سيمون جرجي / Feb 09, 2006

نشرت صحيفة النهار اللبنانية المقالة التالية لكاتبها "الأب" ميشال سبع:

=====  

تحية الاجلال والوفاء لدار الافتاء

بقلم الأب ميشال سبع

احداث الاحد الاسود في بيروت انبتت في ساحات الاشرفية عشرات الزهور البيضاء مكللة بمصحف الكرامة الانسانية، فمرأى المشايخ الشباب وهم يقفون بعمائمهم امام الغوغائيين ليمنعوهم من الحاق الاذى بأهل الاشرفية وممتلكاتهم كان صرخة مدوية لكل الناس كي يعوا ان الاسلام يتجلى بوقفة عز كهذه، وان الاسلام المحمول في صدور هؤلاء المشايخ هو الاسلام الحق، المدافع عن الحق، الشاهد للحق، وعلى المسيحيين في لبنان والعالم ان يعتزوا بهم ويفتخروا بأنهم يتعايشون مع هؤلاء الشاهدين المؤمنين بكرامة الانسان والوطن.

واذا كانت دار الافتاء لا تحتاج الى شهادة تثبت مرجعيتها في تخريج اشاوس كهؤلاء الا أن وقت الشدة يزيد القناعة او يزعزعها، وها هي ساعة الشدة قد حصلت، وها هي زيادة القناعة قد ثبتت وترسخت.

وقد برهن هؤلاء الرجال ان تعاليمهم للدين ليست نظريات وان التعايش ليس كذبة يتندر بها اصحاب المجالس، بل ان ممارستهم هي تطبيق لرسالة الاسلام الحقيقي، وقد اتت هذه الوقفة في زمن شوه ادعياء الاسلام صورة الاسلام وتضامنوا وتقاطعوا مع الحاد الغرب في ضرب صورة التسامح والتعايش والاخاء.

لقد عمل الغوغائيون بايحاءات خارجية من اجل تشويه صورة الاسلام امام العالم والمسيحيين في لبنان والشرق، وقد جبههم الملتزمون بحقيقة تعاليم الاسلام وانتصروا.

لم يكن من الممكن ان يقف اي رجل دين مسيحي للدفاع عن اهله ووطنه اكثر مما وقفه هؤلاء المشايخ الرجال، ولقد وجد بعض سكان الاشرفية على الأقل ان هؤلاء هم رجالهم وقد اخذوا الدور عنهم ليقولوا لهم انتم اهلنا، انتم احباؤنا، انتم ابناء وطننا، ونحن ندافع عنكم بايادينا واكتافنا وصدورنا.

يوم الاحد الاسود في بيروت – الاشرفية كان يوماً اسود ابان بقوة البقعة البيضاء الناصعة من خلال دار الافتاء وخريجي دار الافتاء لتقول: نعم لبنان رسالة، لبنان سيبقى تعايشاً ولن يقو عليه حساده وخاطفوه.

بورك بكم اشاوس الدار، انتم عنوان فخرنا.

(إلى هنا ينتهي المقال المنشور في الصحيفة)

==================== 

تعليق

طالعنا في الآونة الأخيرة، وبعد الرسومات الكاريكاتوريّة عن (النبيّ) محمّد في عدد لا بأس به من الصحف الغربيّة والعربيّة، تصريحات وبيانات لبعض رجال الدين المسيحيّين، والدين هنا أيضاً منهم براء، يستنكرون ويُندّدون الإساءة إلى الإسلام ونبيّه المزعوم، بحجّة مشاركة إخوانهم المسلمين آلامهم في الوقت الذي يكون فيه هؤلاء سبب آلام المسيحيّين الدائم والوحيد. في صحيفة "النهار" ليوم الخميس 9 شباط 2006 نرى النّفاق يبلغ حدّه الأعظم عند الأب ميشال السّبع ويا ليته نزع عنه صفته الكهنوتيّة قبل أن يمسك القلم ليكتب وقبل أن يكون مُبشّراً بالعمامة، وكم ننصحه أن يخلع قلنسوة الرياء والنفاق ليلبس عمامة السّلام والحق التي شهد لها قبل قليل.

يُبشّر (الأب) السّبع بالإسلام الحقّ الذي رآه كما يقول محمولاً في صدور رجال الدين الشباب الذين حرضوا على الفعل وقاموا بمنعه في الوقت نفسه، حرضوا في الخفاء ومنعوا في العلن وأمام الإعلام. فليفخر بهم هو وحده ولن أطالهم بكلمتي الموجّهة فقط اليوم إلى هذا الذي يدّعي كهنوت المسيح وإلهه هذا منه براء اليوم وفي يوم الدين. ألا يعلم هذا الدكتور ميشال بما يكتبه وبما كتبه، ألا يعلم أنه بهذا يُنكر المسيح وأبا المسيح. لا بل يُعطي الفرصة أمام السذّج من المسيحيّين ليستشهدوا بكلمات أبيهم أينما حلوا وارتحلوا. بئس الكهنوت تحمل!

يوقّر السّبع دار الإفتاء بتخريج الأشاوس لا بل يزداد قناعة يوماً بعد يوم بما يُقال عنهم، وهنيئاً مريئاً له وحده قناعته، ليت شعري، عن أيّ قناعة يتحدّث هذا الأبله وغيره الكثيرون من صحبه في حماية الدين، ألا يعلم أنه سيُصبح أمثولة كغيره في الكتابة عن الإسلام، وليُحدثنا هذا السّبع الذّمّي عن الحقوق والكرامة التي منحها له الإسلام في ديار المشرق وهو ابن الكنيسة الملكيّة يعلم جيّداً بأن الشرق كان على درجة من الحضارة والتمدّن لم تبلغها روما نفسها في عزّ نهضتها، كان شرقنا (ولا يزال شرقنا) أمثولة في بناء الحضارة وفي كافة الصّعد لكن الإسلام أدخله في سباتٍ ما بعده سبات طال حتى اليوم وبلغ أكثر من 1400 عام وهي الفرق الحضاري اليوم بينه وبين الغرب. يُكلّمنا ميشال السبع أعلاه عن غوغائيّين شوّهوا "صورة الإسلام أمام العالم والمسيحيّين في لبنان والشرق" وهل يُمكن تشويه صورته أكثر مما هي مُشوّهة.

لم يُنافق هو وحده، بل سبقه كثيرون ومنهم ذوي رئاسة وسلطان كبطريرك الكلدان عمانوئيل الثالث دلّي الذي كان السبّاق في هذا المجال وبدل أن يدين تفجير كنائسه وقتل شعبه وتهجيره من العراق وبعثرته على خريطة هذا العالم، سارع إلى إدانة الإساءة إلى (الرسول). وفعلها المجلس الأعلى لكنيسة الروم الملكيّة، وأيضاً وأيضاً بطريرك الأشوريين مار دنخا المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية والأنكى من كل هؤلاء إدانة الفاتيكان للإساءة إلى الأديان وواجب احترامها ولو كانت أخفّ وطأة وأرحم من كل إدانة وبيان.

قبل أن أختم رسالتي إلى هذا السّبع عليّ أن أقول أيضاً بأن البركة التي سكبها على أولئك الأشاوس ما هي إلا لعنة صبّها على نفسه بالذات وعنوان الفخر الذي نعتهم به ما هو إلا ذمّيّة جديدة منحها لنفسه باستحقاقٍ أو بغير استحقاق.

سيمون جرجي

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط