بسام درويش / Apr 22, 2004

أنا لا أفهم السبب!.. أنا امرأة مسلمة من الشرق الأوسط. أملك كل الحرية التي احتاجها في الحياة. أنا زوجة، وأم، وأستاذة مساعدة، وحاصلة على شهادة تخرج من أفضل الجامعات الأمريكية. أؤمن بالله وبكل الأنبياء. كذلك أحترم كل الديانات الأخرى.

قرأت مقالة الدكتورة وفاء سلطان التي تتحدث فيها عن نشاط المرأة الجنسي والتي احتوت على حس منطقي. وانتقلت لقراءة ما يسألك عنه قراؤك وما تجيبهم به.. وهنا صدمتني. إنني لأشعر بالأسف لك ولكل الآخرين الذين خسروا هذه الحياة والحياة الأخرى. خسروا حياتهم أيضاً في الشك في بينما أعطاهم الله كل المنافع التي يجب أن يشكروه على الأقل من اجلها. ليغفر لك الله ويهدك إلى الطريق المستقيم.

أريد أن أسألك سؤالاً: هل سمعتَ عن الكهنة الذين يبتزون الناس بعد اعترافهم؟ أنا متأكدة أنك لم تسمع بذلك. لقد درست ذلك كجزء من دراستي لتاريخ المسيحية.

لماذا يحمل المرتدون هذه الكراهية للإسلام ولمحمد ـ صلعم ـ  أنا لا أفهم..

 لك مني أفضل تمنياتي يا سيد،

دكتورة إيناس الخولي."

=============

كنت على وشك أن أحوّل هذه الرسالة كما وصلتني بنصها باللغة الإنكليزية إلى زاوية "وللمفلسين فكرياً مكان"، لكن، ورغم أنني لا زلت لا أجد فيها إلا إفلاساً فكرياً، فقد رأيت أن أعلّق عليها حتى لا تظن السيدة أو القراء أنني قد تجاهلتها عجزاً عن الرد عن بعض ما جاء فيها.

سيدتي الكريمة:

شجّعني ارتباط عنوانك الإلكتروني بموقع للفنون الجميلة على زيارة هذا الموقع لعلّني أتعرّف على بعض إنتاجك الفني. وأعترف لك، بعد أن انتهيت من التأمل في مجموعة رسومك التشكيلية، بأن فكري انتقل فوراً إلى عبارتك التي بدأتِ وأنهيتِ رسالتك بها، وهي، "أنا لا أفهم"!!

لا أجد حرجاً يا سيدتي إن قلت لك "أنا لا افهم" هذا النوع من الفن وأحياناً يحلو لي أن أعلّق عليه ببعض السخرية ـ والناس دون شك تختلف في أذواقها ـ ولكني أعترف أيضاً، بأني غالباً ما أحاسب نفسي وأنا أعلق عليه ساخراً، وأفكّر بأنه لو تسنّى لي دراسته والتعمّق به، لربما استطعت أن افهمه، ولربما ايضاً يتطوّر فهمي له إلى إعجاب به.

ما أريد أن أقوله لك من خلال هذه المقدمة الصغيرة، أنّ عدم فهم فن من الفنون أو ديانة من الديانات أو فلسفة من الفلسفات، يجعلنا عادة نصدر أحكاماً مجحفة وغير حكيمة. إني يا سيدتي أرى فهمك للإسلام كفهمي لهذا الفن.

معرفتي بالإسلام ليست كمعرفتي بالفنون التشكيلية، ولا حتى ببقية أنواع الفنون. لقد دأبت على دراسته لفترة تزيد الآن عن الأربعين عاماً ـ ولم أنتهِ بعد. 

تقولين أنك لا تفهمين السبب الذي يدفع "المرتدين" على كراهية الإسلام ومحمد. (وبالمناسبة، أنا لست مرتداً ولو كنت مسلماً لارتددت بكل تأكيد) وأقول لك أن سبب عدم فهمك لهذه الكراهية قد يكون جهلاً بالإسلام كجهلي بهذا الفن الذي تخصصتِ فيه، اللهمّ إلا إذا كنت حقاً تعرفين تماماً كل شيء عنه ولكنك تتجاهلين ما تعرفين، مما أدّى بك إلى التعامي عما فيه من قبائح.  

أمرٌ واحد يحيّرني يا سيدتي. سواء كنت أُعجب ببعض أنواع الفنون دون غيرها، وسواء كنت أفهم بعضها أو لا أفهم، فإنني بشكل عام أجلّ الفنان إجلالاً عظيماً. إنني أرى الفنان إنساناً من أكثر الناس إحساساً بآلام الآخرين وأفراحهم. أراه أكثر الناس بغضاً للظلم. وأراه أكثر الناس عشقاً للحرية ودفاعاً عنها.  

هنا أتوقف لأسألك: كيف توفّقين بين إحساسك الفني ـ الذي لا أشكّ أبدا بتوفره لديك ـ ودفاعك عن تعاليم الإسلام التي تزخر بالظلم وتحرم الإنسان من أبسط حقوقه الإنسانية، لا بل إنّ كتبه تزخر بما هب ودبّ من عبارات تتنافى حتى مع أي ذوق أدبي واجتماعي؟..

كيف توفقين بين إحساسك المرهف كأنثى ـ ونظرة الإسلام إلى أختك الأنثى؟..

هل تجدين احتراماً للمرأة في قول القرآن عنها بأنها من ممتلكات الرجل وعلى درجة واحدة مع الذهب والفضة والخيل والأنعام وأرض الحراثة: "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام الحرث، ذلك متاع الدنيا والله عنده حسن المآب". (آية 14 سورة 3 آل عمران)

هل تجدين احتراماً وذوقاً في قوله إن المرأة مجرد حرث يأتيها الرجل أنّى شاء ـ أي حسب تفسير الجلالين، من وقوف وقعود وإدبار ـ حتى دون تقدير لطبيعة المرأة الجنسية وحاجاتها: "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم وقدِّموا لأنفسكم واتَّقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشِّر المؤمنين." آية 223 سورة 2 البقرة)

هل تقبلين حقاً أن يكون الرجل قواماً عليك لا لشيء لأنه ينفق عليك من أمواله؟ وماذا إذا اضطرت الظروف زوجك أن يقعد عن العمل فأصبحت أنت التي تنفقين عليه من مالك؟.. هل تصبحين القوامة عليه أم أن حكم الله عليك بأن يكون هو القوام لن يتغير، مهما كانت الظروف: "الرجال قوامون على النساء بما فضَّل الله بعضَهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظاتٌ للغيب بما حفِظ الله واللاتي تخافون نشوزهنَّ فعظوهنَّ واهجروهنَّ في المضاجع واضربوهنَّ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلاً إنَّ الله كان علياً كبيراً." (آية 34 سورة 4 النساء). وماذا أيضاً عما جاء في هذه الآية عن جواز ضربه لك لمجرد الشك في نشوزك؟.. ماذا لو شككت أنت بنشوزه؟.. وإليك تفصيل آخر لهذا الموضوع من أقوال نبيك الذي تكررين هذه "الصلعم" كلما ذكرت اسمه: أيها الناس إنّ لنسائكم عليكم حقاً، وإنَّ لكم عليهنَّ حقاً، لكم عليهنَّ أن لا يوطِـئنَ فرشكم غيركم، ولا يُدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإنَّ الله قد أذن لكم أن تعضلوهنَّ وتهجروهنَّ في المضاجع وتضربوهنَّ ضرباً غير مبرِّحٍ، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهنَّ وكسوتهن بالمعروف، وإنما النساء عندكم عَـوَار لا يملكن لأنفسهنَّ شيئاً، أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهنَّ خيراً. (العقد الفريد 4 : 57) قولي لي أين تجدين في هذا الحديث أي حق من حقوق المرأة؟.. كيف يقول إن لنسائكم عليكم حقاً ولا يتحدث إلا عن حقوق الرجل بضربها ووطئها ومعسها تحته؟..

هل تجدين احتراماً في اعتبارِ لَمسِ المرأة والانتهاء من التغوّط أمرين متساويين في تدنيس الرجل بعد اغتساله تهيؤاً للصلاة: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطَّهَّروا وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه.." (آية 6 سورة 5 المائدة)

إليك بعض ما يقوله عنك القرآن وكتب الحديث وغيرها، لعلّك تستوحين فكرة لرسم لوحة حقيقية تمثّل هذا النبي الذي لم يكن له من همّ إلا إذلال المرأة رغم هوسه بها:

"من حق الزوج على الزوجة أن لو سال منخراه دماً وقيحاً وصديداً فلحسته بلسانها ما أدّت حقه!" (حديث)

"يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين (آية 11 سورة 4 النساء)

"وليس الذكر كالأنثى." (آية 36 سورة 3 آل عمران)

"أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل، قلنا بلى، قال فذلك من نقصان عقلها." (حديث)

"واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجلٌ وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضلَّ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى!.." (آية 282 سورة 2 البقرة)

"لا خير في جماعة النساء إلا عند ذكرٍ أو جنازةٍ، وإنما مثل جماعتهنّ إذا اجتمعن كمثل صيقل أدخل حديدة النار، فلما أحرقها ضربها، فأحرق شررها كل شيء أصابت. (عن عبادة بن صامت، كنز العمال للمتقي الهندي)

"خدمتكَ زوجتك صدقة" (ابن عمر: كنز العمال للمتقي الهندي)

"إن الله كتب الغيرة على النساء والجهاد عل الرجال، فمن صبر منهنّ إيماناً واحتساباً كان لها مثل أجر الشهيد." (عن أبي أمامة، كنز العمال للمتقي الهندي)

"للمرأة ستران: القبر والزوج." (عن ابن عباس، كنز العمال للمتقي الهندي)

"أية امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الحنة." (عن أم سلمة، كنز العمال للمتقي الهندي)

"فجور المرأة الفاجرة كفجور ألف فاجر وبر المرأة الصالحة كعمل سبعين صدّيقاً." (أبو الشيخ عن ابن عمر، كنز العمال للمتقي الهندي) 

"خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره." (عن ابن هريرة، كنز العمال للمتقي الهندي)

"لا تُسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهنّ الكتاب." (عن ابن مسعود، كنز العمال للمتقي الهندي)

"انظري أين أنتِ منه، إنما هو جنّتكِ ونارك!" (ابن سعد، عن عمة حصين بن محصن. كنز العمال للمتقي الهندي)

"لا تأذن المرأة في بيت زوجها إلا بإذنه، ولا تقوم من فراشه فتصلّي تطوّعاً إلا بإذنه" (عن ابن عباس: كنز العمال للمتقي الهندي)

"لا تصومنّ امرأة إلا بإذن زوجها" (عن أبي سعد: كنز العمال للمتقي الهندي) ((والسبب كي لا تتخذ صيامها حجة في رفضها لرغباته الجنسية))

"ليس للنساء سلامٌ ولا عليهنّ سلام" (عن عطاء الخراساني: كنز العمال للمتقي الهندي)

"ليس للنساء وسط الطريق: (عن أبي هريرة: كنز العمال للمتقي الهندي)

إن الفسّاق هم أهل النار، قالوا، يا رسول الله، ومن الفسّاق، قال النساء، قالوا: أولسن بأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا؟ قال: بلى، ولكنهن إذا أُعطين لم يشكرنَ، وإذا ابتلينَ لم يصبرنَ. (عن عبد الرحمن بن شبل: كنز العمال للمتقي الهندي)

"يا معشر النساء! إنكنّ أكثر حطب جهنم، لأنكنّ إذا أُعطيتُنَّ لم تشكرن، وإذا ابتليتنَّ لم تصبرن، وإذا أُمسِكَ عنكنَّ شكوتنّ، وإياكنّ وكفر المنعمين! المرأة تكون عند الرجل وقد ولدت له الولدين والثلاثة فتقول: ما رأيتُ منك خيراً!" (عن أسماء بنت يزيد: كنز العمال للمتقي الهندي)

"أيكنّ وكفر المنعمين! قيل: وما كفر المنعمين؟ قال: لعلّ إحداكنّ أن تطول أيمتها أو تعنس عند أبويها ثم يرزقها زوجاً ثم يرزقها الله منه ولداً ثم تغضب الغضبة فتكفره فتقول: والله ما رأيت منك خيراً قط! (ابن عساكر، عن أسماء بنت يزيد، كنز العمال للمتقي الهندي)

"المرأة المؤمنة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان، فإن النار خلقت للسفهاء، وإن النساء من السفهاء، إلا صاحبة القسط والسراج!" (ابن عساكر عن أبي شجرة، كنز العمال للمتقي الهندي)

"إذا صلّت المرأة خَمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ." (عن أبي هريرة: كنز العمال للمتقي الهندي)

"ليس على النساء غزو ولا جمعة ولا تشييع جنازة." (عن أبي قتادة: كنز العمال للمتقي الهندي)

"لا تُنكح البكر حتى تستأذن قالوا يا رسول الله وكيف يكون إذنها قال أن تسكت (حديث)

"إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس" (حديث)

"إنما المرأة مثل الضلع المعوج إن تركته انتفعت به وإن أقمته كسرته" (حديث)

"أيما امرأة استعطرت فمرَّت على قومٍ ليجدوا من ريحها فهي زانية وقال أيضاً: أحب إليَّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة" (حديث)

"الشعر من إبليس.. والنساء حبائل الشيطان (حديث) 

"أيما امرأة ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة" (حديث)

"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها." (حديث)

"يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكنَّ عليكنَّ لجعلَتِ المرأة منكنَّ تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها" (حديث)

حتى في الجنة، المرأة لخدمة شهوات الرجل: "ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون" (آية 25 سورة 2 البقرة) والمطهرة هي التي طهرت من الحيض، والبول، والنفاس، والغائط والمخاط والبصاق، وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا، وطهر مع ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة، وطهر لسانها من الفحش والبذاء، وطهر طرفها من أن تطمح به إلى غير زوجها، وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ. قال عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس: "مطهرة": لا يحضن ولا يحدثن، ((أي لا يضرطن)) ولا يتنخمن.

وإليك أيضاً بعض اللعنات التي صّبت عليك:

"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح." (حديث)

"والذي نفسي بيده ما من رجلٍ يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها." (حديث)

"إذا باتت المرأة مهاجرة لزوجها أو فراش زوحها لعنتها الملائكة حتى ترجع (حديث)

"لعن الله الواصلة والمستوصلة" (حديث نبوي)

"لعن رسول الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله." (حديث)

"لعن الله القاشرة والمقشورة" (حديث)

"لعن الله المسوفات التي يدعوها زوجها إلى فراشه فتقول، سوف، حتى تغلبه عيناه!" (حديث)

"لعن الله المُفسلة التي إذا أراد زوجها قالت: أنا حائض." (حديث)

"لعن الله زائرات القبور" (حديث)

"لعن الله النائحة والمستمعة والحالقة والسالقة والواشمة والمستوشمة." (حديث)

"لعن الله الخامشة وجهها والشاقة جبينها والداعية بالويل والثبور." (حديث)

وإليك ما عليك أن تفعليه إذا قررت العودة إلى زوجك الذي طلقك: جاءت امرأة لعند محمد وقالت له: يا رسول الله إن زوجي طلقني وإني تزوجت غيره فلم يقربني إلا مرة واحدة ولم يصل مني إلى شيء فهل أُحلُّ لزوجي الأول ؟ فقال رسول الله: لا تحلين لزوجك الأول حتى يذوق الآخر عسيلتك وتذوقين عسيلته!!! (حديث)

وإليك وصفاً للآخرة التي تطمحين إليها:

رؤية نبوية يرويها لنا علي بن أبي طالب ابن عم محمد وزوج ابنته فاطمة فيقول: "دخلتُ على النبي أنا وفاطمة ووجدناه يبكي بكاء شديداً، فقلتُ له: فداك أبي وأمي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟ قال: يا علي ليلة أسرى بي (الملاك) إلى السماء رأيت نساء من أمتي يُعذَّبنَ بأنواع العذاب، فبكيت لما رأيتُ من شدة عذابهنَّ، ورأيتُ امرأة معلَّقةً بشعرها يغلي دماغها، ورأيت امرأة معلقةً بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيتُ امرأة قد شُدَّت رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها، ورأيتُ امرأةً معلقةً بثدييها، ورأيتُ امرأةً رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار عليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيتُ امرأة على صورة الكلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها والملائكة يضربون رأسها بمقامع من نار. فقالت فاطمة: يا حبيبي وقرَّة عيني ما كان أعمال هؤلاء حتى وُضعَ عليهنَّ العذاب؟ قال محمد: يا بنية، أما المعلَّقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، وأما التي كانت معلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثدييها فإنها كانت تفسد فراش زوجها، وأما التي تشد رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها وقد سُلِّطَ عليها الحيَّـات والعقارب فإنها كانت لا تنظف بدنها من الجنابة والحيض وتستهزئ بالصلاة. وأما التي رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار فإنها كانت نمامة كذابة. وأما التي على صورة الكلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها فإنها كانت منانة حسَّادة."

***********

أيّ نبي هذا وزوجته أقرب المقربين إليه كانت تسخر منه ومن الوحي الذي كان يدّعيه. أليست هي التي قالت له: "يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك!" حين ادعى أن الله أوحى إليه آية يحلل له فيها أن يقبل مضاجعة أية امرأة تهب نفسها له: يا أيها النبيُّ إنا أحللنا لكَ أزواجك اللاتي آتيتَ أجورهنَّ وما ملكتْ يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبناتِ عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرنَ معك وامرأة مؤمنةً إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصةً لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرجٌ وكان الله غفورًا رحيما (الأحزاب 50). ألم تقل له أيضاً عندما استنزل هذه الآية: "ألا تخجل امرأة أن تعرض نفسها على رجل!!؟.."

**********

ضربتِ لي مثلاً عن أخطاء الكهنة، ويمكنني أنا أيضاً أن أضرب لك عنهم أمثالاً لا تحصى إذا أردتِ!.. لقد سبق وقلتُ مراراً، ومراراً، ومراراً يا سيدتي، إنني لا أتفرّغ للتعرّض للناس وما يفعلونه، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وقد قال المسيح: "من منكم بلا خطيئة فليبدأ برجم هذه المرأة!.."

ماذا عن قصص الفجور الذي يزخر بها التاريخ الإسلامي بدءاً بمحمد بالذات ومروراً بكل الخلفاء وانتهاء بشيوخ اليوم الذين يفعلون السبعة وذمّتها وكل أنواع القباحات؟.. هؤلاء حقاً يمكن أن نحكم على الإسلام من خلالهم لأنهم يمثلون الإسلام حق تمثيل. أما الكهنة الذين تتحدثين عنهم فلا يمثلون المسيحية. لقد حذّر المسيح تلاميذه والذين سيصبحون تلاميذ لتلاميذه بقوله لهم: "أنْتُمْ مِلْحُ الأرضِ ولَكنْ إنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِماذا يُمَلَّحُ. لا يَصْلُحُ بَعْدُ لِشيءٍ إلاَّ أنْ يُطْرَحَ خارجاً ويٌداسُ مِنَ النَّاسِ." لقد أنذرهم كما ترين أنهم سيطرحون خارجاً ويداس عليهم بالأقدام إذا فسدوا.. ولكن انظري ما قاله نبيك الذي تكررين الصلوات عليه:

قال أبو ذر الغفاري: "قال الرسول أن جبريل قال له: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ولم يدخل النار قال (النبي) وإن زنى وإن سرق قال (جبريل) وإن!! (صحيح البخاري) ومعنى ذلك أنه لا بأس أن يزني أو يسرق المسلمون ولكن المهم أن لا يشركوا في عبادة الله الواحد وإلاَّ خسروا الجنة!

هل لك أن تجيبي على سؤالٍ لي يا سيدتي بأمانة ونزاهة: ماذا تقولين لابنتك البالغة من العمر ست سنوات إذا أقبلت إليك تسألك: "ماما.. ماذا يعني الله بقوله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم؟.. هل تختارين منطق الدكتورة وفاء سلطان آنذاك أو منطق هذا الله البغيض؟..

سيدتي العزيزة: كونك أستاذة مساعدة وحاصلة على شهادة تخرج من أفضل الجامعات الأمريكية لا يغيّر من نظرة الإسلام إليك شيئاً. أما عن الحرية التي تقولين بأنك تملكينها، فليتك توسّعت في الحديث بعض الشيء عنها، ولو فعلتِ لكنتُ برهنت لك أنك بممارستها تخالفين تعاليم الإسلام الذي تدافعين عنه. أما عن كونك زوجة فاسمحي لي أن أخالفك في التسمية. زواجك ليس زواجاً إنما هو عقد شراء بدفعة مقدمة ودفعة مؤخرة. وهو ليس إلا عقد تمليك انتفاع بالبضع (أي بفرج المرأة) وسائر بدنها والمقصود في الإسلام من عقد النكاح هذا هو الانتفاع بالمرأة دون الرجل.(1)

تقول الدكتورة نوال السعداوي في كتابها "الوجه العاري للمرأة العربية: "مؤسسة الرجال تختلف عن مؤسسة النكاح للنساء، وحقوق الزوج غير حقوق المرأة. والحق أنه من الخطأ أن نستخدم اصطلاح حقوق الزوجة لأن الزوجة كإنسانة ليس لها حقوق في ظل نظام الزواج إلا إذا كان العبد له حقوق في ظل الرق أو النظام العبودي. والزواج بالنسبة للمرأة كالرق سواء بسواء."(2)

*********************

(1) كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن الجزيري، دار الكتب العلمية 1990 الجزء الرابع ص 9 وقد ورد الاقتباس في كتاب "النساء في الإسلام" لمؤلفيْه نيوتن ورفيق الحق مطبوع في كاليفورنيا، باسادينا.

(2) دكتورة نوال السعداوي، الوجه العاري للمرأة العربية، 1982 ص 61 والاقتباس من المرجع السابق نفسه. 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط