منقول / Oct 29, 2005

من الموقع الإسلامي www.khayma.com

الجن عالم مستقل:

الجن عالم غير عالم الإنسان وعالم الملائكة، بينهم. وبين الإنسان قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والإدراك، ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر، ويخالفون الإنسان في أمور أهمها أن أصل الجان مخالف لأصل الإنسان.


لماذا سموا جنا:

وسموا جنا لاجتنانهم: أي استتارهم عن العيون، قال ابن عقيل: "إنما سمي الجن جنا لاجتنانهم واستتارهم عن العيون، ومنه سمي الجنين جنينا، وسمي المجن مجنا لستره للمقاتل في الحرب".

وجاء في محكم التنزيل: (إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم) (سورة الأعراف 27) وقد خلقوا من نار قال تعالى: ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) (سورة الحجر 27) وقال تعالى: (وخلق الجان من مارج من نار) (سورة الرحمن 15) وقد خلقهم الله تعالى قبل خلق الإنسان.


أسماء الجن عند العرب

1 ـ إذا ذكروا الجن خالصا قالوا: جني.

2 ـ وإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس قالوا: عامر.

3 ـ فإن كان ممن يعرض للصبيان قالوا: أرواح.

4 ـ فإن خبث وتعرض قالوا: شيطان .

5 ـ فإن زاد على ذلك فهو مارد.

6 ـ فإن زاد على ذلك وقوي أمره قالوا: عفريت والجمع: عفاريت.


وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الجن ثلاثة أصناف فصنف يطير في الهواء وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون)

طعام الجن وشرابهم:

الجن، والشيطان منهم، يأكلون ويشربون، ففي صحيح البخاري.


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها وقال له: (ولا تأتيني بعظم ولا روثة) ولما سأل أبو هريرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عن سر نهيه عن العظم والروثة، قال: (هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم: أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعما) رواه البخاري.


وفي سنن الترمذي بإسناد صحيح عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن)


وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني داعي الجن، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن)، قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال: ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم). فقال رسول الله: (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم)


وكون الروث طعاما للجن أو لدوابهم ليس العلة الوحيدة للنهي عن الاستنجاء بالروث، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم علة أخرى، فقد صرح بأن الروث رجس.


وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يأكل بشماله، وأمرنا بمخالفته في ذلك، روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله)


وفي صحيح مسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء) ففي هذه النصوص دلالة قاطعة على أن الشياطين تأكل وتشرب.

وكما أن الإنس منهيون عن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه من اللحوم، فكذلك الجن المؤمنون جعل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم طعاماً كل عظم ذكر اسم الله عليه، فلم يبح لهم متروك التسمية، ويبقى متروك التسمية للشياطين كفرة الجن، فإن الشياطين يستحلون الطعام إذا لم يذكر عليه اسم الله، ولأجل ذلك ذهب بعض العلماء إلى أن الميتة طعام الشياطين؛ لأنه لم يذكر اسم الله عليها.


واستنتج ابن القيم من قوله تعالى: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان) (سورة المائدة 90 ) أن المسكر شراب الشيطان، فهو يشرب من الشراب الذي عمله أولياؤه بأمره، وشاركهم في عمله، فيشاركهم في شربه، وإثمه وعقوبته.

(من كتاب عالم الجن والشياطين لـ "الدكتور" عمر الأشقر)

 

 

ومن موقع المزن:

29 أكتوبر 2005

أصل خلقهم، وأساس مادتهم النار لقوله تعالى {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} وقوله {وخلق الجان من مارج من نار}. وهذا لا يعني بالضرورة انهم الآن نار، وإنما يعني أن أصلهم كان ناراً كما أن أصل الإنسان كان طيناً، فان هذا لايعني أن الإنسان الآن طيناً وكذلك الجن، لا يعني أنهم الآن نار.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: [عرض لي الشيطان في صلاتي فخنقته فوجدت برد ريقه على يدي] وهذا يعني أن جسم الجني الآن قد تحول بإذن الله إلى مادة أخرى غير النار كما تحول الإنسان إلى لحم ودم وعظم وعصب، وإن كان أصله طيناً.

هل للجن أشكال محددة؟
للجن القدرة على التشكل بأشكال مختلفة، فقد ذكر بعض أهل العلم انهم يتصورون في صور الحيات والعقارب والإبل والبغال.. وقد يتصورون على هيئة إنسان كما جاء في السيرة أن الشيطان أتى قريشاً في صورة سراقة بن مالك لما أرادوا الخروج إلى بدر. وكذلك تمثله برجل من أهل نجد عندما أتاهم في دار الندوة وهم يأتمرون برسول الله قال صلى الله عليه وسلم ليقتلوه.

وقد روى الترمذي والنسائي عن ابي سعيد الخدري يرفعه [إن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا فإذا رأيتم من هذه الهوام شيئاً فآذنوه ثلاثاً فإن بدا لكم فاقتلوه].

قلت: الحديث قد يدل على التلبس وليس التشكل.

أكلهم وشربهم:
في الصحيحين أن الجن سألوا النبي صلى الله عليه وسلم الزاد فقال لهم: [لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في يد أحدكم أوفر ما يكون لحماً وكل بعر علف لدوابهم]. فالحديث يدل على انهم يأكلون وهم يشربون أيضاً، ودليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال: [لا يأكلنّ أحد منكم بشماله ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها]. وفي هذا دليل واضح على أن الجن يأكلون ويشربون.

ولهذا فإنه يحرم (أو يكره) على المسلم أن يأكل أو يشرب بشماله أو يأخذ أو يعطي بها.


س:هل يأكل الشيطان مع بني آدم، وكيف؟
نعم قد يشارك الشيطان بني آدم في طعامهم وشرابهم وأموالهم ونكاحهم إذا لم يذكروا اسم الله عز وجل، فإن ذكروا اسم الله عز وجل فقالوا: بسم الله، فان الشيطان لا يستطيع أن يشاركهم في شيء.

قصة وقعت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا مرة معه طعاماً فجاءت جارية فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فذهب ليضع يده فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها، فجاء الاعرابي ليستحل به. والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدهما].

 وقد ورد أن الذي ينسى التسمية في أول الطعام يقول [بسم الله أوله وآخره] فان الشيطان يقيء ما أكل. كما روى ذلك أبو داود .

 

هل الجن يتناكحون ويتوالدون؟

الجن يتناكحون ويتوالدون.. وقد قال الله تعالى: {لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان}، والطمث: الجماع. و أما التوالد فقد قال الله تعالى: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً} والذرية هم الولد والأهل.

أين يسكن الجن؟

من مساكن الجن الحمامات ولهذا جاء في الصحيحين من حديث أنس: كان رسول الله اذا دخل الخلاء قال: [اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث] وكذلك المزابل والأماكن الخربة والجحور.

وهل يبنون بيوتاً لهم؟ قد حدثني بعض الجن انهم يبنون والله اعلم.

ولكن قد ثبت بقول الصادق المصدوق (انهم يشاركون الإنس في بيوتهم إذا لم يذكروا الله عز وجل عند دخولهم للمنزل. فقال
: [اذا دخل الرجل منزله فذكر اسم الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا ذكر اسم الله عند دخوله ولم يذكره عند طعامه قال أدركتم العشاء ولا مبيت لكم، وإذا لم يذكر اسم الله عند دخوله ولا عند عشائه قال: أدركتم المبيت والعشاء]) رواه مسلم.

هل الجن يموتون؟ وأين يقبرون؟

الجن يموتون وقد جاء في كتاب الله عز وجل قوله: {كل من عليها فان} وفي صحيح البخاري أن النبي (كان يقول: [أعوذ بعزتك الذي لا إله ألا أنت الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون].)

أما الشيطان فانه سيعيش إلى الوقت الذي أمهله الله عز وجل له وذلك يوم تقوم الساعة.
وأما سائر الجن فإنهم يموتون وأعمارهم متفاوتة.

وأما
وأما أين يقبرون فالله أعلم بهم، وقد أخبرني بعضهم أنهم يتدافنون وهم داخلون تحت قوله تعالى: {فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون}. والله تعالى أعلم.

أوجه عجزهم وقوتهم:

الجن مخلوقات لله عزوجل، محتاجة إليه سبحانه، لا تستغني عنه، فقيرة إليه كسائر المخلوقات. وقد وهبهم الله بعض الخصائص منه :

·                     اختفاؤهم عن نظر بني آدم.

·                     سرعة حركة بعضهم.

·                     قوة بعضهم.

·                     وفي سورة النمل وسورة سبأ وص الكثير من تلك الخصائص التي ذكرتها وغيرها.

أما أوجه ضعفهم فهي كثيرة منها:

·                     لا يعلمون الغيب كسائر المخلوقات. قال الله تعالى في كتابه (فلما خرّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين)

·                     ليس لهم سلطان على عباد الله الصالحين.

·                     خوفهم من بعض عباد الله الصالحين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر)

·                     تسخيرهم لسليمان عليه السلام.

 

ما يجب أن نعتقده في الجن:

يجب أن نعتقد:

·                     انهم لا يملكون نفعاً ولا ضراً إلا بإذن الله.

·                     وانه لا يجوز الذبح إليهم ولا النذر لهم ولا دعاؤهم أو عبادتهم. كل ذلك من الشرك الذي قد يخرج صاحبه من الإسلام.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط