بسام درويش / Apr 26, 2005

اليوم خرج آخر جندي ورجل مخابرات تابع للنظام السوري من لبنان.. ظاهرياً!

أما فعلياً، فإن النظام السوري لن يترك لبنان ينعم بحرية، لأن استقراره سيكون شوكة دامية في عينه ودليلاً على كذب ادّعاءاته.

رجال مخابرات النظام سيستمرون على التآمر داخل لبنان وخارجه. لا بل سيساعدهم على ذلك عملاؤهم من اللبنانيين أنفسهم من أمثال مروان فارس الذي اصبح ضيفاً دائما على برامج التلفزيون السوري.

اليوم بدأ النظام حملة إعلامية في محاولة لابراز الانسحاب الذليل لقواته على أنه نصر لسورية. لكن النظام لا يضحك على أحد إلا على نفسه. لا على الشعب السوري ولا اللبناني ولا على العالم. حتى هذا المذيع المعتّر المغلوب على أمره الذي يظهر على شاشة التلفزيون السوري ليقرأ الأكاذيب التي كتبها له النظام، لا يصدقها.

زعماء دول الشرق الأوسط كله ينظرون إلى النظام بعين شامتة.

"التاريخ سيكتب بأحرف من نور ما قدمته سوريا للبنان وشعبه!.." هذا ما قاله موظف النظام في التلفزيون السوري صباح اليوم! أتراه يتحدث عن التاريخ الذي سيدوّنه البعث لطلاب سوريا في كتاب مدرسي جديد، أم عن التاريخ الذي سيدوّنه شعب لبنان والعالم كله معه؟

فقط كتاب التاريخ الذي سيوزعه النظام على الطلاب قريباً هو الذي سيجعل من هذه الهزيمة نصراً. أما التاريخ الذي يدوّنه شعب لبنان والعالم أجمع فإنه سيتحدث عن كتاب تاريخٍ خطّه النظام ولكن دون أن يصل إلى أيدي الطلبة، لأن هذا الانسحاب المذل قد أدّى إلى سقوطه قبل أن يستطيع طبعه!

تسعة وعشرون سنة من الاحتلال السوري للبنان سيخلدها التاريخ بأحرف من نور؟

ماذا عن السرقات والجرائم وأعمال الخطف والاعتقالات والاغتيالات التي نفذها هذا النظام في لبنان؟.. بأي حروف سوف يخطها التاريخ؟ لا شكّ بأن سجلات المحاكم التي سوف يساق إليها أعضاء النظام هي التي ستخلّدها.

سوريا لم تدخل اساساً إلى لبنان لمساعدة اللبنانيين وبالذات لإنقاذ المسيحيين. اللبنانيون وقعوا في شباك النظام الذي خطط منذ تسلطه على الحكم في سوريا لخنق حريتهم. لقد عرف النظام البعثي في سوريا ـ تماماً كما عرف ذلك سيء الذكر عبد الناصر ـ أن استمراره في الحكم يتوقف على سيطرته على لبنان. لذلك، فإن لبنان لن يهدأ طالما بقي نظام البعث حاكماً إلى جواره وقد جاء دور اللبنانيين الان لنقل المعركة إلى داخل سوريا.

****

أخيراً، ولإراحة القراء من هموم السياسة، يجدر بي أن أنقل لهم هذه الطرفة اللطيفة التي جاءت اليوم على لسان بهلوان النظام السيد الياس مراد رئيس تحرير جريدة البعث:

قال السيد الياس أن لبنان وسوريا بلد واحد لأنهما يتمتعان بحدود متجاورة.. وما خلقه الله واحداً لا يفرقه إنسان!!!!...

نسي السيد الياس أن يخبرنا عن سوريا وتركيا اللتين خلقهما الله متجاورتين، أو عن دول العالم كلها التي تشترك بحدود متجاورة؟..

ترى هل وصل النظام حقاً إلى مرحلة الهذيان؟

**************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط