نبيل طاهر / Oct 05, 2008

قصة إتهام عائشة أو قصة الإفك كما هي معروفة ومشار إليها في القرآن تبقى من أكثر القصص إثارة للجدل في مجتمع المدينة وحتى يومنا هذا. وجميعنا يعرف أن عدداً كبيراً من المسلمين بمن فيهم زوجها وابوها وعلي ابن ابي طالب قد شككوا، ولو بدرجات مختلفة، في القصة التي أوردتها عائشة لتبرئة نفسها. ولا يخفى على احد ان لهذه القصة تداعيات خطيرة على المسلمين ابتداءً من معركة الجمل ووصولاً الى الإنقسام السني-الشيعي في الوقت الحاضر.


وقبل أن ندخل في الموضوع أود أن اشير أنني قررت تناول القصة إنطلاقاً من أهميتها التاريخية فقط، فأنا اساساً لايهمني إن كانت عائشة نامت مع صفوان ام لا. وبصراحة إن كانت الحميراء قد "عملتها" فأنا أتفهم موقفها تماماً، على الأقل من المنظور العلمي والسيكولوجي الحديث. ذلك لأنّ علم نفس الناشئين (
Developmental Psychology) أثبت أن الأطفال الذين يتعرضون لأي نوع من انواع الجنس (Sexual Exposure) مهيؤون اكثر من غيرهم ان يسلكوا سلوكاً جنسياً شاذاً ....بما في ذلك ممارسة الجنس خارج الزوجية (الزنا). والثابت في روايات المسلمين أن "أم المؤمنين" مارست الجنس وهي في التاسعة، مع ان هناك مصادر تقول أن المفاخذة مورست معها وهي في السادسة.

 

وقبل ان يكشر المسلمون عن انيابهم ويحتجون بأن الله قد أنزل براءة عائشة في كتابهم المجيد، احب ان اطمئنهم بأن "دليلهم" الغيبي لن يُعتمد في هذا البحث وعليهم أن يقدموا أدلة أخرى، إن كانت لديهم طبعاً. ما أنوي القيام به هنا هو تجريد القضية من التبرئة الإلهية المزعومة ومناقشتها من منظور قانوني وجنائي حديث. من خلال هكذا منظور سيتم مراجعة أقوال الشهود والتدقيق في العوامل والدوافع والظروف التي حدثت فيها الواقعة (لاحظ أننا نقول واقعة لأنها ليست جريمة) وسيُعطى كل طرف حقاً متساوياً ليدافع عن نفسه أمام "محكمة الإنسانية والعقل". الجدير بالذكر اننا سنعتمد على مصادر إسلامية فقط وتحديداً الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة السعودية.


الشاهد الأول:السيدة عائشة بنت ابي قحافة الملقبة بأم المؤمنين أو بالحميراء


المحكمة: سيدة عائشة، من فضلك قصي علينا ما الذي حدث بالظبط

 

عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه كما كان يصنع فخرج سهمي عليهن معه فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

المحكمة: نعم، تابعي من فضلك

 

عائشة: وكان النساء إذ ذاك إنما يأكلن العلق لم يهيجهن اللحم فيثقلن وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي ، ثم يأتي القوم الذين يرحلون لي ويحملونني، فيأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به.

 

المحكمة: تقصدين أن وزنك كان خفيفاً جداً! هل تعرفي أنك محظوظة وأن السمنة من مشاكل عصرنا؟-- ولكن من الصعب جداً ياسيدة عائشة أن يُصِدق أي عاقل أنه بالإمكان رفع الهودج دون ملاحظة عدم وجودك حتى وإن كان وزنك خفيفاًً! --- ثم الم يكن للهودج أي فتحة ليرى احدهم منها أنك لم تعودي بعد؟!! نحن نتحدث عن هودج وليس عن نعش أو تابوت!! أكملي ياعزيزتي!

 

عائشة: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك وجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا، فبات به بعض الليل ثم أذن في الناس بالرحيل فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي....،

 

المحكمة: أفهم من هذا أن القصة حصلت في اليل!!! أنفهم من هذا أنك لم تذهبين بعيداً؟ --لأنه لا يستطيع أحد رؤيتك في الليل وأنت "تقضي حاجتك" ولأنك كنت وحدك ربما خفتِ ولم تذهبي بعيدا، لقد كان عمرك وقتها أقل من خمسة عشر عاماً!! لماذا لم تطلبي من أحد النساء الذهاب معك؟


عائشة: ....وفي عنقي عقد لي، فيه جزع ظفار، فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي، فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته، وجاء القوم حلافى، الذين كانوا يرحلون لي البعير وقد فرغوا من راحلته فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع فاحتملوه فشدوه على البعير ولم يشكوا أني فيه ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به فرجعت إلى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب قد انطلق الناس.

 

المحكمة: لماذا لم تخبري احداً انك فقدت عقدك وأنك تنوي البحث عنه حتى تحصلي على المساعدة أو حتى ينتظروك؟ كم كانت المسافة بين المكان الذي نزل فيه القوم والمكان الذي "التمست فيه حاجتك"؟ لابد أنك لم تذهبي بعيداً كما قلنا!! إنهم بالتأكيد قد احتاجوا الى بعض الوقت ليضعوا الهودج على البعير فيشدونه بحباله كما قلتِ. الم يكن هذا الوقت كافياً لكي تحصلي على العِقد وتعودي؟--- ثم انني احب ان اذكر المحكمة أن القافلة كانت مكونة من البعير وليست من لاند كروزرات!!! فهم بالتأكيد لم ينطلقوا بهذة السرعة حتى لاتستطيع السيدة عائشة اللحاق بهم!! كان بإمكانها على الأقل ان تصرخ! أعتقد أن السيدة عائشة تطلب منا ان نختبر قوة تخيلنا لنصدق هذة الرواية. أكملي شهادتك من فضلك!!


عائشة: فتلففت بجلبابي، ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو قد افتقدت لرجع إلي. فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس فرأى سوادي، فأقبل حتى وقف علي وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب فلما رآني قال إنا لله وإنا إليه راجعون، ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متلففة في ثيابي، قال ما خلفك يرحمك الله؟ قالت فلما كلمته، ثم قرب البعير فقال اركبي واستأخر عني. قالت فركبت، وأخذ برأس البعير فانطلق سريعا، يطلب الناس فوالله ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت، ونزل الناس فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي فقال أهل الإفك ما قالوا، فارتعج العسكر ووالله ما أعلم بشيء من ذلك.


المحكمة: لم تدركي القوم حتى اصبحتِ!!!! أفهم من هذا أنك قضيتِ بقية الليلة مع السيد صفوان المعطل؟؟؟؟!!!! كيف عرفكِ وأنت "متلففة في ثيابك" ومحجبة وفي الليل؟؟ ثم أنتِ تعترفين أنك قد عرفتِ الرجل من قبل؟-----دعيني أسألكِ: هل تزوج محمد بإمرأة أخرى في تلك الغزوة، وهل كانت جميلة؟ وماذا كان موقفك عندما شاهدتيها أول مرة؟


عائشة: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها صلى الله عليه وسلم ما رأيت، فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي ، قال فهل لك في خير من ذلك؟ قالت وما هو يا رسول الله؟ قال أقضي عنك كتابتك وأتزوجك؛ قالت نعم يا رسول الله قال قد فعلت. قالت وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، فقال الناس أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلوا ما بأيديهم قالت فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها.

 

المحكمة: أيها السادة، أعتقد انني لست بحا جة إلى الإشارة ان السيدة بنت قحافة كانت غاضبة لما قام به زوجها. ثم أن السيدة عائشة تخبرنا هنا أنها كانت على درايه بأن لعاب زوجها سيسيل حالما يرى الأسيرة المسكينة. والسيدة عائشة تعترف أنها كرِهت المرأة؟ ألم يكن هذا دافعاً قوياً لكي تنتقمي من زوجك و"تمرغين أنفه في التراب"---- سؤالي التالي هو: هل تستطيعين ان تذكري لنا قصة اخرى وتبيني لنا فيها كيف كنت تغارين على زوجك؟

 

عائشة: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأقول أتهب المرأة نفسها فلما أنزل الله تعالى ترجئ ‏ ‏من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك قلت: (ما أرى ربك إلا يسارع في هواك).

 

المحكمة: يعني التبرير الإلهي الذي أتى به زوجك لم يكن مقبولاً و"لم يدخل عقلك"!! ماذا حصل بعد ذلك؟ هل صدق زوجك أو أبويك الإشاعة؟ أم أنهم صدقوا أنكِ بريئة؟

 

عائشة: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبواي وعندي امرأة من الأنصار، وأنا أبكي، وهي تبكي معي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا عائشة، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس فاتقي الله وإن كنت قد قارفت سوءا، مما يقول الناس فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده قالت فوالله ما هو إلا أن قال لي ذلك فقلص دمعي، حتى ما أحس منه شيئا، وانتظرت أبوي أن يجيبا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتكلما. وايم الله لأنا كنت أحقر في نفسي، وأصغر شأنا من أن ينزل الله في قرآنا يقرأ به في المساجد ويصلى به ولكني قد كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذب به الله عني، لما يعلم من براءتي، أو يخبر خبرا، فأما قرآن ينزل في فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك. قالت فلما لم أر أبوي يتكلمان قالت قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت فقالا: والله ما ندري بماذا نجيبه قالت والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام قالت فلما أن استعجما علي استعبرت فبكيت، ثم قلت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا. والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أني منه بريئة لأقولن ما لم يكن ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني. قالت ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون). قالت فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه فسجي بثوبه ووضعت له وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فوالله ما فزعت ولا باليت، قد عرفت أني بريئة وأن الله عز وجل غير ظالمي، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما، فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس قالت ثم سري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتك، قالت قلت: بحمد الله ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عليه من القرآن في ذلك ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضُرِبوا حدهم.


المحكمة: ياسيدة عائشة لاتتناقضي مع نفسك، ألم تقولي قبل قليل بأنكِ شككتِ في الكلام الذي أتى به زوجك ليبرر قبوله للنساء وقلتِ له "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك". أليس هذا تشكيك في الدليل الوحيد الذي يبرئك؟ كيف تطلبين منا أن نقبل بهذا التبرير؟!! ---دعيني أسألك سؤالا آخر: كم كان عمرك عندما تزوجت؟

 

عائشة: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين

 

المحكمة: يا إلهي، لقد كنت صغيرة!! صدقيني ياعزيزتي إنني لا ستطيع أن أتخيل تجربتك المريرة في هذا العمر مع رجل في الخمسينات من عمره. لقد كان يتبجح ويقول أن لديه قوة سبعون رجل، وكان يطوف على جميع نسائه في ليلة واحدة دون أن يغتسل. إنني متعاطفاً معكِ من كل قلبي. صدقيني ياعزيزتي فأنا عندي طفلة عمرها سبع سنوات. أتعرفين ماذا يقول المسلمون اليوم ليبرروا هذا الجريمة التي ارتكبت في حقك؟ إنهم يقولون أن النساء في تلك الأيام كن يصلن إلى سن البلوغ مبكراً وهم في هذا يقلبون الحقائق كعادتهم. فنساء اليوم يصلن سن البلوغ مبكراً اكثر من الأمس بسبب توفر الغذاء ووسائل الراحة وبسبب الهرمونات التي نتناولها مع اللحوم والألبان. أعرف أنه ليس بوسعك الدخول في تفاصيل قوة زوجك التي كان يتبجح بها ومسائل الإغتسال ولهذا لن أحرجك بهذه الأسئلة. لكن أخبري المحكمة من فضلك... هل كان لطيفاً معكِ على الأقل؟


عائشة: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف.


المحكمة: تقصيدين أن زوجك كان يغطي جسمك بثوبه لكي تشاهدين الأطفال الآخرين يلعبون امام حجرتك. إنه من الواضح لمحكمة الإنسانية أنكِ كنتِ طفلة كلما تتوقين إليه هو اللعب أو على الأقل مشاهدة الأطفال وهم يلعبون. أي إنسان مريض هذا الذي يفكر في تدنيس براءة هذه الطفولة؟؟؟؟!!! إنني ياسادة أشعر بالغثيان -- هل من الممكن ياسادة أن نأخذ إستراحة قصيرة قبل أن نتحدث إلى الشاهد الثاني؟

 

الشاهد الثاني: محمد عبدالله هاشم المعروف بالرسول صلعم

 

المحكمة: ياسيد هاشم، ماهي اقوالك في حديث الإفك؟


محمد هاشم: إِن الذين جاءوا بالإفك عصبَة منكم لا تحسبوه شَرا لكم بل هو خير لكم لكل امرِئٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم.


المحكمة: المحكمة تحب أن تذكّر السيد صلعم بأننا هنا لانقبل مثل هذا الكلام الرنان. إذا سمحت ابقى في الموضوع وتكلم عن حقائق فقط. ليس هذا مكاناً للكلام الغيبي.


محمد هاشم: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم.


المحكمة: معك حق في هذا فأنت لاشك غليظ الطبع. ولعلمك ياسيد صلعم أن الجهاد و قتل الناس وأسر نسائهم وأطفالهم غير مشروع حسب مفاهيم الحضارة الإنسانية الحديثة التى حرمتَ اتباعك منها بتعاليمك المتخلفة. مرة أخرى أرجو أن تبقى في الموضوع وقل لنا لماذا تزوجت عائشة؟

 

محمد هاشم: رأيتُك في المنام ثلاث ليال، جاء بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه، فأقول: إن يك هذا من عند الله يُمضه (حديث صحيح)

 

المحكمة: نحن نعرف أن هذا ماقلته أنتَ لعائشة، وفي رواية أخرى أن جبريل أراكَ صورتها. ولماذا تتوقع من محكمة العقل والإنسانية أن تصدقك؟ ألم تقل أن ربك هو من زوجك بزينب، زوجة إبنك؟ نحن نعلم ياسيد صلعم أنّ الآية رقم خمسين في سورة الأحزاب هي عملياً كرت نكاح مفتوح من إلهك الحكيم!! نحن نعلم أن قرآنك لم يتردد عن تلبية إحتياجاتك خصوصاً الجنسية!! إذا تضايقتَ من ضيوفك "نزل الوحي" بقرآن يقول للبشر أن لايطيلوا الجلوس، وإذا شككت أنهم أتوا ليتفرجوا على نسائك أتت الآيات تطلب منهن أن يكلمن الناس من وراء حجاب، وإذا سمعت أن أحداً ينوي الزواج من نسائك بعد موتك جاء جبريل مسرعاً بالآيات التي تحرم ذلك عليهم....القائمة طويلة ياسيد صلعم وأنت تعرفها. المصيبة أن أتباعك المعتوهين مازالوا يؤمنون أن القرآن دستور أبدي وعالمي مع أن نصفه هذاءً ورد في قصص الإغريق وفي التوراة والإنجيل والنصف الأخر مبررات لفعلاتك وجرائمك!! هل عندك أي شيئ تقوله لماذا كنت تفضل عائشة على باقي نسائك الكثيرات؟ هل لإنها كانت عذراء؟ أم لإنها كانت حميراء، على حد تعبيرك؟

 

محمد هاشم: يا رسول الله أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةً قد أُكِل منها ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في التي لم يرتع منها. (حديث صحيح)


المحكمة: أنت تقصد الحديث الذي روته عائشة وصححه البخاري؟ أنا اعرف هذا الحديث ولكني كنت أتمنى أن تعطينا إجابة أخرى، إجابة إنسانية ولو قليلاً، إجابة لاتنبع من رغباتك الجنسية المقرفة. أمن أجل هذا أردت أن تطلق زوجتك المسكينة سودة بنت زمعة؟ وعندما تنازلت عن ليلتها لعائشة (الشقراء العذراء) غيرت رأيك. أهذ هو "الخلق العظيم". ياسيد صلعم؟ دعني أقول لك أن هناك الكثير من المعتوهين في هذا العالم الذين يتمنون أن يروك في منامهم. بالنسبة لي...لم يحصل لي الشرف بمقابلتك.


محمد هاشم: يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون


المحكمة: بلا بلابلابلا......هذا الذي أنت فالح فيه. لست في المسجد هنا. انت في محمكة الإنسانية...محكمة العقل والمنطق والمبادئ الإنسانية. عن أي نور تتحدث ياسيد؟ عد إلى غياهيب الجهل والظلام.


الشاهد الثالث: عبدالله ابن ابي ابن سلول


ابن سلول: قبل أن نبدأ، لدي طلب بسيط، أمن الممكن ان تنادوني ابى الحباب؟ إنه إسمي قبل الإسلام


المحكمة: ممكن طبعاَ. قل لنا أولاً انت متهم بأنك كنت على وشك ان تتوج ملكاً على المدينة، وأنك تخلفت عن القتال في غزوة أحد، وأنك حرضّت يهود بني قينقاع على التحصن وقتال المسلمين ثم خذلتثهم، وأنك ابتدعت ونشرت قصة الإفك.


ابن سلول: ياسيدي هم الذين كتبوا التاريخ كما يحلو لهم لكي يفسروا اعمالهم الإجرامية. إنهم يتهموني بالنفاق مع أنهم هم صنّاع النفاق. إذا كنت اخطط لاصبح ملكاً كما يقولون فلماذا لم امنع محمداً واتباعه من دخول المدينة عندما كانو ضعفاء مطرودين. ربما كانت هذه غلطتي التي اود ان اعتذر من البشرية جميعاً عليها. ألم يأتِ إلى المدينة كقائد روحي أو رسول حسب ما زعم؟ ثم تحول إلى ملك يغزو القوافل والقبائل ويحرز الغنائم ويقتسم منها لنفسه عشرين في المائة. وبالنسبة لحكاية بني قينقاع فأنا اتشرف بموقفي، فقد انقذت حلفائي من موت محقق. إنظر ماذا حدث لبني النظير وخيبر بعد ذلك؟ أليس النفاق والمكر ان تؤمن الناس فينزلوا على حكمك ثم تضرب أعناقهم جميعاَ وتتقاسم أطفالهم ونسائهم مع أصحابك؟!!


المحكمة: ياسيد ابى الحباب، ارجو ان تبقى في الموضوع


ابن سلول: نعم نعم، حكاية الإفك. احب ان اقول لك ياسيدي وللسادة المحلفين ان معظم المسلمين، بمن فيهم محمد وعلي ابن ابي طالب صّدقوا انها زنت مع الرجل. لماذا انا الذي اذنبت؟ وبعدين العقلية الإسلامية كلها مبينة على الشك! الا يقول محمد "ماجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما"؟ فكيف وقد قضت ليلة كاملة مع ذلك البلاي بوي؟ الا يطلب المسلمون محرم للمرأة حتى وإن كانت في ماتسمونه الإنترنت؟ كيف يقول "لولا إذ سمعتموه ظن المسلمون بأنفسهم خيراً"؟ وكل تعاليمه مبنية على الشك في المرأة ومراقبتها وسترها عن الأخرين؟ هل عائشة معصومة؟ سلها كيف اوغرت صدر محمد بأن ابنه إبراهيم من مارية القبطية لايشبهه. أنتم تعرفون أن محمد وقتها بعث علي ابن طالب ليقتل ابن عم مارية المسكين لإنه شكّ انه الأب. لماذا لم يظن محمد في نفسه خيراً عندها؟ إن حياته بنيت على الشك والإرتياب والمؤامرة، وتعاليمه ماهي إلا إنعكاس لتلك النفسية؟ ألا ترى أن أتباعه يتصرفون بنفس الطريقة؟ سل عائشة عن موقفها يوم وقعة الجمل. هل هذه إمرأة يُظن فيها خيراً؟


المحكمة: سيد ابى الحباب، نحن نعتقد أن عائشة كانت ضحية مثلك ومثل الكثيرين.


ابن سلول: أنا موافق أنها كانت ضحية، ولكنها تربت بين يدي ذلك الكهنوت وتعلمت من أساليبة القذرة.


المحكمة: أرجو يا أبى الحباب أن تبتعد عن التجريح. إن أتباع صلعم لديهم حساسية مفرطة من النقد.


ابن سلول: أنا أقول أن عندهم خبول عقلي مفرط. صدقوني ياجماعة....الإعتذارية والمسالمة لن تنفع مع هؤلاء الناس. لابد من مهاجمة الوحش القابع في اعماقهم وقتله قبل أن يتقوى ويخرج ليحطم حضارتكم النبيلة.


المحكمة: سؤال أخير: لماذا لم يقم عليك محمد حد القذف مع أنه ضرب آخرين ممن اُتهموا بالإفك؟ الم يقولوا أنك المتهم الرئيسي –هل لإنك كنت مازلت من عِلية القوم؟


ابن سلول: نعم! هذا هو السبب....... إنني سعيداً أنكم عرفتم الآن من هو المنافق الحقيقي.


المحكمة: هل تود إضافة شيئ آخر؟

 

ابن سلول: نعم، احب ان اقول أن هؤلاء الناس يكتبون التاريخ بالطريقة التي تناسبهم ثم يصدقون انفسهم. ألا تراهم يحولون حقائق تاريخية وعلمية إلى شبهات؟ وفي نفس الوقت يصورون كلامهم المطاطي وكأنه حقائق!!! ثم اذا واجهتهم يميلون إلى العنف. لن ينفع إلا مهاجمة الوحش مباشرة كما قلت.


المحكمة: سيد ابن سلول، اقصد ابى الحباب، شكراً لك! لقد كان لنا شرفاً كبيراً بلقائك!!

 

منقول عن "العلمانية هي الحل"

http://www.ssrcaw.org

نبيل طاهر:  nabiltaher@gmail.com



المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط