بسام درويش / Nov 24, 2013

كل الثورات العربية فاشلة. كلها، وبدون أي استثناء.

هذه الثورات غيّبت وجوهاً وجاءت بوجوه أخرى، أما الحاكم الحقيقي الذي يمسك بخناق الشعوب، والذي يقف وراء كل معاناتهم وتخلفهم، فلا زال متربعاً على عرشه لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه ولا حتى على ذكر اسمه.

على مدى عقود عديدة، رفع الأخوان المسلمون شعار "الإسلام هو الحل".  حاولوا تطبيقه عن طريق العنف ففشلوا ولوحقوا؛ فأعلنوا نبذهم للعنف وادّعوا استبداله بالعمل السياسي. وأخيراً، توصلوا بمكرهم إلى حكم أكبر دولة عربية، ثم أخذوا يحاولون تطبيق هذا الشعار شيئاً فشيئاً. وحين شعر الناس بهذا الخازوق الذي يعدّه الأخوان لهم، وأدركوا ما يحمله على مستقبلهم من خطر، انقلبوا عليهم وتخلصوا منهم.

تخلصوا منهم... ربما...! ولكن ليس من حكمهم. إذ أنّ كل ما فعله هؤلاء الذين ثاروا أو انقلبوا عليهم ـ وكلمة ثورة أو انقلاب ليست هي الأمر المهم ـ هو أنهم أودعوا قادة الأخوان ومرشديهم السجون، لكنهم وبعد أن أصبح بيدهم تحقيق حلمهم بصياغة دستور جديد يضمن حريتهم وتقدمهم، إذ بهم يصممون على إبقاء الإسلام مصدراً للتشريع في دستورهم. أي وبعبارة أخرى، تخلصوا من اليد التي تنجّر الخازوق ولكنهم صمموا على المحافظة على الخازوق بانتظار يدٍ أخرى تأتي في المستقبل، مستفيدة من أخطاء اليد السابقة، لتدخله مطلياً بمراهم مليّنة، فلا وجع عنئذٍ ولا من يحزنون ولا من ينقلبون...!     

هذا ما حصل في مصر؛ وهذا ما يحصل في تونس والعراق واليمن وليبيا؛ وهذا ما سيحصل في سوريا والسودان وغيرها.  

ما يحصل في البلاد العربية الآن يذكرني بالنكتة التي رواها الكوميدي الراحل جمال عبد الناصر في خطبةٍ له أراد منها السخرية من ملك الأردن الراحل حسين، قال:

"فكرنا الملك حسين بحكاية قديمة كلنا يمكن نعرفها.. كان فيه واحد زمان اسمه على الجحش كان علي الجحش دا موجود فى بلد، وكان بيجد الناس بتبص له وتسخر منه، ويسخروا من اسمه، قال لهم والله أنا رايح أغير اسمي، فرحوا له؛ زي ما فرحنا للملك حسين، وراح غير اسمه ورجع، قالوا له غيرت اسمك؟ قال لهم آه غيرت اسمي، قالوا له غيرته بإيه؟ قال لهم غيرته بحسن الجحش."

يجدر الذكر هنا، أن الملك الراحل حسين كان أكثر ذكاء من معظم الحكام العرب بمن فيهم عبد الناصر، ولكن العبرة من هذه النكتة على الرغم من بلادة قائلها، هي في أنها تنطبق تماماً على الشعب المصري الآن وعلى الشعوب العربية كلها في هذه المرحلة.

لقد آن للشعوب العربية أن تدرك أن الإسلام هو المشكلة وأنه أصل كل بلاءٍ يعانون منه ومعهم المسلمون في كل العالم، لا بل ومعهم العالم كله أيضاً!

شعوب هذه المنطقة لن تعرف استقراراً ولا ازدهاراً طالما بقي لهذا الحاكم ذكرٌ في دساتيرها، وطالما بقي له كتابٌ يُعَلَّم في مدارسها.

=================     

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط