بسام درويش / Nov 02, 2001

"قالت السلطات السعودية إنها ستأمر رعاياها بمغادرة الولايات المتحدة إذا لم تتوقف المضايقات التي يتعرضون لها منذ وقوع هجمات الحادي عشر من شهر سبتمبر أيلول. وقال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز إن حكومته تعمل على وقف هذه المضايقات.

وكان عدد من السعوديين المقيمين في الولايات المتحدة قد عادوا إلى بلادهم في الأسابيع الأخيرة وشكوا من سوء المعاملة التي تعرضوا لها من قبل السلطات والأفراد على حد سواء..

ويذكر أن عددا ممن يشتبه في ضلوعهم في الهجمات كانوا يحملون جوازات سفر سعودية.

ويشكو السعوديون الآن من أن السلطات الأمريكية تستهدف مضايقتهم بشكل خاص وانهم يتعرضون للتفتيش البدني بشكل دقيق ومبالغ فيه أحيانا بينما لا تهتم السلطات في المطارات مثلا بتفتيش الآخرين بنفس الدقة، وأحيانا باستخدام الكلاب، الأمر الذي يبعث شعورا بالإهانة.

ويذكر أن الشرطة الأمريكية كانت قد تلقت بلاغات متعددة وأجرت تحقيقات فيما يعرف بجرائم الكراهية التي ترتكب ضد من يبدو عليهم المظهر العربي أو الشرق أوسطي من اعتداءات وتحرشات."

(بي بي سي أونلاين 31 أكتوبر 2001)

 

============

قلبي يعتصر ألماً على هؤلاء الأبرياء المساكين!..  

السعوديون وغيرهم من العرب والمسلمين في أميركا يشكون من المضايقة وسوء معاملة السلطات والمدنيين لهم.  السلطات في المطارات تفتشهم بدقة تتجاوز الدقة التي تفتش بها المواطنين الأمريكيين!.. السعوديون يريدون أن يتم تفتيش غيرهم من الناس بالدقة نفسها التي يتم تفتيشهم بها.. هكذا يريدون للتفتيش أن يتم، بالعدل وبالميـزان!

**********

زعماء الدين المسلمون في السعودية يصدرون فتاواهم المحرّضة على كراهية أميركا والمسيحيين، ويصنعون من هذه الكراهية حبوباً مثل حبوب الفيتامين يحمّلونها للمسافرين كي يحافظوا على كراهيتهم لأهل الكفر.

 

قادة المنظمات الإرهابية في العالم، عربٌ ومسلمون، يهددون علناً بأن الشعب الأميركي لن يعرف طعماً للراحة بعد اليوم.

 

قائمة المشتبه بهم من العرب والمسلمين تكبر وتكبر وتكاد الآن تزيد عن الألف معتقل.

 

19 إرهابياً مسلماً كانوا وراء جريمة الحادي عشر من سبتمبر، 15 منهم كانو سعوديين.

 

دعوات الحقد والكراهية تتصاعد يطلقها أئمة المساجد، خارج أميركا وداخلها.

 

الشعب الأميركي لا زال حتى الآن لم يدفن بقية ضحايا الحادي عشر من أيلول، ذلك العمل الإرهابي البشع الذي خطط له سعودي، واشترك في تنفيذه 15 سعودي من اصل 19 إرهابي مسلم.

 

ومع كل ذلك يريدون من السلطات الأمريكية أن تعامل المسلمين والسعوديين في المطارات وعلى الحدود كمعاملة أي إنسان آخر!

لكن ليس هناك بين السعوديين من يخبرنا عن الكيفية التي تعامل بها سلطات المطارات في بلادهم إخوتهم العرب والمسلمين، حتى في الحالات الطبيعية؟..

السعوديون لا يستعملون الكلاب لتساعدهم في عمليات التفتيش. إنهم يعاملون الناس كالكلاب.

********** 

سوء معاملة؟!

تصوروا لو أن عملاً شبيهاً بجريمة الحادي عشر من أيلول قد تم في بلد إسلامي واتُّهم بتدبيره مسيحيون. ثم تصوّروا أن تنطلق أصوات من كنائس في أميركا تبارك العمل الإرهابي. وتصوّروا أن تخرج مظاهرات بعد ذلك في الشوارع الأميركية تطالب بالحرب ضد المسلمين.

تصوّروا آنذاك أي "سوء معاملة" سوف يلقاها المسيحيون في كل العالم الإسلامي. "سوء المعاملة" لن يعني آنذاك "دقة في التفتيش" أو صرخة في وجه مسيحي تقول له "الموت لك يا كافر!". "سوء المعاملة" ستعني آنذاك أنهاراً من الدماء. ستعني حرق أحياء المسيحيين وكنائسهم. "سوء المعاملة" ستعني مقتل مئات الآلاف من المسيحيين قبل أن تتحرك السلطات لتهدئة الوضع.. هذا إن فعلَت!

***********

مع هول الجريمة البشعة التي تعرضت لها الأمة الأميركية.  مع ضخامة عدد القتلى الأضرار المادية الهائلة التي نتجت عنها. ورغم الرعب الذي لا زال الشعب الأميركي يعيشه وهو يسمع عن التهديدات التي يطلقها الإرهابيون وأسيادهم الذين يطلعون كل يوم بفتاواهم من على منابر المساجد يحللون فيها القتل والإرهاب. رغم كل ذلك، أثبت الشعب الأميركي بأنه حقاً من أرقى شعوب العالم على الإطلاق. أثبت قدرة عظيمة على ضبط الأعصاب وعلى ترك معالجة الأمور والتعامل مع الإرهابيين إلى المسؤولين الحكوميين.

أما الاعتداءات التي جرت على بعض العرب أو بعض الذين يشبهون العرب بسحنتهم، فقد كانت أعمالاً فردية ارتكب أكثرها ـ رغم قلة عددها ـ أشخاص كانت غايتهم السرقة ليس إلا. هذه الأعمال، سارع المسؤولون فوراً إلى إدانتها وحذروا بمعاقبة الذين يقومون بها أو بأي عمل من شأنه أن يُفسّر بأنه عنصري أو ديني بأقصى العقوبات التي ينص عليها القانون. ونحن عندما نعرف بأن نسبة تواجد السلاح بين أفراد الشعب الأميركي هي أعظم من نسبة تواجده بين أفراد أي شعب من شعوب العالم، فإننا نقدّر آنذاك مدى قدرة هذا الشعب على السيطرة على عواطفه.  إنه لمن المضحك أن نقول بأن أكثر ما تشكّى منه العرب والمسلمون كان أموراً سخيفة، كالشعور بالضيق من نظرات الأميركيين التي وصفها بعضهم بالمدققة أو المزدرية. ولكن تجدر الإشارة هنا إلى حادثة جرت في جامعة ولاية أريزونا والتي ربما تفسِّـرُ بحد ذاتها حوادث أخرى قيل أنها جرت في أماكن من الولايات المتحدة.

في جامعة أريزونا ادّعى طالب سعودي مسلم اسمه أحمد سعد نسيم بأن طلاباً أميركيين اعتدوا عليه مرتين. في المرة الأولى، قال أن طلاباً هجموا عليه ورشقوه بالبيض في موقف للسيارات بينما كانوا يصرخون "الموت لك أيها المسلم الموت لك!". وعلى أثر ذلك، تناقلت وكالات الأنباء الخبر في كل أنحاء الولايات المتحدة الأميركية. وفي المرة الثانية، بعد أسبوعين، وبالضبط في السابع والعشرين من سبتمبر، وجد أحد عمال التنظيف أحمد نسيم في مرحاض مكتبة تابعة للجامعة وعلى جبهته عبارة مكتوبة تقول: " مُتْ " وفوق رأسه كيس بلاستيكي أسود وفي فمه ورقة مطوية مكتوب عليها عبارات عنصرية. ولكن بعد التحقيق ظهر للبوليس أن هناك أموراً كثيرة تدعو للشك في ادّعاء أحمد نسيم. وعند مجابهته بها أضطرّ للاعتراف بأنه قام بتلفيق القصتين.

ولا زال السعوديون يشكون من "سوء المعاملة" ومن "دقة التفتيش" 

*************

السعودية تفكر بدعوة رعاياها للعودة إلى بلادهم؟.. ألا رافقتهم السلامة. بالتأكيد، لن يحزن لرحيلهم أحد!

هناك مثل عامي سوري يقول: حِرِد الدب عن الكرم.. زاد العنب قنطار!

ويا لفرحتنا!

*************   

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط