بسام درويش / Feb 07, 2006

7 فبراير 2006  

أعلن المركز القومي الفرنسي للكتاب أن هناك طفرة هائلة ومفاجئة في مبيعات القرآن "الكريم" في فرنسا بلغت ‏38%‏ في أسبوع واحد، ويعد هذا الرقم في المبيعات غير مسبوق ما يعني أن من بين كل ‏100‏ كتاب بيعت في فرنسا كان هناك ‏38‏ نسخة من القرآن "الكريم"، وبلغت حصيلة المبيعات خلال الأسبوع الماضي نحو ‏60‏ ألف، وقال المتحدث باسم المركز إن أزمة الرسوم المسيئة للرسول في الصحف الأوروبية دفعت أوروبيين كثيرين لاقتناء المصحف وأن هذه الطفرة في المبيعات تعادل ضعف الطفرة التي شهدتها مبيعات القرآن عقب أحداث‏11‏ سبتمبر.

(عن موقع البوابة: 7 فبراير 2006)

================

إنّ أكبر مشكلة يعاني منها العرب المسلمون هي مشكلة النفاق. وأسوأ ما في ممارستهم للنفاق هو في كونهم يمارسونه على أنفسهم وليس على الغير فقط. أما ما هو أسوأُ من الأسوأ، فهو أنهم باعتيادهم على ممارسة النفاق على أنفسهم يصلون إلى مرحلة يصدّقون فيها حتى نفاقهم.

******

بعد أن قام الرعاع المسلمون على مدى أسابيع بأعمالهم التي روعوا فيها فرانسا بحرق عشرات الألوف من السيارات وإلحاق الأضرار بالمباني العامة والخاصة، هل هناك إنسانٌ يملك ذرّة عقلٍ يمكن أن يصدّق بأن إقبال الفرنسيين على اقتناء القرآن يعني أنهم يبحثون عن الإيمان الحقيقي، وأنهم سيدخلون في دين "الله" أفواجاً بعد الاطلاع عليه؟؟!!

طبعاً هناك من يصدّق بذلك. يبدو أن كثيرين من المسلمين يصدّقون ذلك!.. لقد صدّقوا هذا الأمر أيضاً عندما أخذت المنظمات الإسلامية تشيع بعد الحادي عشر من ايلول، أن الأمريكيين أقبلوا على شراء القرآن بشكل لم يحدث من قبلُ في التاريخ، ثم أضافوا إلى ذلك بأن عشرات الألوف من الأمريكيين اعتنقوا الإسلام بعد ذلك اليوم البشع!!!

*******

يوم أمس، طرق باب بيتي جاري الأمريكي "وولتر" وسألني إذا كان لدي نسخة من القرآن بالإنكليزية، فذهبت إلى مكتبتي واعطيته نسخة إضافية كانت لدي. قلت له متساءلاً: إننا نجتمع كل شهرٍ تقريباً على كأس نبيذ ولم يخطر بفكرك أن تطلب مني الكتاب، فماذا جرى اليوم؟

أجاب قائلاً: "بصراحة أنا لا أهتم لأمور الديانات، ولا أقيّم الناس على أساس ما يؤمنون به، لأنه بين كل اتباع الأديان تجد العقلاء والمجانين والصالحين والطالحين.. لكني لم أرَ إلا هذا الدين غالبية أتباعه من المجانين الذين يكادون يحرقون العالم وأنفسهم من أجل رسم كاريكاتوري. لا بل إني أستغرب كون زعمائه السياسيين يشاركون مواطنيهم هذا الجنون.  لذلك، وجدت أخيراً أنه يتوجب عليّ أن أقرا هذا الكتاب علني أتعرّف بشكل أفضل على هذه الأمّة من خلال هذا المحرّك الذي يسيّرها."

*******

صدّقوني يا ناس: القصة حقيقية!.. أعدكم بأن اطلعكم على رأي جاري في القرآن بعد انتهائه من قراءته. لا بل اعدكم بأنني لن أخفي عنكم إذا قرر جاري بعد انتهائه من قراءة القرآن، أن يطيل لحيته، ويلبس دشداشة وينتعل شحاطة، ويشتري سجادة صلاة ليهرع بها إلى أقرب مسجد!!..

***********

يناير 2007

خطر على العالم بعدوانيته وعلى أتباعه بسمّه!

بعد ما يقارب السنة على انتقالي من المدينة التي كنت أسكنها، عدت إليها لبعض شأنٍ، وكان لا بدّ لي وأنا فيها من زيارة جيراني الذين ربطتني بهم علاقة صداقة.  وخلال زيارتي لبيت جاري وولتر، استأذن مني ليغيب ثم ليعود فيضع بين يدي نسخة القرآن التي أعطيته إياها قبل رحيلي قائلاً لي:

أعتذر لعدم رجوعي إليك برأيي به قبل انتقالك، وأنا على أيّ حال لم أنتهِ من قراءته إلا منذ أسابيع. لقد احتجت إلى هذا الوقت الطويل لأنّ قراءتي له لم تكن تصفّحاً بل قراءة مليّة.  لكني أقرّ بأنني بذلتُ جهداً عظيماً لمتابعة قراءته منذ أن انتهيت من فصله الأول الكبير، إذ خطر بفكري آنذاك أن لا أضيع أكثر مما أضعت من وقتي الثمين على كتاب كهذا."

وتابع الجار القديم يقول:

"لكنْ، وكطبيبٍ جراح اعتاد أن لا يترك عملاً بدأ به، صممت على متابعة قراءته حتى النهاية، ولا أخفي عنك بأن فكرة وضعه جانباً كانت تعود دائماً مع كل فصل من فصوله. وحين وصلت إلى نهايته وقرأتُ فصوله الصغيرة الأخيرة، توصلت إلى وصفٍ واحد له يمكنني أن أختصره بكلمة واحدة وهي ’مثير للقرف‘" ـ disgusting

*****  

تأكّدتُ بأن جاري لا يتحدث عن عبث، إذ إنّي حين فتحت القرآن وقلّبت صفحاته، رأيته يزخر بإشارت التمييز الملوّنة الصفراء والخضراء والبرتقالية، إضافة إلى تعليقات كثيرة بخط يده على جوانب الصفحات. 

رجوتُه أن يستفيض فتابع يقول:

"عندما عزمت على قراءته، كنت على ثقة إنه لا بدّ وأن يكون كأغلب الكتب الدينية الأخرى، يحوي من المثل والتعاليم ما يخدم العلاقة بين الناس جميعاً ووعوداً بحياة أفضلَ أخرى غالباً ما تكون مبنية على نوعية تلك العلاقة بين الإنسان والإنسان. كنت أيضاً على ثقة بأنه لا بدّ وأن يتضمن نظرة مختلفة إلى الغيبيات وفكرة الإله، وإلا لما كان هناك من أديان مختلفة. لكني، بعد أن انتهيت من قراءته، لم يتبين لي خطأ ظني فحسب، إنما تبين لي بوضوح أن هذا الكتاب يخالف كل ما أمِلتُ أن أجده في كتابٍ ديني. لقد سمعت الكثير منذ أحداث الحادي عشر من أيلول عن هذا الكتاب، وكنت دائماً أميل إلى الشك في صحة ما يقال معللاً شكي بأنه إذا كان ما يقال عنه هو حقيقة فكيف خفيت تلك الحقيقة التي يزيد عمرها عن أربعة عشر قرناً عن هذا الجيش الكبير من المعلقين في وسائل الإعلام؟!.. لقد اعتقدت آنذاك أنه لا بدّ وأن الإرهابيين يفسرون تعاليمهم بما يتفق مع مصالحهم وأهدافهم، أما اليوم وقد انتهيت منه، لم يعد لدي شك بما قيل وما لا زال يقال، لا بل تبين لي أن الذين يقولون الحقيقة عن هذا الكتاب قلة قليلة، كما وأن هناك كثيرين ممن لا يدركون عِظَمَ خطره. إنه لأمرٌ مُضلِّلٌ جداً للناس أن يُخطئَ المعلقون في انتقاء عباراتهم حين يقولون بأن الإرهابيين لا يمثلون الإسلام وأنهم يستخدمون بعض النصوص لخدمة أهدافهم، بينما الحقيقة هي إنهم هم الذين يمثلون الإسلام أفضل تمثيل وإنّ هذا الكتاب هو الملهم الحقيقي لهم ولإرهابهم."

تابع جاري حديثه بينما كان يقلّب صفحات القرآن بين وقت وآخر ليستشهد ببعض العبارات التي ميّزها بالألوان:

"لقد نشأتُ مسيحياً وآمنت طوال حياتي بالمسيح كمخلصٍ، وبمثالية تعاليمه التي تدعو إلى المحبة والتسامح بين البشر. اطلعت على بعض الديانات الأخرى فوجدتها لا تختلف عن المسيحية من حيث علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان. كلها تشدّد على العلاقة الطيبة بين الإنسان وأخيه كوسيلة للوصول إلى علاقة أفضل مع الخالق أو مع الآلهة وبالتالي لاستحقاقِ ما تعد به التعاليم من حياةٍ أفضل بعد الموت. أما في الإسلام، فقد هالني ما رأيت فيه من تعاليم مخالفة. لم أستطع أن أصدق ما تقرأه عيناي بأن الخالق يَعِدُ اتباعه بحياة أفضل لقاء قتالهم من أجله وقتلهم للذين لا يؤمنون به أو بمحمد."(1)

"أذهلني ما في هذا الكتاب من تناقض عظيم بين نصوصه. فمرةً يقول أن "لا إكراه في الدين" ومرات أخرى يشدد على المؤمنين به أن عليهم قتال المسيحيين واليهود حتى يؤمنوا أو أن يخضعوا لسلطة الإسلام شريطة دفعهم ضريبة لقاء الحفاظ على حياتهم؟"(2)

"أذهلني أن تُقيَّمَ متانة العلاقة مع الخالق في هذا الدين بمقدار ما يسفكه المؤمن من دماء الذين لا يؤمنون، وأيضاً أن يحتل المقاتلون درجات أعظم وأقرب إلى الخالق في الحياة الأخرى من درجات المؤمنين الآخرين القاعدين الذين لا يقاتلون!"(3)

"لقد تعلّمت في المسيحية أن حسن علاقتي مع الرب تكمن في مقدار حسن علاقتي مع خلائقه. لا يمكن أن تكون لي علاقة مع الرب إذا كانت محبتي مقصورة على أخوتي وأبنائي: ’إِنْ أَحببتُم الذين يحبُّونكم، فأيُّ فضل لكم؟ فإِنَّ الخطاةَ أيضًا يحبُّون الذين يحبُّونهم. وإذا أَحسنتم إلى الذين يُحسنونَ إليكم، فأيُّ فضل لكم؟ فإنَّ الخطاةَ أيضًا يفعلون هكذا. وإن أقرضتم الذين تَرجونَ أَن تستردُّوا منهم، فأَيُّ فضل لكم؟ فإنَّ الخطاةَ أَيضًا يُقرِضون الخطاة لكي يسترِدُّوا منهم المثلَ. بل أحبُّوا أعداءَكم، وأحسنوا وأقرِضوا وأنتم لا تَرجونَ شيْئًا، فيكونَ أجرُكم عظيمًا وتكونوا بني العَليِّ، فإنَّه مُنْعِمٌ على غيرِ الشَّاكِرينَ والأَشرارِ. فكونوا رُحماءَ كما أنَّ أباكُم أيضًا رحيمٌ. ولا تَدينوا فلا تُدَانوا. لا تَقْضوا علَى أَحَدٍ فلا يُقْضَى عَلَيكمْ. اِغْفِروا يُغْفَرْ لكُم.‘"

"وفي المسيحية تعلمت أن باب التوبة مفتوح لكل من أخطأ لا بل إنّ الرب يسعى وراء الذين يضلون الطريق كي يعيدهم إلى حظيرته. أما هذا الكتاب، فقد ذهلت لعدد المرات التي يقول فيها بأن الله لا يهدي القوم الظالمين، والفاسقين، والكافرين، والضالين، والذين لا يؤمنون بآياته، والكاذبين..(4) ترى من هو الذي بحاجة إلى هدى الخالق أكثر من هؤلاء؟.. وإذا كان الله يرفض أن يهديهم فما ذنبهم حتى يسلّط عليهم المؤمنين به ليقتلوهم أو يجبروهم على الإيمان؟.."

"لقد شعرت بالأسى وأنا أنتهي من قراءة هذا الكتاب لوجود ما يزيد عن بليون من الناس يقدسونه دون أن يفهموا  ما فيه من خطر على عقولهم وعلى العالم أيضاً. شعرت بالأسى لوجود أناس يقتلون آخرين ويقتلون أنفسهم ويضحون بأولادهم من أجل كتابٍ كهذا."

"أنا لست متحيزاً لتعاليم المسيح. حقاً إني أومن بالمسيح مخلصاً لي ولكني بالتأكيد أحترم كل فكرٍ ديني أو غير ديني يضع العلاقة بينه وبين اخيه الإنسان أياً كان فوق كل الاعتبارات الأخرى. والقرآن حتماً، ليس بين هذه الأفكار التي أحترمها!"

وختم جاري حديثه قائلاً:

"إني أشفق على المسلمين من هذا الكتاب بمقدار ما اشفق على العالم منه. إنه خطر على العالم بعدوانيته، وخطر على أتباعه بسمّهِ!" 

================

(1) "إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتُلون ويُقتَلون وعداً عليه في التوراة، والإنجيل (؟!)، والقرآن، ومن أوفى بوعده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم." (التوبة 9 : 111)

(2) "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون." (التوبة 9 : 29)

(3) "لا يَستوي القاعِدونَ من المؤمنين غيرُ أُوْلي الضَّرَرِ والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضّل الله  المجاهدين بأموالِهم وأنفسهم على القاعدين دَرَجَةً وَكُلاًّ وعدَ الله الحُسنى وَفَضَّلَ الله المجاهدينَ على القاعدين أَجرًا عظيمًا" (النساء 4 : 95)

(4) "والله لا يهدي القوم الظالمين." (آل عمران: 258)  "الله لا يهدي القوم الكافرين." (المائدة: 67)  "لا يهدي القوم الفاسقين." (التوبة: 24)  "الله لا يهدي من يُضِلّ." (النحل: 37)  "الله لا يهدي من هو كاذب كفار." (الزمر: 3) "الله لا يهدي من هو مسرف كذاب." (المؤمن: 40 غافر: 28)

** في نهاية الجلسة قلتُ لجاري: "لقد قرأتَ القرآن فتقززت نفسك فماذا لو قرأت سيرة مؤسس الإسلام محمد لتكتمل معلوماتك بعض الشيء عن هذا الدين؟" ونصحته بموقعين يعتبران من أغنى المواقع على الإنترنت تعريةً للإسلام:

http://answering-islam.org

http://www.muhammadanism.org

=================  

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط