"سوف تسقط الولايات المتحدة"، يتنبأ المفتي!

أكّد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني خلال رعايته حفل تكريم المتفوقين في الدورات القرآنية لمساجد بيروت أن الولايات المتحدة الأميركية هي سيدة الإرهاب والعنصرية في العالم وأنها ستسقط من الداخل كما سقط الاتحاد السوفييتي.

قال المفتي: "قسماً بالله تعالى سنحرر بيت المقدس وكل فلسطين وسوف تسقط الولايات المتحدة ونحن نسمع ونقرأ في كتب التاريخ عن دول كبرى سادت ثم بادت وانحلّت ثم سقطت والحمد لله أننا عشنا في هذا القرن وشاهدنا سقوط أكبر دولة ثانية في العالم هي الاتحاد السوفييتي ومن الذي قال أن الاتحاد السوفييتي إذا سقط فإن الولايات المتحدة الأميركي ستبقى. إن سقوط الاتحاد السوفييتي هو إرهاص كبير بسقوط الولايات المتحدة الأميركية قريباً إن شاء الله. الولايات المتحدة الأميركية ليس عندها شيء نحييها به. والتكنولوجيا التي تملكها ليست لها فقط فإن كثيراً من دول العالم تملك مثل تكنولوجيا الولايات المتحدة الأميركية ونحن حريصون جداً على أن يمتلك البشر تقنيات عالية وتكنولوجيا عالية. ولكن عندما تأتي اللحظة المحسوبة لن تنفع الولايات المتحدة الأميركية تكنولوجياتها ولن تنفعها صواريخها عندما تتفكك من الداخل وأن مؤتمر دوربان في جنوب أفريقيا هو إرهاص ثانٍ على سقوط الولايات المتحدة الأميركية.

(نقلت الخبر جريدة بيروت تايمز، كاليفورنيا، سبتمبر عدد 784 ) 

*********

هذا ما يحلم به الصغير الحقير عندما لا يستطيع أن يسمو بفكره إلى مستوى الكبير العظيم. إنها عقدة النقص تؤدي به ليس إلى التمني فقط، بل إلى العمل بكل الوسائل على تحقيق حلمه البغيض. كلام المفتي هذا، الذي جاء قبل جريمة الحادي عشر من أيلول، هو إما كلام رجل خبيث يعني ما يقول وبالتالي يمكن تفسيره بأنه دعوة لهؤلاء الخريجين على إرهاب أميركا والعمل على إسقاطها من الداخل، وإما حديثُ خرفٍ غوغائيٍّ لا يختلف عن غيره من الغوغائيين الذين يزخر بهم الشرق الأوسط.  وعلى أي حال من الأحوال، ومهما كان من أمر الرجل، فإن كلامه يستحق بعض التعليق.  

أولاً: يتحدث المفتي عن سقوط الاتحاد السوفييت وكأن حضرته والمسلمون معه هم الذين عملوا على إسقاطه. سقوط الاتحاد السوفييتي كان حتمية لا مهرب منها لأن النظام الذي بني عليه كان نظاماً فاشلا اقتصاديا واجتماعيا وسياسياً، وإذا كان هناك في العالم من دولة يمكن أن يُنسبَ لها الفضل في سقوطه فإنها ولا شك الولايات المتحدة الأميركية. كان على المفتي أن يتذكّر قبل أن يلجأ إلى "التخبيص" أنه في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تعمل على إسقاط النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، كانت أكثر الدول العربية الإسلامية ترتبط وتوطّد علاقاتها به وبالدول التي كانت تسير بفلكه.

ثانياً: يقول المفتي، "وسوف تسقط الولايات المتحدة ونحن نسمع ونقرأ في كتب التاريخ عن دول كبرى سادت ثم بادت وانحلّت ثم سقطت والحمد لله!.." وقول المفتي هذا يدل تماماً على غبائه الذي أدّى به إلى الحطّ من تاريخه الذي يعتز به هو نفسه.  فدول الإسلام كلها، من أموية وعباسية وفاطمية وعثمانية وغيرها، سادت ثم بادت وانحلّت ولم يبق منها إلا دويلات يحكمها أشباهٌ لهؤلاء الحكام بفسادهم وظلمهم وإجرامهم. ولا يسعنا هنا إلا أن نشاركه حمده لله وقد نطق بالحق من حيث لا يدري.

نظام الولايات المتحدة، وضع أسسه رجال مخلصون مؤمنون بربّهم وبالإنسان وبالحرية والعدالة.  ودستور الولايات المتحدة لا يدانيه بعظمته وشموله ودقته واحترامه للإنسان دستورٌ آخر. لهذا، أصبحت الولايات المتحدة ملجأ لكل هاربٍ من ظلمٍ أو ضيقٍ، سواء كان اقتصادياً أو دينياً أو اجتماعياً. اليهودي والمسيحي والبوذي والهندوسي وعابد النار والحجر وحتى المسلم الذي لا يتعايش في بلده مع أي إنسان آخر لا يؤمن بدينه، كلهم وجدوا في هذا البلد ملاذاً وأمناً وسلاماً. وحين يسقط هذا البلد فإن العالم كله من بعده سيسقط، وربما هذا ما يتمناه المفتي ومن ورائه أصحاب عقدة النقص كي يشعروا بعظمتهم في غياب العظمة الحقيقية.

ثالثاً: يقول المفتي أن التكنولوجيا ليست ملكاً للولايات المتحدة فقط وان دولاً أخرى تملك التكنولوجيا أيضاً. ومرة أخرى نقول بأن الرجل قد نطق بالحق. فالعرب والمسلمون حقاً، أصبحوا يملكون التكنولوجيا أيضاً. على الأقل، لم يدّع هذا المفتي بأن هذه التكنولوجيا من إنتاج أمته فأقرّ بذلك بأن ما تملكه أمته من تكنولوجيا ليس إلا مما فضّلت عليها به أممٌ أخرى!.. شيء واحد كان على المفتي أن يقرّ به وهو أن هذه التكنولوجيا التي أراد منها العالم المتحضّر أن تُستعمَل لخير وازدهار البشرية جمعاء قد أصبحت بين أيدي الحاقدين الكافرين بالرب والإنسان أداة إرهاب وهدم.      

العمل الإرهابي البشع الذي أصبح واضحاً بأنه ثمرة من ثمار التعصب والحقد الذي يبشر به المفتي "قباني"، قد أودى بحياة بضعة آلاف من الأميركيين الأبرياء، ولكنه بالتأكيد لم يؤدّ ولن يؤدي إلى سقوط أميركا. صحيح أن هذا العمل قد هزّ مدينة أميركية والشعب الأميركي بكامله ولكنها هزة لم تكن لصالح قوى الشر بل لصالح العالم المتحضر الذي استفاق لينظر بعين مختلفة إلى ما يحيق به من خطر. هزة سوف تفتح عيون الملايين على نور الشمس  لتؤدي بالتالي إلى سقوط تعاليم الشر والكراهية.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط