بسام درويش / Jan 30, 2001

قرر الرئيس العراقي صدام حسين التبرع بمبلغ مئة مليون يورو، أي ما يعادل أربعة وتسعين مليون دولار أمريكي، لمساعدة الفقراء الأمريكيين، شريطة أن تتولى لجنة عراقية مهمة الإشراف على توزيع المبلغ على المستحقين.

وقالت وكالة الأنباء العراقية التي أوردت النبأ (كانون الثاني 2001) أن القرار قد صدر عقب جلسة عقدها مجلس الوزراء العراقي يوم الاثنين وجاء في بيان صدر عقب الجلسة أن المجلس قرر لأسباب إنسانية تخصيص مبلغ قدره مئة مليون يورو توزع على الفقراء الأمريكان الذين يبلغ عدد من يعيشون منهم تحت خط الفقر اكثرمن ثلاثين مليون نسمة معظمهم من الأمريكيين السود الذين يعيشون على النفايات. وجاء في البيان انه سيتم اطلاع الأمين العام للأمم المتحدة على هذا القرار!

***********

ماذا ترانا نقول!

هل نقول، يا لطيبة قلب صدام وهذه القلوب المفعمة بالحب التي تضمها صدور أعضاء مجلس الوزراء العراقي؟

أم نقول،

يا لسخف هذا الرجل المتحكم برقاب هذا الشعب المعتّر! ويا لذلّ هؤلاء "الرجال" الذين يجتمعون لينصتوا إلى كل سخافة من سخافات هذا المعتوه المجرم ثم ليهزوا رؤوسهم الفارغة بالموافقة عليها.

أم يجدر بنا أن نخاطب الشعب العراقي ونقول: أما آن الأوان لهذه الأمة أن تنجب فرداً واحداً يخلّصها من هذا الكابوس الجاثم على صدرها؟

صدام حسين ومعه مجموعة المرتزقة من أعضاء حاشيته يتباكون أمام الرأي العام العالمي على ما يعانيه أطفال العراق من نقص في الغذاء والدواء. يتباكون على ما يعانيه الشعب العراقي كله من جوع وحرمان. يصدرون أحكامهم بقطع يد المواطن الذي يسرق حفنة أرز يسد بها جوعه وجوع أبنائه. كل ذلك بينما يبذّر صدام آلاف الملايين على إشادة القصور له ولعائلته وعلى أعياد ميلاده. والآن، يعرض صدام مئة مليون يورو ليطعم الفقراء من أبناء الشعب الأميركي.

يا لسخرية القدر!  

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط