بسام درويش / Mar 28, 2003

لدى العراق الآن ما يزيد عن ثلاثمائة طائرة مقاتلة أو هجومية، كلها قابعة على الأرض لم يحرك النظام الحاكم واحدة منها لمواجهة القوات المحرِّرَة. ثمن هذه الطائرات دفعه الشعب العراقي من جيبه لغاية الدفاع عن استقلال البلد في حالة تعرضه لاعتداء.

اليوم، بلغت قوات التحالف مشارف بغداد ولا زالت الطائرات رابضة حيث هي، وطياروها الذين تكلفت عليهم الأمة الملايين من الدولارات لتدريبهم لا زالوا هم أيضاً تحت فراشهم رابضين.

صدام حسين، لم يستخدم هذه الطائرات يوماً لحماية العراق ضد عدوان خارجي. ولا هو استعملها للمشاركة في حرب ضد إسرائيل التي يدّعي بأنها عدوّته الأولى. لم يستعملها إلا في حروب عدوانية ظالمة لم يكن هناك ما يبررها.

استعملها ضد دولة جارة هي إيران. ولتغطية فشله وخسارته البشعة في تلك الحرب العدوانية، قام باستعمالها ضدّ دولة صغيرة آمنة جارة وشقيقة، هي دولة الكويت، ظنا منه أن العالم سيقف صامتاً أمام جريمته.

استعملها أيضاً ضدّ الشعب العراقي نفسه الذي دفع من غذائه ودوائه ودمه ثمناً لها.

واليوم، نسمع عن صدام حسين يأمر أفراد عصابته باعتقال الأطفال العراقيين وتهديد آبائهم بأنه سيقوم بقتلهم إذا لم يستجيبوا لأوامره بالدفاع عن عرشه.

اليوم نرى صدام يقوم بإعدام الذين يرفضون الانصياع لأوامره بالذهاب إلى الحرب للدفاع عنه بينما يختبئ هو في بيوت المدنيين بين النساء والأطفال.

اليوم نرى صدام يأمر بقطع المياه عن العراقيين الذين تحرروا من حكمه.

*********

أبعد كل هذا يجوز لقائد من قادة العالم أن يقول بأنه غير مقتنع بأن لدى صدام حسين أسلحة دمار شامل؟..

صدام ليس بحاجة إلى أسلحة دمار شامل ليهدد شعبه أو العالم، فالسكين بيده تصبح سلاح دمار شامل.

قطع المياه عن السكان هو سلاح دمار شامل.

تجويعه للشعب العراقي هو سلاح دمار شامل. حرمانه للشعب من الدواء هو سلاح دمار شامل. ودعمه للإرهاب سلاح دمار شامل.

صدام حسين مجنون عظمة.. مريض.. معقد.. ووجود أي سلاحٍ، من أي نوعٍ، بين يدي مجنون مريض معقد، يمكن أن يتحوّل إلى سلاح دمار شامل.

ضعوا في يد مجنون علبة كبريت بداخلها عودٌ واحد وسيحرق به غابة.

لقد آن الأوان للعالم الحر أن يجد لهذا النوع من الجنون الخطِرِ علاجاً، وما تفعله القوات المتحالفة الآن وعلى رأسها أمريكا هو أنجع علاج!

=================

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط