هشام محمد / Sep 29, 2005

-1-
بشارة:
ألهذا وصل بكم بغضكم للإسلام بأي وجه تنشرون مقالا كهذا و لكن سأزف إليكم بشارة: و الله لم و لن تفلحوا فهذا الدين تكفل الله بحفظه رغم أنف الجميع.

صلاح الدين المصري:
خلاصة الكلام الهاذي الذي كتبه الكاتب هو دعوة المرأة العربية المسلمة الى التمرد على ربها ونبيها وقرآنها واخلاقها وتاريخها وتراثها وكل شيء عظيم وغال ونفيس مما تفخر به كل امرأة مسلمة، ان الكاتب يحرض على الخراب والدمار وجاء بنساء شاردات تافهات ليجعلهن قدوة لنساء المسلمين، ليجعل فرنسية نصرانية تافهة ملحدة ماتت ميتة الكلاب قدوة لهن، اقول للكاتب انت تحاول عبثا. وتحريضك عواء في الخلاء.

عبدالله عقروق. فلوريدا:
لا بارك الله فيكم، ولا بارك بخطوتكم الأستسلاميه والأنهزامية. انتم مثقفون بمفهوم الغرب الأستعماري. لو كنتم حقا متقفين، واصحاب قرارات حكيمة، وكانت دراساتكم محايدة، لتبين لكم بأن الذي بغذي معظم الحركات الأسلاميه هي أمريكا نفسها. وهي التي تحرض جماعاتها الأسلامية على أثارت الفتن. سؤال واحد أوجهه لهؤلاء الليبراليين والمثقفين، اعطونا موجز عن وجود شخصية الزرقاوي، عن حياته وماضيه. هل هو فعلا موجود؟ أم أن امريكا استبدلته بدلا من الشيوعية عدوأ مزيفا لتحتل العراق وبترول العراق.

عبدالرحمن بن عبدالله:
الحقيقة ان الامة تشعر بالخزي والعار وترى في ما يفعله هؤلاء الشراذم تسفل وانحطاط ولايمكنها ان تجيزه وانما هي توجهات لاناس باعوا ضمائرهم في سبيل رضا اسيادهم عنهم كارهون لاسلام وأهله، اننا نبريء الى الله من هذه الافعال، ان الامة تلعنهم سرا وجهرا ولا تقرهم على مايفعلون ومصيرهم الى مزبلة التاريخ مع ابي رغال وابن العلقمي وكل خائن عميل.

الازهرى:
نعم كانوا يعرفون من مركز الاعاصير بكاترينا!! لكن الله صمس على قلوبهم واسماعهم وتلك مشيئه الله فهل هم يعقلون!! انتشر الفساد فى الارض والبحر والجو!! وان يطش ربك لشديد!!!
فتوجد عندهم كنائس المثليين!! وفضائح لواط الرهبان!! بل يغيرون الكتب المقدسه حسب هوى الشعب!!

ابو بيان:
بأس الكاتب أنت أحببت أن أبين وجهة نظري في ما تطرح من أفكار شاذة.. قديما قالت العرب أجهل من علماني!!!

جابر:
اتفق العلماء على أن معتنق العلمانية كافر، لأنها نحلة تجيز لأهلها اعتقاد الكفر والإلحاد، ويستحلون فيها موالاة الكفرة الملحدين، والسماح لهم بنشر كفرهم على أنها تعددية في الآراء، وهو أمر محمود عندهم، فكلما تعددت الآراء والعقائد الكفرية فهو أدل على نضج الإنسانية في زعمهم، قاتلهم الله. كما أنهم يعتقدون أن رد أحكام الله تعالى بالديمقراطية أمر حسن، وهي نحلة تنصب الإنسان ربا حاكما يحق له نقض أحكام الله تعالى وإقامة غيرها بدلها، وتجعل من هوى الانسان إلها، ومن عقله سيدا مطاعا طاعة مطلقة تقدم على طاعة الله تعالى. وكل من اعتقد مثل هذه العقائد الكفرية التي لاتخفى مناقضتها للإسلام يحكم بكفره ـ حتى لو كان ينطق بالشهادتين ولاينفعه نطقه بهما ـ وإنما يتوقف فيمن وقع في مكفر مما يخفى على مثله حتى تقام عليه الحجة ويعلم انتفاء موانع التكفير عنه.

-2-
هذه نخبة منتقاة من ردود وتعقيبات قراء صفحة "جريدة إيلاف الإلكترونية" على المقالات المنشورة فيها دون أي مساس أو تغيير مني. بالتأكيد، شيء رائع أن يتيح القائمون على هذا الموقع المتميز برئاسة الأستاذ "عثمان العمير" المساحة للقراء للتعبير عن وجهات نظرهم بكل حرية دون تدخل أو حجر حتى ولو اتسمت الردود والتعقيبات بالتطرف والتعصب ضد الموقع عامة أو صاحب المقالة خاصة، وهو ما ينسجم مع خط الجريدة وتوجهاتها الليبرالية التي ترفع من سقف الحرية وتعلي من قيمة الحوار. لم
أعتَدْ كثيراً على قراءة أصداء المقالات ولكن لفت انتباهي في الآونة الأخيرة علو نغمة التطرف والتي تصل إلى حد التكفير والتخوين لعدد من كتّاب إيلاف لدرجة تشعر معها أن القارئ في أحيان كأنه يحمل ثاراً ويريد تصفيته مع كاتب المقالة. طبعاً هذا لا يعني انتفاء أي أصوات أخرى تحمل من الاتزان والعقلانية الكثير، وتتعامل مع المقالة بوعي ونضج دون التورط باستخدام لغة بذيئة وعبارات مسفّهة لا تنال من صاحب المقالة بقدر ما تعري كاتب التعليق وتكشف هشاشة ثقافته وضيق صدره. ومن خلال قراءة واقع ردود القراء وتعقيباتهم لفترة قصيرة من الزمن، خلصت إلى بعض الاستنتاجات التي أرى أنها لا تنحصر عند حدود تلك الردود بل أنها تنسحب إلى مواطن الحياة الفكرية والثقافية في عالمنا العربي.

1 ـ ليست هناك قراءة جدية وحيادية لمحتوى المقال وطروحات الكاتب. تشعر أن جل الردود قد كتبت حتى قبل قراءة المقالة مما يعبر عن وجود موقف مسبق من الكاتب. وعلى ما يبدو فإن مشكلة فقدان الاستقلالية والحيادية ليس حكراً على الكتّاب بل حتى على القراء، وهو ما يؤدي في النهاية إلى هدر مجهودات الكاتب وتضييع الاستفادة مما انطوى عليه الموضوع من أفكار قد تكون إيجابية. قبل أكثر من عام نشرت جريدة "الشرق الأوسط" الواسعة الانتشار خبراً صغيراً مفاده أن شخصاً نقل مقالة لليبرالي السعودي "تركي الحمد" سبق نشرها في نفس الجريدة إلى أحد المنتديات الأصولية، وذلك بعد أن استبدل اسم تركي الحمد باسم "عايض القرني" أحد أشهر نجوم الصحوة من المشايخ السعوديين. ما هي إلا دقائق حتى انثالت التعليقات التبجيلية التي تثني على الشيخ وعلى عظمة ما جاء في المقال. وبعد سويعات من التهليل والمديح، كتب نفس الشخص تعقيباً صغيراً ملخصه أن المقالة ليست لعايض القرني بل لتركي الحمد، الأمر الذي تسبب في حالة صمت طويلة سيطرت على رواد المنتدى. كما أشارت الجريدة في نفس الموضع إلى أن أحد الأشخاص في مدينة نجران السعودية قام بنزع غلاف كتاب تركي الحمد الموسوم ب "أنتم اعلم بأمور دنياكم" وأعطاه لثلاثة من المتدينين لإبداء رأيهم في أفكار الكتاب. وبعد مدة من الزمن، سألهم عن رأيهم مما جاء في الكتاب، فتبارى الثلاثة في مدح الكتاب والإثناء على أفكاره. وبعد أن فرغ الثلاثة من كلامهم، أخرج لهم الكتاب الأصلي. وما أن وقعت أعينهم على اسم تركي حتى تحولت قصائد المدح إلى قصائد هجاء، وتحولت قوة الحجة وبراعة الفكرة ورشاقة الجملة إلى خلط للسم بالعسل وإلى الكيد للإسلام وأهله!!

2 ـ من الواضح أن كثير من القراء يصنفون الكتاب إلى فئتين أو فريقين على غرار ما يحدث في كرة القدم. القارئ يسكب ماء الورد وينثر عبارات المديح والإطراء على أولئك الكتاب الذين يشهونه ويحملون ذات الأفكار ويبثون في كتاباتهم ذات الانفعالات التي لا يقدر هو على التعبير عنها وتوصيلها، أما من يختلفون مع ميولاته وانتماءاته فيقذفهم بالطوب ويبصق على أفكارهم ويتهمهم في مبادئهم وشرفهم. والأمر من ذلك أن كثيراً من تصورات القراء وأرائهم مبنية على ما يتناقل شفهياً أو ما ينقل عن الشيخ الفلاني. غالبية كتاب الفئة الأولى من الإسلاميين وبقية من فلول القوميين والعروبيين. كثير من القراء يفضلون هذا النمط من الكتابات التي تدغدغ عواطفهم أكثر مما تشحذ عقولهم. القارئ هنا من يصنع الكاتب، والكاتب يفصل قماشه موضوعاته حسب خيارات وتفضيلات القارئ، وهي معادلة مقلوبة مثل أي شيء آخر في حياتنا. أما كتاب الفئة الثانية فهم أقلية وجلهم من الليبراليين. كتابات هؤلاء لا يحبها القارئ إذ لا يشم فيها رائحة بارود المقاومة والثأر التي تفوح من كتابات الإسلاميين والقوميين. حديثهم البارد عن الانفتاح وتقبل الآخر يعتبر تخلياً عن الأصالة والخصوصية، وتعريتهم لنظرية المؤامرة وتفنيدها يعتبر عمالة وخيانة، وتسلقهم لأسوار الماضي المقدس الشاهقة وتجرؤهم على رموزه التاريخية يعتبر كفراً وزندقة.

3 ـ العجز عن امتلاك الرؤية الشمولية التي تستوعب كافة عناصر المقالة دون اختزالها في عبارة من هنا أو كلمة من هناك. غياب النظرة البانورامية قد يعزى لاعتبارات تتصل بآلية التفكير والتحليل داخل العقل العربي، أو إلى سيطرة النزعات والأهواء الذاتية، أو كلاهما وهو ما يجعل الكثير من الأحكام والقناعات اقرب ما تكون انطباعية لا يسندها دليل منطقي. أذكر جيداً أن أحد الزملاء غير المتدينين كان يدافع وبحماسة عن الأصوات التي تهاجم وتكفر تركي الحمد لورود عبارة "الله والشيطان وجهان لعملة واحدة" في أحد رواياته وعلى لسان أحد شخصيات العمل الفني. قلت له: "لماذا تفعل كمن يتوقف عند ولا تقربوا الصلاة ولا يكمل الباقي! أنا لم أقرأ الرواية، ولكن من الخطأ أن تجتزئ العبارة من سياق النص؟ الأكيد أنها جاءت على لسان أحد شخصيات الرواية. ثم هل تريد أن تكون كل شخصيات الرواية مسلمين صالحين لا يكذبون ولا يفجرون ولا يخطئون؟ الرواية صورة تستوحي مفرداتها من الواقع، وشخصياتها مثل الأشخاص الذين تلتقيهم كل يوم، فيهم الصالح وفيهم الطالح". انزعاج زميلي من مساواة الله بالشيطان له تفسيران عندي: أولهما أنه يكره تركي الحمد. والحب و الكراهية عندما يخالطان قلب الإنسان يفقد العقل بصيرته. ثانيهما أن الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والخيال باهتة. ومن دلالة ذلك الفتوى الشهيرة التي صدرت قبل أعوام بتحريم مشاهدة المسلسل الرمضاني السعودي "طاش ما طاش" لدواعي كثيرة منها تشجيعه على الاختلاط بين الجنسين، وتحريض المرأة على الخروج من بيتها، والاستهزاء برجال الدين والشباب الملتزم (المتدين). الجهل بالأصول الفنية لا يتوقف على رجال الدين الذين أساساً يعتبرون الفن حرام، ولكنه يشمل الكثير من أفراد المجتمع التي تشعر بالاستياء والتحرج لمجرد قيام بعض شخصيات العمل بتقليد لهجات بعض القبائل والأقاليم معتبرة ذلك تطاول على ثقافتها المحلية.

4 ـ خروج كثير من الردود والتعقيبات عن المتعارف عليه من قواعد اللباقة والأدب. ربما يسهل وجود الإنترنت مثل هذه التجاوزات مادام المتداخل غير مطالب بالكشف عن هويته، لكن المداخلات المتشنجة والانفعالية هي أحد أبرز المعالم التي تكسو ثقافتنا العربية حتى لو كان النقاش يجمع ما بينك وبين اقرب الأصدقاء. ولعل أكثر التهم المتداولة بين المعقبين والمتداخلين هي رمي الكاتب بالكفر والزندقة. وهي تهمة شديدة العراقة ولها جذور تضرب بعمق في تاريخنا المجيد. فباسم الكفر والزندقة ذبح الخلفاء والولاة الكثير من المفكرين والفلاسفة من أمثال الجعد بن درهم وابن المقفع وبشار بن برد والحلاج والسهروردي. ومن التهم التي أصبحت موضة قديمة لا تجدها في قواميس الشتائم والتهم وصف الكاتب بالماسونية. ربما الذين ماتوا هم نالوا نصيبهم من الماسونية مثل "جمال الدين الأفغاني" الذي كان مدرس التاريخ الوهابي أيام مرحلة الثانوية ينعته بها. أما التهم الحديثة والمعاصرة فهي الاتهام بالعمل لصالح السفارات والمخابرات الأجنبية، وعلى رأسها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، لدرجة أن أحد كتّاب إيلاف "أحمد أبو مطر" تساءل بحيرة عن أي من المخابرات الأجنبية الخمس التي اتهم بها من قبل قراء مقالاته بالعمل مع. وقد يبلغ الشطط والاندفاع أحياناً بأحد المعقبين ليتهم الكاتب بأكثر من تهمة، على الأقل اثنتين منهما لا يجتمعان في شخص واحد، كأن يصفه مثلاً بأنه من أبواق الإمبريالية والشيوعية أو اليهودية والماركسية أو النصرانية والإلحاد. ومن الطرائف أن احد الأشخاص البسطاء عندما سمعني أذكر اسم الدكتور الكويتي "أحمد الربعي" قال لي: كيف تثق بكلام هذا.. أنا (سمعت) أنهم (يقولون) عنه إمبريالي "يقصد أن يقول ليبرالي!!!

ـ 3 ـ

جمعني قبل مدة حوار مع اثنين من الأصدقاء. أحدهما قال أن مساحات التعليق في إيلاف يجب أن تغلق لخروج كثير من التعقيبات عن النص من خلال لجوء أصحابها إلى التجريح الشخصي. أما الآخر فقال أنها يجب أن تبقى حتى يرى الآخرون مدى سذاجة وقبح أصحاب الفكر المتزمت ومدى إفلاسهم من امتلاك أي رؤية إنسانية. شخصياً، أرى أنها يجب أن تبقى ليس بهدف تعرية مثل تلك الأفكار وأصحابها بل لتعليم الناس معني الحرية ومعنى أن يكون لك صوتاً مسموعاً تستطيع أن توصله للغير. ثم أنه ليس من المعقول ولا من المنتظر لمجتمعات استمرأت العبودية ولم تتذوق طعم الحرية يوماً أن تتحدث باتزان وأن تناقش بعمق. إغلاق منافذ التعبير وقنوات الحوار لن يحل المشكلة بل سيزيد من الاحتقانات ويراكم من الترسبات. مصادرة الردود أو حجبها هو أحد أشكال القمع والتسلط ولا يخلو بدوره من التحيز والمحاباة. لندع زهور الحرية تتفتح، ولندع كل الأصوات تعبر عن نفسها، ففي يوم لن يبقى إلا ما هو جيد وجميل.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط