بسام درويش / Jun 02, 2002

في بيان وزعه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في شهر أيار الماضي، شن رئيس هذا المجلس حملة على الكونغرس الأمريكي الذي وصفه بأنه مساند لإسرائيل. وقد جاء على لسان نهاد عوض، مدير المجلس أن "على أعضاء الكونغرس الأمريكي أن يتذكروا أنهم انتخبوا بواسطة الناخب الأمريكي وليس الإسرائيلي، وأنه لأمر مخزي أن نرى نواب الكونغرس المنتخبين يهرعون إلى حلف يمين الولاء لحكومة أجنبية وجماعات اللوبي الداخلية التابعة لها." وأضاف نهاد عوض "أن أعضاء الكونغرس قد تجاهلوا مصالح أمريكا القومية وموقف الرأي العام الأمريكي الذي ينادي 71 % منه بضرورة أن تقف أمريكا موقفاً محايداً تجاه الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط."

(نقلاً عن صحيفة الانتشار العربي، كاليفورنيا، عدد 16 مايو 2002 )

************ 

قبل أن يفتح السيد نهاد عوض فمه محاضراً أعضاء الكونغرس الأمريكي يذكّرهم بأن ولاءهم يجب أن يكون للشعب الأمريكي ولأميركا، عليه قبل كل شيء أن يثبت أن ولاءه وأعضاء منظمته هو ولاءٌ لهذه الأمة ولهذا البلد، وليس ولاءً لدولة الإسلام.

 

الإسلام دولة ودين. نهاد عوض وكل مسلم يعرف ذلك، وبالتالي، فإن ولاء أي مسلم هو لدولة الإسلام أولاً وأخيراً وليس لأية دولة أخرى.

 

إلى حين يقف نهاد عوض ومجلسه ويعلن أمام الملأ بأن ولاءه كمسلم أمريكي هو لهذا البلد فقط وليس للإسلام كدولة، آنذاك فقط نقول بأن له الحق في أن يفتح فمه ليخاطب أعضاء الكونغرس الأمريكي ويذكرهم بواجباتهم الوطنية. حتى ذلك الوقت عليه أن يخرس!

 

حتى الآن، لم يثبت هذا المجلس المشبوه إلا أنه سفارة لدولة الإسلام.

لم نقرأ لهذا المجلس بياناً يطلب فيه من المسلمين الأمريكيين أو المقيمين في أميركا أن يكون ولاؤهم فقط لهذا البلد وليس لأي بلد آخر في العالم، ولكنه لا يتذكّر كلمة الولاء هذه إلا حين يكون الأمر متعلقاً بمصالح الإسلام والمسلمين.

المسلمون المتواجدون في أميركا، كلهم لجأوا إليها هرباً من حكوماتهم وأوضاعهم "الزفت" في دولهم الإسلامية.

أنظمة هذا البلد وفّرت لهم المناخ لأن يعبدوا إلههم على طريقتهم بينما كانوا في بلادهم الإسلامية يُجبرون على عبادة الحاكم. أنظمة هذا البلد وفّرت لهم كل فرصة اقتصادية وسياسية واجتماعية. وبعبارة أخرى، فتحت أمريكا لهم أبوابها وأنقذتهم من كل قيودهم التي كانت تكبّل أقدامهم وعقولهم. وبعبارة أفضل، أميركا هي التي أعتقتهم من عبوديتهم، وهنا يحضرني قول نبيّهم أذكّرهم به، ألا وهو: "الولاء لمن اعتق!.."

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط