عبد الرحمن مرحبا / Feb 22, 2009

كتاب محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن

الكاتب: عبد الرحمن مرحبا

 

صدر هذا الكتاب باللغة العربية منذ فترة وجيزة لمؤلفه الدكتور الإمام عبد الرحمن مرحبا، ولم تجروء أية صحيفة عربية أن تتكلم عنه أو تنتقده أو تشير على الأقل إلى صدوره. فقد قامت بعض القوى الأمنية والمخابراتية بمصادرته سرّا من المكتبات وبالرغم من كل ذلك عرف رواجا لا مثيل له في بعض الدول الإسلامية، خاصة بين رجال الدين كما كشفت ذلك بعض المصادر.

 

اللافت إلى أن موريس سالاكرو نقل هذا الكتاب مؤخرا إلى الفرنسية وصدر عن دار نشر"دو باريس" بعنوان "إعترافات إمام"، الأمر الذي سمح لعدد كبير من القراء الغربيين بالإطلاع عليه وعلى مضمونه والتعرف على أحد كبار نقاد الفكر الديني الإسلامي في عصرنا الحديث. وهذا ما يؤكد على أن الرفضية لكل المفاهيم الدينية والغيبية الظلامية لم تعد حكرا على المفكرين الغربيين أو ما نصفهم بالكفّار، بل هناك بين صفوف المسلمين، أو الذين وُلدوا في الإسلام رغما عنهم، أناس يتحلّون بالجرأة أخذوا يتحدّون كل المتزمتين ويطلقون صرخة الألم والمعاناة ويدقّون ناقوس الخطر الذي يهدّد أمّتهم بسبب القيود الدينية البالية والاضطهاد الفكري الذي يتعرّضون له.

 

من هو عبد الرحمن مرحبا؟

 

جلّ ما نعرف عنه أنه من مواليد عام 1927. كان شيخا مسلما ومتصوفا من المذهب السنيّ الحنيف. نشأ نشأة المسلم المتحمّس وترعرع في أطياف الدين والهدى. كان يطمح ، بل كان حلمه الكبير التبشير بالإسلام في بلاد الهند. كان غارقا في الدين الإسلامي من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه. كان منقطعا للصلاة والعبادة وحضور حلقات الذكر، وذلك ليكون القدوة والأسوة والمثل.

التحق بجامعة الأزهر الإسلامية لتلقّي العلم "الشريف" فيه، ولكنه أصيب بخيبة أمل مما تعلمه في هذه المؤسسة الغراء التي غادرها بعد مرور ثلاث سنوات للالتحاق بجامعة فؤاد الأول، ثم بمعهد التربية العالي، حيث حصل على شهادة سمحت له بتحضير أطروحة دكتورا في الفلسفة في جامعة السوربون في باريس.

بعد عودته إلى بلاده، أكمل مسعاه الديني واعظا، إماما وخطيبا في المساجد. ثم واظب على التعليم الجامعي وتأليف الكتب الفلسفية العلمية. نشر مؤلفات عدة في الفكر الفلسفي الإسلامي العربي في القاهرة وبيروت.

عاش الإمام عبد الرحمن مرحبا حياة فكرية مغمورة بالقلق والاضطراب وحياة دينية مضمخة بالريب والشكوك والتساؤلات. لم يتمكن من التعبير عن الصراع المرير بين العلم والإيمان الذي عانى منه منذ صغره،ففجّره في هذا الكتاب الذي أورد فيه ما يكنّه فكره وتصوّره عن هذا الأمر. لذلك قرّر أن يعلن بصراحة لا نظير لها، عبر هذا الكتاب، رفضه للقرآن ولإله القرآن ولمفسّري القرآن الذين كانوا إذا وجدوا فيه شيئا يخالف العقل والعلم والمنطق، كذّبوا العقل والعلم والمنطق، بلا حياء ولا خفر...

 

هدف هذا الكتاب

 

يحدّد عبد الرحمن مرحبا الغاية من مؤلّفه كما جاء في مقدّمته:

 "هذا الكتاب دعوة ملحة وصريحة من أجل قراءة القرآن من جديد لنفهمه على حقيقته، وكسر القيود والأغلال التي شوّهت تفكيرنا، وأفسدت قراءتنا للحياة والكون والمصير...

هذا الكتاب محاولة نقدية للتحرير والانعتاق من الثوابت التي انتهت بنا إلى ما نحن عليه اليوم. إنه إضاءة للحظة المعتمة الراهنة، مدعمة بالشواهد المأخوذة من النصّ القرآني، ونقد له وتحليل لآياته، ونزع للأغطية التي تحجب الرؤية، بل تعطّلها وتشلّ حركة الفكر الحرِّ وتخدّره، وتقتل فيه روح المعاناة، وتحوّله إلى عنصر سلبيّ لا همّ له الا تبرير النصّ، والدفاع عن النصّ والاستغراق في "ذخائر النصّ"، والحِكم البالغة في النصّ.

كتبتُ هذا الكتاب بقلب مخلص يشتاق إلى التغيير، ويريد العمل على القيام بأعمق تغيير، وبالتالي تقديم صورة عن القرآن غير الصورة المعروفة المتداولة في أسواق العامّة، بل حتى في أسواق الخاصّة، وأحيانا خاصّة الخاصّة. فعبادة النصّ، والعكوف على النصّ، والانحناء أمام النصّ، لا تفرّق في كثير من الحالات بين عامّة وخاصّة. فكم من عملاق تصاغر أمام النصّ حتى بدأ قزما  يرتجف هلعا كفأرٍ رأى شبح قطٍّ. هكذا يفعل بعملاقنا المغرور زئير النصّ.

 

لا همّ لي في هذا الكتاب إلا اقتحام عرين النصّ. يجب أن ننزع عن النصّ أولا قشرة القداسة التي تحيط به. وبغير ذلك لا يسلس لنا قياد النصّ. إن تعرية النصّ والتشكيك في قداسته، وتطبيق المنهج العقليّ عليه، تفتح لنا آفاقا لا يبلغها أولئك الذين على أبصارهم غشاوة قدسية النصّ. هؤلاء هم عبدة أصنام. ولا فرق بين عبدة أصنام وعبدة النصّ.

 

يجب إعادة النظر في التفرقة بين المقدّس وغير المقدّس (ما غير المقدّس ليس بالضرورة دنساً)، أو ادّعاءالخصومة بينهما. فلا مقدّس إلا الإنسان والعقل الذي يميّز الإنسان. لذلك يجب ألا تشغلنا قداسة النصّ عن حيوية التجربة العقليّة. فالتجربة العقلية نشاط وقدرة وقلق، وهيمنة الدّين على الفكر والثقافة مصادرة للعقل وعزل له عن االواقع، وعن الحياة والإنسان. وبحكم هذه المصادرة، وبفعل المعرفة التي تتولّد منها، تبدو الثقافة العربية كأن لا شان لها إلا بقدر انشغال هذه الحياة بهموم الآخرة وما فيها من نعيم وجحيم وحور عينٍ وفاكهة ممّا يشتهون.

 

لقد آن لنا أن نتخطّى الأسوار التي تضربها علينا هذه المصادرة. ولا سبيل إلى ذلك إلا بانقلاب معرفي في كلّ ما يتعلّق بالأصول - نصوصا وقراءات -، انقلابا ينطلق من النظر إليها ومعاملتها على أنها مادّة خاضعة للعقل وأفق مفتوح أمام العقل، قابل للنظر وإعادة النظر. وإلا بقي النصّ مهيمنا ثابتا لا مبدّل لكلماته. ومن ثمّ بقيت المعرفة ثابتة محدودة مغلقة.

 

ثمّ ان الهويّة ليست تطابقا مع جوهر ماض تكوّن مرّة واحدة وإلى الأبد، وإنما هي عملية تاريخية وابتكار دائم. فالانسان يصنع هويّته ويبدعها. وهو يصنع فكره ونظام حياته. الهويّة حياة والنصّ موت. فكيف ترتهن الحياة بالموت؟ الهويّة تولد في المستقبل، والنصّ عود إلى الماضي. فكيف يعود المستقبل أدراجه إلى الماضي؟ الهويّة وعد في طريقه إلى الإنجاز. فكيف يتّفق الإنجاز واللآّإنجاز؟ النصّ إلغاء لديناميّة الإنسان، ولديناميّة المعرفة، ولديناميّة التطوّر والتاريخ. فاختر لنفسك ما يحلو. لا يستوي الحرّ والظلّ؟

 

علينا ألا نُحبَس في غرفة مظلمة ضيّقة والعالم من حولنا يترامى ويمتدّ على غير نهاية. يجب أن نخرج إلى النور ونعمل على النور. وأن نكفّ عن خدمة منطق النصّ لخدمة منطق النور. لنتعاطَ مع الواقع الحيّ ونشارك في الأحداث وفي انبثاق النور. ليت شعري! إلى متى سنظلّ نستمرئ الظلمة ونرسف في أغلال الظلمة ونرفض النور؟!

 

لقد غاب عنّا أنّ النصوص لها أعمار تعيش إلى اجل مُسمّى. فإذا جاء أجلُها فمن الواجب أن تفسح الطريق لغيرها، لا أن تلوي عنق الزمان والمكان لتمدّ في أجَلِها وترفض النداءات التي تطالب برحيلها يجب أن نتعلّم كيف نمارس عملية التحرر من ربقة النصوص بعد عصور وعصور من تحكّم النصوص والحنين المستمرّ إلى ماضٍ زاهٍ عامرٍ بالنصوص وعبادة النصوص.

 

إنّ النصوص التي لا نجد لها اليوم معنى كانت بالأمس تشبع حاجات أسلافنا وتُغني حياتهم. لقد وجدوا فيها نشوة روحيّة لا حدود لها. من الصعب علينا فهمها في هذه الأيام ، وانخرطوا في سجال وسط تدافعٍ وتزاحم لاكتشاف دررالمعاني التي ينطوي عليها كتاب الله. لقد كان ذلك مقصورا على زمن مضى وانقضى.

 

فقد انكبّ أجدادنا على دراسة القرآن دراسةً مليئة بالإفتعال والصنعة والتكلّف، وحمّلوه من الفصاحة والبلاغة والإعجاز ما لا يحتمل، وانتزعوا منه من المعاني والمقاصد والأغراض ما لم يخطر على بال صاحبه، ونشروا حوله مواكب من الصور والألوان والأطياف والمشاهد، لم يحظ بها كتاب غيره حتى اليوم.

 

هذا ما يفعل الإيمان بعَبَدة النصوص والأوهام. لقد هوت الأنصاب والأزلام والأوثان، وفي أعقابها النصوص، وتغيّرت النفوس لتغيّرِ الزمان. وعصر الخلافة ولّى. فأدبر زمان واقبل زمان.

 

لقد أعطى القرآن الشخصية العربية الإسلامية طابعا أسطوريّا مميّزا لا نظير له. جعلها تعيش خارج التاريخ. والأحداث من حولها تضجّ بالتاريخ. فمتى تخرج من النفق المظلم لتدخل باحة التاريخ؟ إن خطاب الماضي لا يصنع تاريخا، إنما يصنع التاريخَ الحضورُ في التاريخ.

 

لقد طغت فكرة النصّ على سرّ النهضة وعلى حلم النهضة حتى توقّفت وخابت جميع الآمال في إنجاز مشروع النهضة، وانتعشت السلفيّة والأصوليّة والدمويّة والتجهيليّة لخنق أنفاس النهضة وتعطيل جميع المبادرات التي تؤدي إلى النهضة.

 

من المؤسف أن التاريخ لا يرقد ولا يركد إلاّ في بلادنا الإسلامية.

 

ماذا أقول؟ إنه حتّى في كثير من بلدان العالم الثالث لا يخلو من التدافع والحركة. فهو في الدنيا كلها تقريبا نهر متدفّق بل خضم متلاطم الأمواج. ولكنّه في بلادنا بحيرة ساكنة لا تثور.

 

ولا غرض لهذا الكتاب ولا هاجس وراءه إلا أن يُلقي حجرا في هذه البحيرة لعلّه يثيرها ويُخرجها عن هدوئها وانتظامها.

 

في أعماق هذا الكتاب رسالة تفوح منها ثورة حادّة ورغبة قويّة في التغيير واعتراض أساسي على منهج الحياة وخوف من مصائرها وتقلّباتها. حلم عميق يتردّد في كل صفحة فيه.

 

في الكتاب تقريع كثير وبكاء أكثر. فهو دعوة صارخة إلى أن تأخذ حياتنا مأخذاً جادّا، ونعمل على تصحيح واقعنا وتاريخنا وإنساننا إذا كنّا عقدنا العزم حقّا على قبول التحدّي ومواجهة الحقيقة المرّةً التي نجد صعوبة كبيرة في تحسّسها والاعتراف بها. لقد ساهمنا في إنتاج التخلّف بدلا من محاولة القضاء عليه.

 

هذا الكتاب يستحق المعاناة وصبر التأمل. إنه ينهك الأعصاب وقد يثيير الرعب. ولعلّ أقل ما يقال فيه إنه يحمل على التذمّر. القرآن حجر عثرة وسدّ منيع أمام كلّ نهضة أو تطوّر. إن أقول إلاّ الحقّ. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وما كنت عليكم حفيظا. لقد بلّغت الرسالة، وأدّيتُ الأمانة. فاشهدوا. وأنا معكم من الشاهدين. لقد أتيتكم بسلطان مبين. فماذا تحكمون؟

 

إننا نتحدّث كثيرا في ما لا ينفعنا. ونسكت عما ينفعنا. أريد أن أكون صديقا للقارئ. فما كتبتُ ما كتبتُ إلاّ بقلب مخلص يشتاقُ إلى التغيير. وإني لعلى استعداد أن أموت على مذبح التغيير.

 

في هذا الكتاب صورة تختلف عن الصور المتداولة في "السوق". أريد بناء عقليّة جديدة على أنقاض العقول السائدة. أريد أن أغرس نبتة من التفكير العلماني الحرّالمستقلّ الذي لا يخاف ولا يعبأ بالتضحيات والأضاحي. أريد أن أثير جوّاً ساخنا من الأسئلة والتساؤلات التي نتردّى فيها، حول أصل الداء وحول ما يوصف له من دواء.

 

أنا لا أشجّع القارئ على أن يوافق على ما أقول موافقةً صمّاء، وإن كنت واثقاً من كلّ ما أقول ومن أنّ كلّ كلمة أقولها هي كلمة محسوبة موضوعة في مكانها الصحيح. ولكن حريّة القارئ فوق كلّ ما أكتب وما أقول.

 

الإنسان المسلم هو أكبر همّي. إن غاية ما أتمنّى أن أزجّ بهذا الإنسان ، لا في "تيّار الحداثة" فحسب، بل و"في أتّون الحداثة"، لأنّ التيّار لا يطهّر، بل قد يكون ملوّثا. وأما الأتّون فهو كفيل بإحراق جميع الشوائب. فالنار هي المطهّر الأكبر. فلا تلوّث في النار.

 

لقد أخذت نفسي بالمغامرة والحدس والسؤال وأنا أكتب هذا الكتاب. إني أعمل وسط تزايد الإحساس بمخاطرة لا تغيب عن عقل اللبيب وروحه. فالكتاب يواجه الأسطورة.

 

إلى الله المشتكى؟!

والله لا يطعم جائعا، ولا يغيث ملهوفا، ولا يرحم مظلوما، ولا يشفي مريضا؟!

فهل تراه يردّعلى كسالى تبلّد حسّهم كأمثالنا؟

إن الصالحين أحقّ بالإجابة منّا. ومع ذلك فهو لا يستجيب لهم، فما قولك بالطالحين؟

هذا إذا صحّ وجوده، فكيف إذا كان عدم وجوده حقّا مبينا؟......

 

هذا ولم يتخلّص لي الحق الذي انتهيت إليه إلاّ بقراءة القرآن، لا قراءة تعبّد تزيد الأعمى عمًى، بل قراءة تحليل وتركيب وموازنة ومقارنة ومعارضة وشكّ ونقد وتقويم وتتبّع كلّ آية فيه، واستنطاقها على حدة، وربطها بغيرها من الآيات، وذلك بعد فهرستها وتبويبها وتقسيمها إلى موضوعات. وألحقت كل آية بالموضوع الخاصّ بها.

 

فمرجعي الوحيد هو القرآن ولم أرجع إلى شيء غيره. ولم يَفُتْني بطبيعة الحال الرجوع إلى اقوال المفسّرين وآرائهم في هذه الآية أو تلك، مستأنسا بها رافضا لأكثرها. ولم أعلن أي نتيجة من النتائج التي تمكّنت من الوصول إليها إلا بعد توثيقها بالآية المطلوبة مشفوعة – ما أمكن – بآيات أخرى مشابهة لها.

 

لقد كانت دراسة ممتعة حقّا خرجتُ منها بنتائج غريبة حقًّا لم أكن أتوقّعها، وإن كان لديَّ إحساس غامض بها منذ راهقت البلوغ قبل بلوغ العشرين وأنا على مقاعد الدراسة في عنفوان الصبا وريعان العمر. فكنت كلّما سألت شيوخي عنها أنكروا عليّ السؤال، وحذّروني من الزيغ والضلال. وكنت إذا حظيت بجواب ما من أحدهم أحسستُ في كلامه التكلّف. ومع ذلك فقد كنت متصوّفا عميق الإيمان – يا للمفارقة – لا ولم أقرّر إلاّ أخيرا أن أتولّى الأمر بنفسي.

 

لقد مررتُ بأزمة حادّة في بداية السبعينات من عمري. كانت منطلقا لصراعاتٍ مختلفة تفجّرت في نفسي، ومنعطفاً خطيراً قَلَبَ نظام حياتي رأساً على عقب. وبعد تردّدٍ كبير وحَرَجٍ أكبر، رأيتُ نفسي أهلاً لوضع كلامٍ يؤثَر عنّي ويُذكَر. وقلتُ لنفسي هلمّ أصدع بما تؤمر، إنّك على الحقّ والحقُّ أولى بالإتباع وأجدَر. فأقدمتُ مصرّاً على تنفيذ مشروع هذا الكتاب، غير وجل ولا متحفّظ ولا هيّاب، نزولا على إلحاح المتنوّرين الثوريّين من الصحاب والأصحاب، رغم ما سيجرّه عليّ من الأنواء والعواصف وهجمات الذئاب. فإذا أردتَ أن تعيش رجلا فعِش في خطر. ذلك فصل الخطاب!!

 

الكتاب طرحٌ جديد للمشكلة القرآنية من منظور ثوري، ولكنّه ليس خاتم الكلام ولا فصل المقال ولا نظريّة كاملة. وإنما هو اجتهاد يُغري بالمشاغبة والنزاع. يضاف إلى كتب اخرى أثارت الشغب وألقت ببعض الأحجار في المياه الراكدة. وهو ينتظر اجتهادات أخرى تالية أكثر شغبا، مدعومة بالشواهد والبيّنات والتحليل الشمولي، لتكون أساسا لوعي عقلاني نقدي ومنهاج عملي مستقبلي واعد.

 

والآن، وقد بلغ الكتاب أجله أدفع به إليكم ليشقّ طريقه اللاهب، ويواجه مصيره وحده، في عالم مشحون بالقوى وصراع القوى ومضادات القوى. فإن وجدتم فيه ما لا يرضيكم فاستميحكم عذرًا. إن أريدُ إلاّ الإصلاح، وافوّض أمري إلى التاريخ. وعاجلا أم آجلا سيحاسبني التاريخ.

 

في الختام دونكم الكتاب. فرِفقًا بالكتاب. وداعًا أيّها الكتاب!!

==============

فهرس الكتاب

 

الفصل الأول                رحلتي من الإيمان إلى الشكّ

                            

                             1 – مرحلة الإيمان

                             2 – مرحلة الإمتحان

                             3 – مرحلة الإعصار

                             4 – مرحلة البحث

                             5 – مرحلة القطيعة

                        

الفصل الثاني                منهج البحث في القرآن

 

الفصل الثالث                القرآن في عقيدة المسلمين

 

                             1 – القرآن كلام الله

                             2 – القرآن محور مدارس الفكر وشتّى مذاهب الرأي في الإسلام

                             3 – الحسّ اللغوي مفتاح القرآن إلى قلوب العرب الجاههليّين

                             4 – عمل مفسّري القرآن

                             5 – ثورة لا بدّ منها

 

الفصل الرابع                إعجاز القرآن

 

                             1 – إيمان المسلمين بالإعجاز

                             2 – أيّ إعجاز هو؟

                             3 - بلاغة القرآن

                             4 – أين هي بلاغة القرآن؟

                             5 – خلل في توزيع الموضوعات

                             6 – الغموض في القرآن

                             7 – غريب القرآن

                             8 – ركاكة القرآن

                             9 – التنافس سمة بارزة في القرآن

                             10 – القرآن والعلم

                             11 – كلّ ما في القرآن هو من الله

                             12 – آيات لا معنى لها

                             13 – سجع القرآن وسجع الكهّان

                             14 – القرآن والإيمان بالغيب

                             15 – بربريّات القرآن

 

الفصل الخامس              الله في القرآن: وجوده وعدم وجوده سيّان

 

                             1 – صفات الله في القرآن

                             2 – الله وإبليس

                             3 – الله الر حمن الرحيم

                             4 – الله قريب مجيب

                             5 – الله خير الرازقين

                             6 – وما النصر إلاّ من عند الله

                             7 – الله يُقحم نفسه في كلّ شيء

                             8  - الله هو القاهر فوق عباده

                             9 – مع الله، الإنسان يُلزم حدَّه

                             10 – الله، إله بلا فاعليّة

                                          

خاتمة الكتاب

ملاحظة: إلى القرّاء الأعزاء الذين لا يتسنّى لهم الحصول على هذا الكتاب في طبعته العربية المحظورة والمصادرة، يستطيعون الحصول على الطبعة الفرنسية مباشرة بالكتابة إلى الناشر  مع شيك بقيمة 19 يورو:

Editions de Paris

13 rue Saint-Honoré

78000 Versailles

FRANCE

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط