مرجعاً سلوكياً أو دينياً؟
منقول / Sep 23, 2004

 

عن موقع الحوار المتمدن

بقلم كامل السعدون

 

يعتبر القرآن والسنة المحمدية مراجع أهل الإسلام الأساسية تأسيساً على وصية محمد ذاته في أن قرآنه وسنّته هي مرجعيات المسلمين الأساسية في عباداتهم وسلوكهم اليومي وتعاملهم مع بعضهم ومع الله ومع الناس ممن ليسوا على ملّتهم.


فأما القرآن وهو المفترض أن يكون كلام الرّب فقد ظهر مرتبكاً متناقضاً مضطرب الأفكار ينسخ بعضه بعضا ويشكل بعضه على بعض، لا لعمقٍ أو غموضٍ فيه يقبل التأويل ككلام المتصوفة العظام (الجنيد البغدادي، أبن عربي، الحلاج) أو كبار الروحانيين الحقيقيين من مختلف الأديان والفلسفات الروحية المشرقية الأخرى (زرادشت، بوذا، كونفشيوس، لاوتسي وغيرهم)، ولكن لارتباك وغيبوبة للمنهج في الطرح وازدواج للشخصي المتعلق بالرسول ونسوانه وعياله وأصحابه مع العمومي الذي تغلب عليه قصص وأساطير الأولين والمنسوخة بغير أمانة من صحائف اليهود (والتي هي ذاتها ليست بالكتاب الرباني بل كتابات أنبياء بنو إسرائيل الذين تعاقبوا على الخروج في يهوذا والسامرة والجليل وأريحا منذ الخروج الكبير من مصر في القرن الثاني عشر قبل الميلاد بقيادة موسى (والمشكوك أصلاً في أسطورة ظهوره)، لغاية سقوطهم في أسر البابليين في أوائل القرن السادس قبل الميلاد بعد تدمير عاصمة مملكتهم في أورشليم، لا بل، استمر ظهور أنبيائهم وهم في الأسر في بابل إذ ظهر حزقيال وناحوم وغيرهم حتى ظهور يسوع في القرن الأول للميلاد). وأما السنّة فتلك هي الطامة الكبرى، فالرجل محمد لم يكن (رغم التلميع الوافي الذي عمد له أحفاده ومؤرخو سيرته) ذلك الروحاني الرقيق الحاشية المبرأ والمنزه من اللغو والشهوة والطمع والعدوان، بل إنه كان ذلك السياسي البارع والرجل الغارق في الدنيوية وكان يغلب على تواصله مع الرّب ومع الناس طابع النفاق والطموح الشخصي السياسي والتجاري (حتى إن رجلاً كعليٍ مثلاً كان قياساً له وهو أبن العم والأصغر منه سناً، كان أكثر زهداً وروحانية وخلواً من الجشع والطمع والنفاق السياسي قياساً إلى معلمه ورفيقه وأبن عمه)، ولم يظهر في حياته (تماماً كأغلب أنبياء بني إسرائيل) أي إعجاز روحي أو قدرات خارقةٍ حقيقية يمكن أن تشفع له ادعائه التواصل مع الرّب وتلقي الرسالة منه (والتي أستمر تواردها ما يفوق العشرة أعوام، وهذا ما لم يدعيه حتى أنبياء العبرانيين الأولين ولا حتى جدهم الأكبر إبراهيم).


السنّة وهي سيرة حياة محمد وأفعاله وكلماته والتي حكم علينا أن نتمثلها ونقتدي بها ونعيد استنساخها في القول والفعل، لم تكن في واقع الحال تملك المصداقية والواقعية والعدل والرحمة والضرورة العملية مضافاً إلى أن انتفاء القداسة عن صاحبها (بحكم سيرته وحياته وأقواله وأكاذيبه التي لا يمكن أن ترقى به لمستوى القداسة)، تنفي القداسة عنها ولا تبيح لزام الناس بها بأي حالٍ من الأحوال، فإذا كان الرجل غير صادق، كيف لأقواله أن تكون صادقة أو أن أؤمن أنها صادقة…!


حسناً… لن أستعرض أطنان القوال التي جاءتنا عن طريق الحميراء (ولا أعرف كيف يمكن لحميراء دون سنّ المراهقة حتى أن تكون الناقل الأمين لكل هذا الكم من الأقوال والأفعال)، أو عن طريق أبا الدرداء أو مسلم أو…، ولكني سأكتفي في هذه المقالة بحديثٍ ترافق مع فعلٍ رخيصٍ من بعض أفعال هذا الرجل…!

 


يقول مسلم قال الرسولُ (صلعم) "إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإنها معها مثل التي معها". أما قصة الحديث فإن الرسول وإذا كان يتمشى ذات مرة في جولةٍ مسائيةٍ، صادفته امرأة جميلةٌ، وأظنها كانت تتمشى ذاتها بغنج ودلال وتراقص الأثداء وتتقصع تقصع نجمات السينما أو راقصات (الستربتيز) في عصرنا، وإذ بالرجل الخمسيني أو ربما الستيني في حينها، يفور الدم في أطرافه والأعضاء ويحمر وجهه ويخضر ويتعرق، ثم يهرول جهة بيته أو البيت الأقرب من بيوته والذي كان بيت زوجته زينب، وبعد قرابة الربع ساعة خرج من بيته مهرولاً جهة المسجد ليطلق قولته تلك التي يريد منا الأشياخ أن نتبعها وأن نظل نتداولها بتلذذ وإيمان وشغف، لأن القائل هو رسول الرحمن محمد …!


تخيل عزيزي القارئ لو إنك كنت برفقة محمد في تلك اللحظة وكنتما تتجولان في تلك الأمسية وتتبادلان الحديث الودي عن شؤون الدين والدنيا ومكارم الأخلاق وإذ بكما تصادفكما تلك المغناج الجميلة الملفوفة الخصر المشدودة الساقين الرجراجة الأثداء، وإذ بصاحبك يلتهب جسده في الحال فيودعك قائلاً أتنتظرني هنا لأفرغ حاجتي في بيت زينب وأعود.. ثم يعود لك عقب ربع ساعة ليوصيك بأن تفعل مثله في المرات القادمة التي تصادفك بها مثل تلك المرأة …!


هل يمكن أن تؤمن أن هذا الرجل، هذا الشيخ الخمسيني العجوز الذي يملك من النساءٍ كماً ويعيش تنوعاً عاطفياً وجنسياً لا يعيشه إلا أباطرة زمانه، يمكن أن يكون مرسلاً حقاً من الرّب ومشغولٌ فعلاً في إيصال رسالة الرّب وبناء مجتمع الرحمة والعدل والسلام والحب، ويملك فوق هذا هكذا نفس شهوانية وحسية (وسخة) بحيث تتوتر وتتغلب على نوازع الحكمة في بحر ثوانٍ بحيث يفارق طريقه ليلج بيته ويغتصب زوجته، ثم يخرج وقد تخفف من شهوته فغدا حكيم زمانه وجاء ينصحنا بمكارم الأخلاق …!


أقسم لو إنه كان أبي ذاته وفارقني في وضح النهار ليدخل على أمي، لسقط من عيني في ذات اللحظة ولفقدت القدرة على تصديق أي قولٍ يصدر منه بعد هكذا تجربة شهوانية رخيصة، فكيف وأبي أمضى في الحبس سنيناً وحين خرج، ذهب ليبحث عن رفاقه القدامى قبل أن يدخل البيت ليضاجع أمي…!


لو إن الرجل مدعي النبوة محمد، كان فعلاً روحانياً وصاحب رسالة وكان مؤمناً برسالته ولم يعتذر عن تلقيها ونقلها، أظنه لكان أسمى روحاً وأنبل نفساً وأكثر قوة وصبراً على احتمالات الإغراء، كيف لا ولم تغلب الشهوة رجالٌ دونه في الإدعاء وأكبر منه في البلاء… عشراتٌ بل المئات من متصوفة الإسلام والمسيحية والبوذية والهندوسية والزرادشتية وغيرها…!


نذكر في هذا الباب العظيم غاندي… الوثني الهندوسي (حسب ما يطلقه عليه روحانيونا الزائفون)… غاندي عاش مع زوجه على سريرٍ واحد قرابة الستة وثلاثون عاماً ولم يرد في باله أن ينقلب صوبها ليقضي حاجته رغم إن الحب الروحاني الشفيف الذي جمعهما، كان أسمى وأكبر من حب كل نسوان محمد له، ورغم إن امرأته ووحيدته كانت الوفية له حتى النفس الأخير… لماذا…؟


لأن الرجل كان منشغلاً بقضية تحرير بلاده من الاستعمار البريطاني ورغم عدالة تلك القضية فالرجل لم يرفع عصا بوجه الإنجليز ولم يهرق في كفاحه دمٌ ولم يدعو في خطبه إلى الجهاد وذبح العباد، ولا أفتى بشيء عن الجنس والطعام والخمر والجواري، لأن انشغاله كان في قضيةٍ أسمى وأكبر من كل هذا، ولأن دينته كان فيه من الروحانية والنقاوة ما ليس في دين محمد، ولأن شخصيته وتربيته أنبل وأسمى وأعظم مما كان لمحمد…!


وقبل ذلك… الأمير الهندي النبيل بوذا الذي ظهر في القرن الخامس أو السادس قبل الميلاد وفارق القصر والدولة والسلطان والتاج والدر والمرجان، ليسرح في غابات الهند باحثاً عن الحقيقة وبعد عشرات السنين من التأمل والبحث والبؤس والجوع والصوم الطويل، هتف فينا "لم أجد الله ولكني وجدت بؤس الإنسان في كل مكان"، وترك لنا وللناس عامةٍ أجمل فلسفةٍ روحية عرفتها البشرية…!


أو يسوع الذي رافقه الإعجاز منذ لحظة الولادة… يسوع الذي دعا للحب وللحب وحده… يسوع الذي رحم الخاطئات وأوقف رجمهن قائلاً "من لم يكن على خطيئة فليرمهن بحجر…"…!


مثل هذه النماذج… تلك التي أقترن القول الشريف عندها بالفعل الشريف السامي المنزه من الرخص والوضاعة والدونية… تلك يمكن أن تكون لأقوالها مصداقية، ويمكن أن نقتدي بها ونحن مطمئنون كل الاطمئنان، أما أقوال محمد فبينها وبين أفعاله بونٌ شاسع، وللرجل في المرأة والحياة الزوجية والعلاقات بين الناس أقوالٌ كثيرةٌ تدل على بؤس نفسيته ودونية شخصيته وعدوانيته، أو ليس هو القائل "ما أجتمع رجلٌ وامرأة إلا والشيطان ثالثهما..".


تخيل كم هو مهووس بالجنس هذا الرجل الذي سرق من عمر الإنسانية قرابة الألف عام في دعوةٍ مريضة زائفةٍ هشة الأساس معوجة البنيان…

23 سبتمبر 2004

kamilalsaadon@online.no

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط