بسام درويش / Dec 14, 2013

أعلنت منظمة "شعراء بلا حدود" أنها شطبت اسم الشاعر سعدي يوسف من قائمتها المقترحة لاختيار أفضل مئة شاعر عربي. السبب، هو القصيدة التي نشرها الشاعر مؤخراً، يتحدث فيها عن عائشة التي اتخذها "النبي" محمد زوجة له وهي في سن التاسعة بينما كان هو في سن الخامسة والخمسين. (للأمانة بحق التاريخ كانت عائشة في السادسة وليس التاسعة)

للشاعر سعدي يوسف قصائد كثيرة مثيرة للجدل دون أن يمنع ذلك المنظمة من ضمّ اسمه إلى قائمة أفضل مئة شاعر عربي. لكن يبدو واضحاً أن لهذه المنظمة التي تدّعي رعايتها للشعر "بلا حدود" حدوداً تقف عندها ولا تقبل تجاوزها.

ربما على مؤسس هذه المنظمة، السيد محمود نجار، أن يغيّر اسمها الآن فيجعله "منظمة شعراء بحدود" وأن يعلن على الملأ بأن هذه الحدود هي عورة الإسلام التي لا يجوز لشاعر أن يرفع الحجاب عنها.

بصراحة، أنا لم اسمع من قبل باسم الشاعر سعدي يوسف، وذلك فقط، لأنني لا أتتبع الشعر والشعراء كثيراً. وبصراحة أيضاً، إنّي بعد أن اطلعتُ على موقعه وقرأت بعض كتاباته، يمكنني أن أضيف بأنني لا أتفق مع الرجل في كثير من أفكاره، لكني، وبكل تأكيد، التقي معه عند اللاحدود.  

البيان الذي أصدره مؤسس المنظمة، السيد محمود نجار، تضمن إطلاق صفاتٍ ذميمة على الشاعر، مثل صاحب "نفسية مريضة" و"عمل شيطاني... رخيص وغير أخلاقي"، وهو أسلوبٌ ليس غريباً عن العرب في نقدهم. لكن في الحقيقة، إن هناك من هو أجدر بهذه النعوت وهو العجوز نفسه الذي سمح لنفسه أن يمسّ طفلة صغيرة.

في ما يلي قصيدة الشاعر سعدي يوسف:

عيشة بنت الباشا

==========

طِلْعَت الشُميسه

على شَعَر عيشه

عيشه بنت الباشا

تلعبْ بالخرخاشه

******

لكأنّ عائشةً الجميلةَ تستجيرُ. تقولُ لي: سعدي!

أولستَ من يهوى الجميلاتِ؟ الحرائرَ... والصبايا؟

كيفَ تخذلُني، إذاً؟

أنتَ العليمُ بأنني، بنتٌ لتاسعةٍ، وأني كنتُ ألعبُ بالدُّمى.

لكنهم جاؤوا

وقالوا: ثمَّ تطريةٌ لوجهِكِ...

"كان وجهي وجهَ طفلتكم، وليس من معنىً لتطريةٍ..."

أجابوني:

النبيُّ أرادكِ!

******

طِلْعَت الشُميسه

على شَعَر عيشه

عيشه بنت الباشا

تلعبْ بالخرخاشه

******

وعائشةُ الحميراءُ...

الجميلةُ مثل أيرلنديةٍ، والشعر أحمرُ.

يا عطا اللهِ!

كان محمدٌ، ما بين ركعتِهِ، وتالي رُكعةٍ، ينوي يباشرُها

وأحياناً يرى ما بين ساقيها، صلاةً...

هكذا

ذاقت عُسيلتَه

وذاقَ محمدٌ، دبِقاً، عُسيلتَها...

هيَ مَن هيَ: الحوّاءُ

عائشةُ الحميراءُ،

الجميلةُ مثل أيرلنديةٍ...

صَنَمُ النبيّ!

******

طِلْعَت الشُميسه

على شَعَر عيشه

عيشه بنت الباشا

تلعبْ بالخرخاشه

******

لكنّ عائشةَ الجميلةَ، سوف تعلنُ أنّ ناعمَ شعرِها سيظلُّ أحمرَ

سوف تعلنُ أنها، ابداً، محاربةٌ...

لقد قهرتْ نبياً في السريرِ

وها هي ذي، على جملٍ، تقاتلُ.

إنّ عائشةَ الحميراءَ

النبيّةُ

بعد أن ذهبَ الذكورُ الأنبياءُ إلى الهباء...

******

طِلْعَت الشُميسه

على شَعَر عيشه

عيشه بنت الباشا

تلعبْ بالخرخاشه

******

لندن 16 نوفمبر 2013

موقع الشاعر سعدي يوسف:  http://www.saadiyousif.com/home/

 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط