بسام درويش / Apr 04, 2007

هل هناك من يخالفني الرأي إن قلتُ، بأن المسلمين بشكل عام، والعرب منهم بشكل خاص، هم في نظر العالم أكثر الناس كرهاً وأقلهم احتراماً؟

********

في الحقيقة، لم تجتمع لأمةٍ من أمم العالم، من الأسبابِ التي تجعلها مكروهةً ما اجتمع لدى المسلمين.

لا أحد يكرهُهُم لعُرقِهم، أو لغتهم، أو شكل لباسهم، ولا لثرائِهم أو فقرهِم. ولو كان الأمر كذلك لكانت الكراهية تغلب على علاقات كل الأمم، لا بل على أهل القرى المتقاربة في البلد الواحد.

 

الأمم تختلف في أعراقها وطبائعها وتقاليدها وطعامها ولباسها وفي ايديولوجياتها أيضاً، لكن الاختلاف في أي من تلك الأمور لا يدفع أمة لأن تكره أمة أخرى. قد يتحول الاختلاف بالرأي أو النزاع على مصالح إلى خلاف، والخلاف إلى حرب، ومع الحرب قد تأتي الكراهية بين شعبين أو أكثر، لكنها كراهية تزول بزوال أسبابها.

 

تبادلَ الأمريكيون واليابانيون وكذلك الفرنسيون والألمان ـ على سبيل المثال ـ الكراهية خلال الحرب، وبانتهاء الحرب وزوال أسبابها زالت الكراهية.

كره الغرب المسيحي المسلمين عندما غزوا أراضيه، وانتهت الكراهية بعد طردهم منها وانتهاء الحروب التي تلت تلك المرحلة. أما كراهية المسلمين للغرب ولكل امم العالم، فلم تتوقف في يوم من الأيام وحتى يومنا هذا، لأنها كراهية متأصلة استهلتها دولة الاسلام منذ ظهورها دون أن يُضطرَّها إليها احد. 

 

لقد وضع مؤسس الإسلام لدولته العدوانية التوسعية تلك، أسساً دينية مشحونة بالكراهية العنصرية، مشجعاً أنصاره الرعاع الذين كانوا يعيشون على النهب والسبي، بنهب وسبيٍ أعظم على الأرض وفي الآخرة. واليوم، وبعد أربعة عشر قرنا من الزمن، لا زالت هذه الدولة قائمة، ولا زال رعاعها ـ كما أقرّ شيخ الأزهر الطنطاوي تسميتهم ـ وقد تكاثروا تكاثرَ الجُرذِ، ينشرون الخرابَ ويزرعون الرعبَ في كل بقاع العالم بما في ذلك بين ظهرانيهم أنفسهم.

********

الإسلامُ أشبهُ ما يكون بشجرةٍ خبيثةٍ.  خبيثةٌ برائحتِها وغُبار طَلْعِها وثمارِها السامّة وأغصانها الأخطبوطية الشائكة. يعيش في ظلها المسلمون، يستنشقون رائحتها، ويهلوسون من غُبار طلعها، ويُطعَمون من ثمارها، وإذْ يجدون أنفسهم عاجزين عن تجاوز أشواكها، فإنهم يَكرهون كل من أسعده الحظّ بأنُ وُلِدَ بعيداً عنها لا يعاني من خُبثها.

لقد اعتاد المسلمون على سموم وخبائث هذه الشجرة، وأدمنوا عليها إدمانَ مَنِ ابتُليَ بتعاطي المخدّرات؛ فلا غرابةَ إن قاموا بتجفيف ثمارها ثم طحنها، ليحملوها معهم مصلاً مضادّاً لكلّ ما يعتقدون بأنّه قد يكون ترياقاً يخلّصهم مما يعيشون فيه. إنهم يعرفون تماماً طريق العذاب الذي سيسيرون عليه إن رغبوا بالخلاص من إدمانهم أو إذا حاول آخرون أن يخلصوهم من هذا الإدمان.  

 

المسلم الذي يحاول الخلاص من العيش في ظل هذه الشجرة، أو من سمومها التي تسري في دمائه، سيعيش ـ بعد أن يخلُصَ ـ حياةَ معاناةٍ من نوع آخر إينما رحل وحلّ.  سيجدُ نفسه وقد حُرِمَ من كل معارفه وأهله وحتى من حقّه بالإرث، ناهيكم عن خوفه المتواصل على حياته. أمّا ما هو أعظمُ إيلاماً له، فهو ما سيعانيه من كآبةٍ نفسية وهو يحاول أن يثبت للناس الأصحّاء أنّه حقا قد تخلص من مرضه، وأنه لم يعد يشكّل خطراً عليهم.  فهذه التعاليم الأخطبوطية لم تكتفِ بشدّ الرباط حول عنقه فقط، إنما شوّهتْ صورتَه كإنسان صاحب إرادةٍ، إذ جعلت الثقة بنواياه الحقيقية أمراً أقرب إلى المستحيل.  لقد سمحت له هذه التعاليم أن ينافق ويدّعي الاقتناع بتركه لدينه إذا رأى أن الضرورات تتطلب ذلك!.. وهكذا، فإن المسلم الذي تبلغ به رجاحة العقل مقترنةً بالشجاعة حدّ نبذ هذا الدين، فإنه وحتى يثبت للعالم صدق نيّته، يحتاج إلى المرور بمرحلة مواجهةٍ وعذابٍ عظيمة، مما يخوّله في نهايتها بحقٍّ أن يعلّق على صدره وسام بطولةٍ أرفع من أوسمة عظماء القادة المحاربين.  

********

كيف لا تتأصّل الكراهية في نفس إنسانٍ، ينام ويستيقظ ويقضي يومه، وهو ويسمع ويقرأ عباراتٍ تقول له، إنه هو الأفضل، وأن كل من حوله لا يريد له إلا الأذى وتبعاً لذلك فإن عليه أن يقضي عليهم قبل ان يقضوا عليه؟!

 

إنسانٌ كهذا لا يكبر كارهاً فقط إنما ومكروهاً أيضاً، إذْ لا يعقل أن يشعر أحدٌ بالراحة لوجوده قريباً منه.

مع ذلك، فكراهية العالم للمسلمين ليست ككراهية المسلمين للعالم. كراهية المسلمين تتمثل في رفضهم لوجود غيرهم. وكراهية غير المسلمين للمسلمين، تتمثل في رفض أعمالهم؛ ولأنّ أعمالَهُم هي انعكاسٌ لتعاليم دينهم، فلا غرابةَ في أن يكره العالم دينهم وبالتالي أن لا يرتاح لأي إنسان ينتمي لهذا الدين.  هذا الدين الذي يبيح قطع الرؤوس وسمل العيون وبتر الأوصال واختطاف الصحفيين وتفجير المدارس والمطاعم والباصات والمجمعات التجارية. هذا الدين الذي يبيح نهب ممتلكات الناس واغتصاب البنات. هذا الدين الذي يسمح بالكذب إذا دعت الضرورة إليه. هذا الدين الذي يكره كل شيء له علاقة بكلمة حبّ!..

كيف لإنسانٍ متحضّرٍ متعلّمٍ ألاّ يكره ديناً كهذا الدين وان لا يكره شعباً يطبق تعاليمه الرهيبة ويحاول فرضها على الآخرين؟!

********

(للحديث صلة) 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط