بسام درويش / Jun 20, 2014

الحمد لله على نعمة الإسلام...!

عبارةٌ تَسمَعُها من أفواه المسلمين، البسطاء والمتعلمين، عرباً كانوا أو بنغاليين، وتقرأها على صفحات الصحف ومنتديات الانترنت، يكررونها بمناسبة أو دون مناسبة... وإن أنتَ سألتَ الواحد منهم أن يقول شيئاً يشرح لك ما يعني بها، فلسوف ترى عينيه تجمدان في محجريهما وهو يحدّق بك لا يعرف بماذا يجيب، ثمَّ ليسارع بعد ذلك إلى تأكيد جهله متمتماً وقائلاً: "وكفى بها نعمةً...!"

إيّاك، ثم إيّاك، أن تلحَّ عليه بالسؤال ليشرح لك أيضاً ماذا يفهم من عبارة "وكفى بها نعمة"، لأنك آنذاك قد تحرجه، وإن أحرجتَهُ أغضبتَهُ فأخرجته عن طوره، وقد يصيبك منه ما يجعلك تلعن الساعة التي سألته فيها سؤالك! 

***********

ما يقوله المسلم، بكل بساطة، إنّ كونه مسلماً هو بحد ذاته نعمةٌ تكفي وتوفي، أي، وبعبارةٍ أخرى، إنه لا يهتم لأية نعمة أخرى بوجود هذه النعمة... لا نعمة الصحة.. ولانعمة الأولاد.. ولا المال.. لا بل ولا حتى نعمة العقل السليم.. كل هذه النعم غير مهمة أمام نعمة الإسلام... لأنّ نعمة الإسلام تكفي...! 

***********

ماذا قدّم الإسلام لهذه الأمّة المعتّرة حقاً، وعلى ماذا يحمد أتباع هذا "الدين" ربّهم صباحَ مساءَ وعلى مدار الساعة؟

أعلى الدماء التي لا زالت تُراق بينهم منذ نشأة الإسلام وحتى يومنا هذا..؟

المسلمون يرددون كلمة السلام أكثر من أيّ شعب من شعوب العالم إطلاقاً، بينما هم في الواقع أقل أمة بين كل الأمم تعرف للسلام معنىً، لا بين طوائفها، ولا بين أفرادها، ولا بينها وبين بقية شعوب العالم. منذ تأسيس الإسلام وحتى اليوم، ما فتئ المسلمون يقتل بعضهم بعضاً ولا زالوا على عداء مع العالم كله. ومع كل ذلك، لا زالوا يعتبرون الإسلام نعمة يحمدون الرب عليها...! 

وعلى الرغم من الثروات الطائلة التي يملكها العرب والتي يمكن أن تجعل المسلمين، عرباً أم غير عرب، أسعد شعوب العالم، نراهم أكثر شعوب العالم تخلفاً وفقراً وجهلاً بتطبيقهم لتعاليم نبيهم الذي شدد عليهم بأن يتكاثروا كي يتفاخر بعددهم على موسى يوم القيامة، مفضلاً الكمية على النوعية...؟ ها هم أتباع موسى اليوم، على قلتّهم، يفوقونهم علماً وذكاء وقوة، لا بل وحتى سلاماً فيما بينهم.

مع ذلك، نراهم لا زالوا يحمدون ربهم على نعمة الإسلام!

"علماؤهم" يسخرون بعقولهم ويطلعون عليهم بين الحين والآخر بفتاويهم التي تثير ضحك العالم عليهم؟ هذا ينصحهم بالرضاع من زميلاتهم كي يحل لهم العمل معهن دون إغضاب الخالق، وذاك يشير عليهم بشرب بول الجمال أو ابتلاع سبع عجوات أو حبّة بركة سوداء لمعالجة أمراضه، وآخر يحظر عليهم إهداء باقة ورد لزوجته كي لا يقلد الكفار في عادتهم، وذاك يفتي لهم بجواز الاستمناء بيد الأطفال.. بينما العالم كله، بمؤمنيه وكفاره، يعمل ويجهد لاكتشاف السبل لتحسين أحوال البشر بمن فيهم المسلمون؟

ولا زالوا يرددون.. الحمد لله على نعمة الإسلام!   

على ماذا تراهم يحمدون ربهم...؟ أعلى الحرية والعدالة الاجتماعية التي ينعمون بها دون غيرهم من شعوب العالم التي "حُرِمَتْ" من نعمة إسلامهم، وهم أكثر شعوب العالم خنوعاً لحكامهم وخوفاً منهم. ملوكهم آلهة ورؤساؤهم أباطرة وموظفو دوائرهم الحكومية رؤساء وزارات! نساؤهم تباع وتشرى بعقد اسمه نكاح ووطء، وبناتهم اذا اغتصبن قُتلن بأيدي آبائهن أو أخواتهن أو اقربائن أو حتى جيرانهنّ دفاعاً عن الشرف بينما يبقى المغتصب يجول في الشوارع رافعاً رأسه!

أعلى مشاهد جلد الناس في الشوارع أو قطع الرؤوس أو رجم النساء حتى الموت أمام أعين الأطفال كي يكبروا متقبلين لهذه العادات الوحشية والتي هي بحق "ماركات" مسجّلة باسمهم يتميزون بها عن شعوب العالم قاطبةً..!

**********

لنتصوّر عالماً بلا إسلام!

تصوروا على أي حالٍ سيكون عليه المسلمون لو انقلبوا كلهم وبقدرة قادر إلى ملحدين بين ليلة وضحاها...!

سيتوقف القتال بين السنة والشيعة والذي ما زال مستمرا منذ مطلع الإسلام، وستزول الكراهية بينهم، لأنه لن يعود هناك لا سنة ولا شيعة!

ستتحول الأموال التي يصرفونها على بناء مساجد تعلّم الكراهية وتخرج الجهل وتنشر الإرهاب، إلى بناء مستشفيات تعالج مرضاهم بكتب الطب وليس بكتب الحديث، ومدارس تعلم طلابها السلام الحقيقي والعلوم الحقيقية، ومكتباتٍ تخلو من كتب الخرافات والجن والعفاريت وفتاوى ابن تيمية والعثيمين وأمثالهم من علماء الغباء.

تصوروا حال عالمنا بدون إسلام!

لا إرهاب ولا اضطهاد ولا كراهية... وكل الأموال التي تصرف على مكافحة الإرهاب ستستخدم في إنعاش الاقتصاد وتطوير العلوم، وسيمر ذاك الذي كان يدعو نفسه مسلماً عبر بوابات الحدود والمطارات والموانئ رافع الرأس دون أن يشك موظف به أو بما يحمله معه. وستعود الحياة والكرامة لما يزيد عن نصف بليون امرأة في العالم ستغني البشرية بعقلها الكامل الذي اختزله الإسلام إلى نصف عقل على مدى ألفٍ وأربعمئة سنة.

عالم بلا إسلام سيعني طفولة سعيدة لملايين الأطفال الذين يُحشرون في المدارس الدينية لغسل أدمغتهم وحرمانهم من النعمة الحقيقية، ألا وهي نعمة العقل السليم.

عالمٌ بلا إسلام سيعني سلاماً وأماناً في كل مكانٍ من العالم يعاني من هذه "النعمة".. في سوريا والعراق وإيران والهند وباكستان وأمريكا وروسيا والصين ونيجيريا والجزائر ومصر ولبنان وليبيا وتركيا والفلبين وماليزيا.. بل لنقلْ، على الأرض كلها!

عالم بلا إسلام.. سيعني توفير الأموال الطائلة التي تصرف على مكافحة الإرهاب، واستثمارها في عملية جهاد حقيقية لتحويل هذه الأرض إلى جنة حقيقية عوضاً عن الجهاد من أجل جنّاتٍ خيالية لا مكان لها إلا في عقول المغفلين.

=================

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط