بسام درويش / Mar 31, 2012

تناقلت وكالات الأنباء مؤخراً خبرين عن أسامة بن لادن.

 

يقول الخبر الأول، نقلاً عن شقيق الزوجة الخامسة لابن لادن، إنّ بن لادن نصح أولاده قبل مقتله بإكمال تعليمهم في الغرب وبعدم السير على خطاه في تبني الإرهاب، طالباً منهم أن يعيشوا بسلام ويتعاملوا مع العالم بشكل سلمي.

 

أما الخبر الثاني، والذي تناقلته وكالات الأنباء بعد بضعة أيام، فقد كان عن نسختين من الإنجيل جرى العثور عليهما في المجمع الذي كان يختبئ فيه بن لادن قبل مقتله.

 

وبالطبع، فقد أثار هذان الخبران استغراب الناس. إذْ كيفَ لشخص مثل أسامة بن لادن، انتهج الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافه، وحرّض عليه حتى آخر أيامه وهو يحمل قرآنه بين يديه، مستشهداً بتعاليمه التي تبرر نهجه، أن يقول لأولاده بأن السلام وقبول الآخر خيرٌ من الإرهاب؟

كيف لإرهابي كبير مثل بن لادن، قام بتجييش الألوف من المسلمين وبقي لآخر فترة من حياته يعظ الناس مؤكداً لهم أن الجهاد هو طريقهم الوحيد إلى الجنة، أن يحرم أولاده من هذه الجنة بنصحه لهم أن يتبنّوا السلام ويبتعدوا عن الإرهاب؟

 

وفوق كل ذلك، كيف لمسلمٍ أعماه التعصب ضد المسيحيين "الصليبيين الكفرة"، أن يحتفظ في بيته بنسختين من الإنجيل، وهو الكتاب الذي لا تسمح به الدول الإسلامية بدخول أراضيها وتعاقب المسلم الذي يُعثر بحوزته على نسخة منه؟

 

يقول المحللون أنهم يرجحون بأن بن لادن ربما كان يقرأ الإنجيل ليبحث فيه عن تعاليم جهادية أو ما شابه ذلك...!

ربما يكون في هذا التحليل بعض الصحة، لكنْ، إذا تمعنا بالعلاقة بين هذين الخبرين، أفليس أكثر ترجيحاً أن يكون بن لادن قد وجد أخيراً الحقيقة التي كان يفتقدها طوال حياته؟  

أليس أكثر ترجيحاً أن يكون قد أدرك في آخر أيام حياته، وهو يقرأ في الإنجيل، أن تقبّل الآخر هو الطريق الوحيد للعيش بسلام مع النفس ومع الآخر؟

أما السؤال الأهم: ألا يعقل أن يكون بن لادن قد تاب عن الإرهاب في آخر أيامه ومات مسيحياً؟

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط