بسام درويش / Jul 15, 2005

قال قريبٌ لواحدٍ من المشتبه بهم في تفجيرات لندن إنّ أسرته "منهارة" بسبب هذه الأنباء. قال، إنّ اسرة شهزاد تنوير البالغ من العمر 22 عاما والذي وصف بأنه كان هادئا وطيب القلب، لم تستطع تقبل أن يكون ابنها تسبب في سقوط هذا العدد من القتلى. وأضاف: "لم يكن هو..لا بد أنها قوى تقف وراءه."

وعندما سئل عن شعوره عندما أخبرته الشرطة أن ابن شقيقه لم يكن ضحية للحادث وإنما ربما يكون أحد منفذي التفجير انهار وأجاب قائلا: "فقدنا كل ما لدينا."

وذكر أنه قد رآه للمرة الأخيرة قبل يوم من التفجيرات كما ذكر بأنه قد ذهب إلى باكستان لمدة شهرين في وقت سابق من هذا العام لدراسة الدين الإسلامي!!

(عن بي بي سي أونلاين 14 يوليو 2005)

******

ترى ماذا خطر في فكر عمّ هذا الشاب حين سمع منه بأنه يريد مغادرة بريطانيا والذهاب إلى باكستان لدراسة الدين الإسلامي؟

ماذا يُتَوقَّعُ  في هذه الأيام من شاب في هذا العمر، يأتي إلى ذويه ويقول لهم إنه سيتركهم للذهاب إلى باكستان أو إلى أية دولة إسلامية لدراسة الإسلام؟..

لا بل ماذا يَتوَقّع الأهل في هذه الأيام من ابنهم، حين يرونه قد أخذ يميلُ بشكل مفاجئ إلى ارتياد المساجد، ومعاشرة اصحاب اللحي والوجوه الداكنة المكفهرة، وأداء صلواته الخمس في أوقاتها، والمثابرة على مطالعة القرآن والتدقيق بعينين باحثتين بين كلماته وحروفه؟.. هل يتوقعون أن ابنهم هذا في طريقه إلى اختراع شيء يفيد البشرية، أو ربما يخطط للشروع بشركة تجارية تفيده وتفيدهم؟..

 

الاهتمام المفاجئ بشؤون الدين الإسلامي لدى الأبناء، يجب أن لا يمر غير ملحوظ من الأهل ـ مسلمين كانوا أو غير مسلمين. إنه يجب أن يثير اهتمامهم تماماً كما تثيرهم رائحة غريبة على ملابسهم يُشتبه بأنها رائحة مخدرات.

الإسلام ليس كالبوذية أو المسيحية أو الهندوسية أو اليهودية أو أية ديانة أخرى. ليس هناك دين من الأديان يجتمع أتباعه في معبد لسماع عظات تشجّع على الكراهية أو تدعو لقتال بني البشر.

دخلتُ معابد هذه الأديان كلها، واستمعت إلى أتباع هذه الديانات يصلون، كما استمعت إلى عظات رجال دينهم، فلم أسمعْ دعاءً من أجل ترميل امرأة أو تيتيم طفل أو تشريد عائلة كما سمعت في مساجد المسلمين. وحده الإسلام يشجّع على الكراهية. وحده الإسلام يزرع الحقد في قلوب اتباعه.

******

يقول عم ذلك الإرهابي: "لم يكن هو.. لا بد أنها قوى تقف وراءه.!!!"

حقاً إنه ليس هو!.. لكن أية قوى هي تلك؟؟..

أليست هذه القوى هي الكتاب الذي يقدسه هؤلاء الأهل ويعملون على تحفيظه لأولادهم منذ ساعة ولادتهم؟..

هل يجهلون حقاً ما في ذلك الكتاب من تعاليم رهيبة وخطرة أم انهم يتجاهلونها؟..

إذا كانوا حقاً يجهلونها، فلم يعد لهم من عذر وهم يرون بأم أعينهم ما يعانيه العالم من هذه التعاليم في كل ساعة تمر عليه.  

وإذا كانوا يتجاهلونها، فإن عليهم تحمل مسؤوليتهم أمام القضاء، مثلهم في ذلك مثل أبنائهم الإرهابيين، لأن الساكت عن الإرهاب إرهابي أعظم خطراً.

الإرهابي يفطس وهو يرتكب جريمته، اما الأهل فكالمدرسة التي تستمر بتخريج الإرهابيين، ولا يجوز للقضاء أن يغضّ النظر عن مسؤوليتهم.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط