بسام درويش / Feb 14, 2002

ثارت عاصفتان في واشنطن ولندن بسبب تصريحات اعتبرت مسيئة للإسلام والمسلمين. ففي لندن أثارت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر قلق الأوساط الإسلامية في بريطانيا لمقارنتها «الاسلاموية» بـ«البولشفية». وأبدى مسلمون بريطانيون استياءهم للآراء التي أوردتها البارونة المحافظة في مقال نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، مؤكدين أنها بمثابة صب الزيت على نار الصراعات العرقية في البلاد. وفي واشنطن طالبت جمعيات عربية واسلامية الرئيس جورج بوش بعزل وزير العدل جون آشكروفت إذا تأكد انه أدلى بتصريحات وصف فيها الإسلام بأنه «دين يطالب الله فيه الشخص بأن يرسل ابنه للموت من أجله»، إلا أن متحدثة باسم وزارة العدل نفت صحة هذه التصريحات، في حين أصر الصحافي الذي قابل المدعي العام على دقتها. فقد أكد الصحافي كال توماس من جانبه دقة نقله التعليقات التي أدلي بها آشكروفت. ووصف توماس أول من أمس تعليقات آشكروفت بأنها «عميقة»، مضيفا أن الوزير قال له أن «الإسلام دين يطلب الله فيه من الشخص إرسال ابنه للموت من اجله، فيما تعتبر المسيحية دينا أُرسل فيه المسيح للموت من اجل الناس».

(جريدة الشرق الأوسط 13 فبراير 2002)

**********

جان أشكروفت على حق، سواء غضب المسلمون أم لم يغضبوا.

إذا كان هذا هو كل ما صدر عن أشكروفت فإن غضبة المسلمين يجب أن تكون موجهة إلى الله وليس إلى أشكروفت. ليس هناك من مسلم على وجه الأرض يمكن أن ينكر بأن الله يطلب من المسلمين أن يذهبوا إلى الموت من أجله. إذا كان الغاضبون لا يعرفون ذلك فهم لا شكّ جهلة بدينهم. أما إذا كانوا يعرفون ذلك ورغم ذلك يصممون على الغضب فهذا لا يعني إلا أنهم يستحيون بدينهم.

القرآن يقول صريحاً أن الله قد تعاقد مع المؤمنين على القتال من أجله: "إنَّ الله اشـترى من المؤمنين أنفسـهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَـقتـُلون ويُـقـتَـلون وعداً عليـه في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بوعده من الله فاستبشـروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم." (سورة التوبة 9 : 111 )

الخطأ الوحيد في هذه العبارة القرآنية، هو حشرها للإنجيل في دعوة الناس للقتال من أجل الله، وليس هناك مخلوق على وجه هذه الأرض يمكن أن يأتي بعبارة واحدة في الإنجيل تطلب من الناس أن يقاتلوا من أجل الرب أو من أجل أي شيء.

محمد نفسه بعث بمن يغتال من أجله، ليس رجالاً فقط، بل امرأة، لا لشيء إلا لأنها انتقدته؛ فذهب من بعث به إليها وأغمد سيفه في ثديها وأخرجه من ظهرها ثم عاد بخبرها إلى معلمه الذي برّأه فوراً من دمها بقوله "لا ينتطح فيها عنزان" لا بل أثنى على القاتل بقوله: "من أحب أن ينظر إلى رجلٍ كان في نصرة الله ورسوله، فلينظر إلى عمير بن عدي."

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط