بسام درويش / Nov 30, 2001

روت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» استنادا إلى شهود عيان كيف اقدم وزيران في ميليشيا طالبان طيلة يومين على تدمير كنوز متحف كابل الوطني السنة الماضية.
واقدم وزيرا الثقافة قدرة الله جمال والمالية آغا خان معتصم على تدمير 2750 تحفة فنية مستخدمين حجارة وفؤوسا ومطارق ضخمة لأنها ترمز الى كائنات حية ويعتبرانها أصناما.
وقال عالم التاريخ يحيى محب زاده انه توسل هو وعالم آثار آخر، الى الوزيرين بأن لا يدمرا هذه الثروة التي لا تعوض لكن «أحد الوزيرين قال لنا، إذا اعترضنا على عملية التدمير فسيهشم رأسينا بالفأس نفسها». وروى كيف ان الوزيرين استخدما في اليوم الأول حجارة لتدمير التحف الفنية ولكنهما عادا في اليوم التالي بفؤوس والتحق بهما عدد من جنود طالبان حاملين مطارق ضخمة. وشملت عملية التدمير 2750 تحفة فنية.
وقال عالم التاريخ للصحيفة انه لم يبق لديه سوى كتيب قديم مخصص للسياح يعود الى عام 1974 ليذكره بالتحف التي دمرت. ولم يبلغ العالم خارج أفغانستان هذه الأعمال التي ارتكبتها طالبان حتى مارس (آذار) الماضي عندما أعلنت الحركة أنها عازمة على تدمير تمثالي بوذا الضخمين المنحوتين على سفح جبل في باميان واللذين يعودان الى الفترة بين القرنين الثاني والخامس الميلاديين، الأمر الذي أثار استنكار الأسرة الدولية.

(بي بي سي أونلاين نوفمبر 2001)

*********

سبق لي وأن شبّهت حكم "طالبان"  بحكم القرود في المسلسل التلفزيوني الأميركي الشهير "كوكب القرود". ولا زلت أرى في كل خبر تنقله وسائل الإعلام عن هؤلاء "الحكام" ما يؤكد لي اليوم بعد الآخر أن تشبيهي لهم بالقرود، لم يكن في غير محلّه، إلى درجة أصبحتُ حين أرى القرود أتذكّر طالبان!

 

تصوّروا.. وزير الثقافة ووزير المالية دون غيرهما من كل وزراء حكومة القرود هذه يقومان بتحطيم ثروة وطنية وتاريخية لا تقدّر بقيمة. ثروةٌ، إذا كان هناك في حكومةٍ، أي حكومة، وزيران يُفترض أن يكونا أول من يدافع عنها، فإنهما لا بد وأن يكونا وزيري الثقافة والمالية، لأنّ هذه التحف هي حقاً ثروة ثقافية ومالية!

 

لو قام بتحطيم هذه الآثار وزير الأوقاف أو التعليم الديني، لقلنـا، رجعيٌّ متأخرٌ متعصب. ولو قام بذلك وزير الدفاع، لقلنا، أحمقٌ نظر إلى المرآة فرأى فيها دون كيشوت فحمل فأسه وهرع إلى المتحف الوطني. لو قام بها أي وزير آخر لوجدنا له عذراً رغم أنه يصعب علينا أساساً أن نجد عذراً لله في خلقه لهؤلاء!

 

الآثار ليست ملكاً لشعب واحد من الشعوب. إنها ملكٌ للإنسانية جمعاء. ملك للحضارة. ملكٌ لكلِّ طالبِ علمٍ في أي مكان من العالم. وربما لهذا السبب، قام القرود بصب جام غضبهم عليها. لأنهم أعداء للإنسانية وأعداء للحضارة وأعداء للعلم وللعالم كله.

 

عقاب هؤلاء لا يجب أن يكون الموت فالموت لهم رحمة. عقابهم أن يوضعوا داخل أقفاص تُوزّعُ على حدائق حيوانات العالم شريطة أن يشرف على تربيتهم ونخز مؤخراتهم نساء من أفغانستان.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط