بسام درويش / Mar 17, 2002

قالت صحف سعودية إن الشرطة الدينية في السعودية منعت تلميذات مدرسة من الهرب من الحريق لأنهن لم يكن يرتدين الحجاب.

واتهمت وسائل الإعلام السعودية، في انتقاد نادر لأفراد شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المعروفين محليا ب "المطوعين"، بأنهم أعاقوا محاولات إنقاذ 15 فتاة قتلن في الحريق يوم الاثنين الماضي. وكان حوالي 800  تلميذة في المدرسة الواقعة في مكة المكرمة، عندما اندلع الحريق. واستنادا إلى صحيفة "الاقتصادية" اليومية، فإن رجال الإطفاء اصطدموا مع "المطوعين" عندما حاولوا إبقاء التلميذات في المدرسة لأنهن لم يكن يرتدين الحجاب الذي تفرضه السلطات السعودية بصرامة.

وقال شاهد عيان إنه رأى ثلاثة "مطوعين" يضربون الفتيات لمنعهن من مغادرة المدرسة التي تلتهمها النيران لأنهن لم يرتدين العباءة.

ونقلت صحيفة "سعودي جازيت" عن شهود عيان قولَهم إن أفراد "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" منعوا رجالا آخرين من مساعدة التلميذات وحذروهم من أن "مس الفتيات يعتبر ذنبا".

وقال أبو إحدى الفتيات إن بواب المدرسة رفض أن يفتح بوابات المدرسة كي يُخرج البنات بعيدا عن النيران. وقالت الصحيفة إن حياة العديد من الفتيات كان يمكن أن تُنقذ لو لم يتدخل أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويمنعوهن من الخروج.

وقد أثارت هذه الأنباء غضب عائلات الضحايا. وكان مئات التلميذات قد اصطدمن مع بعضهن البعض أثناء محاولات الفرار من الحريق. وكانت المدرسة مغلقة في تلك الأثناء، وهو إجراء عادي لضمان العزل الكامل بين الجنسين.

ومن الجدير بالذكر أن أفراد شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتمتعون بسلطات كبيرة ولهم رهبة بين المجتمع، وهم يجوبون الشوارع للتأكد من التزام الناس بالزي الإسلامي وضمان أداء الصلاة في أوقاتها، ووجود عزل تام بين النساء والرجال. ويتعرض كل من يعصي أوامر شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الضرب أو السجن.

عن بي بي سي اونلاين

************

في الوقت الذي كانت عصي "المطوّعين" أو بالأحرى "المروّعين" تنهال على أجساد الفتيات تمنعهنّ من الهروب من الموت حرقاً، لربما كان هناك، في مجتمعٍ من المجتمعات المتحضرة، رجالٌ يقتحمون النيران، لا لإنقاذ فتيات أو أطفال، إنما أيضاً لإنقاذ قطة أو كلب أو فأرٍ أليفٍ عزيزٍ على قلبِ طفلٍ أو طفلة. 

جريمةٌ بشعة.. هذا أمرٌ لا شكّ فيه! ولكن الأمر الأكثر بشاعة هو أن يقفَ العالمُ أمام هذه الجريمة صامتاً مكتفياً فقط بنقلِ الخبر.

وسائل الإعلام السعودية وكذلك ذوو الفتيات الضحايا أعلنوا عن غضبهم وصبّوا جام الغضب على المطوّعين. ولكن غضبهم على المطوّعين هو في الحقيقة كغضب المظلوم على سيف القاتل عوضاً عن القاتل نفسه. المطوّعون ليسوا سوى الأداة، أما القاتل الحقيقي، فلن يجرؤ أحدٌ في هذا المجتمع المغسول الدماغ أن يقف فيشير إليه بأصابع الاتهام. وهل يمكن أن نتوقع أمراً كهذا في مجتمعٍ لا زال أبناؤه يقبلون خانعين حتى اليوم، أن يُقادوا بالعصا إلى الصلاة أو أن يُهوى بها على رؤوسهم إن هم أخلّوا بقواعد الصيام أو بأي أمر من أوامر الدين؟..  هؤلاء الجهلة المطوّعون "الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر" لم يفعلوا شيئاً يخالف ما نشأوا عليه وما تشرّبوه من تعاليم تحطّ بإنسانية الإنسان والأنثى بالذات. 

ما قام به هؤلاء المتعصبون العميان لا شك بأنه كان جريمة بشعة، لكن أن تُحمّل هذه الفئة الجاهلة من الناس مسؤولية هذه الجريمة، فإنَّ الحق يُقال بأنهم آخر من يمكن أن توجّه لهم كلمة لوم. المتهم الحقيقي، بدون لف ودوران، هو الإسلام أولاً وأخيراً!

مسكينة هي الأنثى تحت نير الإسلام. مسكينٌ هو الإنسانُ تحت نير الإسلام. ومسكينٌ هو العالم لو قُدّر له أن يقع تحت نير الإسلام!

************ 

مسكينة هي الأنثى التي يشاء لها قدرها أن تولد على دين الإسلام.

حياتها في الآخرة جحيم، كما قال نبي الإسلام: "اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء"

وحياتها على الأرض جحيم، تؤكّـد ذلك عصيّ رجال النبي من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

مسكينة هي الأنثى المسلمة. حياتها أرخص من قيمة حجاب ترضي به غرور الرجل، والنار أعدّت لها في هذه الحياة الدنيا وأيضاً في الحياة الآخرة إن لم تُرضِ هذا الغرور!

وإلى من يسمع بعد بمــا ينتظر الأنثى التي لا ترضي غرور الرجل فليقـرأ ما يرويه لنا علي بن أبي طالب عما كان يحلم به "النبي"، قال:

"دخلتُ على النبي أنا وفاطمة ووجدناه يبكي بكاء شديداً، فقلتُ له: فداك أبي وأمي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟ قال: يا علي ليلة أسرى بي (الملاك) إلى السـماء رأيت نساء من أمتي يُـعـذَّبنَ بأنواع العذاب، فبكيت لما رأيتُ من شدة عذابهنَّ، ورأيتُ امرأة معلَّقةً بشعرها يغلي دماغها، ورأيت امرأة معلقةً بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيتُ امرأة قد شُــدَّت رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها، ورأيتُ امرأةً معلقةً بثدييها، ورأيتُ امرأةً رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار عليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيتُ امرأة على صورة الكلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها والملائكة يضربون رأسها بمقامع من نار. فقالت فاطمة:  يا حبيبي وقرَّة عيني ما كان أعمال هؤلاء حتى وُضعَ عليهنَّ العذاب؟ قال محمد: يا بنية، أما المعلَّقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، وأما التي كانت معلقة بلســـانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثدييها فإنها كانت تفسد فراش زوجها، وأما التي تشد رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها وقد سُلِّطَ عليها الحيَّـات والعقارب فإنها كانت لا تنظف بدنها من الجنابة والحيض وتستهزئ بالصلاة. وأما التي رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار فإنها كانت نمامة كذابة. وأما التي على صورة الكلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها فإنها كانت منانة حسَّـادة." (من كتاب الكبائر للذهبي)

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط