بسام درويش / Nov 24, 2007

تصوّر نفسك عزيزي المسلم وأنت تجلس في مطعم من المطاعم، تستمتع بتناول إفطارٍ مكوّنٍ من فنجان حليبٍ ساخنٍ وفطيرةِ جبنٍ محمصةٍ ورغيفِ خبزٍ وقطعةِ زبدة. تدخل فجأة أربع ذباباتٍ تحمل كل منهنّ بعضَ روثِ حمارٍ لبائع خضارٍ كان يقف على الرصيف خارج المطعم، فتحطّ كل واحدة على صحن من الصحون أمامك لتلقي فيه بمئات المئات من الميكروبات الصغيرة جداً التي لا تُرى بالعين المجردة.

وبصفتك إنسان متعلم، فأنت تدرك خطورة هذه الجراثيم على صحتك وخاصة في عصرنا هذا حيث أصبحنا نسمع كل يوم بمرض جديد. لكنْ، وإذ أنعم الله عليك بأن وُلِدت على دين الإسلام، فأنت تعرف إلى أين تلجأ في لحظات عصيبة كهذه. تتذكّر بسرعة ما تركه لك خير المرسلين من حكمٍ ذهبية صالحةٍ لكل زمان ومكانٍ، تعب في جمعها علماء الحديث والفقه ومؤرخو سيرته الشريفة، كي يحفظوها لك ولأجيالك من بعدك، تعينك وتعينهم على حلّ أية معضلة تواجهك أو تواجههم مهما بلغ تعقيدها. وتتذكّر من هذه الحكم ما نصح به الرسول في وضعٍ كهذا الوضع تماماً: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كلُّه ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء"(1).

وبسرعة البرق، تشمّر عن ذراعيك وتهوي بيديك الاثنتين فتضرب بهنّ الذبابات الغازيات قبل أن يتمكنّ من الهرب، ثم تغمسهنّ في الحليب والزبدة والفطيرة غمساً، بينما تحك الرابعة بالرغيف حكّاً لتعذّر غمسها، وبعد ذلك تتخلّص منهنّ برميهنّ بعيداً، وتعود إلى الأكل مطمئن البال بأنّ الترياق المضاد للجراثيم الذي تحمله الأجنحة الأخرى لهذه الذبابات، قد طهّر بقايا روث الحمار وأنّ طعامك قد عاد حلالاً زلالاً، لا خوف منه ولا عليه، ولا من يحزنون!

وبعد أن تنتهي من تناول هذا الإفطار الشهيّ، تقوم بلعق أصابع يديك لعقاً(2) على سنّة الله ورسوله وتلحس بلسانك ما تبقى في الصحون لحساً(3) غير عابئ بأولئك الأوباش من المتحضرين الذين يتناولون طعامهم قبالتك ينظرون إليك بشذرٍ لقلّة فهمهم ولجهلهم بالإسلام، ثم تمسح بطرف قميصك ما علق على شفتيك من طعام و"تتيسّر" بعد ذلك إلى عملك.

**************

لكن، وخلال نهارك، ولأنك على مستوىً رفيع من العلم والثقافة، فإنّ صورة هذه الذبابات لا تترك فكرك. هناك شيءٌ لم يتطرق إليه النبي، فتأخذ بالتساؤل عما إذا كان قد غاب عن ذهنه حين قال حكمته الذهبية تلك...! ففي هذه المرة، حالفك النصر ـ بعون الله ـ على هذه الذبابات اللواتي لم يتوقعن منك هذه السرعة الرهيبة في تنفيذ حكم الله ورسوله بهنّ، والحرب خدعة على كل حال، لكن، ماذا لو طارت الذبابات فوراً بعد أن حطّت على طعامك قبل أن تتمكن من القبض عليها؟ من أين ستأتي بالترياق؟

ماذا أيضاً عن الطباخ أو العاملين معه في المطبخ؟ هل أنت متأكّد بأنهم ينفذون وصايا النبي بعناية في حال سقوط ذبابة أو ذبابات في وجبتك خلال إعدادهم لها؟ ماذا لو كانوا من الكفار الجاهلين الذين لم يسمعوا بهذه الحكم الذهبية من قبل وخاصة إذا كانوا قد تعلموا أصول الطبخ في معاهد غير إسلامية؟  

 

لذلك، ولأنك إنسان ذكيّ جداً أنعم الله عليك بما لم ينعم به على أحد من غير المسلمين وهو نعمة العقل(4)؛ فقد أخذت تُعمِلُ التفكير لعلّك تصل إلى حلٍّ لهذه المشكلة تخدم فيه الصحة العامة وأمة المسلمين وتغلق كل ثغرة يحاول الكفار أن ينالوا عن طريقها من الإسلام.  وهكذا، ولأنّ الإسلام شجّعك على الاجتهاد وعلى طلب العلم حتى ولو من الصين، فإنّك قررت أن تبحث عن الحلّ بنفسك فصلّيت صلاة الاستخارة وبدأت سعيك.

أخذت تفكّر وتفكّر وتفكّر، وطال بك التفكير أياماً، فذهبتَ إلى غارٍ خارج المدينة بعيداً عن ضوضاء الناس، وقبعت تتأمّل وتتأمّل وتتأمّل، وأنت على ثقة بأنّ جهودك ستحظى ببركة الله ورسوله الذي قال: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...". وأخيراً كلّل الله سعيَكَ بفكرةٍ فيها خيرٌ للمسلمين ستكون شوكة تخرزها في عيون المشركين الذين لا يكفون عن السخرية برسول الله وما فضّل به من حكمٍ على العالمين؛ فتركتَ الغارَ وأنت تصرخ كما صرخ من قبلك أرخميدس، "يوريكا... يوريكا...!" وجدتها...! وجدتها...! 

خلال تلك الأيام التي أمضيتها متأملاً، خطر بفكرك الكثير من الحلول، منها على سبيل المثال، أن تؤسس مزرعةً لتربية الذباب واستنساخ أفضل أنواعه، وتغذيته بمختلف أنواع الفضلات البشرية والنباتية والحيوانية، ثم بيعه في مغلفات أو علبٍ صغيرة يحملها المسلمون معهم أينما رحلوا وحلوا. وهكذا، فإنْ وجدوا أنفسهم في وضع يستحيل عليهم خلاله الإمساك بالذبابة قبل غمسها غمساً كاملاً، سوف يجدون في متناول أيديهم ذباباً حلالاً لا غشّ فيه يحمل دمغة وزارة الأوقاف المحلية وخاتم الأزهر، يأخذون منه ما هم بحاجة إليه فيغمسونه في الطعام ويتابعون أكلهم على بركة الله ورسوله. أفكار أخرى كثيرة مشابهة انتهيتَ بنبذها كلها بعد أن أتاك الإلهام الإلهي بالحل الأمثل. ما دفعك إلى نبذ تلك الفكرة وما شابهها هو أن النبيّ لم يكن واضحاً كل الوضوح في ما يتعلق بنوعية الترياق الذي يحمله الجناح الآخر للذبابة. هل هو ترياق مضاد فقط لنوع الجراثيم التي يحملها الجناح الأول، أم هو مضاد لكل أنواع الجراثيم التي يحملها الذباب بشكل عام؟! ماذا لو كانت الذبابة التي سقطت في صحن طعام مسلمٍ في سوريا مثلاً، قد جاءت لتوها عن طريق طائرة قادمة من باكستان أو الصومال؟ أليس من الممكن أنْ لا تحمل الذبابة المنتجة محلياً الترياق المضاد للجراثيم التي خلفتها الذبابة الباكستانية. في الحقيقة، ربما لم يغفل النبي عن هذه الناحية حيث أنه لعدم وجود الطائرات آنذاك، ولكون الذبابة لا تعيش لفترة طويلة تكفي لانتقالها من بلد بعيد إلى أرض العرب، فإنه لذلك لم يهتمّ كثيراً بالاستفاضة في هذا الموضوع. صحيح أنّه نبي ولكن للنبوءة حدود، والأنبياء لا يصرحون بكلّ شيء يعرفونه وهم يتركون متعمدين شيئاً للمفسّرين كي يجتهدوا فيه.   

أخيراً، وبعون الله وشفاعة المصطفى، توصّلت إلى الحلّ النهائي، وهو أن تؤسس مصنعاً إسلامياً لإنتاج اللقاحات الذبابية له فروع صغيرة في كل أنحاء العالم تستخلص الترياق من مجموعات من الذباب المحلي تبعث به إلى المصنع الرئيسي. وطبعاً، فإنّ الأمصال المستوردة ستخضع قبل شحنها لإشراف هيئة من علماء المسلمين في كل بلد. بعد ذلك، تقوم بخلط الأمصال ووضعها في قطّارات صغيرة يسهل حملها. وبالتأكيد، لن تنسى أن تضع على العبوات تاريخ الصنع وتاريخ انتهاء صلاحية الترياق حرصاً على صحّة المؤمنين وتأكيداً على أنّ الشركة لا تزوّد الأسواق إلا بالطازج من مخلفات الذباب.

وهكذا، وإذْ يتركّب هذا اللقاح من الداء والدواء معاً وبمواصفات إسلامية عالمية، فإنه يمكن للمسلم استخدامه مع أية وجبة طعام، سواء وقع فيها الذباب أم لم يقع. وبذلك لا يعود يخشى من إمكانية أن يكون طبّاخٌ كافر قد تعمّد عدم غمس الذبابة نكاية في المسلمين، أو أن يكون طبّاخٌ مسلمٌ قد سها عن غمسها سهواً.  لكنْ، مع ذلك، وكي تتأكد من أنك لن تتحمل مسؤولية سوء استعمال اللقاح من قبل بعض الناس، فإنك قمتَ بوضع لصاقة تحذير على كل عبوة تفصّل تركيباته وطريقة استعماله وتختمها بالآية الكريمة التي تبعد بها عن نفسك كل مسؤولية قانونية: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكّل المؤمنون".

************

عزيزي المسلم

ربما تعتقد بعد انتهائك من قراءة ما كتبتُ أن غايتي من هذه الكتابة هي الاستهزاء بك وبعقلك. أؤكّد لك أنك على خطأ في هذا الاعتقاد. فأنتَ لو أعملتَ فكرك وتأمّلت في تعاليم هذا الدين الذي تنتسب إليه لعرفتَ تمام المعرفة من هو الذي يستهزئ بك وبعقلك.

هذه الأحاديث ليست من اختراعي ولا من اختراع السي آي إي أو الموساد لتشويه صورة الإسلام. إنها أقوالٌ لنبيّك بذل علماء دينك جهوداً وأموالاً طائلة لجمعها في كتب ولتخصيص مواقع إلكترونية كي يحفظوها لك ويمرروها لأجيالك القادمة.

لست أنا الذي يستهزئ بك، إنما أنت الذي تسمح لتعاليم بالية سخيفة نطق بها بدويٌّ في القرن السابع للميلاد أن تستهزئ بك.

إذا قلتَ بأنّك لا تصدّق هذه الخزعبلات، فهل لك أن تقول لي أيّة خزعبلات أخرى لا تصدّقها أيضاً؟ كم من الأحاديث التي أجمع فقهاؤك على تسميتها بـ "الصحيحة" سترميها إذاً في سلّة القمامة؟ وما هي الأحاديث الأخرى التي تعتقد بصحتها اليوم ثم تعلن عدم تصديقك لها غداً؟ وهل الأحاديث فقط دون القرآن تحوي ما هب ودبّ من الخزعبلات التي تهزأ بذكائك؟

ما رأيك بالأحاديث التي تنهاك عن الأكل أو الشرب وأنت واقف أو بشمالك لأن الشيطان يشرب ويأكل بشماله، أو تلك التي تنهاك عن التثاؤب حتى لا يدخل الشيطان في فمك، أو عن عدم جواز الانتعال بالشمال قبل اليمين، أو تلك التي تقول لك إنك إذا أكلت حبة البركة فسوف تشفى من كل مرض إلا الموت (تذكر أن هذه النصيحة كافية لمنافسة إنتاجك من لقاحات الذباب)، أو إنّك إذا أكلت سبع حبات من التمر فسوف تبعد عنك السحر ليوم كامل، أو تلك التي تقول إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة أو فيه كلب، أو إنّ أبواب الجنّة تفتح كل يوم اثنين وخميس وطوال أيام شهر رمضان، أو إنّ سبب طنين الأذنين هو تبويل الشيطان فيهما لأن صاحبهما نسي أن يصلي قبل النوم، أو إنّ الشمس تشرق وتغرب على قرني شيطان، أو إنّ الرّعدَ هو ملاك يسوق الغيوم، أو إنّ الشيطان يضرط كي لا يسمع الناس صوت الآذان، أو إنّك إذا جامعت زوجتك دون أن تسمّي باسم الله فإن جنّياً سينطوي مع إحليلك ويجامعها معك، أو إنك إذا لم تقم بغزوة في حياتك أو لم تفكّر بغزوٍ فإنك ستموت منافقاً... وغير ذلك من آلاف الأحاديث التي لا أفهم كيف لا تجدها هازئة بعقلك ساخرة من ذكائك(5)!

وماذا عما يعلمك إياه القرآن بأنّ الشهب التي تراها في السماء ما هي إلاّ صواريخ (رواجم) تلاحق الشياطين الذين يحاولون التنصت على أهل السماء(6)، أو أن الأرض مسطحة(7)، أو أن الجبال هي رواسي خلقها الله ليثبّت الأرض بها ويمنعها من الاهتزاز(8)، وغير ذلك مما يخالف كل ما تعلمته في المدرسة والجامعة؟

الإسلام يا عزيزي لا يكتفي بالاستهزاء بذكائك فقط إنما يسلخ عنك إنسانيتك وكرامتك، ولا يكتفي فقط بتعليمك كراهية الناس وعدم احترام حريتهم(9)، إنما أيضاً يحرمك أنت نفسك من حريتك ومن حق اختيار الدين(10) أو عدم الإيمان بدينٍ على الإطلاق.

بعبارةٍ أخرى، أنت يا عزيزي المسلم ضحيّةٌ لأيديولوجية هدّامة خطيرة، ولا أحد، إلاّ عديمَ ضميرٍ وقلبٍ، يهزأ من الضحيّة. أنا أهزأ بهذه الأيديولوجية لعلّ ذلك يحرّضك على التفكير ويزيل الغشاوة عن عينيك ويشجّعك في النهاية على الانتفاض لإنسانيتك.

====================

1 ـ صحيح البخاري، وصحيح بن حيان، وسنن الدارمي، وصحيح ابن خزيمة، وسنن أبي ماجة، وسنن النسائي، وأبو داود، وغيرهم.

2 ـ قَالَ محمد: "إذا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أحدكم فليأخذها فليُمِطْ ما كان بها من أذىً وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنّه لا يدري في أيّ طعامه البركة (صحيح مسلم، كتاب الأشربة).

3 ـ قال محمد: "من أكل في قصعةٍ ثم لحسها استغفرت له القصعة" (مسند أحمد ـ الترمذي).

4 ـ قال رجل لمحمد: "يا رسول الله ما أعقل فلاناً النصراني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه، (أي أكفف!) إن الكافر لا عقل له، أما سمعت قول الله تعالى: "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"" (تفسير الجلالين ـ سورة الملك 67 : 10).

5 ـ البخاري، صحيح مسلم، النسائي، ابن داود، الدارمي، أحمد، ابن خزيمة، الترمذي... وآخرون.

6 ـ "لقد زينَّا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير" (آية 5 سورة المُلك) أي جعل الله الشهب المنطلقة من النجوم صواريخ تلاحق الشياطين التي تخترق الفضاء لتمنعها من التنصّت على سكان السماء. وذلك ما تقوله الآية 12 من سورة فصلت بأن الله جعل السماء محفوظة من الشياطين لا تستطيع انتهاكها. وكذلك بالآية رقم 7 من سورة الصافات: "إنَّـا زينَّـا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظاً من كل شيطان مارد"!

7 ـ أفلا ينظرون إلى الإبْلِ كيف خُلِقَت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سُطِحَت (الغاشية 17 ـ 20). وجاء تفسيرها في الجلالين: "وإلى الأرض كيف سُطِحَت: وقوله سُطحت ظاهر في أن الأرض سـطح وعليه علماء الشرع، لا كرة كما قال أهل الهيئة..." (تفسير الجلالين، مطبعة ومكتبة الملاح، دمشق 1964).

"الأرض بعد ذلك دحاها" (سورة النازعات 79 : 30).

جاء تفسيرها في الجلالين:

"أي بسطها وكانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو"!!

 الأُدحيـة أو الأدحُـوّة هما اسمان لبيضة النعام. فعل دحا ومضارعه يدحو ليس مشتقا من الأدحية أو الدحوّة لأن الأسماء باللغة العربية هي التي تُشتق من المصدر ولا يشتق المصدر من الأسماء. فعل دحا لا يعني كوّر أو جعل الشيء مشابها لبيضة النعام أو بيضة دجاجة. هذا الفعل يعني شيئاً آخر يناقض تماماً فكرة التكوير. وهذا ما يقوله المنجد في اللغة والأعلام:

"دحا دحواً... دحـا الله الأرض أي بسطها".

"إدحوى إدحواءً: إنبسط".

"دحى... دحياً الشيء: أي بسطه".

"الأدحيّ والإدحيّ والأُدحوّة وألأُدحيّة: بيضة النعام في الرمل"!

ويجب الانتباه هنا إلى ما يقوله المنجد: (بيضة النعام.... في الرمل!!)

من المعروف أن النعام حين يخشى على بيضته من خطر مقبل، أي من طيور السماء أو حيوانات الأرض، فإنه يسارع إلى دفن البيضة تحت الرمال ثم يدحو الرمال فوقها أي يبسطها فوقها. من هنا جاء اسم بيـضة النعام ولم يأت معنى فعل دحا من اسم البيضة.

كلمة دحا لم تأتِ من كلمة الأدحيّة وإلاّ لكان قاموس اللغة العربية قد فسرها بمعنى كوّر أو جعل الشيء بيضاوياً!!

القرآن ذكر أن الأرض مسطحة بكلمات مختلفة وفي مواضع مختلفة وكل هذه الكلمات تفسرها معاجم اللغة على أنها تعني المد والبسط والتسطيح:

نقرأ في سورة الشمس  96 : 6 

"الأرض وما طحاها". وجاء أيضاً تفسيرها في الجلالين بكلمة بسطها. وفي منجد اللغة العربية جاء تفسير كلمة "طحـا، طحـواً" بمعنى مدّ وبسط.

"الطَحـَا": أي المنبسط من الأرض.

8 ـ "وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم (كي لا تهتز بكم، بناء على تفسير الجلالين) وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون". (النحل 16 : 15)، "وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً لعلهم يهتدون" (الأنبياء 21 : 31).

9 ـ "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون" (التوبة 9 : 29).

10 ـ من غير دينه فاضربوا عنقه ‏(موطأ مالك) من ‏جحد ‏آية من القرآن فقد حل ضرب عنقه ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن ‏محمدا ‏عبده ورسوله فلا سبيل لأحد عليه إلا أن يصيب ‏حدا ‏ ‏فيقام عليه (سنن ابن ماجه) "فإن تولَّوا (أي أعرَضوا وابتعدوا عن الإسلام) فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيراً" (سورة النساء 4 : 89).

 

============================

============

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط