منقول / Dec 16, 2013

سئل الشيخ محمد بن صالح اعثيمين‏ عما قاله أحد الوعاظ المسلمين في مسجد من مساجد أوروبا من أنه لا يجوز تكفير اليهود والنصارى‏، فأجاب بالتالي‏:‏

"إن هذا القول الصادر عن هذا الرجل ضلال، وقد يكون كفرًا، وذلك لأن اليهود والنصارى كفرهم الله عز وجل في كتابه، قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ الله ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ الله أَنَّى يُؤْفَكُونَ‏" ‏(التوبة ‏:‏ 30‏)‏.‏ فدل ذلك على أنهم مشركون، وبين الله تعالى في آيات أخرى ما هو صريح بكفرهم‏:‏

‏"‏لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ‏"‏ ‏(‏المائدة‏:‏ 17‏)

"لقد كفرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ‏"‏ (‏المائدة‏:‏ 73‏)

‏"‏لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ" (‏المائدة‏:‏ 78)

‏"‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ" (البينة‏:‏ 6‏)

والآيات في هذا كثيرة، والأحاديث، فمن أنكر كفر اليهود والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمد، صلى الله عليه وسلم، وكذبوه، فقد كذب الله عز وجل وتكذيب الله كفر، ومن شك في كفرهم فلا شك في كفره هو‏.‏

ويا سبحان الله كيف يرضى هذا الرجل أن يقول‏:‏ إنه لا يجوز إطلاق الكفر على هؤلاء وهم يقولون‏:‏ إن الله ثالث ثلاثة‏؟‏ وقد كفرهم خالقهم عز وجل وكيف لا يرضى أن يكفر هؤلاء وهم يقولون‏:‏ إن المسيح ابن الله، ويقولون‏:‏ يد الله مغلولة، ويقولون‏:‏ إن الله فقير ونحن أغنياء‏؟‏‏!‏

كيف لا يرضى أن يكفر هؤلاء وأن يطلق كلمة الكفر عليهم، وهم يصفون ربهم بهذه الأوصاف السيئة التي كلها عيب وشتم وسب‏؟‏‏!‏

وإني أدعو هذا الرجل، أدعوه أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يقرأ قول الله تعالى‏:‏ "وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ‏" (القلم‏:‏ 9‏) وألا يداهن هؤلاء في كفرهم، وأن يبين لكل أحد أن هؤلاء كفار، وأنهم من أصحاب النار، قال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"والذي نفسي بيده، لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الأمة ـ أي أمة الدعوة ـ ثم لا يتبع ما جئت به، أو قال‏:‏ لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار."‏

 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط