بسام درويش / Mar 23, 2007

رفضت قاضية في محكمة المانية طلب طلاق تقدمت به امرأة مغربية مسلمة بدعوى أن زوجها يضربها. وقالت القاضية كريستا داتز ونتر، إن قرارها جاء متفهماً للتقاليد الإسلامية المغربية وأيضاً اعتماداً على ما يعلمه القرآن من جواز ضرب المرأة. ولقد تلت القاضية للمرأة التي اعترضت على الحكم آية من القرآن تقول: الرجال قوامون على النساء.

أثار قرار القاضية غضب السياسيين الألمان والزعامات الإسلامية فقررت الإدارة العليا للمحاكم فصل القاضية من منصبها. وقال وولفغانغ بوسباخ، وهو مسؤول في مكتب مستشارة ألمانيا أنجيلا ماركيل، "إنّه لا مكان للتقاليد القانونية الإسلامية أو للشريعة الإسلامية في ألمانيا، وإنّ أمراً واحداً يجب أن يعرفه الجميع وهو أن القانون الألماني هو القانون الوحيد في ألمانيا."

وصرح رونالد بوفالا رئيس الحزب الديموقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية بقوله: "عندما يوضع القرآن فوق القانون الألماني يمكنني أن أقول لكم آنذاك: تصبحين على خير يا ألمانيا!"

وصرح ناطق باسْمِ المؤسسة الألمانية للشؤون الإسلامية بقوله إنّه على الرغم من وجود نص قرآني يسمح بضرب الرجال لزوجاتهم في حال عدم إطاعتهنّ لهم، فإن هذا التفسير لم يعد قاعدةً متبعة.

===============

قرار إدارة المحاكم برفض حكم كهذا الحكم، يعكس بالتأكيد المثل والقيم الغربية التي لا تجيز هذه التصرفات البربرية. لكن، من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن حكم القاضية كان مجحفاً ومتعارضاً مع حقوق الإنسان والقوانين والقيم الغربية، من الناحيتينن القانونية والإنسانية، إلا أنه يبرز سؤالاً مهماً جداً لا يجوز أنْ يُتَجاهَل في أي دعوى قضائية أخرى من هذا النوع.

تعاليم الإسلام تجيز ضرب المرأة.  أي مسلمٍ ينكر ذلك هو كاذب.  لا بل إن تعاليم الإسلام تجيز ضرب المرأة ليس لتأديبها إنما لمجرد الخوف من عصيانها للرجل: "الرجال قوامون على النساء بما فضَّل الله بعضَهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظاتٌ للغيب بما حفِظ الله واللاتي تخافون نشوزهنَّ فعظوهنَّ واهجروهنَّ في المضاجع واضربوهنَّ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلاً إنَّ الله كان علياً كبيراً." (سورة النساء 4 : 34)

انطلاقاً من ذلك، أفلا يتوجب على القاضي قبل أن يبدأ بالنظر في الدعوى بتوجيه سؤالٍ للمرأة المسلمة التي تطلب الطلاق بسبب الضرب يقول: "هل أنتِ مسلمة باختياركِ يا سيدتي؟

وإذا كان الجواب "نعم"، فلماذا على القاضي أو أي شخص آخر أن يتعاطف مع إنسانٍ يشكو ظلم المبادئ التي يؤمن بها؟!

أما إذا كان الجواب "لا"، أفليس من المنطقي أن يذكّر القاضي المرأة بأنها تعيش في بلد حر وأن لا أحد بقدرته أن يفرض عليها أن تكون عضوةً في ديانة تسمح بضربها؟

************

يدّعي المسلمون أن النص القرآني لا يجيز الضرب المبرح!..

ضربٌ غير مبرح؟

في عالم المسلمين حيث يُستخدم الأطفال كقنابل موقوته، وحيث تُقتَلُ النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب عوضاً عن المغتصِبين، وحيث تُختَن الفتيات الصغيرات لضمانة عدم استمتاعهنّ بالجنس واقتصار المتعة على الرجل وحده..

وفي عالم المسلمين حيث نسمع عن ملايين الفتاوى العجيبة الغريبة والمختلفة من ملايين المفتين، من منع تبادل الزهور كهدايا، وإلى عدم جواز نوم النساء قرب "الجدار" حتى لا يضاجعهنّ وهنّ نائمات من حيث أنه مذكر، أو إلى فتاوى تجيز قطع رأس أي أمريكي لخدمة الله..

في عالمٍ مجنون كهذا، من هو المفتي الذي سوف نعتمد على تحديده لعدد اللكمات أو الرفسات أو الصفعات التي لا يجوز للرجل أن يتجاوزها في تطبيقه لشريعة الله؟

هناك مثل عامي عربي يقول: "الضرب للحمير فقط"!.. لكن القيم الغربية لا تجيز الضرب حتى للحمير. الضرب ليس وسيلة تفاهم بين الزوج والزوجة، ولا بين الأهل والأولاد ولا لحلّ خلاف بين جارين، ولا حتى لإقناع الحمار بأن يمشي... لكنّ القرآن يجيزه!

يقول الناطق باسْمِ المؤسسة الألمانية للشؤون الإسلامية إنّه على الرغم من وجود نص قرآني يسمح بضرب الرجال لزوجاتهم في حال عدم إطاعتهنّ لهم، فإن هذا التفسير لم يعد قاعدةً متبعة!!

إذا كان الضرب بناء على هذا النص القرآني لم يعد قاعدة متبعة فماذا عن مئات النصوص الأخرى في القرآن التي تدعو إلى قتال الذين لا يؤمنون بالإسلام وعن غيرها من النصوص التي لا تتفق مع أبسط حقوق الإنسان؟.. وإذا لم تعد كل هذه الزبالة قواعد متبعة فماذا سوف يبقى من القرآن؟

*********

****** 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط