عبد العزيز محمد / Feb 06, 2015

ينقسم المحمديّون إلى عدّة أقسام:

أوّلها: الذين ما زالوا يعيشون حالة الحرب والغزو والسّبي، نظرًا لتأثّرهم بقصص الإسلام الأوّل التي تُباع في أيّة مكتبة إسلاميّة في العالم! هؤلاء هم داعش وبقيّة الإرهاب المحمّدي الإسلامويّ.

ثانيها: الذين يتبعون النصّ القرآنيّ وكتب الصَّحاح ويعيشون في فكر القرون الأولى، وهؤلاء هم الأقرب إلى الإسلام نظرًا لحرصهم الشديد على التقيّد بتعاليمه حرفيًّا، وهم محقّون لأنَّ القرآنَ لا يتحدّث عن أشياء مجازيّة. يختلفون عن أصحاب القسم الأول بشيء واحد فقط هو التطبيق!

ثالثها: المسلمُ العاديّ. وأصحاب هذا القسم هم الغالبيّة السّاحقة من المسلمين، هم لا يتقيّدون بنصوص الدّين كليّةً، شغلتهم عنه صعوبات الحياة ومشقّة العيش، وبالكاد يلتزمون بالعبادات الأساسيّة كالصّلاة والصّوم... إلخ. وهؤلاء يستمعون إلى أصحاب القسم الثاني، ويحترمونهم ويقدّسونهم كمشائخ وعلماء.

رابعها: المسلم العصريّ الذي يصفه أصحاب القسمين الأول والثاني بـ "المنهزم نفسيًّا". هو الذي لا عملَ له إلّا رفع شعار "الإسلام دينُ العلمانيّة والليبيرالية"، وأنَّ للإسلام فضلًا كبيرًا على تقدّم الغرب. ويحاول بمؤلفاته وكتاباته أن ينكر بعضَ النصوص رغبةً بتقديم الإسلام للغرب كدين ليبراليّ. لكن لا أحدَ يفهم هؤلاء.

خامسها: مسلمٌ يحبّ دينه ولا يتخيّل حياته من دونه ولكنّه يرى أنَّ نصوصَ ديانته لا تلائم تطلعاته وأفكاره وإنسانيّته، وبالتالي تجده لا ينكر كلَّ كتب التراث بل ينكر بعض النصوص المثيرة للخجل. إن كان النصّ من القرآن فيسارع إلى اتّهامك بأنّك لا تفهمه جيّدًا ويلفّ ويدور ليخرج من مأزقه. لكنَّ هذه المحاولات البائسة واليائسة ليست من أجلك بل من أجله هو ليتجنّب التأثّر بكلامك ويبقى مصدّقًا دينَه ومؤمنًا بنبيّه.

سادسها: مسلم ميؤوس منه، يُنكر كلَّ شيء: جميع كتب الصَّحاح والسّيرة والتّراث، يصدّق بالقرآن فقط ويتشابه مع أصحاب القسم الخامس بالادّعاء أنّك لا تفهم القرآن! وكأنَّ للقرآن شيفرة خاصّة لا يفهمها إلا أحمد صبحي منصور وشلّته من القرآنيّين.

سابعها: مسلمٌ لا يحفظ من القرآن إلا آيتين: "لكم دينكم ولي ديني"، "مَن شاء فليؤمن، ومَن شاء فليكفر". ومِن الأحاديث "اذهبوا فأنتم الطلقاء". وهنا أصبح القرآن وأصبحت السنّة بهذه النصوص المختاره بعناية تامّة هما الإسلام.
لكنّه في الوقت عينه لا ينكر الأحاديث والقرآن. شغله الشّاغل انتقاء النصوص بعناية.

القسم الأخير هو أكثر الأقسام مدعاةً إلى الضّحك والسّخرية. تجده يعلّق كثيرًا على أخبار الإسلام والمسلمين، ليقول فقط: أن لا أحد يمثّل الإسلام!

جماعة لا أحد يمثّل الإسلام يجعلونك تتخيّل باستنكار غريب مع رفع حاجبيك، أنَّ محمّدًا نفسه لا يمّثل الإسلام، وأنَّ القرآن أيضًا لا يمثّل الإسلام... وأنَّ الإسلام غير موجود أصلًا!

**************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط