عبد العزيز محمد / Dec 27, 2014

توفّي والد زوجتي السابقة بمرض السرطان.

كان متعصباً للدين رغم عدم تدينه ولا التزامه بشيء الا بالصلاة، وكان شديد العداء للتنصير المسيحي وله مقاطع فيديو على يوتيوب للتحذير من التبشير المسيحي وانتقاد ديانتهم.

لم أكن أودّ الحديث حول هذا الموضوع، وهذه هي المرّة الأولى التي أتحدث فيها عنه منذناأنا أن عرفت الانترنت سنة 2004 إذ لم أكن أرى أنه من اللائق الحديث عن أمرٍ خاص جداً. لكن لم يعد هناك شيء مهم، ووفاته أثارت فيني الرغبة بالكتابة عنه لأصف بعض حقارة هذا الدين الذي يجعل الناس عدائيين حتى لبعضهم الآخر!

هذا الشخص الراحل والذي كنت أدعوه "عمي" كان السبب الرئيس للطلاق بيني وبين ابنته، زوجتي السابقة. كان يسألها دائماً عمّا إذا كنت أصلّي أم لا! وكانت تجيب بعفوية أنني لا أصلّي منذ فترة طويلة (تقصد منذ بداية التغيير الفكري وكنت حديث العهد بالزواج منها)، فكان يتصل بي وينصحني أن أصلّي ويلمّح لي بأنَّ تركَ الصلاة كفر وأنّه لا يصحّ أن تكون مسلمة بعصمة كافر مرتد، وهو أمرٌ لا يرضاه لابنته كما لا يرضاه الله ورسوله.

مرت فترة تزيد عن السنة وهو على هذا الحال، يتكلم معي عن هذا الموضوع في كل فرصةٍ ومناسبة، وكنت أنا كل يوم أزداد قناعة راسخة بعدم صلاحية الإسلام من خلال قراءاتي ومقارناتي حيث كنت منهمكاً في تفسير القرآن بمكتبتي المتواضعة.

وذات يومٍ اتصل بي يقول بلهجة حادة، "غداً تطلق ابنتي إن كنت تصر على عدم الصلاة"، وكان رفضي بالطبع قاطعاً، وعندما أعاد تكرار الطلب أغلقت الهاتف، وما أن أصبحتُ وذهبت في طريقي إلى عملي حتى اتصل بي ابنه المطوع يقول لي: "انا عارف انك علماني رويبضه زنديق وهذي اعراضها، اما ان تكافحها او تصاب بعلتها... إن اصريت عليها ستطلق اختي بالطيب او بالغصب.. لكن طلق بصمت افضل من ان نجرك للمحكمة فيشهد عليك جميعهم اولهم اختي زوجتك.. بأنك لا تصلي وأنّك تحاول التأثير على اختنا كي تترك صلاتها وحجابها في السفر للخارج يا ديوث.. وسيطلقها الشيخ غصباً عنك!"

حدث تلاسن بسيط وكان يحاول بكل خبث أن يجرني إلى نقاش عن الدين وسمعت صوت تسجيل المكالمة الذي كان بصدره جهاز النوكيا ولم أعطه المجال لجرّي بالنقاش!. تعددت اتصالاته حتى أخذوا زوجتي واجبروها على ترك المنزل قبل الطلاق بأشهر. كان آخر اتصال تلقيته يحمل تهديداً صارماً بتقديم شكوى بالمحكمة ضدي. وللحقيقة، شعرت آنذاك بالخوف من متاهات المحاكم والسياط الإسلامية والإضطهاد، فالإضطهاد للآخر إيمانٌ اسلامي قويم يشهد له تاريخ المحمديين انه عملٌ يتقربون به لربهم!.. حينها تذكّرت قصصاً عن الرعب الاسلامي لقتل المرتدين الذي قرأته في كتبهم العفنه ومشاهد الإغتيالات التي كان يأمر بها محمد وأصحابه... فأخبرته أنني سأطلقها. وفي اليوم التالي طلقتها وسجلنا واقعة الطلاق رسميا في المحكمة.

كل هذه الأحداث وزوجتي لا رأي لها ولا كلمة وليس بيدها حيلة بسبب تغييبها عن القضية حيث أنه لا يُعتَرف بدورها ولا برأيها الاّ شهادتها فقط!

لقد عانيت نفسيا وتم اضطهادي من قبلهم وحالي كالعاجز الذي ليس بوسعه شيء الا أن يصبر على مصابه.

حُرمت من زوجتي وحُرمت من طفلتي التي لا أراها الآن إلا بمشقه وإن طالبت بها ستكون تهمة الردة جاهزة وبالتالي الشرع المزعوم والقانون ضدي.

أخيراً، وأقولها دون شماته: هذا الراحل كان يدعو أن أموت بالسرطان كي أعرف أنّ الله حق فمات هو بالسرطان الذي هاجمه قبل أقلّ من سنة..

==================

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط