بسام درويش / Jun 22, 1993

 

أمثالنا الشعبية أكثر من أن تحصى، فلكل حادثة أو موضوعٍ أو رواية مثلها المناسب. وأهل الشام كأهل مصر اشتهروا بتطعيم أحاديثهم بالأمثال، ليس للتفكُّه فقط، بل لإثبات صحة الرأي أيضاً، فهي عصارة خبرة أجيالٍ وسنين..

 

ويتداول بعض "الشوام المعتَّقين" الأمثال بشكل تسيطر فيه على أحاديثهم سيطرة تامة. فما أن يقول أحدهم: "لك ما سمعت شو قال المثل.. لك قال علمناهم الشحادة سبقونا عالبواب"، حتى يجيبه الآخر: "ايه لكان بابا سمعت.. وليش انت الله يسامحك ما سمعت المتل هللي قال.. لا تعلِّم شحّاد على باب دارك"..!

         

ولنستمع إلى هذه الخناقة بين نسوان في حارة من حارات دمشق القديمة.

 

بهية: لك سكري هالشباك يا جارتنا لما بتطبخي هيك طبخات.. والله دبحتينا بهالروايح

آمنة: ايه سكري شباكك انتي إذا ما بدك تشمي.. "قال شو فهَّم الحمير بأكل الزنزبيل"

بهية: أنا حمارة ولاَّ جوزك الحمار هللي بياكول هيك أكلات من ايديكي.. ولاَّ متل ما بيقول المتل.. "     شو ما طبخت العمشى جوزا بيتعشّى..؟"

أمنة: أنا عمشى يا مجلعصة  ؟. لك روحي تطلعي على حالك بالمراية.. " متل قطرميز مصر لا رقبة ولا خصر.. "

بهية: ايه لك روحي.. "حارتنا ضيقة ومنعرف بعضنا.."  لك روحي مسحي الحمرة والبودرة وفرجينا  كسمك.. لك وينك.. "عند جرن الحمام بتبان القرعة من أم الشعر"

         

وهنا تفتح جارة ثالثة شباك بيتها لتقول لهما:

 

تضربوا انتو التنتين.. لك استحو على حالكون حاجة تنشرو غسيلكون الوسخ عالناس.. "قال    برغوت قال لبقة يضرب الشرشوح اذا ترقّى.."

وتتمتم جارة أخرى كانت تتفرَّج على الخناقة وهي تقول لحماتها: هي طلعت أم بريص أم أزفر لسان تتدخل بيناتهون.. إيه والله "كمل النقل بالزعرور.." قومي حاكيهون مرت عمي. ولكن الحماة العاقلة تجيب كنتها: شو بدنا فيهون.. ايه ما سمعتي شو قال المثل لك بنتي؟.. "قال يا داخل بين البصلة وقشرتها ما بتفيدك غير صنِّتها..!"

*****************

نشرت في بيروت تايمز ـ يونيو 1993  

 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط