهبية المصنوعة خصيصاً لمؤخرات آل سعود التي تشبه وجوههم، فيذكّرهم بالجياع والعريان والمشردين الذين يعيشون في ظلّ مراحيضهم. 

************

حتى الآن، كان الغرب والصهيونية العنصرين الوحيدين على قائمة أسباب فقر وتعاسة الأمة الإسلامية. ولكن يبدو أنه قد آن الأوان للترحيب بانضمام النساء السعوديات وفساتينهنّ إلى هذه القائمة. 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط