حسين ديبان / Apr 12, 2006

حقاً بأنَ لكل مقام مقال ولكل حادث حديث ولكل مناسبة طريقة في الإحتفال بها على قياس ما يلائمها وينسجم ومعانيها، فإن كانت مناسبة للحب فلابد من الحضور الطاغي للورود بألوانها وأنواعها المختلفة ليتبادلها العشاق فيما بينهم تعبيرا عن مشاعرهم وأحاسيسهم الجميلة، وكذلك لابد من استذكار العشاق الكبار عبر التاريخ الذين أعطوا للحب معاني كبيرة سامية وعظيمة مضحين بأغلى مايملكون فداءً للطرف الآخر. وإن كانت مناسبة للسلام، فلابد من اطلاق الحمام الأبيض في عنان السماء كرمز للسلام الذي هو غاية الجنس البشري ليتمكن من العيش في أمان وطمأنينة. أما حين تكون بشرى احدى المناسبات هي تخصيب اليورانيوم والإعلان عن دخول النادي النووي فذلك يعني أمرا واحدا لا غير هو أن المناسبة التي أطلقت تلك البشرى إحتفاءً بها تتوائم وتتلاقى مع كل أفعال التدمير والخراب الذي سيجلبه على البشرية وصول نظام جنوني ومارق وأرعن كالنظام الإيراني إلى القدرة على تخصيب اليورانيوم وتصنيعه.

 

فما هي العلاقة بين ما أعلن عنه أحمدي نجاد من أن جمهوريته الإسلامية قد أصبحت داخل النادي النووي وبين مناسبة إحتفال العرب والمسلمين بمولد نبيهم محمد وهي المناسبة التي أراد الرئيس الإيراني أن يكون هذا الإنجاز الإيراني بُشراها أو هديتها.. وماهي العلاقة بين محمد واليورانيوم ودخول النادي النووي... ولماذا لم يختر الرئيس الإيراني مناسبة غير هذه لإعلان بشائره التدميرية؟

 

أحمدي نجاد وهو الذي اختار هذا اليوم تحديدا لإعلان بشراه يدرك تماما مدى الرمزية التي أراد لها الحضور إلى الأذهان بهذا الربط الذي وفق به الى أبعد الحدود، فالشخص المعني صاحب المناسبة المحتفى بها وهو نبي العرب والإسلام محمد، شكلت ولادته منعطفا خطيرا مازالت انعكاساته الإرتدادية تؤثر سلبا على العالم أجمع حتى الآن من خلال شريعة الحق المطلق التي نادى بها، وأدلجها بنصوص إدعى بأنها تأتيه من مصدر إلهي عبر ملاك يدعى جبريل، مستغلا بدائية العقل البدوي وتصديقه للغيبيات والماورائيات، وكذلك من خلال دغدغة مشاعر هذا الجمهور البدائي المولع بإشباع غرائزه وتحديدا الجنسية منها، مبيحا لهم حق الحصول والتزاوج بأكبر قدر من الفتيات والنساء وواعدا إياهم بالمزيد منهن حيث الجنة ستكون جائزة لمن يعتنق أفكار محمد ويؤمن بها ويقاتل من أجلها، وهو ماكان له تأثيرا كبيرا في توحيد أكبر قدر ممكن من همج الصحراء طمعا في حوريات جنة محمد.

 

هذه الوحدة بين قبائل بدو الصحراء التي تمكن محمد من صنعها بفضل نصوصه، كانت عاملا رئيسيا في تحفيز هؤلاء البدو على غزو البلاد المجاورة لقناعة لديهم بما رسَخه محمد فيهم وزرعه في عقولهم بأن كل قتال في سبيل أفكاره ونشرها سيقابله مزيد من الحوريات العذراوات والغلمان والولدان وأنهار الخمر، وهو أهم مايفكر به هذا البدوي ويشغل باله. وكان أن نجح بدو الصحراء بغزو عدد من البلدان الى حين نتيجة البطش الشديد الذي اتبعوه في تعاملهم مع الغير وهو إضافة لكونه جزءا أصيلا من طباعهم فإن محمد قد شرعه لهم وحسنه في عيونهم بوصفه "جهاد" في سبيل الإله الذي إدعى بأنه هو الذي أرسله إلى العالمين مبشرا ونذيرا، حيث غدا القتال في سبيل أفكار محمد كلمة السر لفتح أبواب الجنة ومن ثم التمتع المطلق بفروج حورياتها ومؤخرات غلمانها وأنهار خمرها..

 

الرئيس الإيراني يدرك هذا كله ويدرك معه أن شعوب المنطقة من المسلمين لن يترددوا أبدا في تأييد بلده بما وصل إليه من قدرة على إنتاج اليورانيوم ودخول النادي النووي أملاً في إعاة الماضي الكريه والدموي وكل عيونهم تتجه صوب شقراوات أوروبا ومقلهن الزرقاء والخضراء كسبايا لهم، ومروجها الخضراء كمرابع لهم، وخيراتها الكثيرة كغنائم لهم، وهو مايعتقد هؤلاء بأنه بات اليوم أقرب من ذي قبل بفعل الإنجاز الجنوني الإيراني، وبالطبع دون أن يدركوا أن شعوب العالم وقادته قد عرفوهم جيدا واختبروا نواياهم الإجرامية ولن يسمحوا لهم بممارسة جنونهم وشذوذهم مهما كلف الثمن.

 

كانت نصوص محمد وإغراءات جنته بالنسبة لبدو الصحراء هي اليورانيوم المخصب ونووي تلك الأيام الذي تمكن من خلاله أبناء محمد من السيطرة على البلدان المجاورة وفرض عقيدتهم العنصرية على الأخرين، واليوم يعتقد أحفاده أنهم بيورانيوم ايران المخصب وقنبلتها الموعودة سيتمكنوا من إعادة تاريخ جدهم وأبنائه من بعده، وهو السبب الذي جعل الرئيس الإيراني نجاد يختار يوم ميلاد محمد هو اليوم الذي يعلن فيه عن بشراه التي سيفرح محمد بها بكل تأكيد قبل أن يصله خبر تدميرها على رأس من بشَر بها.

 

حسين ديبان  hdiban69@yahoo.com

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط