بسام درويش / Mar 17, 2002

تحدّثت في مقالاتٍ سابقة عن عدد من الصحف العربية الصفراء التي تصدر هنا في المهجر والتي كانت منذ تأسيسها ولا زالت حتى اليوم أبواقاً للكراهية وطابوراً خامساً يخدم أعداء هذه الأمة.

على أثر وقوع جريمة الحادي عشر من أيلول البشعة، اعتقدنا أن هؤلاء الحاقدين سيقلعون عن عدائهم لهذا البلد بعد أن رأوا بأم أعينهم ما أدّت وتؤدّي إليه تعاليم الحقد والكراهية، ولكنهم أثبتوا وهم يواصلون رفع أصواتهم المقيتة أن عداءهم هو عداء متأصّلٌ في نفوسهم تأصّلَ السمّ في أنياب الأفاعي.

صحيحٌ أن قوانين هذا البلد العظيم تضمن حرية وحق كل إنسان في التعبير عن رأيه، وصحيحٌ أنّ أمرهم لا بدّ وأن يُفضَحَ ذات يومٍ فيتمَ ترحيلُهم إلى حيث أتوا، ولكننا لنأسف أشدّ الأسف أن نرى هناك بين أبناء هذه الجالية مِن مسيحيين أو مسلمين، مَن يقدم لهم الدعمَ، بقصدٍ أو بغير قصد، للاستمرار في عدائهم السافر وحملاتهم المسعورة.

إن كلَّ قرشٍ يُدفعُ قيمةَ إعلانٍ على صفحاتِ هذه الصحفِ هو مسمارٌ يُدقُّ في نعش جندي من جنود هذا البلد. كلُّ قرشٍ يُساعد هؤلاء على متابعةِ مسيرتهم الحاقدة، هو قنبلةٌ في يد أعداء هذا البلد يقتلون بها أبناءه ويضربون بها اقتصاده. هذه الصحف لا عمل لها إلا التشجيع على كراهية هذا البلد ولقد رأينا جميعاً في الحادي عشر من أيلول ما يمكن للكراهية أن تؤدّيَ إليه. وهكذا، فإن دعم أصحاب الصحف هذه هو دعم للكراهية وبالتالي عداءٌ لهذا البلد.  

إننا نرفع صوتنا لدعوة كل التجار والمهنيين إلى التوقف عن الإعلان في هذه الصحف فوراً لا بل ندعو أيضاً كل الذين يحبون هذا البلد ويقدّرون قيمتَهُ وقِـيَـمَهُ أن يقاطعوا كل التجار والمهنيين الذين يستمرون في دعمهم لهذه الصحف سواء كان عن طريق الإعلان فيها أو بأيّ شكل آخر.

**********    

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط