بسام درويش / Mar 31, 2003

بعث إلينا قارئ مسيحي من الدانمارك برسالة بالإنكليزية، يسألنا فيها عن رأينا برسالة وصلته بالبريد الإلكتروني من شخص مسلم. الرسالة التي وصلته مكتوبة بالعربية وهذا هو نصها:

"هذه صورة لسفينة نوح عليه السلام بعد أن عثرت عليها بعثة الآثار من المعاينة الأولى وجد أن عمر السفينة يصل إلى أكثر من 100 ألف سنة. تقول بعثة الآثار أنهم وجدوا السفينة على جبل الجودي في تركيا وقد ذكر الإنجيل أن السفينة رست على جبل أرارات. طبعاً كان هناك بعثة مسيحية تنقب عن هذه السفينة وكانت خيبتهم كبيرة عندما وجدت السفينة على الجودي. وطبعاً هذا يمثل ضربة موجعة لمصداقية الإنجيل. ولكن مما زادهم غضباً أن القرآن لم يخطئ في تحديد موقع سفينة نوح عليه الصلاة والسلام. جبل الجودي هو الموقع الذي حدده القرآن ليثبت فعلاً أنه معجزة من الله وأنه دين الحق وأما غيره باطل.

في سورة هود الآية 44 يقول الله تعالى: "وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين." وفي سورة هود الآية 49 يقول تعالى: "تلك أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين".

------------

مع الرسالة بضعة صور تمثل أفراداً على قمة جبل ويظهر من خلفهم ما يُقال عنه بأنه أثر لسفينة نوح. 

*************  

عزيزي القارئ:

أولاً: كل ما بين أيدينا حتى الآن من معلومات عن قصة اكتشاف سفينة نوح يشير إلى أنها لا تتعدّى كونها مجرّد "قصة".

ثانياً: جبل الجودي الذي يتحدّث عنه صديقك المسلم هو قمة من قمم جبال أرارات الواسعة الامتداد.

ثالثاً: القرآن هو آخر كتاب يُمكن أن يُعتمد عليه من الناحية العلمية أو التاريخية أو حتى اللغوية. فالقرآن يعلّم بأن الأرض مسطحة وليست كروية. والقرآن يقول بأن الله وحده يعلم ما في بطن المرأة الحامل، بينما لا تحتاج المرأة اليوم لمعرفة ما في بطنها إلا أن تقوم بزيارة سريعة لطبيبها. القرآن يعلّم بأن الشهب التي تنطلق في السماء ليست إلا أحجاراً يرمي سكان السماء بها الشياطين ليمنعوهم من الاقتراب منها والتنصّت على أحاديثهم. وعلى هذا المقياس قس.

رابعاً: المسلمون يحاولون أن يربطوا كل اكتشاف علمي بالقرآن رغم ما أتينا على ذكره من عدم صلاحيته لأن يكون مرجع ثقة بأي شيء. وهم لم يتأخروا هنا عن رش بعض البهارات على قصة السفينة هذه، رغم أنها كما قلنا ليست سوى قصة. فقد طلع بينهم من يقول بأن علماء روس عثروا على قطعة خشبية من السفينة تحمل اسم محمد نقشه نوح عليها تبركاً به والتماساً للسلامة!!..

خامساً: صديقك هذا يبدو أن لم يقرأ الإنجيل أو أنه لا يميز بين بالإنجيل والعهد القديم. الإنجيل لم يذكر شيئاً عن مكان رسو سفينة نوح.

خامساً: إليك هذه الرابطة لموضوع باللغة الإنكليزية لعلك تجد فيه بعض معلوماتٍ تفيدك عن قصة "اكتشاف" هذه السفينة. شكراً لثقتك. مع تحيات الناقد. 

http://answering-islam.org/Shamoun/flood.htm

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط