بسام درويش / Aug 12, 2005

"انتقد عضو الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) من الطائفة اليزيدية كاميران خيري، رئيس الوزراء العراقي، إبراهيم الجعفري، لتكراره عبارة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".

وقال خيري، النائب ضمن القائمة الكردستانية، إن "أكثر من نصف مليون يزيدي في العراق يشعرون بالإهانة" من كثرة تكرار الجعفري في أحاديثه عبارة التعوذ من الشيطان.

وقاطع كاميران رئيس الحكومة العراقية في البرلمان قائلا "في كل مرة يقول فيها الجعفري ذلك يلتفت زملائي النواب إلى وكأنني ممثل الشيطان".

لكن الجعفري قال إنه لا يقصد إهانة أحد بقول العبارة الشائعة الاستخدام بين المسلمين وإن تكرارها لا يعني "إهانتكم أو بقصد استفزز الأقلية" اليزيدية.

يذكر أن أغلب أعضاء هذه الطائفة يعيشون في المناطق الكردية في شمال العراق ويوجد منهم ثلاثة نواب في الجمعية الوطنية العراقية كما أنهم ممثلون أيضا في البرلمان الإقليمي لكردستان..

ولا يعرف الكثير عن ديانتهم، لكن البعض يعتقد أنها تعود بأصولها الى القرن الثاني عشر الميلادي وهي مرتبطة بالخليفة الأموي يزيد بن معاوية، وأن مؤسسها هو الشيخ عدي بن مسافر الأموي الذي وُلد في دمشق وتوفي في منطقة لاليش شمال العراق، ويعتبر قبره أهم المزارات اليزيدية المقدسة.

غير أن ثمة من يرى أن أصل الديانة يعود الى منطقة يزد الايرانية وأنها ترتبط بالديانة الزرادشتية القديمة في بلاد فارس.

وما يعرف عن أتباع الديانة اليزيدية أنهم يعبدون ما يطلقون عليه "طاووس ملك" الذي يعتقد أنه الشيطان أو إبليس الذي لا يؤمنون أنه شرير، كما أن لديهم طقوسهم الدينية الخاصة."

جاء هذا الخبر على موقع بي بي سي أونلاين في 12 أغسطس 2005 تحت عنوان "نائب يزيدي يحتج على تعوذ الجعفري من الشيطان"

*********

أعترف أنني لا أعرف الكثير عن مبادئ اليزيديين سوى ما سمعته عنهم منذ الصغر وهو أنهم يعبدون الشيطان. ربما عليّ أن أعرف المزيد عنهم كما أعرف عن الإسلام، لكنّ شيئاً واحداً يمكنني أن أقوله، وهو أنني على الرغم من الهالة المخيفة المحيطة باسم الشيطان والتي غُرسَت في ذهني منذ الطفولة، فأنا لم أسمع عن يزيدي قام بترويع العالم بوحيٍ من آيات شيطانية!

اليزيديون، مثلهم مثل كل الأقليات التي تعاني من الإرهاب والظلم في ظل المحمديّة السنّية. مع ذلك، لم أسمع عن واحد منهم قام بتفجير نفسه ـ احتجاجاً على هذا الظلم ـ في مجمّع سكاني أو تجاري إسلامي، أو في مدرسة أو مطعم. لم اسمع عن منظمة يزيدية تطلق على نفسها اسم "منظمة الجهاد الشيطاني" أو "جيش الشيطان" أو "جنود الشيطان" أو "طلائع الشيطان" أو ماشابه ذلك من منظمات اسلامية تحمل اسم "الله"!

لعلّ التفسير المعقول لهذا الواقع هو أن اختلاطاً قد وقع بين المسلمين واليزيديين في تسمية كل منهم لإلههم، وليعذرْني اليزيديون إن قلت ذلك، فأنا بالتأكيد لا أقصد أن أوجه لهم أيّ إهانة. لكني اقترح على ممثلهم في البرلمان العراقي أن يبدأ خطبه من الآن وصاعداً بعبارة "أعوذ بالشيطان من الله الرجيم"، ولا بأس في ان يؤكّد للسيد رئيس الوزراء أنه أيضاً لا يقصد بذلك إهانة أحد!!

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط