بسام درويش / Apr 25, 2006

ادّعت السلطات المصرية أن القاتل الذي اعتدى مؤخرا على كنائس الأقباط هو إنسان مجنون. ولقد أثار هذا الادّعاء غضب الأقباط وآخرين معهم،

لكن لماذا الغضب؟.. الرجل حقاً مجنون. ولماذا لا يصدّق الأقباط بأنه مجنون؟!

 

إنه مجنون، والمسلمون الآخرون الذين اعتدوا من قبله على حياة الأقباط هم أيضاً مجانين.

كذلك المسلمون الذين سيعتدون غداً على أقباط آخرين هم حتماً مجانين!

 

كيف لا يكون مجنوناً من يدخل بيتاً أو محلاً تجارياً أو كنيسة، فيقتل من فيها ـ وهو مرتاح الضمير ـ لا لسببٍ إلا لأنه يعتقد من صميم قلبه بأنّ الله أمره أن يفعل ذلك؟..

القرآن يقول بصراحة ما بعدها صراحة، وبوضوح ما بعده وضوح، إن على المؤمنين به أن يقاتلوا اليهود والمسيحيين الذين لا يؤمنون به ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله حتى يعطوا الجزية وهم يشعرون بالذل!..

هل يصدّق بأوامر كهذه ويقوم بتنفيذها إلا مجانين؟

كل المسلمين يؤمنون بما يعلمه القرآن. صحيح أنهم ليسوا كلهم يحملون السكاكين والمسدسات والقنابل ويدخلون إلى الكنائس ليفجروها، لكن، إذا كانوا كلهم يؤمنون حقاً بما يعلمه القرآن، فما الذي يضمن أنّ ذاك الإنسان الذي يسكن في جوارنا أو يعمل معنا في ذات المكتب، والذي يبدو لنا هادئاً عاقلاً، لن يستيقظ ذات يوم فيتذكّر ما يعلّمه إياه قرآنه ويقرر أن يكون مسلماً صالحاً؟!!

 

ألا يعني ذلك بأنّ كل مسلمٍ مؤهل ليكون مجنوناً؟..

إذا كان هناك من مسلمٍ يرى في هذا الاستنتاج أمراً ظالماً، فهل يملك الجرأة الكافية لأن يعلن على الملأ بأنه لا يؤمن بما يتضمنه القرآن من دعوةٍ لقتال الذين لا يؤمنون بالله ورسوله؟    

***************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط