بسام درويش / Oct 22, 2003

"لقد عرفتُ أن إلهي هو أكبر من إلهه. عرفتُ أن إلهي هو إله حقيقي، وأن إلهه زائف!"

جاء هذا التصريح على لسان الجنرال الأمريكي وليام بويكن في العام الماضي خلال حديث له عن أحد زعماء الحرب الإرهابيين في الصومال. ومؤخراً، عاد هذا التصريح ليشغل وسائل الإعلام بعد أن ألقى الجنرال محاضرة جديدة في كنيسة إنجليكانية بولاية أوريغون، أكّد خلالها ما سبق وأن صرح به قائلاً بأنّ سبب كراهية الإرهابيين لنا، هو كوننا أمة مسيحية. وقال أيضاً بأنّ "العدو الذي نحن نحاربه الآن هو الشيطان."

 

تجدر الإشارة إلى أن الجنرال وليام بويكن الذي سبق وأن أوكلت إليه مهمة ملاحقة الإرهابيين في العالم، قد عُيّن مؤخراً مساعداً لوزير الدفاع الأمريكي ومبعوثاً جديداً لشؤون المخابرات.   

 

أثارت تصريحات الجنرال استياء بعض السياسيين الأمريكيين الذين لا يريدون للحرب ضدّ الإرهاب أن تُفسّر بأنها حرب ضد الإسلام، وبالطبع، فقد أثارت أيضاً غضب الهيئات الإسلامية وعلى رأسها "كير" ـ الطابور الخامس في أميركا.

 

ورداً على هذه التصريحات، قال مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض، "إنّ تعيين رجلٍ لهذه الوظيفة، يحمل هذه الآراء المتطرفة، لا بدّ أن يبلّغ رسالة خاطئة للعالم الإسلامي الذي أصبح يشكّ أساساً بأهداف ونوايا أميركا." وطالب عوض بأن توكل للجنرال وظيفة أخرى.

جاء في ردّ "عوض" أيضاً، أنّ المسلمين يعبدون الإله نفسه الذي يعبده المسيحيون واليهود مشيراً إلى أن الكتاب المقدس باللغة العربية يستعمل نفس الاسم الذي يستعمله المسلمون وهو "الله". واستشهد بآية من القرآن تقول: "قولوا آمنَّا بالله وما أُنزلَ إِلينا وما أُنزِلَ إِلى إِبراهيمَ وإِسماعيلَ وإِسحقَ ويعقوبَ والأسباطِ وما أُوتيَ موسى وعيسى وما أُوتي النبيّونَ من ربِّهم لا نفرِّقُ بينَ أَحدٍ منهُمْ ونحنُ لهُ مسلمونَ." وطالب "عوض" الأمريكيين من كل الطوائف "أن يرفضوا أية محاولة لتحويل الحرب ضد الإرهاب إلى حرب دينية!"  

*************

قبل البدء بالتعليق على ادّعاء "نهاد عوض" بأنّ هذا "الله" هو نفسه الذي يؤمن به المسلمون والمسيحيون واليهود، لا بدّ لي من إبداء استغرابي لعدم قيام الحكومة الأمريكية حتى الآن بإغلاق أبواب هذا المركز الذي أصبح واضحاً بأنه ليس إلا خليّة إرهابية بدأ الكشف عن أعضائها الواحد بعد الآخر. فحتى هذا اليوم، تم اعتقال اثنين من أعضاء هذا الوكر بتهمة الارتباط بمنظمات إرهابية. الأول هو المسيحي المتأسلم "راندال تود روير" المعروف باسم إسماعيل روير، الذي اعتقل في شهر أغسطس من هذه السنة، وكان يعمل عضواً منسقاً للاتصالات في هذا المركز. والثاني هو "باسم خفاجي" الذي اعتقل في يناير من هذه السنة أيضاً، وكان يعمل مديراً للعلاقات العامة في هذا الوكر نفسه. هناك أيضاً عضو آخر تعتبره السلطات شخصاً مشكوكاً به "لم توجه له التهم بعد"، ولكن يُشتبه بتآمره مع الذين حاولوا تفجير معالم سياحية في مدينة نيويورك قبل حوالي عشر سنوات.

إنّه لأمر غريبٌ جداً أن لا ترى السلطات الأمريكية في اعتقال عميلين حتى الآن من أعضاء هذا المكتب ما يبرر إغلاق أبوابه والتحقيق مع بقية أعضائه لمعرفة مبلغ ما يعرفونه من معلومات عن العميلين المعتقلين والثالث المشتبه به. لقد أعلن نهاد عوض نفسه على الملأ بأنه يناصر حركة حماس الإرهابية، فماذا تنتظر السلطات حتى الآن كي تحقق معه لمعرفة المدى الذي وصل إليه في مناصرته لهذه المنظمة؟.. هل اقتصرت مناصرته لها على الكلام فقط أم أنها كانت مدعومة بالمال أو ربما بالأعمال؟.. لا بل إن الغرابة هي في السكوت عن نهاد عوض، وهو المدير المسؤول عن هذا المركز بالذات الذي تخرّج منه حتى الآن عميلان متآمران يقبعان حالياً رهن الاعتقال!

لكن، وإذ لا بدّ من الإقرار بأن هذه الحكومة، هي أفضل من أية حكومة أمريكية سابقة من حيث وعيها لمصدر الخطر الحقيقي على مستقبل الأمة والحضارة، فلربما يكون من الأفضل التوقف عند حدود التساؤل فقط، وتسلسل الأحداث يؤكّد بأنّ لكلٍّ من "هؤلاء" يومه!

ما يهمنا التعليق عليه، هو هذا الادّعاء الباطل الذي لا نفتأ نسمع المسلمين يرددونه على مسامع الغربيين الساذجين، وقولهم بأنهم يعبدون الإله نفسه الذي يعبده المسيحيون واليهود.

لكي نعرف إذا كان نهاد عوض منافقاً أو صادقاً في ما يدّعيه عن عبادته للإله نفسه الذي يعبده اليهود والمسيحيون، يتوجّب عليه أن يفسّر لنا كلمة "الكافرون" أو "الكفار" التي لا نسمعها فقط على مدار الساعة من منابر مساجده، بل يرددها قرآنه وكتبه الإسلامية الأخرى. لكننا، وإذ لا نتوقّع منه جواباً ليقيننا أنه يعرف بأنه ينافق، فإننا سنقوم عنه بهذه المهمة.

لقد أعلن محمد بشكل واضح وضوح الشمس في منتصف نهارٍ صافٍ، أن الإله الذي يعبده هو غير الإله الذي يعبده الكافرون:

"قلْ يا أيّها الكافرونَ، لا أَعبُدُ ما تعبُدونَ، ولا أَنتم عابدونَ ما أعبُدُ، ولا أَنا عابدٌ ما عبدتمْ، ولا أَنتم عابدونَ ما أَعبُدُ، لكمْ دينكُمْ وليَ دينِ." (سورة رقم 109 الكافرون)

من هُم هؤلاء الكافرون الذين تحدث عنهم محمد؟.. هل هم عبدة الأوثان فقط أم أنه عنى بذلك المسيحيين واليهود أيضاً؟..

اعتقاد المسيحيين بألوهية المسيح وبالثالوث الإلهي ليس أمراً يجهله نهاد عوض، ولننظر فيما يقوله عنهم محمد في هذا الخصوص:

"لقد كفرَ الّذينَ قالوا إِنَّ الله ثالثُ ثلاثةٍ وما مِنْ إِلـهٍ إِلاَّ إِلـهٌ واحدٌ وإِن لمْ ينتَهوا عمَّا يقولون ليمسَّنَّ الذينَ كفروا منهمْ عذابٌ أَليم" (آية  73 سورة 5 المائدة)

"لقد كفرَ الذينَ قالوا إِنَّ الله هو المسيحُ ابنُ مريمَ وقالَ المسيحُ يا بنِي إِسرائيلَ اعبدوا الله ربِّي وربَّكم إِنَّه من يشْرِكْ بِالله فقد حرَّمَ الله عليهِ الجنَّةَ ومأْواه النَّارُ وما للظَّالمينَ مِن أَنصارٍ" (آية 72 سورة 5 المائدة)

"ما المسيحُ ابنُ مريمَ إِلاَّ رسولٌ قد خلتْ من قبلِهِ الرُّسلُ وأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يأْكلان الطَّعامَ انظرْ كيفَ نُبيِّنُ لهم الآياتِ ثمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤفَكُون" (آية 75 سورة 5 المائدة)

"لُعِنَ الَّذين كفروا من بني إِسرائيل على لسان داوودَ وعيسى ابنِ مريمَ ذلكَ بما عَصَوا وكانوا يَعتَدونَ (آية 78 سورة 5 المائدة)

إذن، فإذا كان اليهود والمسيحيون كفاراً بنظر القرآن فكيف يكون إلههم الذي يعبدونه هو نفس إله المسلمين: "قلْ يا أيّها الكافرونَ، لا أَعبُدُ ما تعبُدونَ، ولا أَنتم عابدونَ ما أعبُدُ، ولا أَنا عابدٌ ما عبدتمْ، ولا أَنتم عابدونَ ما أَعبُدُ، لكمْ دينكُمْ وليَ دينِ."

لا بل بلغ الأمر بمحمد أن شبّه اليهود الكفّار بالدّواب: "إنَّ شرَّ الدَّوابِّ عندَ الله الَّذينَ كفروا فهمْ لا يؤمنون (آية 55 سورة 8 الأنفال) (وقد أشار تفسير الجلالين إلى أنّ هذه الآية نزلت في بني قريظة وهي قبيلة يهودية أعمل محمد برجالها ذبحاً بعد أن استسلموا له ثم باع نساءهم وأولادهم في سوق النخاسة ليشتري بثمنهم عتاداً حربياً حسب ما روته كتب السيرة النبوية)

لم يتوقف محمد عند تسمية اليهود والمسيحيين بالكفار أو بالإعلان أنه لا يعبدون إلهه ولا هو عابدٌ إلههم، إنما أعلن عليهم حرباً لا هوادة فيها إلى أن يؤمنوا به وبإلهه أو يرضخوا لحكمه ويدفعوا له ضريبة حياتهم وهم يشعرون معها بالذل: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون: أي أذلاء منقادون لحكم الإسلام." (آية 29 سورة 9 التوبة) ويظهر واضحاً في هذه الآية أن القرآن يرى بأن المسيحيين واليهود لا يؤمنون بالله لأنهم لا يحرمون ما حرم الله ومحمد ولا يدينون دين الحق (أي الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام، حسب تفسير الجلالين) 

وهذه بعض المراجع القرآنية الأخرى التي تشير إلى كفر المسيحيين واليهود وعبادتهم لإلهٍ يختلف عن إله المسلمين:

"وقالت اليهودُ عُزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنَّى يؤفَـكون. (آية 30 سورة 9 التوبة) (عزير هو عزرا أحد أنبياء اليهود وليس في العهد القديم أي ادعاء ببنوة عزرا لله وهنا يظهر اختلاط  الأمور على محمد إذ بنى قرآنه على ما كان يسمعه أو يفهمه خطأ من بعض الناس.)

"اتَّخذوا أَحبارهمْ ورهبانَهم أَربابا من دونِ الله والمسيحَ ابنَ مريمَ وما أُمروا إِلاَّ ليعبُدوا إِلـهًا واحدا لا إِلـهَ إِلا هو سبحانَهُ عمَّا يُشركونَ. يريدون أَن يطفؤوا نورَ الله بأَفواهِهم ويأْبى الله إِلاَّ أَن يُتِمَّ نورَهُ ولو كَرِهَ الكافرونَ.  هو الَّذي أَرسَلَ رسولَه بالهُدى ودينِ الْحقِّ لِيُظهِرَهُ على الدِّينِ كلِّهِ ولو كَرِهَ المشركون." (آية 31 ـ 32 سورة 9 التوبة)

"ما كانَ إِبراهيمُ يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفًا مسلماً (!!) وما كان من المشركينَ. إِنَّ أَوْلى النَّاسِ بإِبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبعوهُ وهـذا النَّبيُّ والَّذين آمنوا والله وَلِيُّ المؤمنين. وَدَّت طائفة من أَهلِ الكتابِ لو يضلُّونَكم وما يُضلُّون إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ. يا أَهل الكتابِ لِمَ تكفُرونَ بآيات الله وأَنتمْ تَشهَدون. يا أَهل الكتابِ لِمَ تَلْبِسونَ الحقَّ بالباطلِ وتكتُمونَ الحقَّ وأَنتمْ تعلَمون." (آية 67 ـ 71 سورة 3 آل عمران) 

"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله وَالله شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ. قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ. وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ الله وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِالله فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ." (آية 98 ـ 101 سورة 3 آل عمران)

***********

هل "نهاد عوض" جاهل بما يعلّمه القرآن حتى يقول بأن المسلمين يعبدون الإله نفسه الذي يعبده المسيحيون واليهود؟.. الجواب على هذا السؤال هو "لا". نهاد عوض ليس جاهلاً إنما منافقاً كبيراً يستمد نفاقه من القرآن نفسه. فهذا القرآن يحوي ما هبّ ودبّ من المتناقضات التي يجد فيها المسلمون أمثال نهاد عوض ألبسة مختلفة الألوان يلبسونها لكل مناسبة.

نهاد عوض يعيش في الغرب ويحتاج بين الفترة والأخرى ـ وخاصة في هذه الأيام ـ إلى النفاق، ولكنّ الشيخ ابن تيمية (الذي يسعد حالياً بالجنة متلذذاً بفضّ الأبكار) كان قبل رحيله يعيش في السعودية، ولم يكن هناك بحاجة إلى النفاق لمسايرة أهل الغرب، ولذلك لم يتردد عن التصريح بأن اليهود لا يعبدون الله إنما الشيطان: 

قال ابن تيمية في إحدى فتاواه: "وأما قوله عن الكفار (يقصد: قول الله على لسان محمد) "ولا أنتم عابدون ما أعبد" فهو خطاب لجنس الكفار.. .. وما دام الكافر كافرا فإنه لا يعبد الله و إنما يعبد الشيطان سواء كان متظاهرا أو غير متظاهر به كاليهود، فإن اليهود لا يعبدون الله وإنما يعبدون الشيطان.."

**********

لا أحدَ على وجه هذه الأرض يمكن أن يقول بأنه يعرف إله الكون حق المعرفة. هذا الإله إن صحّ وجوده، لم يره أحد كي يعرّفه حق التعريف.

أديان العالم هي أكثر من أن تُحصى، وكلُّ دينٍ من هذه الأديان قد رسم صورة مختلفة عن هذا الإله الذي قد يكون موجوداً حقاً، أو قد لا يكون. وحين نتأمّل في هذه الصور بعقل منفتح، نجد أغلبها صوراً جميلة تهدف بشكل عام ـ  بسيطة كانت أو معقدة، سطحية أو عميقة ـ إلى تنظيم علاقات الإنسان مع الإنسان من خلال الفكرة التي تمثلها. لا شكّ بأنّه قد كان لهذا الإله في الماضي صورٌ بشعة كثيرة، كتلك التي كانت تتطلب ـ على سبيل المثال ـ التضحية بالبشر قرباناً له، والتي لا زال بعضها على قيد الحياة في مناطقَ ما من هذا العالم؛ لكنَّ أبشع صورة لهذا الإله هي بالتأكيد تلك التي تفتقت عنها مخيلة محمد.   

إنها صورة رهيبة لكائن ظالمٍ محارب كريه خلق الناس وقرر لهم مسبقاً أن يقاتل بعضهم البعض الآخر: ""كُـتِـبَ عليكم القتال وهو كرهٌ لكم.." (سورة البقرة)  وجعل بعضهم عبيداً للبعض الآخر: "والله فضَّـل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فُـضِّـلوا برادّي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواءً أفبنعمة الله يجحدون" (سورة النحل) وخلقهم ذكراً وأنثى ثم جعل الأنثى من ممتلكات الذكر وأنزل مرتبتها إلى مصاف الحيوانات وبقية متاع الدنيا: "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ، ذلك متاع الدنيا والله عنده حسن المآب". (سورة آل عمران). إنها صورةٌ لإلهٍ يستلذ بإراقة الدماء وقطع الرؤوس والأعضاء: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقْتَلوا أو يُصْلَبوا أو تُـقْطَعَ أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو يُنْفوا من الأرضِ ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخـرة عذابٌ عظيم." (سورة المائدة). إلهٌ يريد من الناس أن يعبدوه فرضاً لا اختياراً: "فإذا لقيتم الذين كفـروا فـضـرب الرقـاب.." (سورة محمد). إلهٌ يلهم الناس بالأعمال الصالحة والفاجرة: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (سورة الشمس). إلهٌ متذبذب الأفكار متقلّب المزاج لا يستقر رأيه على أمر، ينزل آية على مبعوثه ثم يتراجع عنها في اليوم التالي أو بعد ساعات: "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ منْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سورة البقرة) إلهٌ يخلق الحمار ثم يُنزل آية يعلن فيها للناس أنه لم يعد يحبّ صوته: "إِنَّ أَنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ" (سورة لقمان) إله يحب المكر والخداع: "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (سورة آل عمران).

سواء كان الشيطان حقيقة مطلقة أو فكرة أبدعتها مخيلة الإنسان، فليس هناك أدنى شك بما قاله الجنرال وليام بويكن. إنّنا في حرب مع الشيطان!

***************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط