بسام درويش / Aug 01, 2006

مع كل صاروخ من صواريخ حزب الله التي تسقط في إسرائيل، يتعالى هتاف وتصفيق بعض العرب، بينما يعبر عربٌ آخرون عن القلق.

الذين يصفقون ويهللون لا حاجة للاستفاضة بالحديث عنهم. إنهم إما من الشيعة أنفسهم أو من الغوغاء المغفلين الذين لا زالوا يعتقدون أن نصراً من أي نوع يمكن أن يتحقق ضد إسرائيل. 

أما هؤلاء الذين يشعرون بالقلق فهم فئتان. فئةٌ تكره الشيعة وتكره أن يتحقق على يدهم ـ على الرغم من استحالة تحقيقه ـ أي نوعٍ من النصر لم يتحقق على يد غيرهم في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. وفئة أخرى هي فئة المثقفين الواعين من العرب الذين يعرفون تماماً أنه لا نصر من أي نوع سيحققه العرب على إسرائيل لأسبابٍ أكثر من أن تُحصى، وهذه بعضها:

ـ لقد جربوا مراراً وكانت نتيجة تجاربهم أكثر من منكرة.

ـ العرب على الرغم من أنهم ما كانوا في يوم من الأيام متوحدين، هم اليوم أبعد ما يمكن ان يكونوا عن الاتفاق فيما بينهم على أي شيء. لا بل، يبدو أن أكثرهم متفق على فشلهم في اي حرب مقبلة مع إسرائيل.

ـ صراع إسرائيل مع العرب صراع مصيري. فخسارة حرب واحدة بالنسبة لها تعني النهاية، لأنها تدرك أنّ أي نصر يحرزه العرب سيؤجج الروح القومية، وهذا يعني أنهم لن يقفوا بعده عند حد، ولن يقبلوا إلا بإزالة إسرائيل.   

ـ أما صراع العرب مع إسرائيل فليس مصيرياً. صحيح إنه صراع مبني على كراهية دينية لليهود بدأت منذ تأسيس الإسلام، ولكن هذا لا يعني البتة بأنه صراع مصيري. انتصار إسرائيل في حروبها لا يعني فناءهم بينما أي انتصار للعرب يعني فناء إسرائيل.

ـ كانت معظم الأنظمة العربية تلجأ إلى إطالة الصراع مع إسرائيل ـ على الرغم من معرفتها بأنّ إسرائيل وجدت لتبقى ـ لغاية إطالة عمر حكمها. لكنّ الأمر قد تبدّل الآن. لقد باعت معظم هذه الدول "القضيّة" مقابل غض النظر عن استمرارها في الحكم أو مقابل اتفاقيات أخرى تضمن لها بعض المنافع.. و"لم يبق في الميدان إلا حديدان" ـ كما يقول المثل ـ ونعني بذلك سوريا. قريباً، سينال النظام السوري ما يحلم به وتصبح "القضية" في خبر كان.    

ـ العرب يعرفون أنهم حتى ولو توحّدوا بإخلاص متناسين عداواتهم، فإنهم لن يخرجوا منتصرين من أي حرب مع إسرائيل، لأنّ العالم لن يسمح لهم باي نصر. وإذا تخلت أكثر دول العالم عن إسرائيل فإن أميركا لن تتخلى عنها. إسرائيل لن تزول إلا إذا بلغ الخطر بها حداً يجعل من أسطورة شمشون الجبار حقيقة واقعة: "عليّ وعلى أعدائي يا ربّ." وهذا هو أعظم ما يخشاه المثقفون الواعون من حماقة نصر الله الذي يبدو أنه يجر المنطقة إلى الهاوية.

************

حزب الله عقبة كبيرة وخطرة في وجه السلام. هذا الحزب قد وجد لغاية واحدة فقط وهو إعادة أمجاد الدولة الفارسية ولكن تحت علم الشيعة. الصراع الدائم اليوم هو امتداد لحربٍ قديمة بين السنة والشيعة، والحل الوحيد لإحلال التوازن وتحقيق السلام في الشرق الأوسط هو القضاء على هذا الحزب قضاء تاماً، وهو ما تقوم اليومَ به إسرائيل لمصلحتها ومصلحة المنطقة بأسرها. الأنظمة العربية كلها تعرف ذلك ولا غرابة في وقوفها موقف المتفرج بما في ذلك سورية التي تفاوض من وراء الكواليس على حجم العظمة!

========== 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط