بسام درويش / Jul 17, 2005

نشرت مجلة نيوزيويك الأمريكية تقريراً صحفياً تضمن خبراً مفاده أن أحد الحراس الأمريكيين دنّس القرآن برميه في المرحاض.

على اثر نشر الخبر قامت مظاهرات غاضبة ودموية في عدد كبير من الدول الإسلامية، وطالب متظاهرون في أفغانستان بتسليم المسؤول عن "جريمة" تدنيس القرآن "الكريم" لمحاكمته في محكمة إسلامية!!

تبين لإدارة المجلة فيما بعد أنها عاجزة عن إثبات صحة التقرير وبناء على ذلك قامت بالاعتذار لنشره ومن ثم سحبه نهائياً.

******

ردة فعل المحمديين على هذا التقرير ليست بالأمر المستغرب، لا لأن قرآنهم أُلقي في المرحاض إنما لأنهم بطبيعتهم أمة غاضبة لا تعرف التعامل مع أيّ خبرٍ أو حدثٍ بأسلوبٍ حضاري. المستغرب هو أن تنشر إدارة مجلة نيوزويك تقريراً كهذا التقرير يصلها من مصدر مجهول دون أن تتأكد من صحته، عالمة كل العلم بما قد ينتج عنه من احتجاجات هستيرية في العالم الإسلامي لا بدّ وأن تؤدّي إلى سقوط ضحايا. المستغرب أيضاً أن إدارة مجلةٍ كهذه المجلة المعروفة، لم تشكّ في أن مصدر الخبر قد يكون مسلماً ـ وربما من جماعة القاعدة بالذات ـ أراد أن يحرّك الشارع الإسلامي ضدّ الولايات المتحدة، وهو احتمال أكثر من وارد!

 

على أي حال من الأحوال، سواء كان الخبر صحيحاً او غير صحيح، ينسى المنددون به في وسائل الإعلام الغربية، تذكير المسلمين بما قاموا ويقومون به من انتهاكٍ لمقدسات غيرهم، كما فعلوا في كنيسة بيت لحم أو عندما حطموا تماثيل بوذا في أفغانستان أو بما لا زالوا يقومون به في مصر أو السعودية أو العراق أو إندونيسيا وأماكن أخرى.

 

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن هناك أوامر من الإدارة الأمريكية موجهة إلى جنودها وموظفيها في كل المعتقلات أو القواعد العسكرية، بأن يتعاملوا مع القرآن حين توزيعه أو نقله، بعناية وتقدير بالغين، كتعاملهم مع أية قطعة فنية لا تُقدّر بثمن، وذلك حرصاً على مشاعر المسلمين!..

عند هذه النقطة، لا بدّ لنا من العودة إلى سؤال كنّ قد طرحناه من قبل: لماذا تسمح الإدارة الأمريكية أساساً بإدخال نسخ من هذا القرآن إلى معتقل غوانتانامو أو اي معتقل آخر؟.. أليس هو الكتاب نفسه الذي حوّل هؤلاء المعاقين عقلياً إلى ما هم عليه من إرهاب وحقد على البشرية؟..

******

في الحقيقة، إن الخبر كله لا يستحق هذا الاهتمام. فالقرآن بصراحةٍ لا يحتاج إلى من يدنّسه بإلقائه في مرحاض أو مزبلة، لأنّ لديه مناعة ضدّ الدنس لكثرة ما يحتويه منه. يكفي ما فيه من تعاليم تشجّع المؤمنين على قتل البشر لقاء وعدهم بكرخانة في الحياة الآخرة. كرخانةٍ سماوية يتمتع بها الرجال أصحاب الذكور دائمة الانتصاب بالعذارى من الإناث اللواتي يرجعن أبكاراً بعد كل نكحة. يكفي ما فيه من تعاليم تعتبر المرأة حرثاً يأتيها بعلها أنّى شاء ـ أي، ووفقاً لتفسير الإمامين الجليلين ـ كيفما شاء من قيامٍ ووقوفٍ وقعودٍ وإدبار!..

إنه في الحقيقة "خبرٌ لا ينتطح فيه عنزان" كما قال محمد بعد اغتياله لأمٍّ كانت ترضع طفلها؛ جريمتها كانت انتقادها له ببضعة أبيات شعر!!!

=============

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط