والالتباس التاريخي في القرآن
نضال إبراهيم / Jun 18, 2007

من الشخصيات الدينية التاريخية التي أفرد لها القرآن حيزاً كبيراً في نصوصه وأوردها بشكل متفرد هي شخصية مريم والدة المسيح، ومن ضمن سمات هذا التفرد:

 

1.      كونها المرأة الوحيدة التي ذُكرت بالإسم في القرآن وذلك بمقدار أربعة وثلاثين مرة (أحد عشرة مرة منفرداً، وثلاثة وعشرون مرة مرتبطاً باسمِ إبنها بتسميته "إبن مريم" و"عيسى بن مريم"، و"المسيح بن مريم")، وقد يندهش البعض من حقيقة أن حتى والدة محمد، وأمهات المؤمنين الأبرز كخديجة وعائشة، وبنات محمد، لم يذكرن قط بالإسم في القرآن. وربما يبرز هنا تساؤل جانبي عن حقيقة الإدعاء من أن الإسلام قد كرّم المرأة حينما نجد القرآن يستنكف تماماً عن ذكر أيٍ منهن بالإسم ويكتفي بالإشارة لهن كقوله "امْرَأَةُ الْعَزِيزِ"1، وقوله "إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ"2، وقوله "أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ"3، وقوله "اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ"4، وقوله "وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ"5، وقوله "الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا"6.

 

2.      مريم أم يسوع هي المرأة الوحيدة التي تُوجد سورة قرآنية بإسمها (سورة مريم)، وتُوجد أيضاً سورة قرآنية باسم قومها وهي سورة آل عمران، حيث تُدعى مريم في القرآن "إبنة عمران"، وتروي تلك السورة بعض تفاصيل ولادتها وتنشئتها.

 

3.      نسب إليها القرآن بعض الفضائل كالإصطفاء الإلهي والتطهير7، والنسب الطيب8، والعفة وتصديقها لكلام ربها9، وبأنها كانت "صِدِّيقَةٌ"10.

 

وبينما لا يترك المسلمون فرصة إلا ليستشهدوا بتلك الإشارات القرآنية كدلائل على سماحة وقبول الإسلام للمسيح ووالدته، وتعظيم القرآن لشأنيهما وتكريمهما، إلا أن ذلك التركيز القرآني على هذه الشخصية النسوية  اليهودية/المسيحية دون سواها له دلائل أخرى سيكون بحثها موضوع دراسة أخرى في المستقبل.

**********

ونعود إلى القصد الرئيسي من هذه الدراسة ونتساءل: من هي "مريم إبنة عمران"؟ وما هي الخلفية التاريخية التي تُقدم فيها هذه الشخصية في القرآن؟

 

ترتبط "مريم" القرآن بنسيج من الشخصيات الدينية التاريخية الهامة وجميعها توراتية/إنجيلية الأصل، وذلك ضمن ثلاثة محاور:

 

ـ دُعيت في القرآن "إبنة عمران" في سورة مريم بقوله: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"11. ونسبت أيضاً إلى عمران في سورة آل عمران بقوله: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"12.  فمن يكون "عمران" هذا؟

 

ـ ودعيت أيضاً "أخت هارون" بقوله: "يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"13، فمن هو "هارون" هذا؟

 

ـ وذكر القرآن أنها عاشت في كنف ورعاية زكريا بقوله: " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ"14، فمن هو "زكريا" هذا؟ من الواضح أن المقصود هنا هو الكاهن "زكريا" المذكور في الإنجيل زوجاً لأليصابات ووالداً ليوحنا المعمدان15. والقرآن يتكلم عن تلك الشخصية في ثلاثة سور قرآنية مختلفة16.

 

وبالنظر في السؤالين الأول والثاني أعلاه، نستطيع أن نجد الإجابات لها بالرجوع إلى التوراة وهي أحد أهم مصادر محمد للنص القرآني، وخاصة القصصي منه والمرتبط بالآباء Patriarchs والأنبياء Prophets، وبالتحديد إلى سفر العدد حيث نقرأ: "وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ. فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا"17. وتتكرر تسمية أفراد تلك الأسرة في سفر أخبار الأيام الأول بقوله: "وَبَنُو عَمْرَامَ: هَارُونُ وَمُوسَى وَمَرْيَمُ"18.

 

ويتضح هنا جلياً الإلتباس التاريخي الذي وقع فيه القرآن حينما خلط محمد بين مريم أم المسيح ومريم أخت موسى وهارون بسبب تشابه الأسماء على الرغم من وجود فارق زمني كبير يصل إلى حوالي 1500 سنة.  ويبدو من الواضح أن "عمران" القرآن (في سورة التحريم 12) هو "عمرام" التوراة والد النبيين موسى وهارون وأختهما مريم. ويتأكد لنا وقوع هذا الإلتباس أيضاً بتسمية القرآن لمريم أم المسيح بـ"أخت هارون" كما رأينا في سورة مريم.

***********

ولقد اطلعت على الكثير من محاولات المسلمين (علمائهم وعامتهم) لتفسير وتبرير ذلك الإشكال التاريخي الذي وقع فيه القرآن، وذلك من خلال النظر في بعض كتب التراث الإسلامي القديم منه والمعاصر، وأيضاً من خلال "محاولات" بائسة لنقاش هذا الموضوع من خلال منتديات ما يسمى بـ"الحوار الإسلامي المسيحي" على الإنترنت. وتحاول تلك المصادر الإسلامية التصدي لتهمة "الإلتباس"، وتقديم مجموعة كبيرة من التبريرات والفرضيات المتضاربة فيما بينها، وذلك ضمن عدد من التفسيرات أبرزها:

 

1.      القول بأن "عمران" القرآن هو والد مريم أم المسيح وهو يختلف عن "عمرام" التوراة، وبالتالي يجب عدم بين الخلط بين الاسمين حتى لو كان الإختلاف بينهما طفيفاً.

2.      القول بأنه كان لمريم والدة المسيح أخٌ ما اسمه "هارون"، وهو غير "هارون" النبي المذكور في التوراة. وهنا نورد ما قاله القرطبي في تفسيره للآية 28 من سورة مريم: "كان لمريم (والدة المسيح) من أبيها أخ اسمه هارون فنسبت إليه. وكان هذا الاسم كثيراً في بني إسرائيل تبركاً باسم هارون أخي موسى، وكان أمثل رجل في بني إسرائيل. وقيل هارون هذا كان رجلاً صالحاً في ذلك الزمان تبع جنازته يوم مات أربعون ألفاً كلهم اسمه هارون!".

3.      القول بأن القرآن دعاها أختاً لهارون بسبب كونها من نسل هارون النبي، كما يقال للرجل من قريش: يا أخا قريش، وللتميمي: يا أخا تميم، وللهاشمي: يا أخا هاشم، وللمُضري: يا أخا مُضر19.

4.      القول بأن القرآن دعاها أختاً لهارون بسبب كونها مشابهة لهارون النبي في التقوى والعبادة والإيمان.  وهنا نورد ما رواه مسلم وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران - وكانوا نصارى - فقالوا: أرأيت ما تقرؤون "يا أخت هارون"؟ وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ يعترضون على المغيرة..  قال: فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم ؟"20.

5.      القول بأن اليهود هم من نسب مريم المسيح إلى هارون وليس محمد، وذلك لأنهم كانوا يشبّهون مريم بتعبدها للرب كما كان هارون يفعل ذلك، وبالتالي سجل القرآن لنا قولهم هم بخصوصها بقوله: "فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"21، أي أن قومها قد دعوها أختاً لهارون في التعبد والعبادة والطاعة للرب، وسجل لنا القرآن حرفياً قولهم ذاك.

6.      القول بأن المراد بهارون في الآية هو رجل صالح من قومها في ذلك الحين، كانت تتأسى به مريم وتتشبه به في الزهد والطاعة والعبادة، فنسبت إليه، فقالوا لها بما معناه: يا من تتشبهين وتقتدين بذلك الرجل الصالح، ما كان أبوك بالفاجر، ولا أمك بالبغي فمن أين لك هذا الولد22؟

7.      القول بأنه كان في ذلك الزمان رجلاً فاجراً اسمه هارون، وأنه كان فاسقاً ومثلاً في الإثم والفجور، فنسبوها إليه على جهة التعيير والتخجيل والتوبيخ23.

**********

وللإجابة على هذه التبريرات مجتمعةً، ومعالجة الموضوع بكافة جوانبه، يجدر بنا النظر في المعطيات التالية:

 

أولاً: قد يرجع سبب هذا الخلط إلى أن الإسم "مريم" كان من أكثر الأسماء شيوعاً وافتخاراً لدى النساء اليهوديات، وقد حملت الكثير من النسوة ذلك الإسم في كل من سير العهد القديم والعهد الجديد، ومنهن: مريم أخت هارون وموسى24، ومريم إبنة مرد25، ومريم زوجة كلوبا26، ومريم المجدلية27، ومريم أم يعقوب ويوسي وابني زبدي28، ومريم شقيقة مرثا ولعازر29، بالإضافة إلى مريم والدة المسيح30، مما يجعل الإرتباك والتشويش وعدم التمييز ما بين تلك الشخصيات وارداً لدى المطلعين على تلك النصوص الدينية، ولا نستبعد أن يكون محمد من ضمنهم.

 

ثانياً: من السمات الواضحة جداً في القرآن إفتقاره التام إلى التسلسل الزمني والترابط التاريخي، حيث يسرد أسماء شخصيات وتفاصيل أحداث في أسلوب قصصي بحت ومجرّد من أي إطار تأريخي، وخير مثال على ذلك ذكره لشخصيات التوراة من الآباء والأنبياء وآخرين وإيراد بعض تفاصيل حياتهم ضمن التسلسل التالي:

 

في سورة الأنبياء: ذكر القرآن موسى وهارون في آية 48، ثم إبراهيم 51، ثم لوط 71، ثم إسحق ويعقوب 72، ثم نوح 76، ثم داود وسليمان 78، ثم أيوب 83، ثم إسماعيل 85، ثم زكريا 89، ثم يحيى 90، ثم مريم والمسيح 91.

 

وفي سورة الأنعام: ذكر القرآن إبراهيم في آية 74، ثم إسحق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون 84، ثم زكريا ويحي (يوحنا المعمدان) وعيسى (المسيح) وإلياس (إيليا) 85، ثم إسماعيل وأليسع (أليشع) ويونس (يونان) ولوط 68.

 

ويبدو جلياً أن التسلسلين أعلاه لا يتبعان ولا حتى يتفقان على نسق تاريخي أو ترتيب زمني واضح. بل نجد أيضاً أن القرآن يضرب بعرض الحائط الهيكلية التأريخية لتلك الشخصيات المؤسسة على نصوص التوراة، والكتابات اليهودية والمسيحية الأخرى، والتراث اليهودي/المسيحي، والدلائل التاريخية والأثرية الأخرى، والتي تعلمنا أن تسلسل تلك الشخصيات زمنياً وبالتواريخ التقريبية هو: نوح، ثم إبراهيم (ولد سنةً 2166 ق. م)، ثم لوط، ثم إسماعيل، ثم إسحق (ولد سنةً 2066 ق. م)، ثم يعقوب (ولد سنةً 2006 ق. م)، ثم يوسف (ولد سنةً 1915 ق. م)، ثم أيوب، ثم موسى (ولد سنةً 1526 ق. م) ، ثم هارون، ثم داود (أصبح ملكاً سنة 1010 ق. م)، ثم سليمان (أصبح ملكاً سنة 970 ق. م)، ثم إيليا (صار نبياً سنة 875 ق.م) ، ثم أليشع (صار نبياً سنة 848 ق.م)، ثم يونان (أصبح نبياً سنة 793 ق.م)، ثم زكريا، ثم مريم (وُلدت سنة 25 ق.م)، ثم يوحنا المعمدان (ولد سنة 5 ق.م)، ثم المسيح.

 

ومما زاد الطين بلة وعمّق فوضى التسلسل التاريخي في القرآن، هو فشل المسلمين في المحافظة على ترتيب السور القرآنية بحسب ما "أوحي" بها إلى محمد، وليس أدل على ذلك سوى ترتيب السور في القرآن الحالي والذي يتنقّل من السور المكية إلى السور المدنية وبالعكس حوالي 25 مرة، بينما التاريخ الإسلامي المتفق عليه من جميع المسلمين لا يذكر سوى إنتقال واحد لمحمد من مكة إلى المدينة خلال حادثة الهجرة النبوية، ومن ثم عودة محمد من المدينة إلى مكة فيما يعرف بفتح مكة.  هذه الفوضى الكاملة في ترتيب السور القرآنية جعلت سورة العلق الشهيرة (سورة "إقرأ ..") تأخذ الترتيب 96 من 114 سورة في القرآن، بينما هي باتفاق الجميع تمثل فاتحة "الوحي الإلهي" لمحمد عن طريق "جبريل" في غار حراء. وأيضاً، إن أول ما يسرده القرآن بخصوص موسى (بحسب الترتيب الحالي للسور) هو عن حادثة عبادة الشعب للعجل الذهبي، والتي وقعت في أواخر أيام حياة موسى، وذلك في السورة الثانية من القرآن أي سورة البقرة31، بينما لا تأتي أخبار ولادته إلا في السورة رقم 20 في القرآن وهي سورة طه32.

 

وضمن ذلك الغياب التام للإطار التأريخي في القرآن، من السهل جداً الوقوع في الإلتباس وإيراد شخصيات وأحداث خارج سياقها الزمني المعروف. وعلى عكس ذلك التوراة، فهي تسرد لنا سير الشخصيات بكل تفصيل وبتسلسل زمني واضح، وتسمي الأجيال العديدة التي تفصل زمنياً بين الشخصيات المختلفة، وتؤرّخ لتلك الشخصيات بحسب أزمنة حكم الملوك والحكّام. فبخصوص الفاصل الزمني الشاسع بين هارون النبي ومريم والدة المسيح، أليست هي التوراة (قبل القرآن) من أخبرتنا أن هارون كان في زمن الفراعنة وأخبرتنا أيضاُ (دون القرآن) أن مريم أم المسيح كانت على زمن الملك الروماني هيرودس ملك اليهودية33، وحكام آخرين معروفين تاريخياً مثل القيصر الروماني طيباريوس، ووالي اليهودية بيلاطس البنطي، وهيرودس رئيساً في الجليل، وغيرهم34؟

 

وليست قضية مريم هي المثال الوحيد على الخلط التاريخي في القرآن، فالقرآن مثلاً جعل من "هامان" معاصراً لفرعون في أيام النبي موسى35، بينما نعلم من التوراة ومن مراجع تاريخية عديدة أن "هامان" كان يُدعى هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيَّ، وكان وزيراً للملك أَحْشَوِيرُوشُ (Ahasuerus)36، والذي كان ملكاً لفارس ومادي (486 – 465 ق. م.)، أي بعد حوالي ألف عام من وقوف موسى أمام فرعون.

 

ومثال آخر على الخلط التاريخي في القرآن هو ذكر "السامري" (بدلاً من هارون في التوراة) على أنه الشخص الذي صنع العجل الذهبي ليعبده الشعب أثناء غياب موسى على الجبل لتلقي الوصايا الإلهية37. بينما نعلم من العهد القديم أن "السامرة" كانت منطقة مرتفعة يملكها شخص يُدعى "شَامِر" واشتراها منه فيما بعد الملك "عُمْرِي" وأسس هناك مدينة "السامرة" على إسم صاحب تلك الأرض الأصلي38 وذلك تقريباً في عام 870 ق.م.، أي بعد ما يزيد عن حوالي ستة قرون من أيام موسى.  أما سبب إقحام القرآن للسامري في القصة التوراتية للعجل الذهبي على أيام موسى، فيرجع في الغالب إلى اختلاط الأمر على محمد بين تلك القصة وبين حادثة توراتية أخرى مشابهة تضمنت عبادة عجول ذهبية، وذلك عندما قام "يَرُبْعَامْ بْنِ نَبَاطَ" ملك مملكة إسرائيل الشمالية (والتي تتضمن منطقة السامرة) ببناء هيكلي عبادة إحتوى كلٌ منهما عجلاً ذهبياً في منطقتي "دان" و"بيت أيل"، وذلك لينافس39 مملكة يهوذا الجنوبية وهيكلها في أورشليم40، وقد سُلبت تلك العجول أو دُمّرت أثناء الاجتياح الآشوري لمملكة إسرائيل41.

 

ثالثاً: بما أن القرآن لم يشرح لنا من هو "عمران" هذا، فلا يتبقى أمامنا سوى البحث في الأحاديث النبوية لنجد أن محمداً دعى النبي موسى بـ"إبن عمران" ودعى مريم والدة المسيح بـ"إبنة عمران"، جاعلاً من "عمران" العامل المشترك بين شخصيتين يفصل بينهما ألفية ونصف من السنين.

 

فنقرأ في صحيح مسلم ما يلي:

 

"حدثنا‏ ‏عبد بن حميد‏ ‏أخبرنا ‏يونس بن محمد ‏حدثنا شيبان بن عبد الرحمن‏ ‏عن‏ ‏قتادة عن‏ ‏أبي العالية ‏‏حدثنا ‏‏ابن عم نبيكم ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ابن عباس ‏‏قال: قال رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم: ‏‏مررت ليلة ‏‏أسري ‏‏بي على‏ موسى بن عمران ‏‏عليه السلام ‏‏رجل ‏‏آدم ‏‏طوال ‏‏جعد ‏‏كأنه من رجال شنوءة ورأيت ‏‏عيسى ابن مريم ‏‏مربوع ‏‏الخلق إلى الحمرة والبياض ‏‏سبط ‏‏الرأس وأري ‏‏مالكا ‏‏خازن النار ‏‏والدجال ‏‏في آيات أراهن الله إياه"42.

 

بينما نقرأ في صحيح البخاري الحديث التالي:

 

"حدّثنا آدم حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت مرة الهمداني يحدث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ‏‏قال: قال النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏فضل ‏‏عائشة ‏‏على النساء كفضل ‏‏الثريد ‏‏على سائر الطعام، كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران‏ ‏وآسية امرأة فرعون"43.

 

رابعاً: وأما بخصوص الفرق الطفيف ما بين "عمران" و"عمرام"، فيجب أن لا ننسى أن القرآن قام بتغيير الكثير من الأسماء التوراتية بتغييرات طفيفة في معظمها، فجعل من قايين قابيل، ومن أليشع أليسع، ومن يونان يونس، ومن يوحنا يحي، وبالتالي فهو في الغالب قد جعل أيضاً من عمرام عمران. وربما يمكن تفسير هذه التغييرات التي قام بها القرآن بما يلي:

 

ـ لم تكن التوراة مترجمة إلى اللغة العربية في أيام محمد، وبالتالي سواءً تلقى محمد معلوماته عن تلك الشخصيات التوراتية سماعاً عن الآخرين (على افتراض صحة فرضية أمية محمد44)، أو قراءةً من نصوصٍ التوراة باللغات التي توفرت فيها آنذاك ومنها اليونانية والعبرية والفارسية والرومية والقبطية والحبشية، فإن محمداً يكون بذلك قد إطلع على أسماء تلك الشخصيات كما تُنطق في تلك اللغات الأخرى وليس كما تُنطق في العربية. وهذا يفسر لنا مثلاً كيف تحول إسم "يسوع" إلى "عيسى" في القرآن، والذي قد يكون بحسب اللفظ اليوناني Isous لذلك الإسم45. وقد يتساءل البعض عن الكيفية التي تسنى فيها لمحمد أن يفهم تلك اللغات الغريبة سواء بالسمع أو بالقراءة، فنجيب بالقول أن محمداً عمِد إلى أن يتعلم المقربون من صحابته تلك اللغات ليتسنى له الإطلاع على محتوى كتب التوراة والإنجيل (وهذا يفسر لنا أيضاً كيف تمكن لاحقاً من إرسال كتبه ورسله إلى ملوك الممالك المختلفة ليدعوهم فيها إلى الإسلام)، وقد ذكرت لنا كتب التراث الإسلامي بعضاً من هؤلاء الصحابة الذين تعلموا تلك اللغات ومنهم زيد بن ثابت الذي طلب منه محمد أن يتعلم السريانية46.

 

ـ وربما تم تغيير أسماء بعض الشخصيات التوراتية رغبةً عند محمد في تعريب الأسماء اليهودية العبرانية الأعجمية على العرب بجعلها ذات جرس لغويٍ عربي (مثلاً قابيل من قَبَلَ، ويونس من وَنَسَ، وعمران من عَمَرَ)، مع إقحام أسماء أخرى إلى قائمة الأنبياء من خارج التوراة وجميعها عربية اللحن مثل صالح وشعيب وهود، وأيضاً إبراز شخصية إسماعيل وإسباغ النبوة عليه47 وجعله أباً لجميع الأنبياء العرب، وذلك كله في سياق جعل الإسم العربي "محمد" أكثر انسجاما وتجانساً وقبولاً مع أسماء أنبياء التوراة العبرانية الغريبة.

 

خامساً: إن إستعمال عبارة "يا أخت فلان .." أو "يا أخ فلان .." لربط شخصيات تفصل بينها مئات السنين بأخوة "مجازية" لمجرد وجوه تشابه بين تلك الشخصيات كالعبادة مثلاً غير وارد على الإطلاق في التوراة والإنجيل، وبالتالي لا يجوز "الافتراء" على قوم مريم والدة المسيح وتحميلهم "وزر" وصفها بـ"أخت هارون". وهو أمرٌ أيضاً غير متكرر في القرآن ليشكل بذلك قرينة يمكن الاستدلال بها على معنى "يا أخت هارون..."، بل على العكس تماماً، فجميع النصوص القرآنية التي تورد مفهوم "الأخوة" المجازية هي بخصوص أشخاص معاصرين لبعضهم البعض48.

 

كما أن محاولات علماء الإسلام تفسير الآية الواردة في (سورة مريم 28) بأن عبارة "أخت هارون" تعني أخته في العبادة يتضارب مع سياق الآية، والذي يذكر الأب والأم والأخ بالجسد وليس كمجرد استعارة لغوية أو تعبير مجازي.

 

وليس صحيحاً أيضاً أن هارون أخو موسى كان مثالاً يقتدى به التقوى والعبادة. فعلى الرغم من أن الله أقامه مساعداً وسنداً لموسى أخيه في مواجهة فرعون ومن ثم إخراج شعب إسرائيل من أرض مصر وقيادتهم في البرية، وأيضاً جعله فيما بعد رئيساً للكهنة وأباً لنسل من الكهنة، إلا أن التوراة تسجل له عدد من الأخطاء والتعديات ومنها ما يعتبر من الكبائر في الأعراف الدينية اليهودية وكذلك الإسلامية. إحدى هذه التعديات تتمثل بالتقوّل هو وأخته مريم بكلامٍ باطل على أخيهما موسى النبي والتمرد عليه بسبب أنه قد تزوج من إمرأةٍ كوشية أي حبشية إثيوبية49، وأخرى تتمثل بعدم طاعة أوامر الله في قادش50، لكن أفظعها كان حينما صنع عجلاً ذهبياً ليعبده الشعب حينما تأخر موسى على جبل سيناء وهو يتلقى الوصايا من ربه51، وكاد الرب أن يبيد هارون بسبب هذه المعصية لولا توسلات وتشفعات موسى من أجله، وهو ما نقرأ عنه في سفر التثنية بقوله: "عَلى هَارُونَ غَضِبَ الرَّبُّ جِدّاً لِيُبِيدَهُ. فَصَليْتُ (أنا موسى) أَيْضاً مِنْ أَجْلِ هَارُونَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ"52. لا، لم يكن هارون مضرب المثل في التقوى والطاعة والعبادة، بل سجل آخرون سيراً عطرة وأكثر كمالاً من سيرة هارون مثل يوسف53 ودانيال54 والنبي إيليا55 وآخرون كان يَجدُر أن تُنسب مريم أم المسيح إليهم.

 

سادساً: لا يمكن أن يكون "هارون" المذكور في القرآن هو مجرد أخ لمريم والدة المسيح إسمه هارون، ولا أيضاً رجلاً صالحاً أو طالحاً عاش في زمانها، وإلا لوجب على القرآن تجنباً للالتباس وتماشياًً مع إعجاز القرآن وكماله المزعوم أن يميز"هارون" هذا عن هارون المذكور في ذات سورة مريم أخاً لموسى ونبياً بقوله: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا، وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا، وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا"56.

 

سابعاً:  ما أورده القرطبي في محاولته لتفسير الآية 28 من سورة مريم ينطوي على مغالطة كبيرة. فليس صحيحاً أن الإسم "هارون" كان كثيراً في بني إسرائيل، ولا يسجل لنا العهد القديم ولا العهد الجديد أحداً آخر حمل هذا الإسم سوى هارون ذاته أخا موسى النبي، وبالتالي الحديث عن أربعين ألف "هاروناً" يمشون في جنازةٍ فيه الكثير من المبالغة والشطط.

 

ثامناً:  ليس صحيحاً أن مريم أم المسيح كانت من نسل هارون ومن سبط لاوي.  صحيح أن مريم كانت نسيبة أليصابات57 والتي كانت من بنات هارون وسبط لاوي58، إلا أن قرابة النسب تلك لا تعني بأي حالٍ من الأحوال أنهما كانتا من نفس السبط. لقد كانت أليصابات بالفعل من سبط لاوي وتزوجت من الكاهن زكريا الذي كان من الفرقة الكهنوتية الثامنة المسماة "فرقة أبيّا" من بني هارون من سبط لاوي أيضاً59 (في الغالب التزاما منها بوصية موسى الخاصة بالنساء اللاتي ورثن أراضٍ عن آبائهن ووجوب زواجهن فقط من رجالٍ من نفس السبط حتى لا يختلط الميراث من الأرض بين الأسباط60). أما بالنسبة لمريم أم المسيح، فقد كانت من نسل داود ومن سبط يهوذا61 وكانت مرتبطة بيوسف الذي كان أيضاً من نسل داود ومن سبط يهوذا62.

 

تاسعاً: حتى لو إفترضنا جدلاً أن مريم والدة المسيح كانت من نسل هارون، فالأصح أن تُدعى إبنة هارون وليس أخت هارون، وذلك على سياق تسمية القرآن لليهود بـ"بني إسرائيل" كونهم من نسل إسرائيل أي يعقوب63، وعلى سياق تسمية الإنجيل للمسيح بـ"إبن داود" و"إبن إبراهيم" كونه من نسلِهِما64، وعلى سياق تسمية التوراة للكهنة بـ"بني هارون" كونهم من سلالة هارون65. بل نضيف بالقول أن التراث الإسلامي قد سجّل لنا عن صفية بنت حيي (اليهودية التي قُتل زوجها وسُبيت في يوم خيبر، ثم تزوجها محمد) تفاخرها على زوجات محمد الأخريات بنسبها اليهودي بقولها "أبي هارون وعمّي موسى"66، ولم يسجل لنا ذات التراث تسميتها بـ"أخت هارون" من قِبَلِ أيٍّ كان.

 

عاشراً وأخيراً: من الدلائل التي يسوقها البعض لنفي ثبوت وقوع القرآن في خطأ تاريخي من جهة مريم أم المسيح هو سكوت اليهود والمسيحيين في ذلك الوقت عن ذلك الخطأ المزعوم وعدم أخذه شنعة على القرآن. على أن الدلائل المتوفرة من كتب التراث الإسلامي كافية لترينا أن المسيحيين واليهود في ذلك الوقت قد لفت انتباههم ذلك الخطأ واعترضوا عليه.  فبالإضافة إلى الحادثة المذكورة أعلاه بخصوص مسيحيي نجران والمغيرة بن شعبة، تنقل لنا تلك الكتب أيضاً "أن كعب الأحبار اليهودي قال بحضرة عائشة إن مريم ليست بأخت هارون أخى موسى، فقالت عائشة كذبت، فقال لها يا أم المؤمنين إن كان رسول الله قاله فهو أصدق إلا أننى وجدت بينهما 600 سنة67، قال فسَكَتَتْ!!"68.

**********

خلاصة القول، أن القرآن قد ربط ربطاً مبهماً ومربكاً ما بين مريم والدة المسيح وبين شخصيات توراتية قديمة مثل عمران (عمرام؟) وهارون، وقد سهل غياب النسق التاريخي للقرآن السقوط في مثل هذا الإلتباس الذي اختصر بجرة قلمٍ ألفية ونصف من السنين

 

هذا الإشكال، والذي يبدو أنه وضع المسلمين قديماً وحديثاً في وضعٍ شائكٍ وحرج، قد دفعهم للخروج بعدد كبير من التفسيرات والفرضيات المتضاربة والممتدة من النقيض إلى النقيض: من هارونٍ نبي كريم إلى هارون فاسق، ومن هارون معاصر لمريم إلى هارونٍ أخٍ لموسى، ومن هارونٍ علمٍ تمشي في جنازته الألوف إلى هارونٍ نكرة مجهول الهوية والمعالم.  وكما رأينا في هذه الدراسة، فإن جميع تلك التبريرات والفرضيات لا تصمد أمام امتحان النقد الموضوعي والتحليل الشامل.

 

ولا تدل كثرة تلك الفرضيات وتشعبها إلا على محاولة يائسة لإطلاق أكبر عدد من الأسهم في اتجاهات عشوائية عديدة، عل وعسى يصيب إحداها هدفاً "ورب رميةٍ من غير رامٍ" !! وإن لم تصب أي هدف، فهي على الأقل تُبقي الموضوع مفتوحاً لجميع الاحتمالات، وتعطي المسلم مساحة واسعة للمناورة والمراوغة والتشتيت عند مناقشة الموضوع مع المتسائلين والمشككين من "الكفار"!! وتلك الخاصية "الزئبقية" هي للأسف السمة السائدة عند مناقشة جُل العقائد والتعاليم الإسلامية مع المسلمين. 

*******************

المراجع والحواشي:

1.       القرآن: سورة يوسف 30

2.       القرآن: سورة النمل 23، في الحديث عن ملكة سبأ

3.       القرآن: سورة الأحزاب 37

4.       القرآن: سورة التحريم 10

5.       القرآن: سورة المسد 4، في الحديث عن امرأة أبي لهب

6.       القرآن: سورة المجادلة 1

7.       القرآن: سورة آل عمران 41

8.       القرآن: سورة مريم 28

9.       القرآن: سورة التحريم 12

10.    القرآن: سورة المائدة 75

11.    القرآن: سورة التحريم 12

12.    القرآن: سورة آل عمران 35-36

13.    القرآن: سورة مريم 28

14.    القرآن: سورة آل عمران 37

15.    العهد الجديد: إنجيل لوقا، الإصحاح الأول

16.    سورة مريم، وسورة الأنبياء، وسورة آل عمران

17.    العهد القديم: سفر العدد 59:26

18.    العهد القديم: سفر أخبار الأيام الأول 3:6

19.    أنظر تفسير الطبري للآية 28 من سورة مريم

20.    صحيح مسلم رقم الحديث 3982 (كتاب الآداب ، نهي التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب)، وقد أخرج ذات الحديث عن المغيرة بن شعبة كل من ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل

21.    القرآن: سورة مريم 27-28

22.    أنظر "الوجيز في تفسير القرآن العزيز" في تعليقه على الآية 28 من سورة مريم

23.    أنظر تفسير فتح القدير للآية 28 من سورة مريم

24.    العهد القديم: سفر العدد 59:26

25.    العهد القديم: سفر أخبار الأيام الأول 17:4

26.    العهد الجديد: إنجيل يوحنا 25:19

27.    العهد الجديد: إنجيل يوحنا 18:20

28.    العهد الجديد: إنجيل متّى 56:27

29.    العهد الجديد: إنجيل لوقا 39:10

30.    العهد الجديد: إنجيل لوقا 27:1

31.    القرآن: سورة البقرة 51

32.    القرآن: سورة طه 37

33.    العهد الجديد: إنجيل لوقا 5:1

34.    العهد الجديد: إنجيل لوقا 1:3

35.    القرآن: سورة غافر 36-37، وسورة القصص 38

36.    أحشورس الأول أو أحشويرش الأول (وهو اجزركسيس الأول Xerxes I في التاريخ اليوناني، وبالفارسية دُعي Khshayarsha).

عاش في الفترة (519؟ - 465 ق.م.)، وملك على فارس في الفترة (486 – 465 ق.م.) خلفاً لوالده الملك داريوس.  وقد شملت مملكته 127 كورة
(Province)، وامتد ملكه من الهند شرقاً (التي أخضعها والده الملك داريوس) إلى كوش أي الحبشة/أثيوبيا (التي أخضعها وضمها إلى مملكة الفارس الملك قمبيز الثاني Cambyses II).  وكانت شوشن (ٍSusa باليونانية وShushan بالعبرية وShushin بالفارسية) إحدى مقار حكم الملك أحشويرش، وكانت العاصمة القديمة لمنطقة عيلام.

غزا الملك أحشويرش بلاد اليونان (عام 480 ق.م.) لكنه في النهاية هُزم براً وبحراً، ومات اغتيالا.  ذكره المؤرخ اليوناني الشهير
Herodotus في كتابه The Histories وذكر حروبه مع اليونان.

المصادر:

- العهد القديم: سفر أستير
- قاموس المورد لمنير البعلبكي، دار العلم للملايين – بيروت، 1982.

- The Oxford Dictionary, 3rd Edition, Oxford University Press. 1988.

- Bruce, F. F., et al. The International Bible Commentary, Marshall Pickering/Zondervan. 1986.

- Guthrie, D. et al.  New Bible Commentray, 3rd Edition, WM. B. Eerdmans Publishing Co. 1970.

37.    القرآن: سورة طه 83 – 97

38.    العهد القديم: سفر الملوك الأول 23:16-24

39.    ملاحظة: كما هو الحال في جميع الديانات، تُشكل الأماكن المقدسة الجاذبة للحجاج للقائمين على تلك الأماكن مصدراً للزعامة الروحية، والنفوذ السياسي، والمنافع الاقتصادية

40.    أنظر العهد القديم: سفر الملوك الأول 25:12-33 وسفر الملوك الثاني 29:10 و16:17

41.    العهد القديم: سفر هوشع 5:10-6

42.    صحيح مسلم، باب "الإيمان"، حديث رقم 240 تحت عنوان "الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات" (وأنظر أيضاً مسند أحمد حديث رقم 3790 وحديث رقم 13265، وسنن إبن ماجة حديث رقم 4056)

43.    صحيح البخاري، باب "أحاديث الأنبياء"، حديث رقم 3179 تحت عنوان "قوله تعالى إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك" (وأنظر أيضاً سنن الترمذي حديث 3812، وصحيح مسلم حديث 4459، ومسند أحمد حديث رقم 11942)

44.    للإطلاع على بحث مستفيض في هذا الموضوع، أنظر كتاب: "هل كان محمد (ص) أمياً؟ - الحقيقة الضائعة بين أغلاط المسلمين ومغالطات المستشرقين"  للدكتور لخضر شايب. الطبعة الأولى (2003)، دار قتيبة للطباعة والنشر، دمشق – سوريا

45.    ولا نستبعد أيضاً التشويه المتعمد للاسم "يسوع"، والمستمد من الإسم العبري "يشوع"، والذي يعني "مخلص".  فالإسلام قد قام في الأساس على الطعن في قضية الصليب وعمل المسيح الخلاصي والكفاري

46.    أنظر كتاب: نظام الحكم في الشريعة والتاريخ 1/50

47.    أنظر القرآن: سورة البقرة 136، وسورة مريم 54. وهنا نتساءل: لمن كان إسماعيل نبيا؟ ولمن كانت رسالته؟ القرآن لا يعطينا أية توضيحات أو تفاصيل كعادته، مع العلم أن العهد القديم لا يذكر لنا بأن إسماعيل نبي بل على العكس من ذلك يقول سفر التكوين بأنه :"يَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ" (العهد القديم: سفر التكوين 12:16)

48.    أنظر على سبيل المثال (الشعراء 106، 124، 142، 161، البقرة 220، آل عمران 156، 168)

49.    العهد القديم: سفر العدد، الإصحاح 12

50.    العهد القديم: سفر العدد 1:20-12

51.    العهد القديم: سفر الخروج، الإصحاح 32

52.    العهد القديم: سفر التثنية 20:9

53.    أنظر سيرة حياة يوسف في العهد القديم: سفر التكوين، الإصحاحات 37 – 50

54.    أنطر سيرة حياة دانيال في العهد القديم: سفر دانيال

55.    أنظر سيرة حياة النبي إيليا في العهد القديم: سفر الملوك الأول وسفر الملوك الثاني

56.    القرآن: سورة مريم 51-53

57.    العهد الجديد: إنجيل لوقا 36:1

58.    العهد الجديد: إنجيل لوقا 5:1

59.    العهد القديم: سفر أخبار الأيام الأول 1:24-10، والعهد الجديد: إنجيل لوقا 5:1

60.    العهد القديم: سفر العدد 7:36-9

61.    أنظر سلسلة نسب مريم في العهد الجديد: إنجيل لوقا 23:3-38

62.    أنظر إنجيل لوقا 27:1، وسلسلة نسب المسيح في إنجيل متّى 1:1-16، وحادثة الاكتتاب الروماني الأول في عهد أوغسطس قيصر في إنجيل لوقا 1:2-6

63.    القرآن: سورة البقرة 122

64.    العهد الجديد: إنجيل متّى 1:1

65.    العهد القديم: سفر اللاويين5:1

66.    سنن الترمذي، باب "المناقب عن رسول الله"، حديث رقم 3827 تحت عنوان "فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم"

67.    ملاحظة: نرجّح أن يكون كعب الأحبار قد تحدث عن 1600 سنة بين الشخصيتين وليس 600، وقد سقطت الألف سهواً خلال عمليات النقل والتدوين

68.    أنظر تفسير القرطبي لسورة مريم 28

------------------

نضال إبراهيم ـ الأردن

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط