بسام درويش / Nov 09, 2006

أعادت قناة نرويجية خاصة عرض الرسوم الكاريكاتورية المشهورة ضمن فيلم وثائقي تحدث عن ردة فعل المسلمين البربرية على نشرها آنذاك. وقد قامت المحطة التلفزيونية بإبلاغ وزارة الخارجية النرويجية عن نيتها بعرض الفيلم فقامت الوزارة بدورها بإبلاغ السفارات في الخارج لأخذ الحيطة.

 

ورحب مسؤول في نقابة الصحافة النرويجية بهذا العرض، ووصفه بالعمل الجيد داعياً المسلمين إلى الانسجام مع حرية التعبير إذا أرادوا أن يعيشوا في الغرب.  

 

وكما هو متوقع، فقد ندد المسلمون بهذه الخطوة واعتبروها استفزازاً لهم، لكنّ الجديد والجدير بالذكر في تنديدهم، هو ما جاء على لسان الشيخ أحمد أبو لبن الذي اشتهر اسمه العام الماضي بعد أن قام بتزييف رسوم كاريكاتورية تسيء إلى محمد لغاية إثارة المسلمين ضد الغرب، إذ قال: " إنّ المسلمين: "لم ولن يسكتوا على من يهين نبيهم ودينهم، حتى ولو كلفهم ذلك كل ما يملكون ومغادرة الدول الغربية. لأن المسلم الذي يعيش في الغرب جاء باحثا عن حياة افضل وليس من اجل ان يهان دينه ورسوله".

*********

هليلويا!.. يا للفرحة!!..

 

لقد تعودنا على سماع تهديدات مختلفة من المسلمين: سنقطع رؤوسكم.. سندمر بيوتكم.. سنشرد اطفالكم.. سنرمّل نساءكم!.. اما أن نسمع منهم تهديداً كهذا بأنهم سيغادرون الغرب ويعودون إلى بلادهم، فهذا لَعُمري تقدّمٌ يستحقون عليه الثناء والشكر.

 

يعتقد أبو لبن أنَّ الغربيين سيخرجون إلى الشوارع يعفّرون وجوههم ويلطمون خدودهم حزناً على مغادرة المسلمين للدول الغربية!

 

لنتأمل في وضع دول الغرب إذا خرج العرب والمسلمون منها ولم يعد يُسمح بعد ذلك لمسلمٍ أن يدخل إليها:

 

ـ سيشعر الناس بالأمان وهم يركبون الطائرات أو يعبرون الجسور أو يقصدون المباني التجارية. هذا قبل كل شيء آخر!

ـ سيتحسن وضع الميزانية في كل هذه الدول إذ ستوفّر مؤسسات خدماتها الاجتماعية على نفسها مئات الملايين من الدولارات التي تصرفها على عشرات الألوف منهم. أي، كما يقول المثل العامي: حرد الدب عن الكرم زاد العنب قنطار!

ـ سيشعر المفكرون والفنانون والأدباء بالراحة والأمان إذ لن يعود أحد منهم يخشى على حياته عند كل كلمة تخرج من فمه.

ـ سيعود لشوارع الغرب رونقها التي عُرفت به، ويعود التنزه في حدائقه النظيفة متعة ما بعدها متعة.

ـ سيرتاح الناس في بعض مدن الغرب من نعيق الشيوخ من على مآذن المساجد التي قبلوا به أدباً ولطفاً وكرماً منهم، فكوفئ كرمهم وأدبهم ولطفهم بثلاثة آلاف قتيل بريء في نيويورك ومدريد ولندن وغيرها من مدن هذا الغرب.

 

لا شكّ بأنه ليس كل من في الغرب سيكون في عداد الرابحين إذا غادر أبو لبن وشيعته. علينا أن نعترف أن كازينوهات القمار والكباريهات وسماسرة العهر سيخسرون خيرة زبائنهم!!

 

يقول أبو لبن "إنّ المسلم الذي يعيش في الغرب جاء باحثا عن حياة افضل وليس من اجل ان يهان دينه ورسوله"، وهذا لَعُمري كرم أخلاق منه بأن يعترف على الأقل بأن الغرب يوفّر له ولشيعته حياة أفضل من جحيم الحياة في ظل حكامه المسلمين؛ لكنه وشيعته مع كل ذلك، لا يترددون بالعمل الدائب على تقويض أهم الأسس التي تجعل من الحياة في الغرب حياةً افضل.

 

ألا بِحفْظِ القرودِ يا سيد أبو لبن!.. و "طريق يسد ما يرد"!!

*********

(زاوية تعليقات سريعة)

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط