بسام درويش / Feb 27, 2007

"سيد المرسلين"، و"أشرف الأنبياء والخلق جميعاً" وصفان لمحمد يترددان على ألسنة المسلمين، وخاصة أئمة الجوامع الذين تكاد لا تخلو منهما عظةٌ من عظاتهم.

 

كلنا نعرف ما تعنيه كلمة "سيد". يفسرها المنجد في اللغة والأعلام: سادَ: سيادةً وسؤدداً.. أي شَرُفَ ومَجُدَ. ساد قومهُ أي صار سيدهم ومتسلطاً عليهم. والسيد هو ذو السيادة. وهكذا، فإن محمداً بنظر المسلمين هو السيد الذي شَرُفَ ومَجُدَ على كل المرسلين.

وكلنا يعرف ما تعنيه كلمة "شريف". "الشريف" هو "الذي علا في دينٍ أو في دنيا" كما تقول معاجم اللغة. والإنسان الشريف بنظر الناس، هو النزيه الذي تعف نفسه عن ارتكاب الأمور الدنيئة من سرقة وكذب واشتهاء لأموال الغير وبناتهم ونسائهم.

 

إذا كانت هاتان الصفتان تُطلقان على محمد، فماذا عن شخصية أخرى مميزة ورد ذكرها في القرآن وفي الكتب الإسلامية الأخرى التي تكاد تقارب القرآن قداسةً في أعين المسلمين؟!..

أقصد شخصية المسيح!

لننظر:

 

ـ ولادةُ المسيح عجائبية لا مثيل لها في القرآن على الإطلاق:

 

لم يمسّ أمه رجلٌ:

وُلدَ المسيح من عذراء لم يمسّها رجل إذ بعث الله إليها بروحه لتتمثل لها بصورة بشرية وتبشرها بأنها ستحمل بغلام، وقد اختار له الله بنفسه الاسم الذي سيدعى به: المسيح.

 

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا، فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا، قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غلاماً زَكِيًّا" (مريم: 16 ـ 19)

"ِإذْ قالتِ الملائكةُ يا مريمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بكَلِمَةٍ منهُ اسمُهُ المسيحُ عيسى ابْنُ مريمَ وَجِيهًا في الدنيا والآخِرَةِ ومن المُقَرَّبِينَ" (آل عمران: 45)(1)

 

فكان جوابها:

"قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ الله يَخلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ"  (آل عمران: 47)

"قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لي غلامٌ ولم يَمْسَسْني بشرٌ ولم أكُ بغيّا!؟.. قالَ كذلكِ قالَ رَبُّكِ هو عليَّ هيِّنٌ ولنجْعلَهُ آيَةً للنَّاسِ ورحْمةً منَّا وكانَ أمرًا مقضيًّا" (مريم: 20 ـ 21)

 

آنذاك نفخ الله من روحه فيها فحبلت بغلام آية للعالمين! 

 

الشياطين تحضر ولادة كل إنسان إلا ولادة المسيح:

وورد في كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي أنه "لما ولد عيسى بن مريم عليه السلام أتت الشياطين إبليس فقالوا: أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها فقال هذا حادث، مكانكم، فطار حتى أتي خافقي الأرض، فلم يجد شيئاً، ثم وجد عيسى عليه السلام قد ولد وإذا الملائكة حافين به، فرجع إليهم فقال: إن نبياً قد ولد البارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا وأنا حاضرها إلا هذا، فأيسوا من أن تعبد الأصنام بعد هذه الليلة!.."

 

"وللهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض طَوْعًا وَكَرْهًا.." (الرعد: 15)

يروي الطبري أن مريم حين حملت جاءتها امرأة زكرياء تزورها "فلما فتحت لها الباب التزمتها، فقالت امرأة زكرياء: يا مريم أشعرت أني حبلى. قالت مريم: أشعرت أني أيضاً حبلى. قالت امرأة زكرياء: فإني وجدتُ ما في بطني يسجد لما في بطنك!.."

ويتابع السرد: "فلما ولد عيسى لم يبقَ في الأرض صنم يعبد من دون الله إلا أصبح ساقطاً لوجهه!.."

(تاريخ الرسل والملوك للطبري)

 

المسيح تكلم وهو بعد جنين في بطن أمه:

"فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا." (مريم: 23)

 

ـ طفولة المسيح:

المسيح حدّث الناس وهو لا زال في المهد:

"فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا." (مريم: 29 ـ 33)

 

ـ للمسيح سلطان عظيم:

قادر على خلقِ حياة من الطين:

"إني أخلق لكم من الطين كهيئةِ الطير فأنفخُ فيه فيكونُ طيراً بإذن الله!.." (آل عمران: 48)

 

قادر على شفاء المرضى:

"وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ!" (آل عمران: 48)

 

قادر على إحياء الموتى:

"وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله!" (آل عمران: 48)

 

يعرف سرائر الناس:

"وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ!" (آل عمران: 48)

 

ـ المسيح مبارك أين رحل وحلّ:

"وجعلني مباركاً أين ما كنت.." (مريم: 31)

 

ـ المسيح ليس جباراً ولا شقياً:

"وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً.." (مريم: 32)

لم يجعله الله جباراً، والجبار في قواميس اللغة العربية هو، المتمرّد المتكبّر العاتي القاسي القلب.(2)

 

ـ المسيح لا زال حياً، يقول القرآن:

 

"وقولهُم إنّا قتلنا المسيح ابنَ مريمَ وما قتلوهُ وما صلبوهُ ولكن شُبِّهَ لهم وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكٍّ منه ما لهم بهِ مِنْ عِلمٍ إلا اتّباعَ الظنّ وما قتلوه يقيناً. بَل رَفَعَهُ الله إِلَيْهِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا" (النساء: 157 ـ 158)

 

ـ المسيح شفيع في الدنيا والآخرة:

ِذْ قالتِ الملائكةُ يا مريمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بكَلِمَةٍ منهُ اسمُهُ المسيحُ عيسى ابْنُ مريمَ وَجِيهًا في الدنيا والآخِرَةِ ومن المُقَرَّبِينَ!.." (آل عمران: 45)

ووجيه الناس هو شفيعهم، ويذكر "تفسير الجلالين": "ذا جاهٍ في الدنيا بالنبوة والآخرة بالشفاعة والدرجات العلا ومن المقربين عند الله."

((من عادات العرب عندما يحصل بين عائلاتهم أو عشائرهم خلافٌ ما، يوسطون بينهم شخصاً يتمتع بالاحترام من الطرفين ويسمونه "الجاهة". فيشفع عند هؤلاء وأولئك وعندما يقبل الطرفان شفاعته ينتهي النزاع ويحل السلام بينهما.))

 

ـ المسيح سيعود، وعودته ستكون علامة لنهاية العالم:

"وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ" (الزخرف: 61) أي كما في تفسير الجلالين: علمٌ للساعة أي "تُعلَمُ بنزوله"

 

ـ أم المسيح فوق نساء العالمين:

يصف القرآن أم المسيح بما لايقوله عن أية أم أو امرأة أخرى:

"يا مَريَمُ إِنَّ الله اصطفاكِ وطهَّرَكِ واصطفاكِ على نساء العالمينَ" (آل عمران: 42)

طهّرك أي جعلك خالية من العيوب والدنس. وتأكيداً لاختيارها على نساء العالمين فإنه كررها مرتين في نفس العبارة: اصطفاك وطهّرك واصطفاك!..

===========

من هو محمد بـ "المقارنة" مع المسيح بناء على ما يعلمه الإسلام؟. ..

هذا بالطبع إذا افترضنا جواز المقارنة!..

لننظر:

ـ ولادة محمد لا ذكر لها في القرآن.

كل ما قيل من حكايا حول ولادته كان نسج خيال في الروايات التي وردت في السيرة النبوية وغيرها من الكتب الإسلامية. فلو كان لأي من تلك الروايات أيّ سندٍ لما تأخر "الله" عن ذكرها في القرآن. محمد لم يعرف أباه ولا أمه، ولن أتطرّق هنا إلى ما قيل عن إمكانية كون محمد ابن زنا إذ أفضّل الحفاظ على المقارنة من خلال ما يعلمه الإسلام بهذا الخصوص. لا ملاك بشّر به ولا الله نفخ فيه من روحه ولا اكترث ساعتئذٍ بخبر ولادته إنسان.

حتى أم محمد لا ذكر لها في القرآن إنما هي ككل النساء اللواتي جعلهن أدنى مرتبة من مرتبة مريم أم المسيح التي اصطفاها الله وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين!

 

ـ الشيطان كان حاضراً ساعة ولادة محمد:

ذكرتُ أعلاه ما جاء في كتاب "إحياء علوم الدين" قوله إن الشيطان قال عن ولادة المسيح، "ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا أنا حاضرها إلا هذا.." وهذا يعني أن الشيطان حضر ولادة محمد كحضوره لولادة أي شخص آخر عدا المسيح، لا بل نخسه الشيطان ساعة ولادته كما ينخس كل مولود آخر، والنخس غالباً يكون للبهائم فإذ راجعنا معاجم اللغة نجد أول تعريف للنخس كما يلي: "نخس نخساً الدابة أي غرز جنبها أو مؤخّرها بعودٍ ونحوه فهاجت"، و"نُخِسَ البعيرُ" أي "اصابه الناخسُ". لكن المسيح وأمه مريم هما المولودان الوحيدان اللذان لم يتجرأ الشيطان على نخسهما، وذلك بشهادة محمد: "ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه"! (تفسير القرطبي)

 

ـ لم يأتِ بأيّة معجزة:

على العكس من المسيح، لم يصنع محمد أيّة معجزة تبرهن للناس على أنه حقا مرسل من الله. لقد تحدّاه الناس أن يأتي بمعجزة لإثبات نبوته وخاصة أنهم أظهروا شكوكهم بمصدر الكلام الذي يأتيهم به ويقول عنه بأنه وحي إلهي، فردّ على تحدّيهم بقوله إنّ هذا الكلام بحدّ ذاته هو المعجزة، وتحدّاهم أن يأتوا بكلامٍ مثله:(3) "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ ممَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّن مثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم من دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ!" (البقرة: 23)

ثم حذّرهم بعد ذلك أن يجربوا بأن يردّوا على التحدّي إذا قال لهم، "فَإِن لمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ!.." (البقرة: 24)

 

ـ لا قدرة لمحمد على أن يشفع لأحد:

الشفاعة، يقول القرآن، هي لله ولا احد يشفع عنده إلا بإذنه. "قُلْ للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (الزمر: 44) "مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" (البقرة: 255)

والله إذ أذنَ للمسيح أن يكون شفيعاً عنده، لم يأذن لمحمد بأن يشفع للمذنبين حتى ولو ترجاه سبعين مرة أن يفغر لهم:

"استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين." (التوبة: 80)

"سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم، لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين" (المنافقون: 6)

"أفأنت تنقذ من في النار؟.." (الزمر: 19)     

 

تجدر الملاحظة هنا، أن شفاعة المسيح عند الله أمرُ بديه لا جدال فيه لأن المسيح باعتراف القرآن وباعتراف محمد نفسه، شخصٌ طاهر لم يعرف الذنب ولا الذنب عرفه، حتى أن الشيطان لم يحضر ولادته ولا قام بنخسه كما يفعل  مع جميع البشر ومن بينهم محمد!

أما محمد فكان شخصاً مذنباً امره الله مراراً أن يتوب عن ذنوبه ويطلب المغفرة لخطاياه وأن يلجأ للصلاة ليطهّر نفسه من العيوب،  وأن يترك الرجز، والرجز هو: "القذَر، عبادة الأوثان، الإثم، الذنب..":

"واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار." (غافر:55)

"يا أيها المدّثر، قم فأنذر، وربك فكبـِّر، وثيابك فطهِّر، والرجز فاهجر!.." (المدثر: 1 ـ 5)

"واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات.." (محمد: 19)

هنا أيضاً تجدر الإشارة إلى كيف يغيّر الله عقله مرارا في القرآن، فمرة يقول له إنه سواء استغفر أو لم يستغفر لهم فإن الله لن يغفر لهم، ومرة أخرى يأمره بأن يستغفر لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات.

كيف يستغفر المذنبُ للمذنبين؟.. أليس الأحرى به أن يتطهر من ذنوبه قبل أن يتجرأ على طلب المغفرة لغيره؟

 

ـ محمد عرضة للشيطان وخاضع لتأثيره:

قرأنا كيف أن الشيطان ينخس كل المولودين من لحمٍ ودم بمن فيهم محمد إلا المسيح وكيف أنه لم يجرؤ على حضور ولادته. لكن علاقة الشيطان مع محمد تختلف كل الاختلاف لأنه أيضا معه دائماً وسلطته على عقله عظيمة جداً إلى درجة أنه ينسيه أحياناً ما يأمره الله به من عدم الجلوس مع الذين يجادلونه في الدين: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرِض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسيك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين" (الأنعام: 68)

تجدر الملاحظة هنا أن محمد يتذرّع بهذه "الآية" للتهرب من الحوار مع الذين يجادلونه في ادّعاءاته.  

 

ـ محمد يتعيّش بالقتل والنهب

كان محمد وأتباعه يعتاشون على قطع الطرقات وغزو القبائل والسطو على أرزاق الناس، ولقد قال هو نفسه "وجُعِلَ رزقي تحت ظل رمحي!.." بينما لم يعتدِ المسيح على أحد ولم يسرق أحداً لا بل عندما أراد تلاميذه أن يأكلوا ذات مرة سألوه إذا كان بقدرته أن ينزل لهم مائدة من السماء ففعل:

"إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ الله إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لأوّلنا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

قَالَ الله إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ." (المائدة: 112 ـ 115)

 

ـ محمد محارب مقاتل جبار:

على العكس من المسيح الذي صوره القرآن رسولاً ونبيا مسالماً، شفيعا، مخففاً لآلام البشر وشافياً أمراضهم، ليس هناك من صورة لمحمد يمكن استخلاصها، سواء من القرآن أو الحديث أو السيرة، غير صورة واحدة. صورة المحارب المقاتل المتجبّر المخادع والمهووس بحب المال والنساء وخاصة صغيرات السنّ. 

 

ـ محمد لا يستحقّ حتى لقب "نبي"!

يقول القرآن عن المسيح كما رأينا أعلاه إنه ينبئ الناس بما يأكلون وبما يخبؤون في بيوتهم، وهذا علمٌ للغيب لاجدال فيه بينما يعترف محمد بأنه لا يعلم الغيب ولا يقول إلا ما يوحى له به: "قُل لا أَقُولُ لكمْ عندي خزآئِنُ الله وَلا أَعلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لكم إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هلْ يَستَوي الأَعْمى والْبصيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ!!!" (الأنعام: 50) وبذلك يكون أقلّ منزلة من المسيح.

إضافة إلى ذلك، أيّ نبيّ هو محمد، وقد أمر بقتل الغلام الذي كان يخدم مارية أم ولده إبراهيم بعد أن تناهى إليه ما يقوله الناس بأنّ للغلام علاقة جنسية مع مارية. ولولا بعد نظر عليّ ابن عمه الذي ذهب ليقتل الغلام بأمره، لكان محمد قد أمر بقتل إنسان بريء لا ذنب له على الإطلاق، (ولطالما قتل أبرياء) حيث تبين لعلي أن الغلام خصي لا قدرة له على الجماع فعدل عن قتله!

حقاً:  هلْ يَستَوي الأَعْمى والْبصيرُ.. أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ!!!؟؟؟ 

 

ـ المسيح حيّ، محمد مات، بل مات ميتة لا تليق بنبيّ:

قضى محمد ساعاته الأخيرة مهلوساً من آثار مرض الصرع الذي كان يعاني منه طيلة حياته وخاصة ساعات "نزول الوحي". بدأ أول أيام نزاعه التي امتدت ثلاثة عشر يوماً وهو يصرخ من صداعه: "وارأساه وارأساه!.." وحين اشتد به المرض اشتدت هلوسته فكان يصرخ "أين أنا اليوم أين أنا غداً" يريد أن يعرف عند مَن مِن زوجاته سيقضي ليلته في ذلك اليوم ومع من منهنّ سيقضي ليلة الغد!..

وتتضارب الروايات حول أسباب موته، إذ يقال بأن الصرع الذي كان يعاني منه قد أصاب أخيراً منه مقتلاً، أو أنه مات من أثر سُمٍّ وُضع له في الطعام، إذْ تذكر الروايات قوله لعائشة وهو يحس بثقل المرض عليه: "يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أُسْمِمْتُهُ بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم!.."(4)

=============

=======

ما استشهدنا به لم يكن إلا غيضاً من فيضٍ مما تضمنته المراجع الإسلامية عن هاتين الشخصيتين القرآنيتين: المسيح ومحمد.

والآن، وبعد هذا السرد الموجز، أودّ أن أوجه سؤالي إليك عزيزي المسلم:

أنا لا أريد أن أزعزع إيمانك بعظمة هذا الرسول الذي تؤمن به، لكن، هل لك أن تمسك بيدي وتساعدني على الإيمان بما أنت تؤمن به؟

هل لك أن تطلعني على الأسس التي تبني عليها اعتقادك بأن محمداً هو بحق سيد على كل المرسلين وأشرف منهم ومن جميع البرايا؟

يبدو أنك قانع بأن الذي حضر الشيطان ولادته ونخسه هو سيد ذاك الذي خاف الشيطان من حضور ولادته ولم يجرؤ على نخسه!  فهل يمكنك يا عزيزي أن تعطيني سببا يدعم اعتقادك هذا؟

يبدو أنك قانع بأنّ قاتلاً كمحمد (وإذا اعتقدت انني أفتري عليه فأرجوك أن ترجع إلى ما اقتبسته من كتبك في هذا الجزء من الحديث وفي جزئه الأول) فهل يمكن أن تقنعني بأن القاتل أفضل واشرف من المسالم الوديع الشافي المخفف لآلام وأمراض البشر بناء على كتبك أنت؟.. ما رايك برجلين يسكنان في حيّك حيث تربّي أولادك ، أحدهما قاتل يحمل سيفاً يلوّح به في وجه كل خارجٍ من بيته أو داخلٍ إليه، والآخر يمدّ يده فيشفي الخارج ويربت على ظهر الداخل؟.. مَنْ مِنَ الاثنين تتمنى أن يكون السيّد في حيّك وتأمن أن يخرج أولادك ليلعبوا برعايته؟

 

وإذا كان أحد هؤلاء الاثنين في حيّك، وكلٌّ منهما يدّعي أنه رسول كريم من الله، مَنْ مِنَ الاثنين ستصدِّق؟.. أذاكَ الذي يضع سيفه فوق رقبتك ويهددك بقتلك وقتل وسبي أولادك وبناتك إن لم تؤمن به، أم ذاك الذي يضع يده عليك فيشفي مرضك ويملأ قلبك من سلامه سلاماً؟..

أنا يا عزيزي المسلم لا أؤمن بأي من الإثنين نبيا ورسولاً!.. أطلب منك المساعدة فهل لك أن تساعدني؟

=============  

1 ـ لاحظ التناقض إذ يقول القرآن مرةً بأن الله أرسل لها روحه التي تمثلت لها بشراً وفي الآية الأخرى يقول بأنه أرسل لها ملائكة

2 ـ من الواضح إن القرآن بتنزيهه للمسيح من الجبروت فإنه لا يذمّه إنما يشيد به لكن مما يدعو للسخرية أن يسبغ هذه الصفة "الجبار" على الله نفسه!..   

3 ـ لي حديث في المستقبل عن هذا الموضوع.

4 ـ السيرة الحلبية

* وللمزيد من المراجع يرجى إعادة قراءة الجزء الأول من هذا الموضوع.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط