بسام درويش / Jan 04, 2002

التالي من جريدة العالم العربي لصاحبها أحمد علم عدد 267

تحت عنوان "الإرهابي كارلوس يعتزم الزواج من محاميته." نقل (صاحب الجريدة على ما يبدو) آخر أخبار كارلوس الإرهابي الدولي المعروف متحدثاً عن بعض فصول حياته كاعتناقه الدين الإسلامي وزواجه من سودانية مسلمة وأخيراً عن اعتزامه الزواج من محاميته الفرنسية. ثم تطرق إلى بعض أعماله الإرهابية فقال: "ويُعرف كارلوس بأنه العقل المدبّر للهجوم على اجتماعٍ لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا في عام 1975 حيث احتجز هو وخمسة أشخاص آخرين 70 رهينة بما فيهم 11 وزيراً."

وتابع يقول: "وجعل هذا الحادث المأساوي من كارلوس أكثر الرجال المطلوب اعتقالهم في العالم ورمزاً للإرهاب شأنه في ذلك شأن المتشدد سعودي المولد أسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي وقعت الشهر الماضي في الولايات المتحدة.."

*********

في سياق الحديث عن كارلوس، أَوْلى كاتب الموضوع اهتماماً بكلمة الإرهابي، حيث كان دائماً يضعها بين علامتي اقتباس، أي على هذا الشكل: "الإرهابي"، ومن الواضح أنه يريد أن يعلن بذلك تنصّله من إطلاق صفة الإرهاب على كارلوس، وبأن استعماله لها ليس إلا من قبيل الأمانة في نقل الخبر.

أما الأسوأ من ذلك، فإن الكاتب، وحتى بعد مرور أربعين يوماً من جريمة الحادي عشر من أيلول، لا زال مصمماً على اعتبار بن لادن مجرد إنسان متشــدد.

كارلوس الإرهابي الكبير بنظر جريدة العالم العربي هو "إرهابي" بين علامتي اقتباس.. أي "حسب ما يسميه بعضهم!.."  أما بن لادن فهو ليس إرهابياً بعدُ، لا بعلامتي اقتباس ولا دونهما.. هو مجرد إنسان مسلم متشـدد.. أي وبكلمة أخرى، متمسك بتعاليم الدين إلى أقصى الحدود!

 

وكما أنّ الزبالةَ بالزبالةِ تُذكَرُ، يحضرني هنا ذكرُ حاقدٍ آخر من الذين "يعيشون في حضن هذا البلد وينتفون لحيته" وهو أحمد كعكاتي صاحب صحيفة "العرب" الصادرة في كاليفورنيا. هذا الأخير نشر صورة للإرهابي المذكور كارلوس وهو يرفع ذراعه مهدداً مع عنوان يرافقها يقول: "اضربوا إسرائيل وأميركا في شتى أنحاء العالم." ولقد بلغ إعجابه بهذا الإرهابي حدّ تذييل صورته بعبارة: "المناضل الأممي كارلوس"! (العرب، سبتمبر، أيلول 2001 عدد 416 )

ألم يحن الأوان لهؤلاء الذين لا يحبون هذا البلد أن يتعلموا كيف يحبوه أو يعودوا إلى بلاد الكراهية التي أتوا منها؟

************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط