بسام درويش / Dec 02, 2001

إعلان في جريدة عربية لبيع الحبة السوداء والمعروفة بحبة البركة يقول:

"عندما تستعمل الحبة السوداء تساعدك على الشفاء من جميع الأمراض ما عدا الموت. قال عليه الصلاة والسلام: إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السّـام، أي الموت"

"مطلوب بقالات عربية وممثلين لتوزيع وتسويق بضاعة الحبة السوداء في جميع أنحاء أميركا!"

ذاك كان هو الإعلان!

**********

حبة البركة تشفي من جميع الأمراض إلا الموت؟

ألا رحمة بالمرضى المعذبين الذين يبحثون عن بارقة أمل أين وجدوها!

حبة البركة هذه لا ريب فيها منفعة، وفي معظم ما حولنا من نبات منفعة. ولكن، أن يقال بأن فيها بركة تبلغ حد الشفاء من جميع الأمراض قاطبة إلا الموت، فهذا أمر لا شك فيه من المبالغة قدر عظيم. والمبالغة في وصف الأمور أو في الحديث عن سلبياتها أو إيجابياتها، لهو بالتأكيد عملٌ يقلل من مصداقية المحدّث أو الناقل.

إضافة إلى ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن هناك أناساً يعانون من حساسية معينة من بعض الحبوب وأصناف أخرى كثيرة، وربما كانت حبة البركة صنفاً منها، وآنذاك فلربما تتحول المنفعة والبركة إلى ضرر ولعنة.

 

ما حاجة العالم إذاً، لو صحّ هذا القول، وبالذات عالم الشعوب التي تؤمن به، إلى المستشفيات، والصيدليات، ومختبرات التحاليل الطبية، والأطباء وكل ما يتعلق بالطب من قريب أو من بعيد؟

ثمّ.. ألم يمت من نُسِبَ إليه هذا القول من مرض أصابه. وإذا لم يكن من الموت بدّ، أفلم يكن لحبة البركة هذه أن تبعد عنه المرض على الأقل ليموت ميتة طبيعية؟

===============

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط