بسام درويش / Jan 31, 2006

ذكرت جريدة السياسة الكويتية أن الداعية الإسلامي الشيخ ناظم المسباح قد أصدر فتوى أهدر فيها دم الرسام الدانمركي. وبعبارة أخرى طلب الشيخ المذكور من المسلمين أن يبحثوا عن الرسام ويقتلوه.

وقال المسباح انه "لو تطاول اي احد على بلدنا فاننا لا نرضى بذلك وتقوم الدنيا ضده، فكيف بمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم؟"، مؤكداً ان "تلك الجريمة هي امر عظيم باجماع اهل العلم ولابد ان يقتل من يتعرض للرسول بسوء، حتى ولو كان بالتعريض، والأدلة موجودة في مؤلفات ابن تيمية".

وتقول الصحيفة إنّها استطلعت آراء عدد من ’العلماء‘ والدعاة حول فتوى المسباح، فأكّدوا "رفضهم لها مطالبين المفتين بمراعاة ملابسات الواقع الدولي الذي نعيشه والنأي بالإسلام عن التشويه وتصويره بصورة الدين الذي يستبيح دماء الناس وارواحهم."

ودعا الاستاذ في كلية الشريعة في جامعة الكويت د. حامد بن حمد العلي الى "التريث في مثل هذه الأمور، من دون ان نلجأ لاهدار دم من قام برسم الكاريكاتور او نشره، لان الامة الاسلامية في وضع مستضعف، وسلوك كهذا يمكن ان يجر علينا الضرر والمصائب."

وأكّد الاستاذ في كلية الشريعة د. بسام الشطي بدوره "انه لا يجوز اهدار دم ذلك الرسام الدنماركي في هذه الظروف المعقدة التي يعيشها عالمنا، وقال: اذا كان الشيخ المسباح قد افتى بذلك بالفعل، فربما غلبه الحماس أو كانت زلة لسان، لكن علينا ألا ننساق وراء فتاوى من هذا النوع، حتى لا نشوه صورة الاسلام النقية."
مع كل ذلك، لا زالت الحكومة الكويتية تصب الزيت على النار إذ تقول الصحيف بأنه "في غضون ذلك، عممت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية على أئمة وخطباء المساجد في جميع المحافظات، بأن يكون موضوع خطبة الجمعة المقبلة حول خطورة المساس بذات الرسول صلى الله عليه وسلم."

============

استاذ كلية الشريعة حامد بن محمد العلي يدعو إلى التريث قبل إهدار دم الرسام "لأن الأمة الإسلامية في وضع مستضعف"!!

أليس كذلك تماماً قد استهلّ محمد تأسيس دولته التي دعاها ديناً؟

حين كان ضعيفاً ولم يكن حوله سوى بضعة أشخاص يساندونه في أحلامه للسيطرة على مكة ومقدراتها، لم يجرؤ على استفزاز اليهود أو المسيحيين أو غيرهم، فكان يعلن بأنه "لا إكراه في الدين" و "لكم دينكم ولي ديني" وإلى ما هناك من آيات الدجل والخداع. لكنّ هذه الآيات سرعان ما تبخّرت بآية واحدة نسختها (أي ألغتها) ونسخت أخواتها وبناتها بمجرد أن نمت مخالبه: "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب (أي اقتلوهم بضرب رقابهم) حتى إذا أثخنتموهم (أي أكثرتم فيهم القتل) فشدّوا الوثاق فإما مناً بعدُ وإما فداءً (أي ولكم أن تطلقوا سراحهم فيما بعد أو تبادلوهم بأسرى من المسلمين أو المال) حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قُتِلوا في سبيل الله فلن يضلَّ أعمالهم." (محمد 47 : 4)

 

لا.. الشيخ المسباح لم يغلبه الحماس ولا زلّ لسانه. لقد أفتى بما يعلمه إياه دينه!.. ألم يقل محمد لأصحابه حين بلغه هجاء عصماء بنت مروان له: "ألا آخذٌ لي من بنت مروان؟.." أي حرّضهم على قتلها بقوله: من منكم سوف يثأر لي من بنت مروان؟..

ترى أيّة "صورة نقيةٍ للإسلام" يتحدث عنها هؤلاء الدجّالون أوالمعمية بصائرهم؟..

***************

(زاوية تعليقات سريعة)

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط