بسام درويش / May 03, 2013

 

تناقلت وكالات الأنباء العربية والغربية خبراً يفيد بأن ناشطين مسلمين أمريكيين قاموا بإطلاق حملة إعلانية لإعادة تعريف كلمة "جهاد"، والتي حسب قولهم، "تم تشويهها على يد المتشددين الإسلاميين والجماعات المعادية للإسلام."

وجاء في الخبر الذي نشره موقع سي إن إن بالعربية أن الحملة تهدف إلى تثقيف "العالم" بالمعنى الحقيقي للكلمة. وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إن كلمة "جهاد" تعني "المقاومة من أجل هدف نبيل."

ويقول عوض إن الحملة ستستخدم 25 حافلة تنطلق من مدينة شيكاغو للتوسع لاحقاً فتصل إلى مدينة سان فرانسيسكو.

==============

إنه لأمرٌ كان يمكن أن يشجع على التفاؤل، فقط، لو كان هؤلاء الناشطون صادقين ونزيهين في نيتهم؛ إذ أنهم لو كانوا كذلك، لكانوا قد توجهوا بحملتهم وحافلاتهم إلى الشعوب والبلاد الإسلامية ليجولوا في مدنها وشوارعها، يعلمون المسلمين بأن الجهاد هو فقط جهاد لتحسين النفس ومن أجل نشر السلام والمحبة.

 

لا المكان الذي اختاروه هو المكان المناسب، ولا الشعب الذي توجهوا إليه هو الفريق الذي يحتاج إلى سماع تعريفهم الجديد لكلمة جهاد.

 

في الواقع، إن السّواد الأعظم من الشعب الأمريكي لم يسمع بهذه الكلمة أو معناها إلى أن قام بتعريفه عليها المسلمون أنفسهم. تعرف على معناها من خلال مشاهدته لمراسم قطع رؤوس الأبرياء أمام الكاميرات وأعمال حرق الكنائس واختطاف الطائرات وتفجير المدارس والفنادق والمنتجعات السياحية ومحطات القطارات والماراثونات الرياضية وغيرها. وعرف معناها على أبشع صورة عندما فقد ما يزيد عن ثلاثة آلاف من أبنائه يوم الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 ضحية لها.

 

لو كان هؤلاء الناشطون حقاً صادقين في عزمهم على إعادة تعريف هذه الكلمة وتغيير مفهومها، فقد كان عليهم أن يتجهوا بحملتهم إلى البلاد الإسلامية وإلى شعوب تلك البلاد وأئمتها ومعلميها ومربّيها ووسائل الإعلام. هؤلاء هم بالضبط الذين يحتاجون لمن يقنعهم بمفهوم جديد لهذه الكلمة وليس بإعادة تعريف لها! 

 

أمّا عن التعريف الجديد للجهاد الذي طلع به السيد نهاد عوض فإنه ليس إلا دليلاً على عدم نزاهته هو وشركاؤه الناشطون في هذه الحملة.  تعريفه للجهاد بأنه "مقاومة من أجل هدفٍ نبيل"، هو تعريف لن يخالفه فيه إرهابي واحد. فهل هناك من هدف أعظم نبلاً يعلمه القرآن من محاربة الكفار حتى يدخلوا دين الإسلام أو أن يخضعوا لنظامه ويدفعوا ضريبة خضوعهم وهو يشعرون بالذل؟

"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق (أي الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام.. حسب تفسير الجلالين) من الذين أوتوا الكتاب (أي المسيحيين واليهود حسب المصدر نفسه) حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون." (أي أذلاء منقادون لحكم الإسلام. حسب المصدر نفسه) (التوبة 9 : 29)

[استشهادات إضافية في نهاية المقال]

 

عندما يذهب السيد عوض وشركاؤه الناشطون إلى بلد إسلامي ويحاولون إقناع المسلمين هناك بمفهوم جديد للجهاد لا رائحة للدم فيه، ثم يعودون إلينا سالمين ورؤوسهم على أكتافهم، فآنذاك ربما نقول إنّ مهمتهم قد أثمرت وإنهم كانوا صادقين حقاً في نيتهم!

**************

*********

 

استشهادات إضافية:

 

"انْفِرواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لكمْ إِن كُنتُمْ تَعلمونَ" (التوبة 9 : 41)

 

"يا أَيّها النبيُّ جاهِدِ الكُفَّارَ والمنافقِينَ واغلُظْ عليهمْ ومَأْواهُمْ جهنَّمُ وبئسَ المصيرُ" (التوبة 9 : 73)

 

"كُتِبَ عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شـرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. (البقرة 2 : 216)   

 

"فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم." (التوبة 9 : 5)

 

"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُـقطعَ أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرضِ ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخـرة عذاب عظيم." (المائدة 5 : 33)

 

"فَليقاتِلْ فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" (النساء 4 : 74)

 

"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب (أي اقتلوهم بضرب رقابهم) حتى إذا أثخنتموهم (أي أكثرتم فيهم القتل) فشدّوا الوثاق فإما مَنًّا بعدُ وإما فداءً (أي ولكم أن تطلقوا سراحهم فيما بعد أو تبادلوهم بأسرى من المسلمين أو المال) حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قُتِلوا في سبيل الله فلن يضلَّ أعمالهم." (محمد 47 : 4)

 

ـ الجهاد بالمال والنفس والذين لا يحاربون أقل منزلة من المحاربين

"لا يَستوي القاعِدونَ من المؤمنين غيرُ أُوْلي الضَّرَرِ والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فَضَّلَ الله المجاهدين بأموالِهم وأنفسهم على القاعدين دَرَجَةً وَكُـلاًّ وعدَ الله الحُسنى وَفَضَّلَ الله المجاهدينَ على القاعدين أَجرًا عظيمًا" (النساء 4 : 95)


ـ قال محمد: أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح (مسند أحمد ـ وصحيح بن حيان)

قال‏ محمد:‏ والذي نفسي بيده ما أُرسِلتُ إليكم إلا بالذبح.. (فتح الباري شرح صحيح البخاري)

 

ـ إدخال الناس في الإسلام والسلاسل في أعناقهم

عن أبي هريرة: كنتم خير أمة أخرجت للناس، قال: [أي كنتم] خيرَ الناس للناس تأتون بهم بالسلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام! (صحيح البخاري)

 

ـ محمد أُمِرَ بالقتال أمراً

‏‏قال محمد: ‏‏أُمرت أن أقاتل الناس حتى ‏يشهدوا ‏‏أن لا إله إلا الله وأن محمدا ‏‏رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك ‏‏عصموا ‏‏مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" (صحيح البخاري: كتاب الإيمان)

 

ـ يتفاخر محمد بأنه نُصِرَ بالرعب

‏‏قال محمد:‏‏ "أُحِلَّت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ونصرت ‏ بالرعب ‏‏فيرعب العدو وهو مني مسيرة شهر.. ‏(مسند أحمد)

 

ـ الله تعاقد مع المؤمنين على القتال من أجله:

"إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتُلون ويُقتَلون وعداً عليه في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بوعده من الله فاستبشـروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم." (التوبة 9 : 111)

(لاحظوا كيف حشر الإنجيل في هذه الآية حيث ليس في الإنجيل من عبارة تأمر المسيحيين بقتال أحد في سبيل الله)

 

ـ تجهيز الجيش لإرهاب أعداء الإسلام

"وأَعِدُّوا لَهُم ما استطعْتُم من قوَّةٍ وَمِن رباطِ الخيلِ تُرهِبُونَ بهِ عَدوَّ الله وعدوَّكُم وآخرينَ من دونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ الله يَعْلَمُهُمْ وما تُنفِقُوا من شيْءٍ فِي سبيلِ الله يُوَفَّ إِلَيْكمْ وأَنتُم لا تُظْلَمُونَ" (الأنفال 60)

 

ـ تحريض على القتال ـ وتشجيع على الانتحار: عشرون صابرون يغلبون مئتين!

"يا أَيها النَّبيُّ حَرِّضِ المُؤمنينَ على القتالِ إِن يَكُن منكُم عِشرُونَ صابرونَ يَغْلِبوا مئتينِ وإِن يَكُن منكم مئَةٌ يَغلِبوا ألفًا منَ الذين كَفَروا بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَفقَهُون"  (الأنفال 65)

***************

**********

*****

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط