بسام درويش / Sep 01, 2002

لا زال الجدل يدور في هذه الأيام حول قرار جامعاتٍ أمريكية وكذلك مدارس في مناطق معينة بإضافة كتاب أو فصلٍ إلى مناهجها التعليمية الحالية لشرح تعاليم الإسلام. ولقد واجه هذا القرار رفضاً واستنكاراً من كثيرين وعلى رأسهم الجماعات الدينية المحافظة وعدد كبير من ذوي الطلاب، بينما دعمته الهيئات التعليمية التي أوصت به وبالطبع أيضاً التجمعات الإسلامية في أمريكا!

انطلق المعارضون في رفضهم لهذه المشروع من كون المدارس لا تسمح أساساً بتدريس أي منهاج عن الدين المسيحي أو اليهودي، وبناء على ذلك، رأوا أنه لا يجوز أن يُعطى الإسلام أي امتياز خاص. أما المؤيدون فيقولون بأن تخصيص فصل لتعليم الإسلام ليس لغاية تعليم الدين، بل لتعريف الطلاب الأمريكيين على ما يقارب البليون من البشر من خلال إطلاعهم على الدين الذي يؤمنون به.

************

إنه لأمرٌ مهمٌّ جداً أن يتعرّف الناس، في المدارس أو خارجها، على تقاليد الشعوب الأخرى ودياناتهم وفلسفاتهم، إذ لا شكّ في أن تفهّم الناسِ بعضُهم لعقليةِ البعضِ الآخر يساعد بشكل عظيم على تحسين العلاقات بينهم. لا بل نرى أن تعريف الطلبة وغير الطلبة الأمريكيين على تعاليم الإسلام هو لصالح الشعب الأمريكي وكل من يجهل الإسلام.

 

إنّ الإسلامَ صريحٌ في تشجيعه للعنف والكراهية والعنصرية، ولذلك فإن التعرّف إلى تعاليمه سيساعد شعوب العالم على اتّخاذ الحيطة منه، ولو فعل قادة العالم ذلك أو استمعوا لأولئك الذين عرفوا الإسلام حق المعرفة، لكانوا قد تفادوا كوارث عظيمة ما كان لها أبداً أن تقع لشعوبهم.  في الحقيقة، لو فهم قادة العالم الصناعي حقيقة الدين الإسلامي، لربما أحجموا عن تزويد الشعوب التي تؤمن به، بأي تكنولوجيا حديثة أو بأية قطعة سلاح حتى ولو كانت قشّارة بطاطا.

 

نحن مع تعليم الإسلام لطلاب المعاهد ولعموم أفراد الشعب الأمريكي بكل الوسائل الإعلامية المتوفرة. ولكن، نظراً لما يتمتع به الإسلام من قدرة كبيرة على الخداع بسبب ما تتضمنه تعاليمه من تناقضات هائلة، فإن التعرف عليه يجب أن يتمّ على أيدي أخصائيين غير مسلمين، حتى ولو كانوا ممن لا يؤمنون بدين من الأديان. 

 

تناقضات الإسلام واضحة وضوح الشمس في منتصف النهار، ليس في أحاديث محمد فقط والتي تعرف بالحديث النبوي، بل في آيات القرآن التي يعتقد المسلمون بأنها نزلت حرفاً حرفاً وكلمةً كلمة من الله إلى أذني محمد. هذه التناقضات لا حاجة لأحدٍ ان يبذل أدنى جهدٍ للبحث عنها وإبرازها، فقد أبرزها فقهاء المسلمين أنفسهم، إلا أنّهم أوجدوا لها تعريفاً طريفاً خاصاً جعلوه علماً ثابتاً من علوم القرآن يُفترض من طالب المعرفة أن يتقنه إتقاناً تاماً عند دراسته للدين. هذا "العلم" يُعرَف باسم "الناسخ والمنسوخ"، وللذين فاتهم قراءة حديث آخر لنا، نعود فنقول، أن كلمة "الناسخ" هي من "نَسـَـخَ" وتعني "أبطلَ، أو، ألغى". وهكذا، فإن هذا "العلم" قد وُضِعَ خصيصاً لدراسة الآيات القرآنية التي أُبطِلَ عملُها بآياتٍ أخرى.  وكي لا يظلمَ أحدٌ فقهاء المسلمين فيقول بأن هذا "العلم" من افترائهم، وأن ليس هناك لا ناسخٌ ولا منسوخ، يجدر بنا أن نشيرَ إلى أن الله نفسه أكّد وجود هذا العلم وأنّ براءة اختراعه هي له وحده من دون العالمين إذ قال: "ما ننسخ من آيةٍ أو نُنْسِهـا نَأْتِ بِخَيْرٍ منْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعلمْ أَنَّ الله علَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير!" (البقرة 106 ) (فليلاحظ القارئ خاتمة الآية، ـ على كل شيء قدير ـ وكأنَّ التذبذب في الرأي يحتاج إلى قدرة عظيمة!)

 

الآيات المنسوخة في القرآن هي كل الآيات التي تتضمن إشارةً، مهما كانت بسيطة، إلى دعوةٍ للتسامح أو التعايش مع الذين لا يؤمنون برسالة محمد. أما الآيات الناسخة فهي تلك التي قرر الله فيما بعد أن يوحي بها إلى محمد، بعد أن قويت شوكته، يأمره فيها بقتال الذين لا يؤمنون به. من هذه الآيات الناسخة أيضاً، آياتٌ تحلِّلُ لمحمد ما سبق وأن حرّمت عليه آيات أخرى في الماضي.

              

هذا التناقض كان منذ تأسيس الإسلام برنامجاً سياسياً ذات مراحل وضعه محمد لخداع المسيحيين واليهود وغيرهم. وليس غريباً أن نرى أصحاب الدعاية الإسلامية ينهجون اليومَ النهج نفسه لخداع العالم، ولكن مع فارق واحد. هذا الفارق هو أن المسيحيين واليهود وحتى عبدة الأصنام قد تمّ خداعهم في بدء ما يسمى بالدعوة الإسلامية لأنهم لم يستطيعوا استباق الزمن ومعرفة ما يخبئ لهم محمد من مفاجآت. أما اليوم، فإن القرآن وكتب الحديث والسيرة موجودة بكليتها بين أيدي الناس، بناسخها ومنسوخها. وهكذا، فإذا استطاع أصحاب الدعاية الإسلامية في الغرب خداع قلة من الناس لبعض الوقت، فإنهم لن يستطيعوا خداع كل الناس كل الوقت. إضافة إلى ذلك، يكفي أن يسمع الناس ما يعلنه أئمة المساجد في كل البلاد الإسلامية ليعرفوا تماماً أن ما يعلنه أخوانهم في الغرب ليس إلا نفاقاً معداً للاستهلاك الخارجي.

  

وبعبارة أخرى، إن وجه الإسلام الذي يحاول أصحاب الدعاية الإسلامية وضحاياهم من المغفلين أن يقدموه للمجتمع الغربي، هو الوجه المخادع "المنسوخ" لدين الإسلام وليس الوجه القبيح "الناسخ" الذي نراه متمثلاً بالإرهاب الذي تعاني اليومَ منه البشرية جمعاء.

**********

إنَّ إطلاع الطلبة الأمريكيين على الدين الإسلامي هو بكل تأكيد خدمة جليلة نقدمها للجيل الناشئ، شريطة أن لا نساهم مع أصحاب الدعاية الإسلامية في خداعه.

لنضعِ القرآن بكامله بين أيدي الطلبة. لا بل فلنضعه مع تفاسيره التي كتبها أئمة المسلمين ـ لا غيرهم ـ لأن تفاسيرهم ليست موجهة للاستهلاك الخارجي.  لنضعِ القرآنَ وكتب الأحاديث والسيرة كما هي بين أيدي الطلبة الأمريكيين، ولندعهم يلمسون بأنفسهم ما في هذه الكتب من خداع وخزعبلات ودعوة إلى الإرهاب والقتل والتمييز العنصري والعبودية وإذلال المرأة.  

الغرب لا يخشى ولا يجوز له أن يخشى على أبنائه من الاطّلاع على كتب الإسلام لأن ما فيها من تعاليم تشهد لنفسها. المسلمون وحدهم هم الذين يخافون على أبنائهم من الاطّلاع بحرّيةٍ على ما تعلمه الديانات الأخرى أو الاتجاهات الفكرية التي تتعارض مع الإسلام.

**********

من ناحية أخرى، على الرغم من أننا نشجّع أبناءنا على التعرّف على كل الديانات والأفكار الأخرى لا يسعنا إلا أن نتساءل عما إذا كان هناك حقاً من حاجة إلى منهاج دراسي عن الإسلام بالذات والإسلام يعرّف عن نفسه عبر وسائل الإعلام على مدار الساعة. ما علينا إلا أن نضع بين أيدي الراغبين بالمعرفة بعض صحف اليوم والأمس القريب، ولن يجدوا كلمة "الإسلام" إلا مرتبطة بالدم والكراهية والعنف:

        ·          الإرهابيون المسلمون يقطعون رأس الصحافي بيرل.

        ·          جماعة أبو سياف الإسلامية تقطع رؤوس الرهائن التي كانت تحتجزهم.

        ·          منظمة حماس الإسلامية تعلن مسؤوليتها عن تفجير مطعم.

        ·          منظمة الجهاد الإسلامي تعلن مسؤوليتها عن تفجير مقهى.

        ·          الإسلاميون في الجزائر يحرقون قرية ويغتصبون البنات.

        ·          جماعة الأخوان المسلمين تفجّر باصاً للسياح في مصر.

        ·          الزعماء الروحيون المسلمون يفتون بشرعية الهجمات الانتحارية.

        ·          عشرات المسيحيين يسقطون قتلى في نيجيريا على يد المسلمين الغاضبين بسبب مرور امرأة مسيحية أمامهم بينما كانوا يؤدون الصلاة.

        ·          المسلمون يهاجمون كنيسة للمسيحيين في باكستان ويقتلون ما يقارب العشرين من المصلين.

        ·          المسلمون يرتكبون مجزرة في كنيسة قبطية في مصر.

        ·          المسلمون يستشيطون غضباً في "مراد آباد" الهندية بسبب مرور خنزير على أرض جامع فيتسببون في سقوط مئتي قتيل.

        ·          الطلاب المسلمون يسيطرون على السفارة الأمريكية ويهددون بقتل الرهائن.

        ·          جمعيات "خيرية" إسلامية يتم إغلاقها لتقديمها معونات مالية للمنظمات الإرهابية الإسلامية. 

        ·          محكمة إسلامية في باكستان تصدر حكمها بالموت على صبي مسيحي بعد اتهامه بالتجديف على الإسلام.

        ·          محكمة إسلامية في نيجيريا تحكم بالموت رجماً على امرأة اغتصبها شقيق زوجها.

        ·          محكمة إسلامية في مصر تحكم بالتفريق بين كاتب وزوجته لأنه انتقد الإسلام.

        ·          زعيم الثورة الإسلامية في إيران يعد بمليون دولار لمن يأتيه برأس الكاتب سلمان رشدي.

 

وعلى هذه المقياس قس.. والحقُّ يُقال إنّه ربما لم يعد هناك من مدينة معروفة في العالم إلا وقد ترك الإرهاب الإسلامي آثار بصماته على شوارعها أو مدارسها أو ملاعبها الرياضية أو سفاراتها أو مقاهيها أو مطاراتها أو فنادقها أو بيوتها أو كنائسها. وطبعاً، إن نسيَ العالم ما أصابه من هذا الإرهاب، فإنه لن ينسى صباح الحادي عشر من أيلول سنة 2001 ، والذي يجب أن نعتبره بحق رغم ما خلفه من دمار وألم، يوماً من أعظم أيام البشرية، لأنّه اليوم الذي سقط فيه آخر قناع عن وجه الإسلام البشع وإلى الأبد.

***********

أمر واحد لا بدّ لنا من التحذير منه: دعوا طلاب المدارس الصغار بعيداً عن هذه الكتب وهذه التعاليم إلى أن يكبروا. نحن لا نقول ذلك خوفاً عليهم من الإيمان بها، ولكن لأن فيها ما لا تسمح القوانين الأمريكية أساساً بوضعه بين أيدي الأطفال!

**************

******

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط