بسام درويش / Aug 11, 2004

ليس منّا أهلِ الشرق الأوسط، من لم يسمع من قبلُ بكلمة "كافر". أما اليوم، فربما لم يعد هناك في العالم كله من لم يسمع بهذه الكلمة.

كلمة "كافر"، يُقصد بها في قاموس المحمدية كل من لا يؤمن بإله اسمه "الله" وبرسول له اسمه "محمد".

وهكذا، فحيث أن أربع أخماس بني البشر في هذا العالم لا يؤمنون بهذا الله ولا بهذا الرسول، فإنهم كلهم في نظر المحمديين كفار.

لكن، حين يطلق المحمديون هذا اللقب على غيرهم، فإنهم لا يعنون به مجرد وصفٍ للتمييز بينهم وآخرين يخالفونهم في العقيدة، أو لغاية التحقير فقط، إنما هو إعلان صريح عن عدائهم للعالم كله ـ خصوصاً للمسيحيين واليهود ـ وعن تصميمهم على قتال كل من لايؤمن بدينهم وإخضاعهم للدولة المحمدية.

 

القرآن صريح في تحديده للكفر والكفار:

  • "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنَّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار." (آية 72 سورة 5 المائدة)
  • " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاَّ إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنَّ الذين كفروا منهم عذاب أليم."  (سورة المائدة 5: 73)
  • "وقالت اليهودُ عُزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنَّى يؤفَكون. (آية 30 سورة 9 التوبة)

وبالتالي، فهو صريح في موقفه العدواني منهم ودعوته إلى قتالهم:  

  • "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق (أي الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب (أي المسيحيين واليهود) حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون" (أي أذلاء منقادون لحكم الإسلام) (آية 29 سورة 9 التوبة)  (كل ما جاء بين قوسين هو من تفسير الجلالين)
  • "يا أيها النبيّ جاهدِ الكفّارَ والمنافقينَ واغلُظ عليهمْ ومأواهم جهنمُ وبئسَ المصير" (آية 73 سورة 9 التوبة)
  • "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم." (آية 5 سورة 9 التوبة)

وبالطبع، لم يخفَ أبداً على مسيحيي ويهود المشرق وغيرهم، ما تتضمنه هذه الكلمة من الاستفزاز والتصريح بالعداء؛ أما اليوم، فقد أصبح العالم كله يعرف معناها رغم أنه لا زال غير مدرك تماماً لأبعادها الخطرة. في الحقيقة، إن ما يجهله العالم اليوم هو أنّ ترديد هذه الكلمة من قبل المحمديين، خصوصاً أصحاب القدرة على التأثير في الجماهير منهم، كأئمة المساجد أو الكتّاب أو السياسيين، يجب أن يُنظرَ إليه على أنه تحريض دائم لأتباع هذه الملّة على معاداة العالم وتذكير لهم بواجبهم الوطني والديني في أن يكونوا على استعداد دائم لقتال أهل الكفر.

إنّ كل مرة تخرج فيها كلمة "كافر" من فم محمدي فهي تعني دعوة إلى تصفية بني البشر.    

********

من هو الكافر حقاً؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال، لا بدّ لنا أن نقرّ بأنّ استعمال كلمة "كافر" ـ ولو في صيغٍ مختلفة ـ ليس مقصوراً على المحمديين دون غيرهم من أتباع المذاهب الأخرى. فالمسيحية تعلّم أنّها هي الطريق الوحيد للخلاص، وبالتالي، فإن أتباع كل الديانات الأخرى في نظرها "غير مؤمنين"، أو بعبارة أخرى كافرين بالتعاليم الحقة. لذلك، ليس غريباً أن نجد قاموس وبستر يعرّف الكافر ـ infidel  ـ بـ: "الشخص الذي لا يؤمن بالدين السائد؛ خصوصاً الذي لا يؤمن بالمصادر الإلهية للمسيحية وبسلطتها؛ كالمحمدي والوثني والملحد."

إنّ كل الديانات تقوم على مجموعة من العقائد اللاهوتية الغيبية التي يعجز أتباعها عن إثباتها للعقل، والتي يكفّر ـ ولسوف يكفّر ـ بعضهم البعض الآخر إلى اليوم الذي يسمونه بيوم القيامة. لكن ومن ناحية اخرى، كل من هذه الأديان، يقدّم للمجتمع الإنساني أيضاً مجموعة من التشريعات المدنية أو المثل الاجتماعية والأخلاقية، الهدف منها تنظيم العلاقات بين البشر. وغالباً ما نجد أتباع كل دين، يحاولون بيع دينهم على أساس هذه التشريعات والمثل بإظهار محاسنها، آملين في أن يقودوهم بالتالي، إلى اعتناق الغيبيات التي يؤمنون بها على أساس أن وراء التعاليم الصالحة لا بدّ أن يكون إله صالحٌ.      

ماذا تقدّم المحمدية يا ترى ـ بين هذه الأديان كلها ـ من تشريعات ومثل وأخلاقيات، يمكنها أن تبيع المجتمع الإنساني بواسطتها، فكرةَ وجود إلهٍ صالحٍ وراءها يستحق الإجلال والعبادة؟.. لننظر:

 

  • المحمدية تعلّم أتباعها عدم الثقة بغير المحمديين: حتى بأولئك الذين تعتبرهم أقرب المقربين إليها وهم المسيحيون: (1) "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولاَّهم منكم فإنه منهم إنَّ الله لا يهدي القوم الظالمين." (آية 51 سورة 5 المائدة) (2) "لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدنَّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى ذلك أن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون. (آية 82 سورة 5 المائدة)
  • المحمدية توهم أتباعها بأنهم أفضل أمة: رغم أنهم كانوا عند ظهور الإسلام، ولا زالوا حتى اليوم، في مؤخرة أمم العالم: "كنتم خيرَ أمة أخرجت للناس.." (آية 110 سورة 3 آل عمران) وهي وبذلك، تزرع في قلوبهم بذور فوقيةٍ زائفةٍ تجعلهم يعيشون صراعاً نفسياً بين قناعتهم الدينية بها والواقع الذي يؤكّد زيفها. هذا الصراع، يؤدي بهم إلى كراهية الأمم المتقدمة فيسعون إلى تدميرها لأنهم لا يستطيعون محاكاتها. ولقد زرع محمد هذه النزعة الفوقية في أتباعه في أحاديث كثيرة له ومنها حين جاءه رجل يشيد بعقل شخص مسيحي فقال له: "مه، (أي أكفف!) إن الكافر لا عقل له، أما سمعت قول الله تعالى: وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير." والمضحك أنّ يصدر هذا القول من شخص يدّعي العقل كمحمد كان يتحدّث مع الحمير حسب ما ترويه كتب الأحاديث، وكان يعتقد بأن الشمس تطلع وتغيب على قرون الشياطين، وبأن الأرض مسطحة وأنّ الجبال الموجودة عليها هي بمثابة "براغي" لتثبيت الأرض ومنعها من الاهتزاز أو الحركة، وأن الشهب التي نراها في السماء هي صواريخ إلهية تطارد الشياطين، وأن في أحد جناحي الذبابة سم وفي الآخر شفاء من السم، وإلى ما هنالك من خزعبلات.
  • المحمدية تبيح الرق، أي استعباد الإنسان لأخيه الإنسان: لقد امتلك محمد وزوجاته وأتباعه العبيد والجواري وتاجروا بهم، لا بل كانوا ايضاً يختطفونهم ويبيعونهم (مثل عصابى علي بابا) في سوق النخاسة ليشتروا بثمنهم الأسلحة كي يستعينوا بها مرة أخرى على توسيع دائرة غزواتهم واعتداءاتهم.  في الواقع، ينص قرآن محمد على تشريعات عنصرية مثل التحظير على الوارث الحر أن يمنح أي جزء من ميراثه لعبد يمتلكه، لا بل وصف من يفعل ذلك بأنه يجحد بنعمة الله: "والله فضَّل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فُضِّلوا برادّي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواءً أفبنعمة الله يجحدون" (آية 71 من سورة 16 النحل) ذلك لأنّ العبد لا يستوي مع الحر: "ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" (آية 75 من سورة 16 النحل) كذلك لا يستوي العبد مع الحر حتى في ميزان العدل والقصاص: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى." (آية 178 من سورة 2 البقرة)
  • المحمدية تشدّد على أتباعها وجوب مناصبة العداء لكل أمم العالم: كل أديان العالم على خلاف في تصوّرها للالهة لكن ليس بينها من تتضمّن تعاليمه أوامر بقتال كل من لا يؤمن بهذه الآلهة أو فرض جزية عليهم ومعاملتهم بذل إذا رفضوا الإيمان بها. المحمدية وحدها تعلّم ذلك وتشجّع أتباعها أن يقاتلوا ويُقتَلوا حتى يكون الدين كله لله: "قل للذين كفروا إِن ينتهوا يُغَفَرْ لهم ما قد سلفَ وإِنْ يعودوا فقد مضت سنّة الأولين وقاتلوهم حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإنّ الله بما يعملون بصير" (آية 38 ـ 39 من سورة 8 الأنفال. أنظر أيضاً الآيتين 29 و 5 من سورة 9 التوبة المذكورتين أعلاه)
  • المحمدية تسلب الإنسان حريته: إنّ الذي يشاء له حظه العاطل أن يولد لعائلة محمدية لا يحق له أن يترك هذا المذهب حين ينضج عقله ويرى ما يتضمنه من امتهانٍ لإنسانيته وإنسانية غيره من بني البشر. كذلك لا يحق للذي يعتنق المحمدية بمطلق حريته أن يتركها بعد أن يتبين له خطأ ما فعل. كلاهما يعرضان نفسيهما لعقوبة الموت: قال محمد: "‏من غير دينه فاضربوا عنقه" ‏(موطأ مالك) وقال، "‏لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، بكفر بعد إيمان أو بزنى بعد ‏ ‏إحصان‏ ‏أو يقتل نفسا بغير نفس فيقتل" (سنن الدارمي) وقال، "‏‏لا يحل دم رجل يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا أحد ثلاثة نفر النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة (سنن الدارمي) وقال، "من ‏جحد ‏آية من القرآن فقد حل ضرب عنقه ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن ‏محمدا ‏عبده ورسوله فلا سبيل لأحد عليه إلا أن يصيب ‏حدا ‏ ‏فيقام عليه (سنن ابن ماجه)‏ كذلك حرم محمد أتباعه من حق اختيار أي أمر إذا سبق لمحمد وأن قرر له ما عليه القيام به: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.." (آية 36 من سورة 33 الأحزاب) ويجدر الذكر أنّ محمداً ادّعى هبوط آية الوحي الإلهي هذه عليه حين أراد ان يفرض على ابنة عمه زينب بنت جحش الزواج من زيدٍ ابنه بالتبني. وإذ أن الحديث يجر الحديث فيجدر الذكر هنا أنّ زينب هذه وقعت في وقت لاحق في قلب محمد موقعاً حسناً حين "صدف" وجاءها إلى بيتها فرأى بعض جسدها والباب مفتوح فتسبب في طلاقها من ابنه بالتبني ليعقد هو زواجه عليها فيما بعد.  
  • المحمدية تحظر النقد وتبيح اغتيال المعارضين: لقد كره محمد الذين يذمّونه ويوجهون النقد له ويتهمونه بالكذب، وكان أسلوبه في الرد عليهم هو الثأر وبأبشع مظاهره. تروي المراجع المحمدية أن امرأة اسمها عصماء بنت مروان كانت تقول شعراً تذمّ فيه محمداً، وحين بلغه شعرها قال: "ألا آخذ لي من ابنة مروان؟..  فتطوّع للثأر رجلٌ من أتباع محمد اسمه عميرَ بن عدي، وكان أعمى، فذهب إلى بيتها ليلاً وكانت نائمة وحولها أولادها، وحين جسّها بيده ليضربها بسيفه، وجد واحداً من أولادها على صدرها يرضع، فأبعده عنها ووضع سيفه على صدرها وأنفذه من ظهرها ثم خرج الصبح يصلّي مع محمد. وحين رآه محمد قال له: هل قتلت عصماء بنت مروان، فقال: يا رسول الله إني قد قتلتها، فقال محمد: نصرت الله ورسوله يا عمير، فقال عمير: هل علي في ذلك شيء؟ قال محمد: لا ينتطح فيها عنزان، ثم نظر إلى أصحابه وقال لهم مثنياً على عمير: إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجلٍ نصر الله ورسوله بالغيب فانظروا إلى هذا الأعمى الذي تشدد في طاعة الله.  قال عمر بن الخطاب: انظروا إلى هذا الأعمى الذي اسرى في طاعة الله تعالى، فقال محمد: لا تقل الأعمى ولكنه البصير!" (من كتب: السيرة النبوية لابن هشام. المغازي للوافدي. الطبقات الكبرى لابن سعد. تاريخ "الإسلام" للذهبي. عيون الأثر في المغازي والسير لابن سيد الناس. المنتظم لابن الجوزي. شرح كتاب السير الكبير للسرخسي..)
  • المحمدية تعلّم أن الزنا والسرقة لا يمنعان الإنسان من دخول الجنة: "قال أبو ذر الغفاري: قال الرسول أن جبريل قال له: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ولم يدخل النار قال النبي وإن زنى وإن سرق؟.. قال (جبريل) وإن!!!!!" (صحيح البخاري، الجزء الرابع باب 883 حديث 1386) أي وبعبارة واضحة مهما فعل المحمدي من أفعال الزنا والسرقة فإنه سيدخل الجنة فالمهمّ هو أن لا يشرك في عبادة الله الواحد!"
  • المحمدية تشجّع اتباعها على النفاق عند الحاجة: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاةً ويحذّركم الله نفسه وإلى الله المصير" (آية 28 سورة 3 آل عمران) ويقول الزمخشري في تفسيره: "إلا أن تتقوا منهم تقاةً" أي "إلاّ أن تخافوا أمراً يجب اتقاؤه تقية.. رخص لهم في موالاتهم إذا خافوهم، والمراد بتلك الموالاة: مخالفة ومعاشرة ظاهرة، والقلب بالعداوة والبغضاء وانتظار زوال المانع." وبذلك تنافس المحمدية الشيوعية في مبدأ "الغاية تبرر الواسطة".
  • إله المحمدية شخصية مسخّرة لخدمة أغراض محمد: أجبر محمد ابنة عمه على الزواج من ابنه بالتبني بأمر إلهي: (الأحزاب 36 أنظر الآية المذكورة سابقاً) ثم أباح لنفسه وبأمر إلهي الزواج بها بعد أن طلقها له ابنه: "وإِذْ تقولُ لِلَّذي أنعمَ الله عليهِ وأنعمتَ عليهِ أمسِكْ عليكَ زوجكَ واتَّقِ الله وتخفي في نفْسِكَ ما الله مُبْديهِ وتخشى الناسَ والله أَحقُّ أن تخشاهُ فلمّا قضى زيدٌ منها وطراً زوَّجناكها لكي لا يكونَ على المؤمنينَ حرَجٌ في أزواجِ أدعيائِهم إذا قضوْا منهُنَّ وطراً وكانَ أمرُ الله مفعولاً" (الأحزاب 73) وأباح لنفسه قبول أية امرأة تعرض نفسها عليه كذلك بأمر إلهي: "يا أيها النَّبيُّ إنَّا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهنَّ وما ملكتْ يمينك مما أفاء الله عليك وبناتِ عمِّك وبنات عمَّاتك وبنات خالكَ وبناتِ خالاتكَ اللاتي هاجرْنَ معك وامرأةً مؤمنةً إن وهبتْ نفسها للنبيِّ إنْ أرادَ النبيُّ أن يستنكحها خالِصةً لكَ من دونِ المؤمنينَ قد علمنا ما فرضنا عليهمْ في أزواجهمْ وما ملكَتْ أيمانُهم لكيلا يكونَ عليك حرجٌ وكانَ الله غفوراً رحيماً" (الأحزاب 50)، ولم تتردد آنذاك زوجته عائشة من أن تسخر من هذا الوحي حين قالت له: "إن الله يسرع لك في هواك." وأباح لنفسه بأمر إلهي أيضاً الخلاص من قسم أقسمه: "يا أيها النبي لمَ تُحرّم ما أحلّ الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم. قد فرض الله لكم تحلّة ايمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم" (التحريم 1 و 2) وعلى هذا المقياس قس..
  • إله المحمدية متذبذب لا يقرّ على رأي: فهو يوماً يقول بأن "لا إكراه في الدين" (البقرة 256) أو، "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" (يونس 99) ثم يعود فيبدّل رأيه حين يبلغ رسوله مرحلة من القوة يمكنه عندها أن ينفّذ ما خبّأه هذا الإله لبني البشر من خوازيق: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله.." (التوبة 29) أو "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد.." (التوبة 5) وعلى هذا المقياس قس..
  •  إله المحمدية مكار: "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين." (آل عمران 54) ـ "ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنّا دمَّرناهم وقومهم أجمعين. (النمل 50 ـ 51)
  • إله المحمدية يتربع على عرش جنة اشبه بالكرخانة: لا عمل له في السماء إلا تأمين الأبكار لأتباع محمد يستلذون بافتضاض بكاراتهنّ ثم يسهر هذا الإله الليالي وهو يعيد خياطة ما فتقوه كي يتمتّع المحمديون مجددا بافتضاضهنّ. غلمان مخلّدون وحوريات وخمّارات تجري فيها أنهار من الخمر وأرائك منصوبة وذكور دائمة الانتصاب!
  • إله يكره النساء ويعتبرهنّ من ممتلكات الرجل: ويصنفهنّ في آية واحدة مع الحيوانات وغير ذلك من متاع الدنيا. "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الدنيا والله عنده حسن المآب". (آية 14 سورة 3 آل عمران) كذلك يعتبرهنّ "حرثاً" للرجال يفلحنهنّ متى شاؤوا، "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم وقدِّموا لأنفسكم واتَّقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشِّر المؤمنين." (آية 223 من سورة 2 البقرة) ويعدهن بعذاب الآخرة إذا لم يكنّ جاهزات دائماً وأبداً لإرضاء المطالب الجنسية للرجل. ("أنّى"، تعني اينما وكيفما من قعود ووقوف وإستقبال وإدبار!...
  • إله مصدر إلهام للفجور: "ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها!" (آية 78 سورة 91 الشمس) "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" (سورة الإسراء: 16)

*********

هذه النماذج القليلة من تعاليم المحمدية التي تمسّ حياة البشر، والصورة القاتمة لهذا الإله الذي أبدعته مخيلة محمد، لا شكّ في أنها تكفي لتعريفٍ أكثر دقةٍ لكلمة "كافر"، وبالتالي إلى معرفة الكفار الحقيقيين.

الكفر هو الأيمان بإله عنصري، ظالمٍ، فاجرٍ، خبيثٍ مخادعٍ، متذبذبِ الرأي، وإرهابي. إله يكره أن يكون هناك بين الناس وئام أو سلام إلا تحت سلطته وسلطة وكيله مدّعي النبوّة محمد. إله يتغاضى عن الزناة والسارقين والمجرمين طالموا أنهم لا يشركون في عبادته أحداً ـ اي مثل أية جماعة لصوص وانتهازيين تخدم دكتاتور ظالم وتستفيد من حكمه ـ إلهٌ يكره النساء ويعتبرهنّ من ممتلكات الرجل. إله جنته خمارة وكرخانة وملاذٌ للإرهابيين والسارقين والزناة والقتلة! 

الكفر هو الكفر بالإنسان وبكل القيم الإنسانية. الكفر بالسلام والمحبة. الكفر بالنعمة وبالمعروف ـ تماماً كما نلمسه في المحمديين الذين يعيشون في أمريكا، يحتمون بقانونها ويتنعمون بحريتها، ويستفيدون من عطائها، ليكافئوها بعد ذلك بأقلام تقطر سماً وبأدعية تنفث حقداً وبإيوائهم لإرهابيين قتلة وبالمشاركة فعلاً في إرهاب الشعب الذي فتح لهم صدره.

الكفر، هو الكفر بكل الفضائل التي يمكن أن تجعل من هذا العالم عالماً أفضل، وما في هذه التعاليم المحمدية إلا كفر بها.

لقد آن الأوان لتسمية أكثر دقة للمسلمين: "الكفار المحمديون" و"المحمدية الكافرة".

***********

* ملاحظةٌ نختم بها حديثنا هذا وهي أننا من الآن وصاعداً سنستعيض قدر الإمكان عن كلمة "المسلمين" و"الإسلام" باسم "المحمديين" و"المحمدية" للتمييز بينهم من جهة، وأتباع كل الطوائف الأخرى الذين يُحسبون عليهم من جهة أخرى، كالبهائيين أو الاسماعيليين أو الدروز أو العلويين أو المرشديين وآخرين ممن يختلفون عنهم في تعاملهم وعلاقاتهم مع غيرهم من بني البشر، ولقد نالهم في الحقيقة من ظلم المحمديين وشرّهم ما ناله العالم كله ـ أقل أو أكثر.    

***************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط