جون نبيل / Oct 07, 2007

بزغ فجر اليوم، الأحد السابع من تشرين الأول على خبر عادي نسمعه كل يوم، وما يدفعني للكتابة هنا ليس فقط الحادثة المؤلمة لرامي عيّاد من غزة، بل هو الصمت المطلق من قبل الصحافة العربية ووسائل الإعلام المرئية المدعومة من الحركات الوهابية السعوديّة، التي تدعم وتشجع بشكل مباشر وغير مباشر ما حدث لرامي.

لم يسمع أحد عن رامي عياد، ذلك الزوج الشاب البالغ تسعة وعشرين عاما وهو أب لابنتين وكان ينتظر مولود ثالث على الطريق، مولود سيفتح عينه في هذه البقعة المظلمة من العالم ليجد نفسه يتيم الأب.


رامي الذي كرّس حياته لخدمة إخوته المسلمين في قطاع غزة، رامي الذي حمل رسالة محبة وراح ينشرها في بقاع ممتلئ بالكراهيّة، رامي الذي دفع حياته لأنه ببساطة كان يُبشّر بشرا ملئت صدورهم بالبغض والحقد والتعاليم الإسلامية الكريهة.
رامي الشاب، الابن، الزوج والأب لاقى مصيرا بشعا كمصير أم قرفة وكمصير عصماء بنت مروان، لأنه حدّث المسلمين عن المسيح الذي حمل للعالم رسالة حب وسلام ورجاء.
والجاني نفسه لم يتغيّر منذ أربعة عشر قرنا، مازال الجاني يعيث فسادا في الأرض، حرا طليقا لا ضابطاً أخلاقياً يردعه ولا قوانين مدنيّة تهذبه؛ مازال الجاني يقطع حدود الزمان والمكان يدّمر ويقتل من شاء متى شاء وأينما شاء، لا من يحاكمه، لا من يردعه، ذلك الوحش المجرم الذي يصفق ويهلل له أتباعه بعد كل جريمة يقوم بها.

نعم التعاليم الإسلاميّة وحدها المسؤول عن آلاف الجرائم التي ارتُكِبَت بحق البشرية، وبحقّ رامي عيّاد، تلك التعاليم الهشة التي يدافع عنها أتباعها بالقتل والدمار والإرهاب.
وُجد رامي مقتولا بعد أن نال عذابا مُرّا من الأيدي الشيطانيّة الملطخة بالدماء، وجُد رامي مقتولا بعد أن كسّروا جمجمته بشكل قاس وحشي دون مراعاة لإنسانيته أو مواطنته.
رامي عيّاد هو قضيّة كل مسيحي في غزة، بل كل مسيحي في أي بقعة من العالم الإسلامي، رامي عيّاد هو قضيّة كل إنسان حر يؤمن بالحريّة، رامي عيّاد هو قضية المظلومين والمضطهدين والذين يعانون لا لشيء إلا لأنّهم يحملون من أراء أو مبادئ أو إيمان مخالف لما يحمله المسلمون.

=============

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط