بسام درويش / Jun 10, 2006

قُتِلَ الزرقاوي.

وعن مقتله يقول البعض، إنه قد دفع أخيراً ثمن جرائمه.

***********

هل حقاً تكفي حياة هذا الإرهابي ثمناً للجرائم التي ارتكبها؟

ربما يمكنُ أن يُقال بأنه نال جزاءَ جرائمهِ، أما أن يُقالَ بأنه قد دفع حياته ثمناً لهذه الجرائم، فإنه لَقولٌ يتضمنُ شتيمةً لكل ضحية من ضحاياه ولذوي كل الضحايا. 

لا حياتهُ، ولا حياة بن لادن أو الظواهيري أو أي واحد من الإرهابيين المسلمين، تصلح لأن تكون ثمناً لما ارتكبوه من جرائم.

هؤلاء، هم أنفسهم لا يعرفون قيمة لحياتهم. حياتهم رخيصة جداً لا تقارن بحياة أي إنسان آخر. إنَّ حياةً كحياتهم، استبدلوها بتذاكر خيالية لدخول كرخانة سماوية أوهمهم بوجودها رجل محتال مات منذ أربعة عشر قرناً، هي حياةٌ لا تستحق أن يُنظَرَ إليها كذاتِ قيمة.

لقد لقي هذا الإرهابي المهووس جزاءً لا يجوز حتى وصفه بأنه جزاء عادل، لأنه فطس بسرعة دون أن يعرف معنى العذاب الذي عاناه ضحاياه. كان يجب أن يلقى القبض عليه حياً ليُعاقب بالطريقة نفسها التي كان نبيّه الدجّال يعاقب بها الناس: أن تُسملَ عيناه وتُقطَعَ أوصاله وأن يُلقى رأسُه على رمال الصحراء إلى أن يموت فيذهب بعد موته لينعم بلقاء نبيّه وحوريات نبيه في مزبلة التاريخ.

***********

على الرغم من أنّ مقتل هذا الإرهابي لا بدّ وأن يكون درساً لكلّ إرهابيي العالم يؤكّد لهم بأنهم سيلقون المصير ذاته مهما طال فرارهم واختباؤهم كالفئران في الجحور والمجاري، فإن الإرهاب لن ينتهي حتى ولو تم قتلهم جميعاً. قتلهم لن يعني الخلاص منهم لأن فحلاً لا يُجْدَعُ أنفه ـ كما وصفه معاوية ـ لا زال ولسوف يبقى "يبزّر" من اشكالهم مئات الملايين. هذا الفحل اسمه محمد. 

صحيح أن هذا الفحل الدجّال قد فطس منذ ألف وأربعمائة سنة، لكنه لا زال يحيا في عقول الملايين من المهووسين الذين لا زالوا يصدقون بجوائزه التي وعدهم بها في الآخرة ولا زالوا يرون فيه نبياً و"أسوةً حسنة" يجب عليهم الاقتداء به.

هذا الفحل، طالما بقي حياً في مخيلات صغار العقول هؤلاء، فلسوف يبقى الإرهاب مستمراً، ولسوف تبقى المجاري الآسنة تزخر بالجرذان السامة، وبالتالي، ستبقى الحضارة الإنسانية مهددة بالزوال.

الخلاص من الإرهاب الإسلامي لن يتم إلا بقتل ذلك الفحل نهائياً. قتله لن يكون بالقنابل المحرقة أو الصواريخ، لأنه قد مات جسداً وشبع موتاً ولا أحد يعرف مقرّ رماده النجس. قتل ذاك الدجّال يجب أن يجري بتعرية أكاذيبه التي خلّفها وراءه وبانتزاع اسطورته من عقول ملايين السذّج. قتله لن يكون مهمّة عسكرية ينفّذها جيش من الجيوش إنما مهمّة عسيرة تقع على عاتق مفكّرين وكتّابٍ يؤمنون بضرورة العمل من أجل عالمٍ أفضل؛ عالم خالٍ من الإرهاب لا سلطة فيه للمشعوذين الدينيين وأشباههم.

*************

من وراء هذا المنبر، أدعو كل مفكّرٍ جادٍّ يؤمن بعالمٍ أفضل للمساهمة في تعرية هذه الأيديولوجية الخطرة. التوعية هي الوسيلة المثلى للقضاء عليها وعلى أسطورة "الله" معها. إنها مهمة عسيرة ولكنها ليست مستحيلة، إذْ مَنْ كان يتصوّر قبل خمس سنوات إمكانية وجودِ قلمٍ داخل العالم الإسلامي يجرؤ على مس اسم ذلك الدجال أو إلهه بكلمة صغيرة؟!..

*************

الإسلام في طريقه إلى الزوال يساهم في دفع عجلته نحو نهايته أتباعه المخدوعون به، فَلِنَكنْ لهم عوناً في تعجيل هذه النهاية!

***************** 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط