ألان كاروبا / ترجمة بسام درويش / Sep 30, 2003

في حفلة عشاء أقيمت للكتّاب المحليين في بيت رئيس جامعة "سيتن هول"، وهي مؤسسة كاثوليكية للتعليم العالي، دار الحديث عن الإرهاب، ومرة أخرى عدتُ لسماع نظرية "أميركا هي الملومة" على كل ما يحدث في العالم اليوم. عنصرٌ آخر أضيف لدعم هذه النظرية وهو القول بأن المسيحية قد كان لها هي الأخرى، بالمقارنة مع الإسلام، تاريخ مجبول بالدماء، وبالطبع، لا بدّ من الإشارة كالعادة، إلى إسرائيل وأسلوب معاملتها للفلسطينيين.

لا زلت أستغرب أن يُعطى أعداؤنا تذكرة مرور ولم يمضِ بعد إلا سنتان عن الحادي عشر من أيلول. أجبتُ بقولي إنّ أحداً لا يفتح صحيفة أو يدير التلفزيون في هذه الأيام إلا ويقرأ أو يسمع عن حوادث تفجير بشعة في مكان ما من العالم، مرتكبوها كلهم مسلمون. وفي بعض الحالات، مسلمون يقتلون مسلمين.

كيف يُجيزُ هؤلاء "المفكرون" لأنفسهم تبرير بشاعة أسوأ هجوم تتعرض له الأمة الأمريكية بأحاديث عن حياة الفقر التي يعيشها المسلمون في الشرق الأوسط في ظل حكومات استبدادية، وأن يعتبروا ذلك "سبباً" لنقمتهم؟ إنّ الإسلام نفسه هو سبب فقرهم وعبوديتهم. حتى المفكرون المسلمون أصبحوا لا يتحفّظون عن تقريع زملائهم المتدينين ولومهم لإخفاقهم في الإقرار بذلك. إن الطريقة التي يُدَرَّسُ بها الإسلام في كل مكان من الشرق الأوسط، تخرّج أعداداً كبيرة من المسلمين الذين يجهلون العالم على حقيقته، ويميلون إلى إرجاع أسباب مشاكلهم كلها إلى اليهود والولايات المتحدة وإلى كل الذين لا يتفقون بالرأي مع أئمتهم.

من الأمور المزعجة التي أخذت تطفو على سطح الأحاديث مؤخراً هو القول بأنه رغم نجاح الاجتياح الأمريكي للعراق، فإن كل ما تمّ بعده حتى الآن ليس إلا إخفاقاً، وإنّ الرئيس بوش قد جرّ الأمة إلى مستنقع. في الواقع، إن أجهزة الإعلام الليبرالي كانت تتحدّث عن هذا المستنقع حتى خلال الوقت الذي كان جيشنا يحقق فيه الانتصارات العسكرية الواحد بعد الآخر. إني لأعجبُ كيف يمكن لأي إنسان أن يكون على هذا المقدار من الغباء في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة وحلفاءها كبريطانيا وإسبانيا، قادرين فوراً على إعادة بناء العراق الذي قضى صدام وعائلته وطاقم عصابته ثلاثين سنة وهم ينهبون شعبه، ويعرّضون بنيته التحتية للتعفن. كيف لأحدٍ أن يقول، بأنه لم يكن هناك مخططات لفترة ما بعد التحرير، في الوقت الذي توصّلت فيه الولايات المتحدة بسرعة إلى تشكيل مجلس حكم عراقي بينما لا زالت مستمرة في العمل على اقتلاع الجذور العميقة المتبقية التي خلفها نظام صدام وراءه؟

ما هي المشاكل التي نواجهها؟ مرة أخرى، نجد الجواب يعود إلى الإسلام حيث نسمع عن سعوديين متطرفين وآخرين جهاديين يفيضون على العراق ليشنوا حرب عصابات على قواتنا هناك. ليس هناك أحد في المنطقة يريد للولايات المتحدة أن تنجح. ليست إيران، الدولة التي ستبقى عدوتنا اللدودة طالما بقي آيات الله يحكمونها. وليست سورية، شريكة صدام في جرائمه والتي ترضخ تحت حكم استبدادي شبيه بحكمه. وليست العائلة السعودية التي تخشى، ولأسباب عديدة، قيام نظام حكم ديموقراطي مجاورٍ لها. وطبعاً ليست القاعدة ومَن تبقى مِن فلول طالبان. وبالمختصر، إنّ المستفيدين الوحيدين من تحرير العراق هم المواطنون العاديون الذين لم يعودوا يخشون من الانتهاء في قبور جماعية، أو الأكراد الذين لم يعودوا يخشون من التسمم بالغاز حتى الموت في شوارع مدنهم. وبالطبع، أضيف إلى هؤلاء بقية شعوب العالم.

لماذا يخطر في فكر أي إنسان أن يقترح وضع العراق تحت إشراف ورحمة الأمم المتحدة؟ لقد وقفت الأمم المتحدة مرة بعد أخرى موقف اللامبالاة بينما كان هؤلاء الذين عُهِدَ مصيرهم إليها يُقادون إلى القتل. ربما تكون الأمم المتحدة ذات فائدة في تأمين المساعدات بعد انتهاء نزاعٍ في مكان ما، ولكنها عديمة الفائدة في كل النواحي الأخرى، خصوصاً في حفظ السلام. لقد اعتقدت الأمم المتحدة أنها ليست عرضة للإرهاب الإسلامي إلى أن وجدت أنَّ عليها أن تعود للمشاركة الفعّالة بعد العملية الأخيرة التي تمّ فيها تفجير مركزها الرئيسي في بغداد.

بصراحة، أنا لست مولعاً بهذه النخبة من "المفكرين"، والكتّاب، بحكم مهنتهم، هم جزء من هذه المجموعة التي تسعى للتأثير على الرأي العام. إن التاريخ يُظهر بشكل مكرر كيف أدّت النظريات الاقتصادية وغيرها التي طلعوا بها، إلى مقتل ملايين البشر. خذوا الشيوعية مثلاً كواحدة منها. إني لست مولعاً "بالأرثذكسية" بغض النظر عمّن هم الذين يمارسونها. وأنا لا أبالي بهؤلاء الذين بلغ بهم العمى حداً لا يستطيعون معه أن يروا أن أميركا وحلفاءها قد جُرّوا إلى حرب لم يسعوا إليها. هذه الحرب لم تكن خياراً إنما فُرضت عليهم من قبل الإسلاميين وأولئك الذين يدعمونهم سراً أو علانيةً. 

إنَّ الإسلام يشنُّ حرباً ضد الحريات العامة، وحرية الدين، وحقوق الإنسان وكل مظاهر الحضارة متحدياً العالم كله. تُرى خطأ من هو هذا؟ لنبدأ بمحمد، المدّعي بأنه آخر أنبياء الله. لنتوقف عن إيجاد المبررات للأعمال الوحشية التي تُنفّذ باسم الإسلام ولنعمل جدياً للقضاء على شهدائه التواقين لملاقاة ربهم.          

     www.anxietycenter.com

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط